الفحص الامني لقوائم الترشيح لوزارة حمدوك : الله يكضب الشينة

علي الرغم من اعجابي بالكيفيه والتاني الذين التزم بهما السيد عبدالله حمدوك في مراجعة القوائم التي قدمت له لاختيار اعضاء مجلسه وعلي الرغم من تقديري علي اصراره بالالتزام بتنفيذ المعايير التي تم التوافق عليها للوضع الشخص المناسب في الموقع المناسب وسعادتي الغامرة بحديثة عن الكفاءة فالكفاءة ثم الكفاءة . الا انه قد استوقفتني عبارة (الفحص الامني ) والتي ترددت كثيرا في احاديث السيد عبدالله حمدوك عن اختياره للساده الوزراء
لا ادري ان كان الاخ حمدوك تعرض لتجربة فحص امني لشخصة حتي يستمد منها مقدرته علي الحكم لما وصل ليديه مما وصف بانه فحص امني لقوائم المرشحين
ولا ادري ان كان هناك معيار توخي فيه الاخ حمدوك الكفاءة فيمن كلفهم بالفحص الامني للمرشحين .
واتمني بل وابتهل ضراعة اللا يكون قد اعتمد علي جهاز الامن والذي لم يكن في يوم من الايام موضع ثقة الشعب السوداني
او اتكاء الاخ حمدوك علي عناصر الاستخبارات العسكرية والتي هي في امس الحاجه لاعادة التاهيل
وارجو والحف في الرجاء اللا يكون الاخ حمدوك قد اعتمد علي الفحص الجنائي
وقد جلست افكر لساعات طوال فيما اذا كان الاخ رئيس الوزراء يعني فعلا (الفحص الامني) بمعناه المهني ام قصد فحصا جنائيا فشتان ما بين هذا وذاك واذا كان الامر كذلك فابا زيد كفاءة حمدوك قد انكفاء علي وجهه ففاقد الشئ لا يعطه
وما جري فحص امني لمرشحي وزارة حمدوك قد لا يخرج عما تم علي غرار ما كانت الجبهه الديمقراطيه والاتجاه الاسلامي تفعلان عند فحص طلاب السنه الاولي الجدد للمرحلة. الجامعيه لتحديد انتماءاتهم في المرحله التعليمية السابقة قبل ضمهم للتنظيم الجديد الذي انتقلوا اليه بعد امتحانات الشهادة ؟
وربما يكون الفحص الامني جري بسؤال الجيران وصاحب دكان الحي والغسال وبعض الاشخاص في محل العمل مثلا اسوة بما كان يجري عند السؤال في حالات المصاهره ؟
وما يجعلني اغلب الاولي علي الثانية ، هو المدة الزمنية التي اتيحت لحمدوك من خلال الضغط الشعبي من جهة وضغوط الحرية والتغيير من جهه ثانية والمجلس السيادي من جهة ثالثه وما خفي اعظم فهذه المهلة الزمنية اقل بكثير من الفترة الزمنية التي قد تستغرقها بعض الاسر للسؤال عن العريس والتي قدتمتد لعدة اشهر مقارنة بالايام او السويعات التي قضاها بعض من كلف بمهمة الفحص (الامني) لقوائم المرشحين لوزارة حمدوك
اللجؤ للفحص الامني لملء اي موقع عاما كان او خاصا امر يمارس في كل الدنيا وربما في معظم المرافق . وهو لا غني عنه خصوصا عند الاختيار لوظائف قياديه . نتيجة الفحص الامني في العادة تكون صالحة لفترة زمنية محدده وربما تتجدد او يعاد ترفيع درجتها بانتقال الشخص المعني من وظيفة لاخري . والفحص الامني يختلف تماما عن الفحص الجنائي كما يختلف تماما عن التقييم المالي Credit Check وان كان يضمهما فيما يضم من بحث وتدقيق وتمحيص
وعلي خلاف الفهم العام للفحص الامني في السودان ، حيث كان الرؤوساء النميري والبشير يبحثان بفحصهما الامني عن نقاط الضعف التي سيستغلونها في لي ازرع من سيكلفونهم ببعض المهام التي تتطلب الولاء ،فالفحص الامني لا يتركز حول الشخص المعني فقط . ولا يعتمد علي السيره الذاتية لمعرفة كنه وكيفيه الدرجات العلميه والمهنية التي يدعيها من ترشح لوظيفة ما .
فدرجة التدقيق في الشخص المعني ترتفع بارتفاع عظم المسئولية التي سيتحملها ذلك الشخص . وله اسس وقواعد متعارف عليها ومطبقة عالميا . وهو في الغالب يتم في سرية مطلقه وقد لا يعلم به حتي الشخص خاضع للفحص الامني. .
وليسمح لي الاخ حمدوك والقارئ الكريم برسم قلمية للكيفية التي يتم بها الفحص الامني في الدول المتقدمة من واقع تجربة شخصية خاصة . ولان هذه التجربة قد سقطت بالتقادم فلا حرج من ذكرها
ففي عام ١٩٩٠ عندما كنت اسكن في مدينة صغيره اسمها هنكلي في المدلاندس وكنت وقتها ابحث عن وظيفة تناسب خبرتي الدبلوماسية وعملي في التدريس السابقين ولم اوفق حتي اصبت بالاحباط . وذات يوم ارسلت الثانوية التي كان يدرس بها ابني الاكبر تعميما لاولياء الامور مفاده ان وزارة التربية والتعليم عينت للمدرسة ضابط خدمات اجتماعية كلف باجراء دراسة عن البيئة الدراسية لطلاب المدارس الثانوية في المدن الصغيره وان ذلك الضابط سيزور بعض الاسر بعد حصوله علي موافقة الاسرة للمشاركة في الدراسة . وكانت اسرتي من ضمن الاسر التي اعطت موافقتها بالمشاركة
وقد كان ان زارنا ذلك الضابط القادم من لندن وكم كانت سعادتي غامره عندما اخبرني بانه مسلم وسالني اثناء الحديث عن اصلي وفصلي وتاريخ اسرتي في السودان الي اخر الاسئلة التي قد لا تسترعي انتباهك لانها تاتي في اطار ممنهج ومدروس . وساقنا الحديث لصلاة الجمعة واين اقضيها وقد ابدي دهشته عندما اخبرته بانني لا اؤديها لعدم وجود مسجد في المدينة الصغيرة التي كنت اعيش فيها .
اتي لزيارتي ذات الجمعة التي تلي ذلك اللقاء ليبشرني باكتشافه لوجود مسجد علي بعد اربعة عشر ميلا في مدينة نانيتن المجاورة. واصطحبني يومها لتلك المدينة لاداء الفريضة . واصبح حضورة لي كل يوم جمعه بصورة روتينية نقضي بعض الزمن نتحدث عن الدين والاسلام ونتغدي في بعض الاحيين مع بعضنا البعض . وذات يوم القي بجملة عرضية عن مستقبل واعد لي ولم اخذها محمل الجد . وبعد ذلك اليوم اختفي الضابط فجاءة.
وصلني ذات يوم خطاب سري وشخصي من وزارة الداخلية والتي لم تكن من ضمن الجهات التي تقدمت بطلب للعمل معها . فتحت وانا اتوجس شرا وقد قيل لي يومها ان اخذ حذري لخروجي من السودان لرفضي منع تدريس الدين المسيحي في مدرسة الخرطوم العالمية والتي كنت رئيس مجلسها وعميدها . وقد اثار رفضي غضب وتهديد ابراهيم شمس الدين وبعض الحضور من المجلس العسكري وقتها فغادرت السودان اثرا السلامة
عندما فتحت الخطاب السري والشخصي وجدت بداخله دعوه للحضور لمدينة لندن لمقابلة شخص ما في وزارة الداخلية لمناقشة امرا قد يهمني . وارفق مع الخطاب تذاكر ذهاب وعوده مفتوحة بالقطار اضافة لحجز لمدة يومين علي فندق في ايست كرويدن . وعند ذهابي للموعد المحدد كان لقائي مع عدد من الاشخاص بخلاف الشخص المذكور اسمه في الخطاب . وانتهي الامر بان عرض علي وظيفة في ادارة اللجؤ السياسي
وضح لي بعد فترة زمنية ليست بالقصيرة من عملي بوزارة الداخلية ان ما جري مع ضابط المدرسة ذاك ما كان الاجزءا فرعيا من الفحص الامني الذي تعرضت له قبل عرض تلك الوظيفة علي . وتعلمت يومها ماهو الفحص الامني وكيف يجري و الفترة الزمنية الطويلة التي يجري فيها الفحص الامني في دوائر تتسع باتساع ارتباط الشخص المعني بتلك الدوائر .
دخلت دورات اعداد تناولت دور الفحص الامني وكيفية اعداده وكيف يبداء الفحص الامني بعد الفراغ من الاكاديميات والشواغل المهنيية بالنظر في اصدقاء ومعارف الشخص موضوع الفحص الامني في مواقع العمل المختلفه التي عمل بها . ثم يتجه لفحص الاقرباء من الدرجات الاولي ربما حتي الثالثه او الرابعه
يقوم الفحص الامني علي مبداء القرين بقرينه يعرف . ومن ثم ينظر الفحص الامني في اخص خصوصيات الشخص المعني ومعارفه واصدقاؤه ويبحث في العلاقات العاطفيه وعلاقاتهما الخاصه والعامة . والفحص الامني قد لا يتدني لدرجة احصاء وتقييم كمية الدخان بانواعه المختلفه وكمية الكحول او ايا من الاشياء سالبة الارادة التي يستهلكها او يتعرض لها الشخص المعني وما يستهلكه من يرتبط بهم فحسب بل قد يذهب لدراسة اين وكيف تمارس تلك العادات وكيفية الممارسة . وتاتي في مقدمة الفحص الامني دراسة التزامات الشخص المعني الماليه ومسئولياته ومديونياته مقارنة باحتياجاته الماليه و مستوي دخله وكيفية معالجة شئونه الماليه .
كل ذلك الفحص محاولة لاستكشاف اي نقاط ضعف قد تستغل لابتزاز او التهديد بالتشهير الي اخر القائمة التي يعرفها المتخصصون في مثل هذه الامور. ولابد ان ينتهي عرض حصيلة الفحص الامني برمتها لتقييم اخصائي الطب النفسي قبل تقديم الدراسة للجهه المناط بها لقبول ترشيح شخص ما او رفضه
وهنا انتهي لسؤالي الذي بداءت به هذا المقال
هل تم فعلا فحصا امنيا لمن تم ترشيحهم ؟
واذا تم هل جري ذلك بنفس مستوي الكفاءة والخبره اللتين يتحدث عنهما الغاشي والماشي في هذا البلد الكريم ؟
فما جري بالامس مما تردد عن محاولات تخريب لقاء السيد حمدوك بوزير الخارجية الالماني امر يستدعي الوقوف طويلا عند الفحص الامني لكل من يدور في فلك الاخ حمدوك هذه الايام . ولا اشك في انه ستعقبه محاولات ومحاولات لاضرام النار في كلما سيسعي حمدوك لتحقيقه . فمعظم النار من مستصغر الشرر والليالي حبالي سيلدن كل عجيب
محمد مصطفي مجذوب
[email protected]
يا محمد مجذوب بالله سيب الكضب .
الفحص العملته هو فحص لتجنيد جواسيس وليس لوظيفة موظف صغير
في قسم اللجوء السياسي.
بالمناسبة شنو اخبار الدكتوراة السرية بتاعتك التي زعمت ان الجامعة منعت
نشرها لاحتوائها لمعلومات أمنية خطيرة بالنسبة لانجلترا، ورغم هذا فقد
منحتتك الجامعة درجة دكتوراة.
الاخ الكريم كودومبس او قودومبس
اشكرك علي المرور والتعليق .
واشيد بما سطره قلمك والذي يبدو انه ينفي ويثبت في ذات الوقت ما ادعيته انا من تجربة الفحص الامني التي تعرضت لها وبدي لي كذلك ان تعليقك ذهب لتاكيد علمك بعملي في ادارة اللجؤ السياسي في وظيفة ما. زلا اعلم من اين استقيت هذه المعلومة
وبما انني بلغت من العمر ارذله ولا اسعي للترشيح لوظيفة ما في السودان الجديد . فقد عشت حياتي ونلت حظي مما انعم به علي من ما لا املك له شكرا علي نعمه . وفي تقديري ان الحقبة حقبة الشباب الذي نجح فيما فشل فيه جيلنا من زلزلة جبروت الانقاذ وتسلطه
وعليه انا اترفع عن الرد علي اتهامي بالكذب لاسيما وهو اتهام جاء من شخص لا يملك الشجاعة حتي بذكر اسمه الحقيقي ويتخفي وراء صفات وهمية لتكون جل مساهمته تجريح الناس بما يعلم وما لا يعلم . وهي مهاترات لا تسمن ولا تغني من جرع وكل اناء بما فيه ينضح.
صادقا كنت انا ام كاذبا فانا كتبت من واقع تجربتي ومعرفتي المحدوده في موضوع اعتقد انه يهم بعض من يقراء ويفهم خصوصا في هذه المرحلة الحرجه التي تمر بها البلاد ولا اعرف ان كان ما كتبته عن الفحص الامني قد ينطبق علي تجنيد الجواسيس ام لا .
وبما انك تحدثت عن تجنيد الجواسيس حديث العارف فلم لا تتكرم انت بالمساهمة الصادقه بشرح الكيفية التي تتم بها تجنيد الجواسيس وتدريبهم لاسيما وان البلاد دخلت مرحلة انفتاح لابد ان تجذب الجواسيس وغير الجواسيس
ولعل سبحانه وتعالي يجعل فيما تكتب نبراسا هاديا حتي لا تتنكب الوزارة الجديده جادة الطريق وتقع ضحية لمن يستهدفها خاصة ويستهدف السودان عامة
وختاما لك شكري واحترامي
كلام كتير خلاس
كيفية تجنيد الجواسيس عارفنها لانو تابعنا مسلسل رافت الهجان وعرفنا كيف يتم تجنيد الجواسيس وعن الفحص الامنى ربنا يديك العافية أضفت لينا معلومات جديدة ماكان عارفنها