الأخبار الصادمة والأخبار الصامدة … رسالة إلى هؤلاء !

ليس بالضرورة أن تظل القاعدة الصحفيّة المعروفة ” الأخبار السيّئة ، هى الأخبار الجيّدة “، هى السائده ، فهناك حتماً ، إستثناءات، يكون فيها العكس هو الصحيح ، لتكون ” الأخبار الجيّدة ، هى الأخبار الجيّدة ” ، وفى البال ، ما جاء فى ” كلاسيكيات ” علوم وفنون الأخبار ، حول تعريف ( الخبر ) ، إذ كان أساتذة الإعلام – فيما مضى – يُصرُّون على تذكير تلاميذهم بقاعدة ونموذج خبر( أن يعض الكلب رجلاً ، ليس بخبر، إنّما الخبر هو أن يعض الرجل كلباً ) .. وها أنذا أحاول – اليوم- أن أُشرك قُرّاء وقارءات ( مدارات ) ، فرحةً آمل أن تتحقّق وتكتمل ، من بين ما سمعت من أخبارٍ جيّدة هذا الإسبوع .. والخبر يحكى عن (( المؤتمر/ المنتدى العربى الثالث لإسترداد الأموال المنهوبة )) ، الذى إختتم أعماله بجنيف مؤخّراً ، (( لمطالعة وسماع الخبر/ يُرجى البحث عبر قوقل ، تحت العنوان المذكور أعلاه )).. ومصدر الفرحة ، التى آمل أن تكتمل ، هو أنّ جريمة سرقة ونهب أموال الشعُوب ، وتهريبها إلى البنوك العالميّة ، التى ظلّ الطُغاة /الجُناة يظنّون أنّها ستبقى بعيدة فى طى الكتمان ، وفى مأمن من غضبة الشعوب ، ولن يُكشف عنها ، أصبحت – الآن – بفضل نضال الشعوب، جريمة ليس مضموناً ( الإفلات ) منها، بل ، أضحت جريمة قابلة للمتابعة ، والرصد والكشف ، والمُلاحقة ، بعد أن كانت تلك الأموال المنهوبة ” مودعة ” فى حسابات سريّة ، لا تعلم عنا الشُعوب المقهورة ، شيئاً !.
هاهى شُعوب دول الربيع العربى ، تواصل جهودها الحثيثة ، لإسترداد الأموال المنهوبة ، وهو طريق صعبٌ و حتماً طويل ، ولكن ، يبقى أنّ مُشوار الألف ميل ، يبدأ بخطوة ، وهاهو ضوء من الأمل ، بدأ يشع أمام الشعوب التى نهب الطُغاة أموالها ، وأودعوا ما سرقوه – بليلٍ – فى خزائن و بنوك و ” حسابات ” كانوا يظنُّون أنّها بعيدة عن الكشف ، ومُستحيلٌ الوصول لأسرارها ، وظلّوا يتعاملون مع جريمة نهب أموال الشعوب وتهريبها ، بنظريّة ” سرّك فى بير ” ، ولكن ، هيهات !. فبمثلما إنتهى عصر ( الإفلات من العقاب ) ، فى جرائم الإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانيّة ، سينتهى عصر جرائم ” نهب ثروات وأموال الشعوب ” !,
شعبنا السودانى ، كغيره من الشُعوب ، موعودٌ بملاحقة سارقى أمواله المنهوبة ، وبإستردادها ” على دائرة المليم ” ، وذلك ، حتماً عقب نجاح ثورته القادمة ، الظافرة ، وهذا يتطلّب بناء مؤسسات مُحاربة الفساد ، ومؤسسات رصد حركة الأموال المنهوبة ، وتكثيف الرصد والمُتابعة والتوثيق ، وحتماً ، ما يراه أولئك الطُغاة ، بعيداً ، نراه ويراه سعبنا قريباً … وماضاع حق وراءه مُطالب … والواجب الأوّل ، المُقدّم أن تستمر جذوة النضال الجسور ، لإستعادة الحُريّة لشعبنا العظيم ، ويومها ، ستعود – حتماً – الأموال المنهوبة ، وستسهم تلك الأموال ، فى إعادة بناء الوطن .. ومن يظنُّون أنّ ماليزيا وبنوكها وشركاتها ، أوغيرها من البلدان والبنوك البعيدة ، ستحفظ لهم ، إلى الأبد ، ما سرقوه ، من شعبنا ، عليهم مُراجعة أطبّائهم ، للتأكُّد من سلامة ” الرُكب ” ، حتّى يستطيعوا مواصلة الوُقوف ، أمام ساحات العدالة ، التى هى آتية ، بلا ريب ..وسنظل – من جانبنا – نذكّرهم بين الفينة والأُخرى ببعض الأخبار ” الصادمة ” لهم ، و” الصامدة ” لنا ، لأنّها أخبار مُفرحة لشعبنا الكريم !.
فيصل الباقر
[email][email protected][/email]