مقالات وآراء

مجزرة فض الاعتصام ومقياس درجة الوطنية

احمد الفكي

لقد ابتدع الانسان الكثير من ادوات القياس مثل قياس درجة الحرارة . وهي ادوات اثبتت الايام مقدار فاعليتها في القيام بما اريدت له. نفس الشيء ينطبق علي مجزرة فض الاعتصام مع فارق انها ليست اداة خيرة،  بل جريمة بشعة قام بها من لهم مصلحة في اجهاض ثورة شعبنا علي نظام الهراء الحضاري المجرم. وهي جريمة بشعه يمكن ان تقاس درجة وطنية هذا السياسي او ذاك بالموقف منها. فلجنة البشير الامنية والتي تضم البرهان وكباشى وزملاءهم وكذلك حميدتي قائد الدعم السريع يقفون علي الضفة الاخري من ثورة شعبنا،  ويعلم كل الوطنيين من بنات وابناء شعبنا لون اياديهم التي قطعا ليست بالبيضاء. وهو امر لا يزول بالقدم او بالتلكؤ في التحقيق فيه. وهو ايضا امر لا يزول بالمحاولات اليائسة والبائسة تماما ان هناك جهة او جهات غير معلومة قامت بتلك المجزرة البشعة،  وكأنها اشارة خجولة تتهم نظام المعزول البشير. وهي محاولات قد تحمل بعض الحقيقة وبعض الامانة مع النفس ان كانوا يقصدون انهم امتداد لكتائب نظام البشير. الذي لن يقبله شعبنا هو تسجيل تلك الجريمة البشعة ضد مجهول. فكلنا يعلم ان الالقاب والمناصب يمكن ان تتغير وتتبدل بين ليلة وضحاها ولكن المواقف من الشعب وتضحياته لا يمكن ان تتحول من الاحتقار الي الوقوف في صفه ومناصرته ولا يمكن ان يتحول من يري في هؤلاء الشباب الشجعان الابطال عدوا ان يتحول الي صديق او نصير.
هذا امر لا يحتاج الي كتابة سطر واحد لاثبات ان مؤشر موقفهم من هذه المجزرة البشعة ومن قضايا وطننا يؤشر في غير اتجاه الوطن والمواطن. ولكن ما يحتاج الي وقفة قصيرة هو موقف السيد حمدوك او “صامت ديمة” وموقف قادة احزابنا التي صارت تكتفي بعدة اسطر في ذكري هذه المجزرة البشعة.
الذي اود ان اقوله ان كل من يمارس الصمت علي تلك المجزرة  او الادانة الخجولة لها لا يرجي منه خير لهذا الوطن. يستوي في هذا من يشاركون في الحكومة الان ومن يطيرون صباح مساء لما يسمونه تعاون وتشاور مع الاصدقاء ويسميه شعبنا تلقي اوامر وخيانة للوطن ولثورته.
الذين ياخذون الديمقراطية مأخذ الجد يجب ان ينطلقوا من الداخل ومن الوقوف مع الشارع والاستماع اليه وباحترام ليتعلموا منه معني الوطنية اولا ومعني التغيير.
لن تحل مشاكل بلادنا اموال الخليج ولا كسب ود المصريين ولا مؤتمرات اوروبا مرورا بباريس ولندن وغيرها.
مواقفكم من مجزرة فض الاعتصام واصراركم الجاد علي احقاق الحق لمن يستحقونه هو المقياس الحقيقي لوطنيتكم وللتأكد من جدارتكم بثقة شعبنا وباستحقاقكم لشرف خدمته

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..