حيث …لا قداسة ..!

السياسة على إطلاقها في عالمنا الحديث لم تعد كما كانت قبل سقوط امبراطورية الشيوعية ترتكن الى المبادي في تعاطيها مع الشأن الخارجي ..فقد سقطت حالة ذلك الإستقطاب التي باتت تراثاً في كتب الذاكرة ..!
نعم كانت هنالك تجاذبات المصالح الذاتية ولكن البراجماتية بمفهوم الذرائعية المصلحية إستحوذت الآن على البقية الباقية من أخلاق السياسة الدولية لاسيما لدى الكبار الذين يملكون القوة العسكرية والصناعية والإقتصادية و التأثير السياسي ..!
من كان يصدق أن يحصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على المركز الأول كأكثر زعماء العالم إثارة للإهتمام في إستفتاء مؤسسة بوريس وهو الذي تسبب دعمه لنظام الأسد في مأساة اللاجئين السوريين .. بينما جاءت المستشارة الألمانية ميركل في المركز الثاني وهي التي سعت لإقناع العالم بإحتواء أولئلك الهائمين بين ضفاف الموت وصقيع الدروب…فيما إحتل الرئيس الأمريكي أوباما الذي أثر السلبية ولو يضحي بالشرق الأوسط كله ما عدا اسرائيل .. حتى لا يترك في صفحة تاريخه الرئاسي بعد ذهابه المقترب ما يمكن أن يحسب عليه مثلما أثقل جورج بوش تلك الصفحة بالرزايا والمخازي!
لا أخلاق ولا قداسة ولا ثوابت في هذه اللعبة القذرة .. التي تتطلب خبثاً يغلف الذكاء في ممارستها ..فماذا يضير بوتين إذا ما مات الشعب السوري قاطبة مقابل أن تظل روسيا مستدفئة في شواطي المتوسط … و ما قيمة الأسد ونظامه عنده إذا ما وجد ثمناً أعلى تمتد به يد أخرى لتقايضه به وقد إستدعاه بالأمس كالتلميذ الراسب في الإمتحان ليبلغه ناظر المدرسة بأن يعطيهم عرض أكتافة وهو الذي بات حملاً حتى على أصدقائه الفرس الذين قالوا له من طرف خفي ..لقد إنتهى دورك..!
جماعتنا الإنقاذيون كمن شاب و ينوي دخول الكتاب .. وهم في الركعة الأخيرة من صلاتهم عكس القبلة قد أدركوا أين تقع شباك المصالح ليهدفوا ناحيتها .. وقد أهدروا كل زمن اللعبة في تشتيت الكرات التي طاشت في كل الإتجاهات .. وهاهم في الدقائق الأخيرة يهدئون اللعب و يضعون الكرة على الأرض ..علهم يحصلون على نقطة أضاعوا فرصة الحصول على أكثر منها في عبث طفولي لا يمت للعبة السياسة بصلة إلا في مسميات المناصب التي يشغلونها فكانوا يتعثرون في سعتها كالثوب الفائض عن الجسد !
لا أحد منا وفي رأسه عقل يمكن أن يرفض المصلحة للوطن .. لكن ما نخشاه إن ما جنته الحكومة بالأمس في الرياض بيمينها ربما بل من المؤكد ستهدره بيسارها فيما يزيد من ضنك شعبنا ويفاقم من مأساته ..وغول الفساد نراه لا يزال يفتح فمه متربصاً بتلك الغنيمة …و لا عزاء للوطن غير المزيد من الضياع حينما يكون سياسيوه بلا إلمام بلعبة السياسة ولا أخلاق تحفظ للبلاد مصالحها ..!
[email][email protected][/email]