وأصبح رئيس مجلس الوزراء دوبليرا !!!

لم نكن نرجم بالغيب عندما كتبنا متسائلين، عند طرح منصب رئيس للوزراء في حوار الوثبة ، ( رئيس وزراء أم دوبلير الرئيس ؟).وقلنا أن من سيتولى هذا المنصب لن يتجاوز دوره دور الدوبلير في السينما الذي يقوم بأدوار بالنيابة عن البطل ،خاصة الأدوار الخطرة.ويكون الرئيس بعيداً عن الصورة ليتحمل رئيس الوزراء وزر سياسات النظام.ليظهر الرئيس في لحظات مناسبة كالمصحح لخطل سياسات الوزير الأول ! وراجت حينها تكهنات بإيكال المنصب للسيد الصادق المهدي، وحسناً فعل إذ نأى بنفسه وإلا لانتهى من أي بقية يحتفظ بها.
كان ما أوردناه مبنياً على الفهم الذي لا يغيب عن أي متابع لطبيعة الأنظمة الشمولية. وأن النظام السوداني ليس بدعاً منها.فالرئيس هو منتهى الحكم ومبتداه. وهو النجم الأوحد الذي حوله تدور بقية الأفلاك.ثم أنه رمانة الميزان لجملة التحالفات المصلحية التي تكون النظام .
عند نهاية حوار الوثبة ، أوكل المنصب للنائب الأول للرئيس كما يعلم الجميع. وظهرت موجة تلميع من أعضاء الحزب الحاكم والمؤتمر الشعبي لشخصيته. بل أن محاربة انتن ما يتصف به النظام وهو الفساد. سيكون هو المنوط به والقادر عليه. وتم بناء ذلك على اختيارات الرئيس العسكرية وابتعاده عن الحزب والحركة نائياً منهم صوب العسكر.
ومضى ما مضى من عمر حكومته التي يرأسها ، ولم يجد أي جديد في أوضاع الوطن ومواطنيه. بل ازداد الأمر سوءاً. وازدادت الضائقة الاقتصادية الناجمة عن الفشل في مجمل سياسات النظام .ولندلل على تحول الوزير الأول لدوبلير كما أسلفنا، لن نحتاج إلا للإشارة إلى مثالين فقط .
المثال الأول حدث في البرلمان. فقد ارتدت بدرية سليمان دور النائب المشفق على شعبه عندما ذكرته بالضائقة التي يكابدها المواطنون.فكان رده مخيباً لآمال كل من تابعه.فقال ( كلنا نعاني!!)ولكنه زاد عبارة مهمة عندما رد متسائلاً :ماذا سنفعل في هذه المدة البسيطة !!؟؟؟) وهكذا أحال العجز عن فعل شئ لفترة رئاسته لمجلس الوزراء دون أن يعي بذلك.وتحمل تراكم فشل فترة الحكم الطويلة لنظام الرجل الواحد .وبقى الرئيس بعيداً في عليائه يتفرج عليه سعيداً بدور دوبليره.
أما المثال الثاني فهو ما تم في الأيام السابقة. فقد وصل تدني قيمة العملة الوطنية أمام الدولار مدى ما توقعه النظام . ليدل على مبلغ الفشل في سياسات النظام الشمولي الحاكم. لتصوير الأمر وكأنما تم بعيداً عن الرئيس ،وأن هنالك خطلاً في سياسات الوزير الأول، اجتمع الريس بطاقمه الاقتصادي ، واتخذ حزمة من الاجراءات . منها التعامل الأمني على عكس رؤية رئيس الوزراء.ما يحول وزر ارتفاع الدولار إلى سياساته، ويصبح هو المنقذ ومقدم الحلول.وإذا ربطنا ذلك مع رسائل الرئيس من الجزيرة في دعم أيلا إن ترشح للرئاسة ، والناس كانوا يظنون انه يعد بكري لخلافته، لتيقن الناس أن السيد رئيس مجلس الوزراء في الواقع، برضاه أو بغيره، تحول إلى دوبلير لرئيسه ليس إلا.
[email][email protected][/email]