القطر.. ناس الخرطوم.. والكابوريا..(قَصّات) الشعر.. عجائب المسميات وغرائب الدلالات

روى الفنان الراحل «عبد العزيز محمد داؤد» في أحد الحوارات الإذاعية، القصة الشهيرة التي تسببت في إطلاق اسم (القطر) على نوع مُعَيّن من قَصّات الشعر آنذاك، وهي أن أحد عازفي فرقة الراحل كان يتأهب لقَص شعره، قبل أن يفاجأه عبد العزيز برحلة فنية لإحدى الولايات، وبرغم إصرار العازف على قَص شعره، إلاّ أنّ عبد العزيز أخبره أن يقوم بذلك لاحقاً في القطر، وهو ما تَسبّب في فقدان العازف لأناقته بعد أن عبث الحلاق داخل القطر بشعره بفعل المطبات في الطريق، وهو ما دفع بالرجل لرفضه الظهور أمام الجمهور بذلك الشكل، ولم يقتنع إلاّ بعد أن منحه عبد العزيز القبعة الخاصة به، حتى تخرج المناسبة لبر الأمان.
وربما دفعت هذه القصة الكثيرين لإطلاق اسم (حلاقة القطر) على كل رأس غير مشذب، أو مشوه، بل وأصبح ذلك الإسم من أكثر الأسماء الساخرة من حلاقة غير مكتملة عناصر الأناقة.
ويستحوذ المطربون والفنانون على نصيب الأسد من تلك المسمّيات التي تطلق على قَصات الشعر ابتداءً من تسريحة إبراهيم عوض وحتى مشاط الفنان طه سليمان، الذي قُوبل بالكثير من الاعتراض والسخط من قِبل الجمهور السوداني.
وبعيداً عن الشارع الفني، يَتَفنّن البعض في إطلاق المسميات الغريبة على قصات الشعر، فخرجت للعيان مُسمّيات مثل (نمرة واحد و ونمرة اتنين وكارلويس والكابوريا والتدريجة وناس الخرطوم وغيرها).
وربما أصاب مُسمّيات قَصات الشعر نوع من الضمور الإعلامي بعكس السابق الذي كانت فيه قَصات (الخنفس) وغيرها تحتل مساحةً واسعةً من التداول عبر شرائح المجتمع.
الخرطوم: أحمد دندش
الرأي العام