
ما الذي تتوقعه إذا تم إحلال الشعب الاوربي بسوداني والسوداني بأوروبي مع وجود الأنظمة والقوانيين؟
إليك هذه الواقعة :
جوردون براون، زعيم حزب العمال ورئيس وزراء بريطانيا. كان يقوم بجولة انتخابية فى مدينة روكدال فى مقاطعة مانشستر، وأثناء حديثه مع الناس فى الشارع أوقفته بريطانية اسمها جيليان موظفة متقاعدة ، ومن أمام كاميرات التليفزيون اشتكت خلالها من المهاجرين وأنهم يأخذون فرص العمل من البريطانيين.
حاول براون أن يقنعها بصحة سياستة فى التعامل معهم لكنها متمسكة برأيها فما كان من براون إلا أنه أنهى الحوار ثم صافحها وعاد الى سيارته .
لكن براون، لسوء حظه، نسى أن يغلق الميكروفون المعلق فى سترته والميكروفون ينقل إلى شبكات التليفزيون حديث براون إلى مساعديه فى السيارة. وكان غاضبا من حواره مع السيدة وما أن دخل إلى السيارة حتى قال لمساعديه: من الذى اقترح لقائى بهذه السيدة؟!. إنها متعصبة.
ولقطت وسائل إعلام كلمات براون وعمت أنحاء بريطانيا: رئيس الوزراء أهان مواطنة بريطانية واتهمها بالتعصب لأنها تخالفه فى الرأى، فغضبت السيدة غضبا شديدا بعد علمت بذلك واتصل براون عليها للإعتذار فلم يكن كافيا، ثم من على شاشة التليفزيون البريطانى وكرروا عليه المذيع ماقله في التسجيل ثم سأله: هل تلوم نفسك على هذا الذى قلته؟..فأجاب رئيس الوزراء أنه يلوم نفسه ولن يكرر ذلك فى المستقبل وأعلن اعتذاره لجيليان أمام الشعب البريطانى وأعلن أنه أخطأ ونادم وقبلت جليان اعتذاره .
في نفس الوقت الذي كان فيه براون يلح في الإعتذار للمرأة العجوز لمجرد أنه وصفها بالمتعصبة في حديث مسجل بالخطأ كان البشير يصف الشعب كله بشذاذ الأفاق وتحدى الشعب بأن الذي يريد أن يسقطه يطالعنا في الشارع وقال لو دقت الموسيقى كل فار يدخل جحره وهذا غير إساءات المسؤولين في العهد البائد للشعب والذين إعتصموا امام القيادة مطالبين بالحرية والعدالة تم ضربهم وتعذيبهم وقتلهم بالرصاص
السؤال هنا لماذا تتعامل الدول الغربية مع المواطنيين بكل هذا الاحترام بينما تتعامل حكومتنا البائدة مع مواطنيها بإعتبارهم مجرمين وحيوانات ويستحقون القتل؟
السبب ليس أخلاقي وإنما السبب سياسي لأنه لا يوجد دليل على أن براون أفضل أخلاقيا من البشير لكن يوجد دليل على ان براون وصل السلطة عن طريق انتخابات وإختاره الشعب بالتالي فهو خادم للشعب وأن البشير لم يأت بإنتخابات حرة ديمقراطية فلا يهمه القانون ولا يهتم بنشر العدالة .. وإن إحساس الإنسان بالعدالة يخرج أفضل ما فيه من صفات إنسانية وبالمقابل فإن إحساسه بالظلم واليأس غالبا ما يدفعانه إلى الانحراف والعدوان على الآخرين. وسينتشر العنف والفساد والفوضى بين الناس ومهما تكن بلاغة المواعظ التى نلقيها في المساجد فإننا لن نقضى أبدا على الدعارة إلا إذا قضينا على الفقر ولن نتخلص أبدا من الفقر والفساد قبل أن نقيم نظاما عادلا يعطى لكل إنسان حقه ويعاقب المسىء مهما يكن موقعه ونفوذه. وليس للاوربيين مساجد ولا يخافون من عذاب القبر والثعبان الأقرع ؟ ولكنهم يخافون العدالة ولديهم نظام عادل يؤمن بالجدارة وليس بالولاء
طبيعة الغربيين الأخلاقية ليست أفضل من طبيعتنا نحن السودانيون فلا توجد طبيعة أخلاقية ثابتة للشعوب والأخلاق ليست قيمة مطلقة وانما ظاهرة اجتماعية. وإن المواعظ والنصائح لن تؤدى إلى انتشار الأخلاق الحميدة. وان الناس لا يتصرفون أخلاقيا بمعزل عن السياق الاجتماعي والسياسي الذى يعيشون فيه. الحقيقة ان النظام القائم في أي مجتمع يخرج من الناس أفضل او أسوأ أخلاقهم.
لو اننا وضعنا الغربيين في الظروف التي نعيش فيها كسودانيين فانهم سيتصرفون حتما مثلما نتصرف الان من فوضى وفساد .والسودانيون الذين حلوا مكانهم في أوروبا سيتعاملون كالاوربيين لأنه يحكمهم نظام سياسي عادل .
إذاَ الإصلاح السياسي هو الخطوة الاولى للتقدم وأنه الطريق لإصلاح الاخلاق وبعد الثورة سلكنا طريق اعادة دولة القانون التي ستعيد لنا الاخلاق وتقضي على الفقر وعلى الفساد الى الأبد
ياسر عبد الكريم
“إن اللّه ينصر الدولة الكافرة العادلة، ولا ينصر الدولة المسلمة الظالمة ”
إنني لم أقرأ، ولم أسمع، ولم أري رئيساً لدولة أو مسؤولاً فيها، يسئ إلي شعبه، أبداً، مثلما كان يفعل الكيزان الأغبياء…..
إن الكيزان، لفاقد تربوي بإمتياز، غرّتهم الحياة الدنيا، ونسوا اللّه فأنساهم أنفسهم…
ألم يقل الرسول الكريم (ص) “إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق”…وقال المناضل غاندي “ما أجمل أن تسير بين الناس ويفوح منك عِطر أخلاقك”…وقال الشاعر “إنما الأمم الأخلاق ما بقيت،،،فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا”…
أنا لو سألوني، لماذا هب الشعب الأبي لكنس الكيزان، لقلت إن أول سبب هو “قلة أدبهم”…
منحطين، بكل المعايير.
السؤال : –
هل الأوربيون أفضل أخلاقا من السودانيين؟
الجواب : –
نعم…بدليل اننا نهاجر اليهم طلبا للحماية من تعسف بعضنا
مشكلة السودان ماثلة في هذه العبارات…التي هي في الحقيقة اعمق من مجرد عبارات…بل هي عقائد راسخة في العقل الباطن لكل سوداني تقريبا…من اهم هذه العبارات العقائدية….الرجالة…عينو حمرا و شرارة و ما برضي الحقارة…و الله اموت معاك موت يازول انت ارجل مني!….علشان اوريك المابتعرفو…..بلدي بلد حتي الطير يجيها جعان…نحنا اصل النخوة و الشهامة و الرجالة!…مشكلتنا انو عقولنا الباطة لا تعترف بان هناك شعوب لديها رجولة او شهامة او اخلاق مثلنا!…
أصبت عين الحقيقة يا أخ ياسر لك التحية