أعطني حريتي اطلق يديّ..!

“المتفائلون لا يدركون كم المفاجآت السعيدة التي تحدث للمتشائمين”.. بيتر بام!
زوجة سودانية بالغة ، عاقلة ، مكلفة ، لكنها مدللة ، ضاقت ذرعاً بالدلال فيممت وجهها شطر مولانا القاضي تطلب فراقاً عاجلاً من زوجها الذي كان يصر على توفير جميع وسائل الراحة في بيت الزوجية، من خدم وحشم وخلافه .. بما في ذلك طباخ ملوكي مستعد لتلبية كل الطلبات وتغطية جميع المناسبات والمآتم والأفراح .. كان الرجل يحبها إلى درجة الحرص على أن يجنبها ويلات الطبخ وشقاوة النفخ ومقابلة النيران، كي تتفرغ للحنة .. والمنكير .. والبوديكير .. والذي منه ..!
لكن الزوجة الغاضبة كانت من النوع “الفقري” الذي يطيب له تقطيع البصل ويلذ له تسبيك الحلل، ويا سلام لو امتلأ الفستان بزيت الدمعة ونكهة الثوم، لمزيد من الشعور بالمتعة .. فما كان منها ـــ والحال كذلك ـــ إلا أن طلبت الطلاق للضرر (المتمثل في كثرة الراحة والدلال) ..!
بحسب الصحف التي أوردت الخبر، حاول القاضي جاهداً أن يثني الزوجة المستغنية عن عزمها وأن يقنع الزوج بضرورة طرد الطباخ فوراً والبدء في إصدار الأوامر لزوجته بتزبيط المفروكة وعواسة الكسرة حتى يكتسب ثقتها ـــ شيئاً فشيئاً ـــ فتوقن بمقدراته المتجددة على إسعادها ..!
لعلك الآن تبتسم تلك الابتسامة التي نطلقها في وجه غرائب الآخرين، ولكني أذكرك بأن موقف تلك الزوجة ليس الأول من نوعه ـــ على أية حال ـــ بل هو ضرب من ضروب النضال النسوي التاريخي في مواجهة البطر والدلال الإجباري الذي قاست منه بعض النساء المتطلبات على مر العصور، والذي يظن معظم الأزواج ـــ وفي بعض الظن جهل ـــ أنه فن متطور من فنون النكد الأسري الذي لا يطيب لزوجاتهم العيش بدونه، ولكن الحقيقة اللطيفة هي أن الحكاية قديمة ومتأصلة في تاريخ الزوجات النكديات ..!
من السيدة “ميسون” الكلبية زوجة الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان الخليفة الذي أسكنها فسيح القصور بين الطنافس والزهور وألبسها الحرير والديباج وأغدق عليها الحلي والجواهر، لكنه عاد يوماً إلى بيته ـــ بعد يوم عمل شاق في تصريف شئون الخلافة ــ وهو يطمح كأي زوج محب في قضاء وقت ممتع برفقة زوجته الشابة الجميلة، لكنه عوضاً عن ذلك سمعها تنشد أبلغ أبيات النكد الزوجي في تاريخ الشعر العربي (لبيت تخفق الأرواح فيه .. أحب إلىّ من قصر منيف .. وأكل كسيرة وتطيب نفسي .. أحب إلىّ من أكل الرغيف1) .. إلى آخر تلك القصيدة “الكارثة” .. فطلقها ـــ تماماً! ـــ ثم تركها تغادر إلى حيث فقر البادية الذي لا يعكر صفوه ترف ..!
أما زوجة المعتمد الخليفة الأموي الأندلسي فقد كانت “حريفة شوية”، وأمسكت بعصا الثورة في مواجهة الدلال من المنتصف، فذرفت دموع الحنين إلى حياة العوز وأظهرت الضجر من كثرة العز عندما رأت بعض صويحباتها في أيام الفقر ـــ قبل أن يقع الخليفة في غرامها فينقلها تلك النقلة النوعية، الطبقية، الهائلة ـــ وهن يتلاعبن ويتضاحكن ويخضن في الطين بأقدامهن الحافية .. فبكت من الحسرة وانعدام (الأكسس) لحياة الفقراء وضياع (الكنترول) للخوض في طين المساكين ..!
فما كان من الزوج العاشق (وهذه بالمناسبة إحدى فوائد الأزواج الأثرياء!) إلا أن أمر الجواري والخدم بأن يعدوا لحبيبته المتذمرة بركة طين ملوكي ــــ طين السرور! ــــ قوامه المسك والعنبر والكافور وسائر العطور .. فخاضت السندريللا الدلوعة في بركة العطور مكرهة لا بطلة، ولسان حالها يقول “عطور .. عطور ..غرامة .. غرامة”، المهم أن أبقى زوجة خليفة .. ولو كلفني ذلك بعض الإرهاق من الترف .. والمعاناة مع الرفاهية .. والتعب من الدلال” ..!

الراي العام

تعليق واحد

  1. مافهمنا شيء … فاذاكانت الحياة مع المعتمد ما عاجباك فنحن ناس الويكة واللوبة والكسرة الحمراء وغيرها لا نبتغي بديلا … وكلك نظر يا مرة

  2. ويا سلام لو امتلأ الفستان بزيت الدمعة ونكهة الثوم، لمزيد من الشعور بالمتعة .. وياحبذا
    لو اتت للفراش وهى ممسكه بالبصله ..
    الحال بطال يابت ابو زيد وين الدلع وين الغنج وين التحانيس
    الحال صعب بالحيل غضب وتوتر وتزمر ومشاكل والله المستعان .. ركزى معانا شويه وخليك فى الصوره ..

  3. ٌقال الدب الذي رفض ان ياكل عشبة (منيرفا)التي قدمها له اوديسيوس كما تخيل ذلك الاغريقي المفكر القديم لكي يعود بشرا بعد ان انسخط دبا ان الحيوان اعظم قدرا من البشر وساق منطقا حصيفا للدفاع عن خياره واجمل مافي كلامه هو ان الحيوان لايستعبد الحيوان : هل رايت حصانا يستعبد حصانا او اسدا يكون جيشا ليأتمر بامره ! وعن الشجاعة قال ان اللبوة اشرس من الاسد واكثر شجاعة منه عكس البشر والا لما انتظرت زوجتك بنبلوب عودتك كي تخلصها من الفرسان المعربدين في قصرها ! لو كانت ليوة لحاربتهم نابا لناب وظفرا بظفر ! كلا يا سيدي ! الا دي ! كانت مجموعة النساء المحاريات تساوي اربعا من مجموعات الرجال في الشراسة والشجاعة وسعة الحيلة القتالية وهن يواجهن الضواري ويطاردن الفرائس ! ولكنهن رمين السلاح وعدن الي البيوت ليؤسسن البني التحتية لما صارت اليه حصارة اليوم : طبخن وحلبن وربين الصغار وزخرفن وشكلن الفخار وفعلن كل ما من شانه تكوين مجتمع مدني !لذلك لم استغرب عندما قال بصيرنا الطيب صالح : اعتقد ان الحضارة انثي ! فيا عزيزتي لا تستغربي ان تحن امرأة لمولودها الاول : الحضارة التي ليست هي بالقطع القصور والرياش والخدم والحشم

  4. .. والذي منه ..!هذا أطار فؤادى،حتى بلغت القلوب الحناجر، فما أجملكن أيتها النساء، يا عالم هو رياحين لنا، ثم أننى بعد قراءة هذا المقال الرائع تخيلت مجرد خيال أن تقوم زوجات البشير ونافع وعبدالرحيم حسين والمتعافى و و و و…ومن هن فى مستواهن من الدلال بالوقوف أمام قاضى القضاة ليشتكين حالهن ، فوداد تريد العودة الى قرى الجزيرة مع اغنامهاوتطلق حياة كافورى حيث العنبر والكافور ، والاخريات يردن عواسة الكسرة وتقطيع البصلة ..فهل انا صادق فى خيالى!!!!

  5. تركت لبنانية (مدللة) زوجها وأربعة أطفال وهربت مع بائع (تميس) أفعاني!!! شاهدت سيدة ليبية وهي راكبة على شاحنة تقطع الصحراء الكبرى غير المتناهية والشاحنة مكتظة بالركاب والبضائع في طريقها إلى السودان للحاق بزوجها الذي تركها وغادر للسودان بالرغم من أنها لم تلد منه أي طفل!!! ماالذي يجعل زوجة (مدللة) تترك أطفالها وزوجها وتهرب مع رجل فقير؟ وما الذي يجعل إمرأة تقطع الصحراء على ظهر شاحنة لتلحق بزوج لم تلد منه؟؟ هناك سر لن أبوح به، لأن اليوم الخميس وأنا صائم (صائم عن الكلام على الأقل).

  6. منى ابوزيد دي رايح ليها………….
    في حاجة ما عادية في مشاكستها للرجال
    انت الظاهر ما لقيت البحك ليك عرانك تمام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..