وعيد غير تربوي …!!

الطاهر ساتي
:: في زمان قراقوش، عندما إرتكب رجل قصير القامة جريمة قتل وإقتادوه إلى منصة الإعدام، كان عليهم رفع هذا المدان إلى مستوى حبل المقصلة، أو كان عليهم زيادة طول الحبل بحيث يصل مستوى قامة المدان..ولكنهم، بدلاً عن هذه الحلول، نفذوا حكم الإعدام على شاهد طويل القامة، وغضوا الطرف عن المدان قصير القامة، و ( خلاص)..ومع ذلك، حل الأزمة بالأزمة لم يُعد حكراً لزمان قراقوش ..بل، لأزمنة ما بعد زمان قراقوش أيضاً عبقرية في حل الأزمة بالأزمة، و أحياناً حل الأزمة بال..( طامة)..!!
:: ونقرأ هذا الخبر ..( لائحة منع عقوبة الجلد بالمدارس جعلت بعض التلاميذ يتطاولون على الأساتذة، وبعض الأسر تستغل قانون الأسرة والطفل ضد المعلمين الذين يعاقبون أبناءهم، وأعلنا العزم على مراجعة اللائحة منع عقوبة الجلد لإحداث التوازن المطلوب منعاً لحدوث رد فعل معاكس من التلاميذ وأسرهم نحو المعلمين)، وزير التربية والتعليم بالخرطوم لصحف الأثنين الفائت.. وإن كان هذا تفكيراً تربوياً بمنطق الوزارة فهو يُعيدنا إلى (عصر التخلف)، وإن كان الوزير يرى في جلد التلاميذ حلاً لأزمة شغبهم وصخبهم فهو حل للأزمة بأزمة أخرى.. بل، بطامة كبرى..!!
:: وربما لأن الوزارة لا تقرأ أو تنسى، يجب تذكيرها ..في مارس الفائت، عبر الصحف، أعلنت الهيئة النقابية لعمال التعليم بالخرطوم عن تطبيق لوائح وضوابط صارمة في تعيينات المعلمين لحماية التلاميذ من (التعرض للأذى) .. لماذا هذه الضوابط الصارمة؟.. حسب تصريح عبد الله بابكر الأمين العام للنقابة، لإرتفاع حالات الجنون والأمراض النفسية وسط المعلمين .. وعندما سألوه عن أسباب إرتفاع حالات الجنون، وإن كانت البيئة المدرسية و ضعف الراتب من الأسباب الأساسية، أجاب الأمين العام بالنص القائل : (مدارسنا لا تسبب الجنون، وأن المصابين جاءوا إلينا بحالاتهم الراهنة).. ثم طالب بتواجد طبيب نفسي في لجان الإختيار ..!!
:: وعليه، تنقية صفوف المعلمين من هؤلاء المجانين كان يجب أن تكون مُقدمة على عقاب التلاميذ بالجلد في (قائمة الأولويات)، ولكن يبدو أن النهج التربوي والتعليمي بالخرطوم مُختل لحد الإنشغال بأمر شغب التلاميذ أكثر من مخاطر المُعلمين المجانين.. و أي تربية هذه التي يُساق إليها التلميذ بالسياط و الخراطيش؟..ما الذي يمنع وزارة التربية ومراكز الدارسات عن إجراء الدراسات ومعرفة أسباب شغب التلاميذ، أو تطاولهم على المعلمين كما يصفهم وزير التربية؟.. بالتأكيد لشغب التلاميذ أسباب ذات صلة بالبيئة المدرسية ومناهجها وطرائق الإدارة وشخصية (الناظر والمعلم)، ويجب الوصول إلى الأسباب ثم إزالتها بالمعالجات بدلا عن إرساء المزيد من أسباب الجهل والغباء والعٌقد النفسية والتسرب في أوساط التلاميذ بالإحتكام إلى قانون (السياط والخراطيش)..!!
:: لقد تجاوز العالم من حولنا مجرد النقاش حول جلد التلميذ،وناهيك عن التفكير في الجلد كما يُلمح هذا التصريح .. لقد توصل الجميع إلى أن جلد التلميذ يعني تدني مستوى احترامه لذاته، ويعني عدم تعبيره السليم عن القدرات والآراء، ويعني هز إستقراره النفسي، ويعني توليد الكراهية في نفسه تجاه الآخر ، ويعني جلب الكآبة والقلق والعدائية إليه، ويعني عجزه عن مواجهة الأحداث والمواقف في حياته، ويعني رهبته من اتخاذ القرار، ويعني تعرضه للأذى أو الموت كما حدث باحدى مدارس ولاية الجزيرة قبل سنوات ..وإبعد كل هذا، ن عجز وزير التعليم بالخرطوم عن إبتكار وسائل تربوية خالية من السياط والخراطيش، فليُغادر الوزارة ويدعها لمن بتكرون، فهُم كثر .. وعلى مجلس النواب بالولاية و مجالس الآباء بالمدارس (الإنتبااااااه) ، فالوزير توعد بمراجعة اللوائح التي تمنع الجلد …!!
[email][email protected][/email]
بلاش فلسفة يا الطاهر ساتى :
نحن قوم لا نحترم النظم ولا القانون الا خوفا من عقوبة ونحاول الزوغان من المراقبة بشتى السبل نحن نضحك ونصفق لمن يخرق القانون ونرثى لمن يحترمه ونقول عليه مسكين هذه فى جيناتنا ولن تتغير بمرور الزمن لا بد من الجلد المقنن بالمدارس
يا استاذالطاهر الوزير ما قاصد يجلدو التلاميذ , هو قال يجلدو الموظفين بتاعين الوزارة العاملين مدارس خاصة وكده! ومعاهم الاساتذة المجانين!!!! وناس المناهج ولجنة الامتحانات !!!؟.؟
الشعب السوداني كله بيتجلد … الحكم الديكتاتوري ده شنو ما جلد يا ود ساتي (شاتي بالنوبية )
الضرب يسبب عقد نفسية ، الضرب اسلوب غير حضاري ، الضرب ماعارف ايه
ماعيب الضرب اذا كان الغرض منه التأديب وليس الانتقام
هناك فرق كبير جدا بين الحالتين
الطفل او المراهق يميز جدا بين من يعاقبه بدافع الحب ، ومن يعاقبه بدافع الانتقام منه ،وفي الحالة الثانية فقط تحدث الاثار السلبية التي تتحدثون عنها
اذكر حينما كنا طلابا كان بعض الاساتذة يضربوننا ضرب غرائب الابل لكنهم يبررون لنا اولا لماذا نستحق العقاب ؟
فنتقبل ذلك الضرب بصدر رحب ونقر بمسئوليتنا دون أن يؤثر ضربهم لنا في نفسياتنا أو يجعلنا نكرههم
وكان معظم الطلاب ينجحون في المواد التي يدرسونها
لايعني قولي هذا أن كل المعلمين مثاليين ولديهم الخبرة والحنكة فبعض الاساتذة لديهم مشكلات نفسية ، حينما كانوا يعاقبون كانوا ينفعلون جدا ويضربون بغرض التشفي ،لكنهم قلة قليلة جدا ، فمعايير اختيار المعلمين في السابق كانت صارمة ليس كما هو الحال اليوم.
ولحل هذه المشكلات لابد من تأهيل المعلمين جيدا اكاديميا ونفسيا
وتبصيرهم بأن العقاب بالضرب يجب أن يتم بحب وليس بغرض الانتقام
ماعيب الضرب
عصر التعليم الذهبي الذي خرج افضل الناس كان يعتمد الضرب
وفي الدين الاسلامي يوصى بالضرب كوسيلة تأديب ( يبدو انو عندكم رأي في الدين كمان)
وفي اليابان يعتمد الضرب
(بالله فكونا من التنظير الفارغ ما تستندون عليه اطلعت عليه جيدا في مراجع علم النفس التربوي وعلم نفس الطفولة ، فأنا اعمل في مجال التربية لسنين طويلة ، وشاهدت الفرق جليا بين الماضي والحاضر الذي جاءنا بقيم الغرب ، انهم يريدون فرض قيمهم فينا وقيمهم ليست هي المقياس للتطور فبلدان شرق اسيا بلدان متطورة وتعتمد الضرب كعقاب)
والذين جاءونا بقيم الغرب وفرضوها فينا اوجه لهم هذا السؤال :
كم عدد الابناء لدى المواطن الامريكي او البريطاني ؟ وكم لدى السوداني ؟
فرق عدد الابناء يقودنا لمفارقات كثيرة
فالامريكان في الغالب لاينجبون سوى طفلين مما يتيح الرقابة عليهما وييسر عملية توجيههما
بينما هنا يكون للزوجين عشرة ابناء أو اكثر مما يصعب عملية التربية والتوجيه (ذلك باعتبار ان الوالدين متعلمين وواعيين ويقومان بالتوجيه) والواقع عكس ذلك
فمع الضغوط الحالية يكون الابوان مشغولين طول اليوم ( والاولاد مطلوقين)
والنتيجة انتاج اطفال (بلا ادب) وبلا قيم
والاطفال ديل طبعا (حينّضجوا) المعلمين نجاض في المدارس
وما من سبيل سوى تخويفهم
وطبعا لايمكن تخويفهم فقط بالكلام
ومن رأى ليس كمن سمع
(حدث مرة أن سمعت تلميذين يتحاوران ، فقال الاول للثاني :أنا ماداير احضر الحصة الاخيرة، يلا نتفكفك ، فقال له زميله: لكن الاستاذ بزعل وممكن يجلدنا ، فرد له الاول مباشرة :يجلدنا!! والله امشي اشتكيه طوالي ، ياخ ما بقدر يجلدنا بس حيزعل ويملانا نقة قال ذلك وهو يضحك ملء فيه)!!
للغربيين الذين يقتدي بهم ولاة امرنا
اساليب في التوجيه لاتوجد لدى الاباء هنا
فشتان مابين شعب قضى على الامية التقنية قبل عشرات الاعوام
وشعب لايزال 60% منه يعانون الامية الابجدية !!
فالشخص الغربي يراقب ابنه حثيثا في كل كبيرة وصغيرة ويعدل له سلوكه ، بالاضافة الى أن الاطفال منذ الصغر يشبون على حب القراءة والاطلاع والتثقف فينضجون باكرا ، فقد تجد طفلا يبلغ من العمر ثماني سنوات تفكيره افضل من شيخ جهلول في السودان !
ومن تعامل مع الاطفال في الدول الغربية والاطفال هنا يلاحظ الفرق
كيف أن الاطفال هناك مهذبين وواعين
وكيف ان اطفال (حكومة الانقاذ) عديمين تربية وأدب
فأول ما يربي عليه الخواجه ابنه هو الديموقراطية ومراعاة حقوق الغير عكسنا تماما
والمعلم هناك مبجل ومقدر من قبل دولته وميسور الحال
لذا يحترمه كل الناس بمن فيهم تلاميذه
فينصتون له بأدب ويقدسونه ، ولا يحتاج اساسا للقسوة لكي يجلب لنفسه الاحترام
على عكس معلمنا الذي يعيش (كالمتسول)
يقتات من فضل تلاميذه
ويده هي السفلى
وهذا غيض من فيض ، فعلاج مشكلات التعليم لابد أن يكون متكاملا
المدارس الخاصة التي همهما الربح ، معايير اختيار المعلمين ، ادخال السياسة في التعليم وغيرها وغيرها
وكل منها يحتاج لبحث طويل طويل ..
اخيرا
بعض الناس لديهم عقد نفسية وربما تجارب سيئة بخصوص الضرب سواء في اسرهم او في المدارس ، ويعممون تجاربهم الفردية علينا
يا اخوتي لكل مجتمع خصوصياته واحواله فكفوا عن التعميم
هل تختلفون معي في كون الاجيال التي تربت بالاسلوب القديم افضل من هذه الاجيال في كل شيء
وهل كل من تم تربيته بالضرب هو (معقد نفسيا) ؟!
لكم الحكمالضرب في المدارس
ماوارد أدناه نشر كتعليق في خبر ، ورغبت في نشره للاهمية :
الضرب يسبب عقد نفسية ، الضرب اسلوب غير حضاري ، الضرب ماعارف ايه
ماعيب الضرب اذا كان الغرض منه التأديب وليس الانتقام
هناك فرق كبير جدا بين الحالتين
الطفل او المراهق يميز جدا بين من يعاقبه بدافع الحب ، ومن يعاقبه بدافع الانتقام منه ،وفي الحالة الثانية فقط تحدث الاثار السلبية التي تتحدثون عنها
اذكر حينما كنا طلابا كان بعض الاساتذة يضربوننا ضرب غرائب الابل لكنهم يبررون لنا اولا لماذا نستحق العقاب ؟
فنتقبل ذلك الضرب بصدر رحب ونقر بمسئوليتنا دون أن يؤثر ضربهم لنا في نفسياتنا أو يجعلنا نكرههم
وكان معظم الطلاب ينجحون في المواد التي يدرسونها
لايعني قولي هذا أن كل المعلمين مثاليين ولديهم الخبرة والحنكة فبعض الاساتذة لديهم مشكلات نفسية ، حينما كانوا يعاقبون كانوا ينفعلون جدا ويضربون بغرض التشفي ،لكنهم قلة قليلة جدا ، فمعايير اختيار المعلمين في السابق كانت صارمة ليس كما هو الحال اليوم.
ولحل هذه المشكلات لابد من تأهيل المعلمين جيدا اكاديميا ونفسيا
وتبصيرهم بأن العقاب بالضرب يجب أن يتم بحب وليس بغرض الانتقام
ماعيب الضرب
عصر التعليم الذهبي الذي خرج افضل الناس كان يعتمد الضرب
وفي الدين الاسلامي يوصى بالضرب كوسيلة تأديب ( يبدو انو عندكم رأي في الدين كمان)
وفي اليابان يعتمد الضرب
(بالله فكونا من التنظير الفارغ ما تستندون عليه اطلعت عليه جيدا في مراجع علم النفس التربوي وعلم نفس الطفولة ، فأنا اعمل في مجال التربية لسنين طويلة ، وشاهدت الفرق جليا بين الماضي والحاضر الذي جاءنا بقيم الغرب ، انهم يريدون فرض قيمهم فينا وقيمهم ليست هي المقياس للتطور فبلدان شرق اسيا بلدان متطورة وتعتمد الضرب كعقاب)
والذين جاءونا بقيم الغرب وفرضوها فينا اوجه لهم هذا السؤال :
كم عدد الابناء لدى المواطن الامريكي او البريطاني ؟ وكم لدى السوداني ؟
فرق عدد الابناء يقودنا لمفارقات كثيرة
فالامريكان في الغالب لاينجبون سوى طفلين مما يتيح الرقابة عليهما وييسر عملية توجيههما
بينما هنا يكون للزوجين عشرة ابناء أو اكثر مما يصعب عملية التربية والتوجيه (ذلك باعتبار ان الوالدين متعلمين وواعيين ويقومان بالتوجيه) والواقع عكس ذلك
فمع الضغوط الحالية يكون الابوان مشغولين طول اليوم ( والاولاد مطلوقين)
والنتيجة انتاج اطفال (بلا ادب) وبلا قيم
والاطفال ديل طبعا (حينّضجوا) المعلمين نجاض في المدارس
وما من سبيل سوى تخويفهم
وطبعا لايمكن تخويفهم فقط بالكلام
ومن رأى ليس كمن سمع
(حدث مرة أن سمعت تلميذين يتحاوران ، فقال الاول للثاني :أنا ماداير احضر الحصة الاخيرة، يلا نتفكفك ، فقال له زميله: لكن الاستاذ بزعل وممكن يجلدنا ، فرد له الاول مباشرة :يجلدنا!! والله امشي اشتكيه طوالي ، ياخ ما بقدر يجلدنا بس حيزعل ويملانا نقة قال ذلك وهو يضحك ملء فيه)!!
للغربيين الذين يقتدي بهم ولاة امرنا
اساليب في التوجيه لاتوجد لدى الاباء هنا
فشتان مابين شعب قضى على الامية التقنية قبل عشرات الاعوام
وشعب لايزال 60% منه يعانون الامية الابجدية !!
فالشخص الغربي يراقب ابنه حثيثا في كل كبيرة وصغيرة ويعدل له سلوكه ، بالاضافة الى أن الاطفال منذ الصغر يشبون على حب القراءة والاطلاع والتثقف فينضجون باكرا ، فقد تجد طفلا يبلغ من العمر ثماني سنوات تفكيره افضل من شيخ جهلول في السودان !
ومن تعامل مع الاطفال في الدول الغربية والاطفال هنا يلاحظ الفرق
كيف أن الاطفال هناك مهذبين وواعين
وكيف ان اطفال (حكومة الانقاذ) عديمين تربية وأدب
فأول ما يربي عليه الخواجه ابنه هو الديموقراطية ومراعاة حقوق الغير عكسنا تماما
والمعلم هناك مبجل ومقدر من قبل دولته وميسور الحال
لذا يحترمه كل الناس بمن فيهم تلاميذه
فينصتون له بأدب ويقدسونه ، ولا يحتاج اساسا للقسوة لكي يجلب لنفسه الاحترام
على عكس معلمنا الذي يعيش (كالمتسول)
يقتات من فضل تلاميذه
ويده هي السفلى
وهذا غيض من فيض ، فعلاج مشكلات التعليم لابد أن يكون متكاملا
المدارس الخاصة التي همهما الربح ، معايير اختيار المعلمين ، ادخال السياسة في التعليم وغيرها وغيرها
وكل منها يحتاج لبحث طويل طويل ..
اخيرا
بعض الناس لديهم عقد نفسية وربما تجارب سيئة بخصوص الضرب سواء في اسرهم او في المدارس ، ويعممون تجاربهم الفردية علينا
يا اخوتي لكل مجتمع خصوصياته واحواله فكفوا عن التعميم
هل تختلفون معي في كون الاجيال التي تربت بالاسلوب القديم افضل من هذه الاجيال في كل شيء
وهل كل من تم تربيته بالضرب هو (معقد نفسيا) ؟!
لكم الحكمالضرب في المدارس
ماوارد أدناه نشر كتعليق في خبر ، ورغبت في نشره للاهمية :
الضرب يسبب عقد نفسية ، الضرب اسلوب غير حضاري ، الضرب ماعارف ايه
ماعيب الضرب اذا كان الغرض منه التأديب وليس الانتقام
هناك فرق كبير جدا بين الحالتين
الطفل او المراهق يميز جدا بين من يعاقبه بدافع الحب ، ومن يعاقبه بدافع الانتقام منه ،وفي الحالة الثانية فقط تحدث الاثار السلبية التي تتحدثون عنها
اذكر حينما كنا طلابا كان بعض الاساتذة يضربوننا ضرب غرائب الابل لكنهم يبررون لنا اولا لماذا نستحق العقاب ؟
فنتقبل ذلك الضرب بصدر رحب ونقر بمسئوليتنا دون أن يؤثر ضربهم لنا في نفسياتنا أو يجعلنا نكرههم
وكان معظم الطلاب ينجحون في المواد التي يدرسونها
لايعني قولي هذا أن كل المعلمين مثاليين ولديهم الخبرة والحنكة فبعض الاساتذة لديهم مشكلات نفسية ، حينما كانوا يعاقبون كانوا ينفعلون جدا ويضربون بغرض التشفي ،لكنهم قلة قليلة جدا ، فمعايير اختيار المعلمين في السابق كانت صارمة ليس كما هو الحال اليوم.
ولحل هذه المشكلات لابد من تأهيل المعلمين جيدا اكاديميا ونفسيا
وتبصيرهم بأن العقاب بالضرب يجب أن يتم بحب وليس بغرض الانتقام
ماعيب الضرب
عصر التعليم الذهبي الذي خرج افضل الناس كان يعتمد الضرب
وفي الدين الاسلامي يوصى بالضرب كوسيلة تأديب ( يبدو انو عندكم رأي في الدين كمان)
وفي اليابان يعتمد الضرب
(بالله فكونا من التنظير الفارغ ما تستندون عليه اطلعت عليه جيدا في مراجع علم النفس التربوي وعلم نفس الطفولة ، فأنا اعمل في مجال التربية لسنين طويلة ، وشاهدت الفرق جليا بين الماضي والحاضر الذي جاءنا بقيم الغرب ، انهم يريدون فرض قيمهم فينا وقيمهم ليست هي المقياس للتطور فبلدان شرق اسيا بلدان متطورة وتعتمد الضرب كعقاب)
والذين جاءونا بقيم الغرب وفرضوها فينا اوجه لهم هذا السؤال :
كم عدد الابناء لدى المواطن الامريكي او البريطاني ؟ وكم لدى السوداني ؟
فرق عدد الابناء يقودنا لمفارقات كثيرة
فالامريكان في الغالب لاينجبون سوى طفلين مما يتيح الرقابة عليهما وييسر عملية توجيههما
بينما هنا يكون للزوجين عشرة ابناء أو اكثر مما يصعب عملية التربية والتوجيه (ذلك باعتبار ان الوالدين متعلمين وواعيين ويقومان بالتوجيه) والواقع عكس ذلك
فمع الضغوط الحالية يكون الابوان مشغولين طول اليوم ( والاولاد مطلوقين)
والنتيجة انتاج اطفال (بلا ادب) وبلا قيم
والاطفال ديل طبعا (حينّضجوا) المعلمين نجاض في المدارس
وما من سبيل سوى تخويفهم
وطبعا لايمكن تخويفهم فقط بالكلام
ومن رأى ليس كمن سمع
(حدث مرة أن سمعت تلميذين يتحاوران ، فقال الاول للثاني :أنا ماداير احضر الحصة الاخيرة، يلا نتفكفك ، فقال له زميله: لكن الاستاذ بزعل وممكن يجلدنا ، فرد له الاول مباشرة :يجلدنا!! والله امشي اشتكيه طوالي ، ياخ ما بقدر يجلدنا بس حيزعل ويملانا نقة قال ذلك وهو يضحك ملء فيه)!!
للغربيين الذين يقتدي بهم ولاة امرنا
اساليب في التوجيه لاتوجد لدى الاباء هنا
فشتان مابين شعب قضى على الامية التقنية قبل عشرات الاعوام
وشعب لايزال 60% منه يعانون الامية الابجدية !!
فالشخص الغربي يراقب ابنه حثيثا في كل كبيرة وصغيرة ويعدل له سلوكه ، بالاضافة الى أن الاطفال منذ الصغر يشبون على حب القراءة والاطلاع والتثقف فينضجون باكرا ، فقد تجد طفلا يبلغ من العمر ثماني سنوات تفكيره افضل من شيخ جهلول في السودان !
ومن تعامل مع الاطفال في الدول الغربية والاطفال هنا يلاحظ الفرق
كيف أن الاطفال هناك مهذبين وواعين
وكيف ان اطفال (حكومة الانقاذ) عديمين تربية وأدب
فأول ما يربي عليه الخواجه ابنه هو الديموقراطية ومراعاة حقوق الغير عكسنا تماما
والمعلم هناك مبجل ومقدر من قبل دولته وميسور الحال
لذا يحترمه كل الناس بمن فيهم تلاميذه
فينصتون له بأدب ويقدسونه ، ولا يحتاج اساسا للقسوة لكي يجلب لنفسه الاحترام
على عكس معلمنا الذي يعيش (كالمتسول)
يقتات من فضل تلاميذه
ويده هي السفلى
وهذا غيض من فيض ، فعلاج مشكلات التعليم لابد أن يكون متكاملا
المدارس الخاصة التي همهما الربح ، معايير اختيار المعلمين ، ادخال السياسة في التعليم وغيرها وغيرها
وكل منها يحتاج لبحث طويل طويل ..
اخيرا
بعض الناس لديهم عقد نفسية وربما تجارب سيئة بخصوص الضرب سواء في اسرهم او في المدارس ، ويعممون تجاربهم الفردية علينا
يا اخوتي لكل مجتمع خصوصياته واحواله فكفوا عن التعميم
هل تختلفون معي في كون الاجيال التي تربت بالاسلوب القديم افضل من هذه الاجيال في كل شيء
وهل كل من تم تربيته بالضرب هو (معقد نفسيا) ؟!
لكم الحكم
واخيرا
ياالطاهر ساتي يعني انت معقد وشخصية مضطربة ومستوى ذكائك نقص لأنك اتعلمت في زمن الجلد مش كده!!!
الأخ الطاهر
هذه المرة لا اوفق طريقة طرحك ..
الضوابط الصارمة فى اختيار المعلمين لا يتعارض ابداً مع عقوبة الجلد للتلاميذ والطلاب.
اتفق معك ، فليس كل الجلد له مبرر ، ولكن … ترك التلاميذ من غيره او قل مجرد معرفة التلميذ بان استاذه ليس له الحق فى جلده هذه فى حد ذاتها مشكلة تجعل الطالب يتحدى استاذه. وما تنسى ان فى هذا الزمن ، ان المتابع للطالب مع المدرسة هى الأم . هذا الجيل من الأمهات، يغضب اذا عاقب العم والجار وربما الأب ابنها. تخيل كيف يتربى الطالب وهو محمى ضد العقوبة فى البيت و المدرسة؟؟. النتيجة جيل من غير قدوة (ماعندو كبير).
زماااان كان دور المدرسة مكمل لدور الأسرة.. الآن انعدمت فى الأسرة والمدرسة والشارع
“لقد توصل الجميع إلى أن جلد التلميذ يعني تدني مستوى احترامه لذاته، ويعني عدم تعبيره السليم عن القدرات والآراء، ويعني هز إستقراره النفسي، ويعني توليد الكراهية في نفسه تجاه الآخر ، ويعني جلب الكآبة والقلق والعدائية إليه، ويعني عجزه عن مواجهة الأحداث والمواقف في حياته، ويعني رهبته من اتخاذ القرار، ويعني تعرضه للأذى”
عليك الله يا ساتى ، نحن فينا كل العبر القلتها فى المقال دا؟؟
ارى ان هناك فرق كبير بين تقنين عقوبة الجلد مع وجود المسؤول او المرشد الإجتماعى فى المدارس ، والغاء العقوية بجرة قلم.
الاخ الطاهر من امن العقوبة ساء الادب والطالب بمر بعدة مراحل الطفولة والصباوالشباب وكل مرحلة محتاجه لطريقه فى البيمشى بالنصح واخر بخاف السوط والخرطوش ولو لقى فرصة عدم العقوبه يخلق جو كهربته زايده ويحول المدرسه لشغب ومشاكل علشان الامور تمشى لابد من وجود نظام يسمح بمعاقبة الطالب فى حدود المعقول ومنع الضرب من المعلم وتعيين الصول لتنفيذ العقوبه بعد التدريب على كيفيفة التنفيذ ولك فائق الشكر
الجلد و الضرب و القمع و القتل هي وسائل السلطة الحاكمة و منسوبيها التي تعرفها للتعامل مع الناس تلاميذ او راشدين … و ما الحروب التي تدور منذ انقلاب السلطة و مئات الاف القتلى و التظاهرات التي تقابل بالعصي و الخراطيش و الرصاص الحي و مئات القتلى في شوارع المدن الا شواهد على ذلك …
من تربوا على حمل السواطير ضد زملائهم لا ترجو منهم خيرا و قد ملكوا السلطة و السلاح
لا للضرب
نحن كسودانيين كثيرا ما نفتخر باننا كنا عرض للضرب مما ساعد على نجاحنا الاكاديمي وهذا غير صحيح واليكم الدليل.
انا اعيش في الخليج منذ تاريخ قدوم التتار لسوداننا الحبيب. لاحظت ان السودانيين حاصلين على شهادات عليا من ارقى الجامعات البريطانية وكل واحد فيهم عالم بكل ما تحمله كلمة عالم من معنى. لكن مدراءهم من المصريين والفلسطينيين وهولاء قوم جهلة لا يجيدون شيئا من مهام وظيفتهم. لماذا اذا هم مدراء على السودانيين. السبب الواضح ان السوداني منزوي على نفسه لا يجيد اظهار مواهبه فهو غير واثق من نفسه تجده اثناء الاجتماعات لا يتحدث الا اذا سئل اما المصريين والفلسطينيين يتحدثون كثيرا وفي الغالب (كلام الطير في الباقير) لذلك هم في القمة لديهم الجرأة (سواء بعلم او غبر علم) على التحدث وابداء الرأي عكس السوداني تماما.
السودانيين كذلك لانهم تربوا بالضرب وغير مسموح لهم التحدث امام الكبار واذا اراد الطفل منا النحدث قيل له عيب ان تتحدث في حضرة الكبار. لذلك ليست لدينا الثقة في انفسنا لاننا حرمنا من ابداء الراي.
تخيل مدرسة من غير سوط للجلد هل تتوقع من التلاميذ حل واجباتهم او حضورهم حتى للمدرسة اشككككك
ما تروه من فعل النظام فى المعتقلات والسجون والزنازين إنعكاسا واضحا لما عانوه من المدرسين والطلاب لأنهم كانوا ضعفاء يسهل إستقطابهم للحركة التى نجحت فى محاولة إعادة تأهيلهم بالميل للقران .. إسألوا بروفيسور حيدر على إبراهيم له كتاب منشور بخصوص الجبهة الإسلامية السودانية مثالا للخطاب الإسلامى الراهن وهو أحد علماء البلد فى علم الإجتماع والفلسفة .
آباءنا الجيران وكل رجل راشد كانوا يضربونا في موضع الخطأ ويتم ابلاغ الوالدين بذلك ليشكر الجار او الرجل ويزيد من العقوبة .وكل بيوت الحي بيت واحد واسرة واحدة.
اما المعلم فكان …. ليك اللحم ولينا العظم وما في زعل وضغائن بسبب الضرب وكل الذين درسونا اليوم لهم اسمى تقدير واحترام …. فماذا حدث لجيل اليوم لا يجل معلمه … فالعيب ليس ان الضرب يسبب عقد نفسية ، او ان الضرب أسلوب غير حضاري ولكن العيب في الاسرة … والمجتمع لاعب أساسي في اللعب.
كل المعلقين او الاغلبيه تؤيد عقوبة الجلد فى المدارس ويبدو ان الاغلبيه انجلدو وشايفين انو اتربو كويس … اسه عليكم الله السودان ده ظهر ليهو زول كويس وين غير فلتات لايتجاوزون العشره اشخاص ؟ كدى امسكوها من زعماء الحكومات السابقه والاسه باستثناء الازهرى على ما اظن وامسكو الوزراء كلهم وعصابة المؤتمر الوطنى الان ياتو واحد فيهم متربى ؟ وبيخاف الله ؟ ماديل كلهم اتربو بالجلد واسه التخلف الفينا ده من اسباب الضرب الغير مبرر …ذمان ونحن فى المتوسطة كان الجلد يومى وباسباب غير مبرره وكانت الحصيله انو فى الصف الثالث اكتر من عشرين طالب سابو المدرسه نهائى .. المهم ياعالم ياعاجبكم حالنا وتريتنا اوربا وامريكا بيعاملو اطفالهم كانهم راشدين وممنوع الضرب حتى للاباء وبراكم شوفو الفرق بيناتنا ..حتى مع عدم وجود نازع دينى عندهم ولكنهم يقدرون قيمة الانسان واحترامه حتى يحترم من حوله وان الطفل اذا كان رد الفعل لاخطاءه يثير غضبك فان الحل هو الضرب فانه يدرك حقيقة واحده وهو كل من يغضبك فان اسلم حل هو العنف ..هذه ثقافتكم وتخلفكم وفسادكم الان فرجاء لاتقودو ابناءكم الى نفس مصيركم التافه ..العنف يولد الارهاب والعالم الان لايغض مضاجعه الا ارهابكم ورجعيتكم …. داعش حصيله للتخلف لان اغلبيتهم شاهدو اباءهم يضربون امهاتهم فابتكرو طريقة للتعبير عن غضبهم كما اباءهم ولكن اشد عنفا وهى قطع الرؤوس ..لن ينصلح حال هذه البلاد الا بموت هذه الاجيال المتخلفه فرجاء اصلحو ابناءكم فيما افسده اباءكم ومعلمين السودان
دق الأولاد فى المدارس والخلاوى افرادا او جماعات شيتن قديييم وكان بيحصل فى ارقى المدارس (نموذجيه او غبرها) .. ومافى زولن فتح خشمو او مجمج لسانو.. منو في حكام اليوم ماندقّ فى مدرستو او كرعينو ما ضاقن سوط الفكى!!..بس حسّ يعنى المعنى الحكايه هى الشنقلت الريكه بعدما اديتوهااسمن جديد (عقوبه بدنيه) ووعيد غير تربوى ! محن!!
* “وتيّب”..العميد!!..ألأميرالاى !!اللى على كتفو المقص (الصقر لاحقا) وكمان 3 دبابير ألأصبحن (نجوم) عمل شنو بعد ما “فاتو” زمن الدق والتاديب !! هرجل؟ تمادى فى التأخير عن بداية التمام؟ ما قدم الواجب المدرسى فى ميعادو؟ تطاول على المدرسين؟
* فضوها سيره .. بطّلوا تقبّض واندغام ..وقوموا لتسجيل اسمائكم! الزمن لا ينتظر و “الاصم لا يسمع!! والغندور فى آخر صوره ظهرت فى لراكوبه قام ليهو شنب! ومفاتيح البلف عندنا نحن اصحابا! البمجمج ياخد بكفوفنا لما يتوفا.. موش نحن السايقين الفيات!!!
لقد انتهت مدة جلستك. يرجى غعادة تسجيل الدخول.
نافذة على جحيم المدارس السودانية
التفاصيل
نشر بتاريخ الخميس, 13 كانون1/ديسمبر 2012 13:00
هناك قصص كثيرة عن ذلك الجحيم. من أشهرها قصة مقتل التلميذ محمد فائز. ماتزال حكاية شهيد الطفولة محمد فائز ضد وزارة التربية والتعليم، تقرع الأجراس في كلّ ضمير، رغم الإهمال الرسمي المتعمَّد لها، والذي سعى بلا مبالاته إلى أن تكاد أن تغيب عن الذاكرة. مقتل الطفل البرئ محمد فائز يحتِّم بطريقة مباشرة إلغاء عقوبة الجلد في المدارس. لقد ألغِيت عقوبة الجلد في المدارس الأمريكية والبريطانية والأوربيَّة، واستنبِطت بديلاً عنها وسائل تربوية عقابية أخرى، تتفادى إيذاء الجَلد والعقاب البدني.
لقد أُلغيت عقوبة الجلد في المدارس البريطانية عام 1982م. غير أن المدارس السودانية لم تزل تضرب التلاميذ ضرب غرائب الإبل. بنهاية الموسم الدراسي في بعض الأحيان قد تزيد عدد الجلدات التي يتلقَّاها التلميذ عن عدد الجلدات التي تنص عليها بعض الحدود الشرعية، مثل حد الإفتراء (80) جلدة أو حد الزنا (100) جلدة. كذلك عقوبة جلد التلميذ في المدارس السودانية تتم أمام زملائه التلاميذ، كما تتم عقوبة الزناة والمعتدين أمام طائفة من المؤمنين الذين يشهدون عذابهم. علماء التربية في الحضارة الإسلامية (القابسي) و(ابن سينا) و(ابن خلدون) يرفض بعضهم، ولا يحبذ بعضهم عقوبة الجلد، إلا وفق اشترطات وتقييدات عديدة، نظراً لأن إرهاب الجلد يعلِّم التلميذ الجبن والكذب والغش والخيانة. في السودان وغيره، التلميذ أمانة تودعه العائلة عند المدارس لتعليمه. لكن أصبح التلميذ في السودان مستباحاً بالضرب والجلد وفقء العيون والطعن بالسكين والإغتصاب والطرد بسبب الرسوم الدراسية. حتى أن أحد التلاميذ شنق نفسه هربًا من مطاردات الرسوم الدراسية. النبي (ص) لم يضرب بيده شيئًا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله. بأي شريعة يتم جلد التلاميذ في المدارس السودانية. لقد أصبحت المدارس السودانية بؤرة مرعبة للعنف ضد التلاميذ وانتهاكات حقوق الطفل في عنف غير مبرَّر. عنف جسدي وعنف لفظي. في ذلك الإطار العنيف المعادي للطفولة والتربية والتعليم، كانت حادثة قتل التلميذ (محمد فائز)، الذي تم جلده وضربه في منتصف الرأس حتى الموت. أما زميله فقد كان أوفر حظًا حيث كُسرت يده فقط، وأما زميلهما الآخر فقد نجا من كسر الرقبة بواسطة أستاذته وخرج بأصبع يده (الإبهام) مكسوراً. التلميذ المرحوم (محمد فائز) تلميذ في الصف الثامن بمدارس الثورة الحارة الرابعة. كان والد التلميذ (محمد فائز) مغترباً في ليبيا لمدة (26) عامًا. ثم عاد من ليبيا بعد اشتعال أحداث الثورة ضد القذافي إلى السودان برفقه أطفاله وأمهم. أفلتت الأسرة من الموت في ليبيا. غير أن المرحوم الطفل التلميذ (محمد فائز) الذي نجا من الموت من (كتائب القذافي)، لم يكن يدري أن الموت ينتظره على يد أستاذه في مدرسة الثورة الحارة الرابعة. حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، وحُملت جثته الصغيرة إلى المشرحة. نتيجة لحادثة قتل التلميذ (محمد فائز) هرب أحد التلاميذ من البيت حتى لا يذهب إلى المدرس خوفًا من الأساتذة أن يقتلوه. هنالك قرار في مجلس الوزراء منذ عام 2003م بإلغاء عقوبة الجلد في المدارس. هناك قرار بإلغاء عقوبة الجلد من وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، لكن هذه القرارات وتلك لا تجد طريقها إلى التنفيذ، حيث يتمّ التحايل عليها بدعوى أن الضرب مسموح به عبر لوائح تجيز عقوبة الضرب وتحدد مكان الضرب وعدد الضربات والأداة التي يتم استخدامها في الضرب. هل هذه مدرسة للتربية والتعليم أم ماذا، عقوبة الجلد في المدارس السودانية إهدار لحقوق الطفل وانتهاك لإنسانية التلاميذ لقد ضُرب التلميذ (محمد فايز) في منتصف الرأس ضربات أدت إلى موته. في القانون الجنائي هذه جريمة قتل عمد. نوع أداة الجريمة المستخدمة ومكان الضرب تحدِّدان إن كانت الجريمة قتل عمد أم غير عمد. من مقتضيات (ثورة التعليم) أن تطال هذه (الثورة) عقوبة الجلد في المدارس، فيصدر قرار بإلغائها. في أي دولة متحضرة، كان قتل التلميذ (محمد فائز) سيؤدي إلى استقالة وزير التربية والتعليم، وليس ذهاب بعض المسؤولين في الوزارة إلى سرادق العزاء لــ (يشيلوا) الفاتحة على روح التلميذ. (محمد فائز) الذي تمَّ قتله في رحاب مؤسسة تعليمية. المرحوم التلميذ (محمد فائز) وغيره من الضحايا، هم ضحية سياسات لم توفِّر الحماية للطفل من العنف، لم توفِّر البيئة الآمنة للتلميذ للتحصيل الدراسي. سبق أن نشرت مجلة (تايم) الأمريكية تحقيقًا عن العنف المنزلي وضرب الزوجات. حيث أفادت (تايم) أن البيت الأمريكي من أعنف الأماكن في أمريكا. وقد حفل التحقيق برصد أنواع الضرب والعنف الذي يمارسه الأزواج ضد الزوجات، من قتل وضرب وحرق وإطفاء لاعقاب السجائر في أجساد الزوجات. في إطار انتشار ورسوخ وسيادة عقوبة جلد التلاميذ تُعتبر المدارس السودانية من أعنف الأماكن في السودان. رصد وتسجيل حوادث ضرب التلاميذ يوميًا على مستوى السودان، كفيل أن يرفد المكتبة السودانية في كل يوم جديد بكتاب حزين جديد، كتاب بمثابة نافذة على الجحيم المدرسي الذي يعيش بداخله التلاميذ. آن الأوان لإلغاء عقوبة الجلد في المدارس السودانية. إلى متى يظل الأطفال السودانيون والتلاميذ السودانيون ضحية ثقافة العنف والضرب والجلد، ثقافة انتهاك حقوق الطفل.
أنا مدرس بمدرسة أجنبية فى الخرطوم و كنت فى سبعينات القرن الماضى مدرساً بالمدارس الثانوية الحكومية حتى اغتربت فى بداية الثمانينات إلى إحدى دول الخليج متعاقداً مع شركة نفط كبرى كمدرس للغة الإنجليزية لموظفى تلك الشركة الذين كان بعضهم فى عمر والدى ولكن كان لدى أصدقاء و زملاء يعملون فى المدارس الحكومية و الخاصة بتلك الدولة و كانوا يعانون معاناة كبيرة من عدم انضباط التلاميذ حيث لا توجد عقوبة عليهم بأمر من الدولة فكان الغش فى الإمتحانات هو القاعدة و الإستثناء هو أن يكون المرء أميناً، حتى موظفى الشركة لدىّ كانوا يفسرون قوله تعالى فى محكم التنزيل،”وتعاونوا على البر والتقوى” ليبرروا الغش فى الإمتحان. عدت إلى الوطن قبل عامين و لأنى أحب مهنتى عملت خبيراً تربوياً فى مجال اللغة الإنجليزية مع إدارة التعليم الأجنبى والخاص بوزارة التربية و التعليم الإتحادية لمدة سبعة أشهر، بعدها عرضت علّّى إحدى المدارس الأجنبية التى كنت قد قيّمت معلمى اللغة الإنجليزية الأجانب فيها، أن أكون ضمن قوتها براتب مغر لأقوم بتدريس تلاميذ القسم الثانوى الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13و17. يا حليل تلاميذى فى السبعينات، لم تكن لديهم مشاكل إنضباط أو سلوك بل كانوا لا يسمحون لمشاغب بينهم أن يفسد عليهم الدرس، يحسمونه على الفور. كان هنالك نظام عقابى ينفذه عسكرى بالمعاش برتبة صول ممّا سهل مهمة المعلمين و الإدارة. أمّا الآن فى هذه المدرسة الأجنبية و بغياب عقوبة الجلد لا أستطيع تنفيذ نصف ما حضّرته من مادة فى الحصة إذ ينصرف النصف الثانى فى التهدئة و لفت إنتباه التلاميذ للدرس. لذلك أرحب بإعادة النظر فى منع عقوبة الجلد خاصة و أنّ هذه المدرسة قد فقدت إثنين من أفضل معلميها لأسباب تتعلق بإنضباط التلاميذ و سلوكهم. أقول للأخ الصحفى الطاهر ساتى الجمرة بتحرق الواطيها و مقالك فى هذا الموضوع لا يعدو أن يكون وجهة نظر لم تستصحب فيها نبض و آراء و أحاسيس أهل المهنة
دى عملية تربوية بحتة لاتفقهون فيها التكتح
فارجاء من الرجرجة والغوغاء والدهماء عدم التطرق الى شىء لايخصهم
عالم وهم بالجد فاكرين الحكاية هلال مريخ ولاشنو؟
توفيق الجبل
كبير مستشارى وزارة التربية والتعليم
رئيس اللجان الشعبية بمحلية جبل اولياء
فارس من فرسان العضة
وامير امراء الجهادية النكاحية