جنوب السودان انفصال بالتراضي أم بالإكراه؟..الإصرار على إقحام الدين في السياسة سيؤدي إلى تدمير وتفتيت الوطن. والخوف أن يمتد هذا التهديد ليشمل مناطق أخرى..

يوما إثر يوم، يتضح بجلاء أن انفصال جنوب السودان بات مسألة وقت لا أكثر، فالاستفتاء المزمع على تقرير مصيره في مطلع العام المقبل، طبقا لاتفاق نيفاشا (2005) الموقّع بين حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، سيفضي في أغلب التقديرات وحسب جميع المؤشرات تقريبا إلى انفصاله لا محالة. وفي حال حصول ذلك فهو لن يحدث لأنه خيار الجنوبيين فحسب، بل لأن ما فعلته حكومة الخرطوم على مدى الأعوام الطويلة الماضية، وأقله منذ التوقيع على اتفاق نيفاشا، عزز وكرس هذا الخيار، ولم يساهم أبدا في جعل خيار الوحدة جاذبا في نظر الجنوبيين، أو على نحو يجعلهم يتلمسون مصالحهم في بقاء السودان موحدا وليس في الانفصال.
لدى توقيعها على الاتفاق تعهدت حكومة الخرطوم بانتهاج السياسات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بجعل الوحدة جاذبة في أوساط الجنوبيين، بيد أن ما جرى في واقع الأمر هو عكس ذلك، حيث استمرت في اتباع سياسة التهميش على الصعيد التنموي، مع الإصرار على تطبيق الشريعة في الدستور والقوانين المعمول بها على مستوى الحكم المركزي في الدولة السودانية، وهو ما جعل منسوب القلق والتحفظ من الوحدة يرتفع لدى الجنوبيين الذين يشكل المسيحيون والاحيائيون غالبيتهم، ويعتقدون أنهم يعامَلون كمواطنين من الدرجة الثانية في شمال البلاد عبر فرض التشريعات الإسلامية عليهم.
وكانت دول وجهات عدة نصحت الخرطوم بإعادة صياغة علاقة الدين بالدولة على نحو يمكنه أن يؤسس لعلاقة جديدة بين الشمال والجنوب، ويفتح آفاقا توفر فرصاً أفضل للحفاظ على وحدة البلاد خلال الاستفتاء، إلا أن تمسك الحزب الحاكم بتطبيق الشريعة، واعتباره أن "مشروعية " حكمه تستند إلى "التوجه الإسلامي" وبأن أي حديث عن علمانية الدولة سيؤدي إلى "شرخ في بنية نظام حكمه"، هو ما عنى في محصلته الأخيرة، أنه يفضل خياراته العقيدية والسياسية على حفاظه على وحدة البلاد. وثمة تصريحات معروفة لبعض قادة الحكم أعلنت "جهارا نهارا" أنها "لن تقبل أي تنازل في تطبيق العلمانية حتى وان وقع انفصال الجنوب"!.
وفي الواقع، إن الخيار العلماني وقيام دولة مدنية حديثة، ترتكز إلى مبدأ المواطنة وفصل السلطات وإتاحة الحريات العامة والفردية وإباحة التعددية الثقافية والسياسية، لا يمثل في كثير من الدول العربية والإسلامية ترفا نظريا أو تعصبا فكريا، بقدر ما هو حل في منتهى الواقعية للمشاكل والأزمات العديدة التي تعاني منها هذه الدول والبلدان. إذ أن الإصرار على إقحام الدين في السياسة واستغلاله لتحقيق مآرب سياسية ومصلحية محددة، يمكن أن يؤدي إلى تدمير وتفتيت النسيج الاجتماعي والوطني في هذا البلد أو ذاك، وهذا يصح في السودان كما يصح في العراق أو في اليمن والصومال وأفغانستان. ولعل تجربة الأحزاب الدينية والنتائج الكارثية التي وصلت إليها في عدد من البلدان التي حكمت فيها، تنبئ عن ضرورة التعاطي بكثير من الحذر والدقة والحساسية مع الأطروحات الدينية، خشية أن تقودنا، بحسن نية أو بسوئها، إلى تفكيك اللحمة الوطنية وإلحاق المزيد من التفتت الداخلي، عبر العودة بالولاءات إلى المرحلة القبلية والطائفية والاثنية، أوما قبل الوطنية.
أما استغلال عواطف الجماهير وتجييشها على أساس ديني أو مذهبي، فإنه لا يتوافق في كثير من الأحيان مع الحد الأدنى للثقافة السياسية اللازمة للتعاطي في حقول علم الاجتماع والانتظام المدني والسياسي، ناهيك عن بناء الدولة الحديثة في العصر الراهن.
ومهما حاولت حكومة الخرطوم إلقاء اللوم على الغرب في الترويج للانفصال وتهيئة الأجواء المؤاتية والمساندة له إقليميا ودوليا، فإن ذلك ليس أكثر من ذر للرماد في العيون، ومحاولة للتعمية عن الأسباب الحقيقية والجوهرية التي دفعت إلى الانفصال وساهمت في جعله خيارا مرجحا. فالانفصال يوشك أن يكون خيار الحزب الحاكم بقدر ما هو خيار الجنوبيين في الوقت الراهن، مع التذكير بأن "الحركة الشعبية" لم تكن مع الانفصال إلا في الآونة الأخيرة، وهي ظلت في موقفها المعلن على الأقل، مع وحدة البلاد منذ تأسيسها. وكان القيادي البارز في هذه "الحركة" ياسر عرمان طالب أخيرا حزب "المؤتمر الوطني" بـ"رفع سعر الوحدة" من خلال الدفع بدستور جديد للبلاد، يعيد هيكلية الدولة، وترسيم سياسيات الخرطوم تجاه قضايا الثروة والسلطة والمواطنة والترتيبات الإدارية والأمنية، ولكن قادة الحزب والحكومة صمّوا آذانهم عن هذه الدعوات والمناشدات وفضلوا إلتزام قناعاتهم العقيدية والفكرية على حساب المحافظة على وحدة البلاد.
وإذ تحاول حكومة الخرطوم الآن تعقيد المفاوضات أوالحؤول دون الوصول الى اتفاق نهائي على ترسيم الحدود، والتملص من استحقاق الاستفتاء أو تأخيره، فإن هذا كله لن يجديها نفعا، وكل ما في الأمر أنه قد يؤخر الإنفصال، و يمكن أن يحوله من انفصال بالتراضي إلى انفصال بالإكراه، . لكنه لن يعيق حصوله في المحصلة الأخيرة.
وأخشى ما يخشاه المراقبون الحريصون على السودان ومصيره هو أن تكون وحدته لم تعد مهددة في الجنوب وحده فقط، بل أن يمتد هذا التهديد ليشمل مناطق أخرى تعيش أوضاعا مشابهة مثل دارفور وغيرها أيضا، خصوصا إذا استمرت حكومة "المؤتمر الوطني" في السياسات والممارسات ذاتها التي انتهجتها منذ وصولها الى السلطة في انقلاب العام1989!.
فيصل علوش
المستقبل
أخشى ما يخشاه المراقبون الحريصون على السودان ومصيره هو أن تكون وحدته لم تعد مهددة في الجنوب وحده فقط، بل أن يمتد هذا التهديد ليشمل مناطق أخرى تعيش أوضاعا مشابهة مثل دارفور وغيرها أيضا،
كل الدلائل تشير الى ما ذكرته فى مقالك يا استاذ فيصل انت وضعت يدك فى موضع الالم – السودان فى خبر كان
:crazy: فتحوا عينكم ياجماعة اي كلام عن الشريعة والدولة العلمانية دي أفكار يسارين ومدخلهم الحركة الفطيسة … الحركة الشنعية… والله هذة الحركة حا يشوف منها الجنوبين ممارسات وحا نشوف كلنا حتي المتبلاطية لانفصال الجنوب الحالين… حا يزوقو ويخلو المواطن الجنوب المسكين …. مع استخبارات الحركة التى تحكم الجنوب بقيادة سلفاكير … الشائلو حمار النوم وحا يصحا ويلقى القطر صفر وفات بيهو الشيوعيين… اليوم داك ياستيلا نظرياتك دي امشي اكتبيها هناك… عشان يسجنوك في زريبة البقر بواسطة استخبارات الحركة… الامييين الجهلة…. وحا يعرف اي جنوب قيمة الشمال واهل الشمال وكرم الشمال ………
It is so comforting to read such an article. It really gives hope that we have (as a National) still got good people amongst us; thoughtful, free thinkers and not shaken or daunted by the religious rhetoric or what is called "Shariaa Laws". This country would have remained united and the loving Sudanese people (across) their religious and ethnic differences could have remained one of the finest nations. This will simply happen if we went back to be a secular regime which we had before this miserable political Islam took over our country twenty years ago
الانقاذ لن تتنصل عن مبادئها وثوابتها لانهما الوقود الحيوي لها قد يري من يمنون نفسهم بالاماني الوردية المخدرة ان مشروع الانقاذ يسبر علي هوائهم ويري البعض الاخر بغير مايراه ويحسه هذا الطرف هي علي اي حال تكتيكات مرحلية تتماشي وتتسق مع فقه الضرورة (0) طالما القلب سليم ومطمئين فلا يهم لان المسيرة القاصدة تسلك مسالك النور المبين (0) هذا الفهم وما ينطوي عليه ومآلاته الغير منظورة حالياً لصغار النظر وعديمي الموهبة وسطحي التفكير وضحيلي الفكر مهم جداً لدعم هذه التكتيكات الذكية (0) وجود هؤلاء علي سطح المسرح السياسي يعتبر نعمة من نعم الله لتزويد مسيرة قطار الانقاذ القاصدة نحو هدفه وذلك بحيث لا يكون كل القوم اذكياء حيث يناصرون الانقاذ وهم لايشعرون وبالطبع لايقصدون لذلك ان الاغبياء ايضاً لهم دور مهم جداً وهم الان يمارسونه علي الوجه الاكمل والمرسوم لهم (0) لله دركم ياشيوخ وشباب الانقاذ(0)
اذا اردنا ان نقول آرائنا بدون تحفظ فاننا نقول:
القوى السياسية مسئولة , بتفاوت في درجة المسئولية فيما بينها , عن وصول الجبهة القومية التي تسمي نفسها بالاسلامية للسلطة عبر انقلاب عسكري لانه كان واضحاً عدم نزاهة اساليب هذه الجماعة (الجبهة القومية) في الممارسة السياسية وعدم رقي سلوكها لمستوى حزب سياسي محترم. كما انه معلوم منشأ ذلك الحزب عن تنظيم الاخوان المسلمين والذي يحسب انشاءه على المخابرات البريطانية وبمقاصد تضر بالمسلمين.
كان يمكن للراحل جون قرنق ومؤيديه في الحركة ان يفوتوا على كل القوى الشيطانية فصل الجنوب الا ان تلك القوى فطنت لذلك. ولما كان الراحل قرنق قد كان واضحاً عندما قال من اراد الانفصال فليحارب من اجله فقد حارب اولئك الذين يريدون الانفصال واسقطوا طائرته في نيو سايت.
اولئك تدل ملامحهم المستبانة في الظلام على انهم من منسوبي الماسونية والصهيونية العالمية ولم تكن جماعة مسئولة عن الحادثة ليس لتنزهها عن الخطأ ولكن ببساطة لأن عملية اغتيال جون قرنق لم تسند لها لأسباب يدركها سادة الظلام
لا تبكوا على اللبن المسكوب
وحدة السودان حلم لم ولا يتحقق… وإنتو حيين حتشوفو
انا داير أعرف من تايخ استقلال السودان ما الذى أضافتة جنوب السودان للوطن ولاشىء الجنوب أنشاء الله يروح فى ستين داهية بلا جنوب ولا وجع رأس ديل غير الصداع المزمن ما اضافوا للبلد دى أى حاجةبلاش تباكى على الجنوب الجنوب أستنزف كل خيرات الوطن تخليوا لو مافى حاجة اسمها الجوب كان شكل السودان حا يكون كيف . الناس شابكنا الجنوب الجنوب انا بعرف الجنوب لانى قعدت فيه عشرة سنوات مجبر والجنوبين لا يكنون للمواطن الشمالى سواء الحقد والموت . وكازب من يقول غير ذلك . ياناس راكوبة المعارضة انشروا عشان ماتتمدشقوا بالديمقراطية والايه ماعارف .
The worry is not only the seperation of the south of the country, it is the current miserable state of the people of Sudan as well. Most importantly, is that the whole country is going through this because of the ignorance and the short sight of a bunch of loosers
المصيبة أن كل من هب ودب اصبح يكتب في شأن السودان بعقلية العارف الفاهم الخبير ….أنا شخصياوبحكم انتمائي لهذا البلد الكارثة اتمنى انفصال الجنوب اليوم قبل غدا ليس لأني عنصري أو أي شيء آخر لكن اصبح الكلام وكأن السودان بعد انفصال الجنوب لن يكون … ثم البترول الذي يتحدثون عنه صباح مساء ماذا قدم للوطن ؟؟؟؟؟؟ لاشيء … والدليل مستوى الفقر ومستوى المعاناة والتعب الذي يعيشه الشعب المغلوب على أمره …… وليبكي على بترول الجنوب الجيوب المستفيدة منه …… من جانب آخر الكل يتحدث أن الحل الوحيد في العلمانية .ولا أعرف ما الفرق بين العلمانية الانقاذ……….. حكومة الإنقاذ لا تمثل الإسلام بأي حال من الأحوال وعلى الناس الايخلطوا بين الانقاذ والاسلام فلتذهب الانقاذ ولتذهب العلمانية ويبقى السودان حتى ولو كان بدون الجنوب:mad: :mad: :mad:
الناس المتأسلمين ديل والبتكلمو عن الشريعة الآن وان الإنقاذ ليست حكومة اسلامية….لماذا لم تقولوا ذلك للانقاذ خلال العشرين سنة الماضية…لماذا لم تسلوا سيوفكم وتقوّموا الإنقاذ…لماذا لم تقولوا كلمة الحق للانقاذ…."الساكت عن الحق شيطان اخرس…"….لماذا لم نري ثورة تصحيحية لتطبيق الشريعة في عهد الإنقاذ…..والا ده شنو…يعني!!!!
تجربة ربط الإسلام بالحكم تجربة فاشلة لأنه لا توجد اصلا في الاسلام شيء اسمو دولة اسلامية….يوجد مسلم تقي ورع لا يخاف من غير الله يحكم الناس بالعدل مسلمهم نصرانيهم، يهوديهم كافرهم…الخ…ويبكي حينما لا يستطيع توفير اللقمة لرعاياه….ويساهر الليالي عندما تعثر بقرة لم يعبد لها الطريق….اذا وجدتم شخص مثل عمر بن الخطاب (رض) او علي بن ابي طالب (كرم الله وجهه) او عمر بن عبد العزيز (رض) حيث يبكي الليل والنهار خوفا من الله في حق رعيته… ففي هذه الحالة نعم لحكم هذا الرجل الرشيد…لكن تقول لي نحن دايرين دولة اسلامية عشان بعد داك يمكن نلقاه والا ما نلقاه دي ما بتنفع….كفاية انخدعنا في الجبهجية…وبعدين الناس البيقولو دايرين الدولة الإسلامية ديل من المواطنين او الأحزاب الإسلامية نقول أخرجوا شخص منكم وقولو لنا هذا هو المثال…مش تقعدوا مندسين وتملآون الارض ضجيج دايرين الشريعة، ورونا زول مثال عشان يحكم بالعدل…مثل اؤلاءك الرجال….الناس لازم تفرق بين حكومة وشخص مسلم
والا دعونا نحتكم لعقولنا….وعلمانيتنا…
تحدث عن نفسك فقط
وطن و مجموعة من الارهابيين باسم الدين و وطن فيها ناس كل واحد بمشي الجنة والنار علي حدة مافي دولة بتدخل الناس الجنة و النار ؟ عالم طير والطير زاتو افهم منهم يصفكم به ايه يا سادة
حينما اقرأ تعليقات اخونا ابو الشيماء وتبريراته الفطيره لكل بلاوي النظام الاسلاموي المأفون اتذكر علي الفور مقولة ان (دين الجبهجيه هو افيون الشعب السوداني)…
تركتم كل ابواب الفقه الاسلامي و اصبح فقه الضروره منتهي قدراتكم العقليه؟ تسكفون الدماء (ضرورة)!!! وتسرقون المال (ضرورة )!!!بئس ما يأمركم ايمانكم ان كنتم مؤمنين….
ابو الشيماء يصف من لا ينتمون للانقاذ بالغباء
يا هذا انت عايز اغبى من واحد يسوق ملايين الشباب والكهول الى محرقة الحرب ليأتي بالسلام في الجنوب وبعد ذلك تكون النتيجة انفصال الجنوب عن الوطن؟
سمعت بالبصيرة ام حمد؟ هي مثال للغباء لم تضاهيها الا جماعة الانقاذ
الجنوب وحرب الجنوب زى اللعبة التى ليست لها نهاية والكل ينادى بوحدة السودان القارة المتعدد الاديان والثقافات نسأل انفسنا هل نحن نريد الوحدة بكل صدق ام مناورات سياسية ؟؟؟
فلنكن واقعيين ونكون حياديين وان نتحلى بالروح الديمقراطية فإن صوت الجنوبيين للانفصال فهذا من حقهم وان صوتوا لصالح الوحدة كفا الله المؤمنين شر القتال
وبعدين انا من رأيي الاستفتاء يكون للسودانيين كافة مش الجنوبيين فقط واللا انا غلطان؟؟؟
ممكن لو صوت الشعب السودانى باكملة ممكن النتيجة تكون للانفصال
وحقوا نسيب التوقعات والمهاترات لحين ظهور النتائج والمثل المصري يقول (يا خبر النهار دا بفلوس بكره ببلاش)
ياعلم كرهدوان الجنوب انشاء الله الفصال دي يجي اليوم قبل باكر عشان نشوف
البدعب منو