كرة القدم السودانية.. هل تحقق أحلامها بأقدام ناعمة؟…. فشل “الكدارين” الخشنة

الخرطوم ? هنادي السر
جدل كثيف صاحب تسلل عدد من الفتيات لممارسة الرياضة؛ ذلك من واقع أن منشط كرة القدم في السودان تحديداً ارتبط بالرجال، لكن في الفترة الأخيرة ظهرت العديد من نجمات كرة القدم النسائية الناجحات وتفوقن على الرجال وحققن العديد من النجاحات والإنجازات رغم أن نظرة المجتمع وعاداته وتقاليده تمنع تلك الظاهرة من الانتشار.
وعبر هذه المساحة نحاول أن نستعرض مع صاحبات تلك التجارب مشوارهن مع ممارسة كرة القدم وهل يتناسب هذا المجال مع المرأة؟ أم أنه ملعب خاص بالرجال؟ كما سنطالع إفاداتهن:
طموح كبير
في البداية تحدثت لنا الكابتن ابتهاج حفظ الله، اللاعبة السابقة ومدربة فريق السلاطين برابطة جبرة، التي استطاعت أن تحقق نجاحاً كبيراً فى المنشط لاعبة ومدربة. وأشارت ابتهاج إلى أنها لم تجد صعوبة كبيرة في تقديم نفسها بشكل جيد، ولعبت كرة القدم منذ الصغر، ولم تأت هذه الظاهرة من فراغ وتجيد اللعب في وظيفة المهاجم، وقد شاركت في أعياد السلام بمدينة جوبا وقادت منتخب السودان للفوز على جنوب السودان، حصلت ابتهاج على ميدالية (والي النيل الأزرق) في العام 2010م، بجانب نيلها للدبلوم في علوم الحاسوب والرخصة (سي) في مجال التدريب وتفكر حالياً في الحصول على الرخصة (بي)، تقول ابتهاج لـ (اليوم التالي) إنها لم تجد أي صعوبة في ممارسة كرة القدم منذ أن كان عمرها (8) سنوات من واقع أن والدها رياضي مطبوع، لكنها توقفت بعض الوقت عن ممارستها واتجهت إلى رياضات أخرى. وأضافت: أجد متعة خاصة في لعب كرة القدم وأتمنى أن تتغير المفاهيم بخصوص الرياضة النسوية في السودان.
احتراف نسوي
ابتهاج يبدو أنها شديدة الرغبة في المضي قدماً في ممارسة مهنة التدريب من أجل تقديم خبرتها الكبيرة لأطفال الحي حتى تساهم في تفريخ جيل مختلف عن الجيل الحالي، وتقديم لاعبين مميزين يمثلون مستقبل الكرة السودانية من حيث الأخلاق والتعامل والاحترافية والمستوى المتطور لأجل تطوير كرة القدم السودانية، ووضعها في طليعة الدول المتقدمة كروياً، لأن هذه الأمنيات تمثل هدفاً استراتيجياً لها.
ألعب كرة القدم وأدخل الاستادات
بعد ذلك انتقلنا بالحديث إلى الكابتن سلمى، التي تحدثت عن مسيرتها الرياضية قائلة: أنا في الأصل من أسرة رياضية، ووالدي كان رياضياً مطبوعاً، وقد كانت قناعتي كبيرة في ممارسة منشط كرة القدم، كما إنني لا أرى (غضاضة) في دخول الاستادات لمشاهدة مباريات كرة القدم، العالم كله يسمح للناس بمشاهدتها ? انتو ما قاعدين تشوفوا الدرويات حتى العربية؟”. وأضافت: دخلت استاد الهلال أكثر من مرة، وشجعت الأزرق من داخل ملعبه ولا أجد حرجاً في التعبير عن ميولي الزرقاء.
محمد ولد.. ما بتهمني
أما عن رأي الأسرة في ممارستها لكرة القدم لاعبة ومدربة، قالت سلمى: إخوتي رفضوا ممارستي للعبة، لكن والدي وقف معي، أما رأي المجتمع في دخول المرأة المجال الرياضي فقد كان بداية متشدداً جداً وممانعاً، حتى أن أهلي وأهل الحي كانوا ينادونني بــ (محمد ولد)، لكن مع مرور الوقت أصبحت أقوم بممارسة المنشط وحققت نجاحات كبيرة مع فريقي، وانضممت لمنتخب السيدات، وشاركنا في العديد من المسابقات وحققنا انتصارات جيدة.
بقيع.. نجمة من شمال كردفان
إلى ذلك ابتدرت الكابتن بقيع عبد الرحمن الشهيرة بنجمة شمال كردفان، ابتدرت إفادتها لـ (اليوم التالي) بقولها إن ممارسة الرياضة ليست عيباً، ولكن نظرة المجتمع السوداني للمرأة في السودان، والاعتقاد في العادات والتقاليد والتمسك بها حتى ولو كانت ضارة، أضرت وأقعدت ووقفت حجر عثرة أمام تقدم وتطور كرة القدم النسائية بالبلاد. ومضت بقيع قائلة: هناك لاعبات مميزات يمكنهن التفوق على الرجال في المنشط، ويمكن أن يحولن التدهور المريع الذي أصاب الكرة السودانية إلى واقع آخر. وزادت أنها تشجع الهلال بجنون وتحرص على حضور جميع مبارياته من داخل الاستادات
الانتباهة