مقالات وآراء سياسية

ما هي الحرب .. ومآلات الواقع .. شرح قصير ، ونشيط (1)

خليل محمد سليمان

ايّ حرب تنشأ بين طرفين ، او معسكرين ، او اكثر , حيث التحالفات ، والحواضن ، حسب القناعات ، ومبادئ ايّ طرف.

اي حرب تقوم وفق اهداف..

في الغالب يُساق احد الاطراف الي الحرب مُكرهاً ، او قل لابد له من الدخول فيها بضرورة الامر الواقع ، فالطرف الآخر تكون اهدافه اوضح ، فيُحدد ميدان المعركة ، حيث البداية ، و الكيفية ، والنمط.

اهم عامل في الحرب هو الحواضن القريبة من ميدان المعركة ، فمن يفقد هذا المبدأ مهما تعاظمت قوته ، وعتاده فلا يمكن ان ينتصر ، وإن سيطر علي المشهد فمسألة وقت ليس إلا ستلحق به الهزيمة.

في هذا الجانب لدينا امثلة لحروب كثيرة في الحاضر ، والماضي القريب خاضتها جيوش عظمى بتكاليف تفوق الخيال ، ولم تحقق إنتصارات ، حققت اهداف مرحلية تجاوزها الوقت بل فاقمت تعقيد المشهد.

*نظرة علي مشهد حربنا التي هي قاب قوسين او ادنى..

اعتقد الشعب السوداني بعد ديسمبر قد حسم امره ، وحدد اهدافه من الحرب التي دخلها بالفعل ، وميادينها.

اغرب حرب بها طرف واحد حامل للسلاح ، والطرف الآخر هو الشعب الذي دخل الحرب بسلاح السلمية الذي سيفتك بالجميع..

الاغرب .. العدو هو من يتصارع بعضه البعض ، لأجل السلطة ، وستكون عتبات القصر مقبرتهم جميعاً.

الآن كل حملة السلاح في السودان فقدوا الرصيد القيمي، و الاخلاقي الذي كان محوره النضال لأجل قضايا وجدت تأيداً ، وتلاحم قطاعات كبيرة في المجتمع ، مثلت الحواضن، والقواعد .

تناقصت القناعات ، والتأييد ، فتدنى لمستوى حواضن في حدها الاعلى لا يتجاوز القبيلة، او العشيرة ، في احسن الاحوال.

الآن الكل يعتقد ان معركته هي الخرطوم ، وهذا سيسوق الجميع الي مقبرة جماعية.

اعتقد الجميع لم يقرأ التاريخ جيداً عندما تكون الخرطوم هي الهدف.

الخرطوم كانت عصية ، وستظل عصية علي الغزاة بمختلف اشكالهم ، فهي بؤرة تتلاقح فيها كل الإثنيات ، والثقافات ، فلا احد سيهنأ بها منفرداً ، حرباً ، او سلماً ، فإن كان ذلك ممكناً لآلت الي  بني كوز الي ان يرث الله الارض.

من الواضح ان الخرطوم لم تعد ارض معركة تصلح لتكون حاضنة لأيّ طرف ، فالكل فيها مستنزف ، والهروب من ارض المعركة مسألة وقت ليس إلا.

الحرب لم تعد إمتلاك سلاح ، وعتاد ، او رجال فقط ، وهذه الجزئية غائبة عن الجميع ، والجهل لعب دوراً في إغراء الكثيرين.

بالواضح .. ستُساق كل القوى الحاملة للسلاح الي الحرب مكرهة ، لأنها فقدت الرؤيا ، والهدف ، اما الطرف الآخر في المعادلة هو الشعب السوداني الذي يقوده عقل جمعي موحداً في مسألة رفض هذا الواقع بكل تفاصيله ، جميعهم مُكرهين لأنهم سيفقدون ما إكتسبوه بغير وجه حق ، وقد نصبوا انفسهم اوصياء علي الشعب بقوة السلاح.

إستمرار هذا الوضع المأزوم ، والشاذ هو المناخ المناسب لوجودهم ، وفرض نفوذهم بالبلطجة ، وقوة السلاح.

هو الأنسب بالنسبة لهم علي الإطلاق ، حيث التقاسم ، والهبوط الناعم الذي لا يخاطب في ازمات السودان إلا السلطة ، وإعادة تدويرها ، والمال.

لذلك تجدهم الاعلى صوتاً لإخافة الناس من الحرب ، في عملية إبتزاز رخيصة لا تشبه إلا قطاع الطرق ، واللصوص ، والهمباتة.

لقد إنفضح امركم .. لم يعد لديكم المبرر الاخلاقي لطرح ايّ رؤيا مرتبطة بقضايا الشعب..

جميعهم عبارة عن لصوص جهلة لا احد يمتلك برنامجاً لدولة محترمة ، ولا احداً يعرف ما هية الدولة.

عندما سرق كبيرهم ، وعالمهم فكي جبرين قال : “ما جبت حاجة من عندي دا نهج الدولة، و الذين سبقوني”.

هذه الجملة فقط كافية لتلخيص الواقع ، وشحذ الهمم لمواجهة القادم الذي حده الادنى إرادة الشعب في الحرية والتحول الي دولة محترمة بعيداً عن البلطجة ، والهمبتة ، دولة الجميع فيها سواء.

سؤال ..

من هو الطرف الذي بيده ان يفرض الحرب ، والدخول فيها وقد حدد اهدافه بكل وضوح.

هذا الطرف هو الشعب السوداني ، سيدخل الحرب باهداف واضحة ، وستُفرض إرادته ، علي الجميع ، وذلك جلياً ولا يزال الشعب يقاوم بلا هوادة لأربعة اعوام ، برغم آلة البطش ، والإرهاب ، والقتل.

كل حملة السلاح لا احداً يمتلك مقومات الصمود في معركة الخرطوم ، فهم اكثرهم خوفاً من إندلاعها ، او بدايتها ، لأن مصيرهم حيث اتو من فيافي الصحراء ، ومن وراء الحدود.

االقراءة الصحيحة هي ان الهروب من ارض المعركة سيكون اسرع من وقت الحشد لها.

بالحساب العسكري .. الجندي الذي يُقاتل خارج طبيعته ، وحواضنه تزداد تكلفته اضعاف لمئات المرات ، وهذا ما لا يمكن ان تصمد امامه اعظم قوى في المشهد الماثل.

كسرة..

الحرب شر ، لو اننا قارنا النفع بعدها سنجده غالباً علي شرورها..

الخير في هذه الحرب الحتمية سيخلصكم من هذا المشهد العبثي الذي إتخذ فيه الرجرجة والدهماء من السلاح وسيلة للنهب ، والسلب ، المُمنهج بسلطة الدولة ، وقطع الطرق.

كسرة ونص..

غداً جميعهم سيهربون ، وستكون وطأة الحرب اشد علي اهلنا في دارفور ، لأن الجنجويد هم الطرف الاقوى هناك ، وما ادراك ما الصراع الدولي ، والوجود الروسي ، وتحالفه مع الجنجويد سيكون للصرع وجه آخر إن لم يحسم اهلنا هناك امرهم ويتحدوا جميعاً لمواجهة لوردات الحرب، والمرتزقة.

كسرة ، وتلاتة ارباع..

سيهربون ، وسيتركوننا لنواجه مصيرنا الحتمي ، ومعركتنا المصيرية مع الفلول ، وبقايا دولة المشروع الجهنمي.

سننتصر ، بإرادة الشعب ، وستنتصر الثورة .. يرون ذلك بعيداً ، ونراه رأيّ العين..

اخيراً..

لو راجيين تغيير بلا ثمن ندفعه جملةً واحدة ، سنظل ندفعه بالتقسيط ، وسنعجز في يوماً عن السداد ، فستلحق بنا الخسارة ، والهزيمة في اقبح محطات التاريخ.

لا مجال للتهاون ، فعلي الجميع ان يشمر عن سواعد الجد ، والإستعداد للقادم الذي سيفرض نفسه علينا شئنا ، ام ابينا .. بآلياته المختلفة ، واشدها وطأة هي الجوع ، والإقتتال لأجل وجبة ، او قطعة خبز.

‫5 تعليقات

  1. عمك خليل نايم في امريكا وفي امن وامان هو واولاده ودائما في كتاباته يتمنى ان تدور الحرب في السودان
    للاسف هناك مجموعة من سوداني الخارج يتمنون ان تولع الحرب في الخرطوم حتى تشفى نفوسهم المريضة
    تلقى الواحد فيهم عشان طردوهوا من وظيفة، يتمنى الدمار لكل السودان
    العجب ما هنا
    العجب في البصفقوا ليهم ويعتبرون امثال هؤلاء ابطال ومناضلين
    هل هي عوارة ام ماذا؟

  2. ما تقعد تنظر لينا وانت خارج السودان ان كنت جادات فيما تقول شد الرحال وارجع البلد مش انت ضابط في المعاش يا غرقنا كلنا يا مزقنا كلنا داير الناس هنا تسحق وتيجي تلقاها جاهزة

  3. الدارفوريون هم من يهدد بالحرب ،،هدم العمارات وقنل واغتصاب نسائهم وأطفالهم. وطي الخرطوم في 5 دقائق ولجوء الجلابه الي دارفور..
    .
    .. الحرب قادمه لا محال و لامفر منها والف مرحبا بها. َ.

    … الحرب القادمه ستكون بين الجلابه (العنصريين) ونخب ( الشريت) النيل ضد تتار دارفور وأبناء عمومتهم في جوارهم الغرب أفريقي،والتاريخ يعيد نفسه..

    .. شعبنا لن يعتمد على الجيش الخائب واشباه الرجال في لجنة البشير الامنيه ،،ولن نكرر مأساة القياده العامه.
    ،خاصة أن هتاف الثوار الخالد مازال يرن في اذاننا( ( معليش، معليش ما عندنا جيش)..
    .. ما تدي قفاك للعسكر، العسكر ما بصونك ،ادي قفاك للشارع، الشارع ما بخونك..
    … مرحبا بالحرب الغلبه فيها دوما لاصحاب الأرض،الذين ورثوها جدا عن اب، واقاموا فيها أعرق الحضارات الإنسانيه، الحرب التي ستكون نتيجتها تفكيك السودان والخلاص من دارفور والاسطوانه الممجوجه، المهمشين المركز ونخب ( الشريت) النيلي الي غير رجعه..

  4. الحرب عاجلا ام آجلا ستشتعل فى الخرطوم عندها سيتخلى الشباب عن ( السلمية ) وستكون هنالك مقاومة شرسة ومن اسهل الأمور التعرف على ( العدو ) من سحنتهم ومن لسانهم ومن يقبض عليه فقط يطلب منه أن يقول ( الحصاحيصا) .. اظنك ياجنابو نسيت اهم حاجة فى الموضوع الا وهى ( حرب المدن ) لن يقدر عليها القادمين من الصحراء والجبال يستهدفون ( الشريت) النيلى فسياراتهم المسلحة من السهولة تدميرها او على الاقل اعاقتها ..ستكون الخرطوم مقبرة لهم ويتمنوا لو فى استطاعتهم الرجوع لدارفور ألم يتحظوا من خليل ابراهيم ومحاولته دخول الخرطوم !

  5. هو انت يا سيف العزل عايز تقاتل بالثوار أذا كان كده سيهذمونا شر هذيمة.. الثوار ديل للمظاهرات مش للحرب.. الحرب ليها رجالها… لا تحسبن رقصي بينكم طربا فالطير يرقص مذبوحا من الألم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..