الحاجة جارة تبحث عن قبر ابنها الشهيد طيار مصطفى عوض خوجلي

لقاء مع الحاجة جارة عثمان الحسين والدة الشهيد مصطفى عوض خوجلى , على ضوء مستجدات الاحداث حول قضية شهداء 28 رمضان والتنوير الذى قدمة المشير عبدالفتاح البرهان – رئيس المجلس العسكري بمعرفه المقبرة الجماعية التي دفن فيه الشهداء.
س : أولا اسمحى لي حاجة جارة ان اهنئك على الاخبار الجميلة الخاصة لمعرفه أماكن دفن شهداء رمضان .
ج: أحمد الله حمدا كثيرا لأنه أبقاني على قيد الحياة لأرى هذا اليوم الذى حلمت به طويلا.
س : حاجة جارة دعينا نرجع الى الوراء قليلا حديثينى عن الشهيد مصطفى .
ج : مصطفى كان هو روح بيتنا ينبض بالحياة والشغب والضحك يشاغل الصغير والكبير خفة دمة ليست لها حدود لا يمكن ان تجلس معه دون ان تنسى همومك وتضحك الجميع يحبه كان حلو القسمات وروحه المرحة اضافت اليه وسامة كان اجتماعي يحبه كل الجيران عندما يرجع من عمله قد يزور الحاجة فلانه او فلانه قبل دخوله لمنزله كل اهل الحي اهله وكل بنات واولاد الحى اخوته. عندما يكون جادا تراه ينظر الى بعيد وتكسو وجه الجدية ويتحدث بحكمة كبار العمر وخبرتهم وعندما يقرر لا يستطيع احد ان يثنيه عن قرارة . ولدى الحبيب كان رجلا في كل المواقف.
بعد ان نجح وبدرجات عاليه كالعادة في الشهادة الثانوية قرر السفر الى أمريكا لدراسة الطيران وتواصل مع الجامعات الامريكية وحدد رغبته واقنع والدة بالنسبة لي ماكنت موافقه كنت اعتبره لسه صغير على الغربه ولأكنه نفذ ما يريد. أكمل دراسته وتفوق على دفعته وأعطوه عرض للبقاء وعمل ساعات طيران والعمل معهم ولأكنه فضل العودة للوطن.
التحق بالسلاح الجوي وكعادته تميز واتقن عمله ورغم صغر سنه كرم بنوط الشجاعة ونوط الواجب. اختاره والى كسلا الشهيد محمد عثمان كرار للعمل معه وكان مصطفى سعيد بذلك وكان بيقول عليه كأنه والدة الروحى علمه الكثير من اسرار الطيران وكان يعتمد عليه كثير.
س: حدثينا يحاجه عن لحظات معرفتك بتنفيذ الإعدامات.
ج : تنهدت الحاجة جارة واغرقت عينها بالدموع كأنها استعادت اصعب لحظات حياتها كان يوم صعب لا اتمناه لاحد كنا جميعا انا ووالد الشهيد واخوته واخوانه في صالة المنزل بجانب المذياع لان بيانا مهما اعلن عنه وكانت الساعة الثالثة عصرا ….. لم اسمع او ربما سمعت ولم افهم الصراخ حولي من كل جانب وفي لحظة غبت عن الوعى بعد زمن ما عارفه قدر كم عدت للحياة مرة أخرى لازال الصراخ مستمر اين أبنائي تخلصت من جاراتي من حولي وركضت الى الشارع حيث الجميع وكان الشارع يعج بالناس من كل صوب لقد كان حبيب الجميع اذا هي حقيقه وليست كابوس للمرة الثانية اغمى على ولازال صوت الصراخ في ادنى وفي رأسي أجبرت على البقاء داخل المنزل بأمر الطبيب وحولي كل أصحابي وجيراني وكلا يبكى بطرف.
س : أسفه حاجة جارة على ان اعيشك مرة أخرى في هذه الذكريات الأليمة دعينا نذهب ماذا حدث بعد أيام العزاء؟
ج : انا أعيش في تلك الذكريات منذ ذلك اليوم المشئوم لم ننصب خيمة للعزاء استمر الاهل والجيران والأصدقاء في البيت والشارع طيله أيام العيد وما يليها لقد تغيرت تفاصيل حياتنا كليا لم نعد ذلك المنزل الذى يعج بالحيوية والفرح خيم الحزن علينا من كل جانب اثناء أيام العزاء الأولى تداولنا الزيارات واسر الشهداء كنا نبحث عن من اكتوى بألم مثل الالامنا ووجدنا السلوى في التخفيف عن بعضنا البعض كنا نمر على بيوت الشهداء وهم أيضا كانوا يفعلون ذلك واستمر هذا الحال حتى اتفقنا جميعا على انشاء جسم ينظمنا ونستطيع من خلاله ان نعبر عن مطالبنا وكان ذلك ميلاد تنظيم شهداء 28 رمضان جاء من الالام الاسر جميعا هو تنظيم يضم كل الاسر جميعا على نفس المستوى لان وجعنا واحد واهدافنا واحدة أيضا وبدا نضالنا الذى استمر الى اكثر من 29 عاما عمر الإنقاذ الأسود.
س :حدثينا حاجة جارة عن نضال اسر شهداء رمضان خلال تلك الفترة؟
ج :استعدلت الحاجة جارة في جلستها وكأنها تعيش عمر نضالها لقتلة ابنها بعد المجذرة أصبحنا اسر شهداء رمضان اسرة واحدة نهتم ببعضنا البعض نحاول حل مشاكلنا الداخلية كأسرة واحد اذا توجع عضو تأثرنا جميعا بذلك ربطت بيننا علاقة جميله لأبعد الحدود ناضلنا الإنقاذ في زمن كان من اشرس اوقاتهم تعرضا للضرب والسب والاستفزاز لم يخيفنا ذلك بل ذادانا صلابه لم نفوت يوم ذكرى شهدائنا من غير ان نفعل شيء يذكر الجميع بهذه المجذرة مثل ندوة سياسيه منشورات توعيه وكان رجال الامن لنا بالمرصاد.
اذكر في عام 1991 وكان الاحتفال في منزل الشهيد الكدرو في ذاك العام ونحن جميعا في حافلة أطبق علينا افراد جهاز الامن من كل جانب وقد كانت منازل اسر الشهداء مراقبه بصفه مستمرة في ذلك الوقت – حاوطوا الحافلة من كل جانب وكنا في الحافلة كبار وشباب وأطفال
انزلوا من الحافلة ابنتي ماجدة ووداد وامنه واخذوهم الى المعتقل بقينا محبوسين في تلك الحافلة لفترة اكثر من سبع ساعات ثم سمحوا لنا بالذهاب بعدها.
أيضا في عام92 واثناء توزيع منشوراتنا في الذكرى السنوية لأبنائنا تم القبض على وعلى بناتي ماجدة منى ومنال التي قامت من الوضوع من فترة قريبه وعندها طفله رضيعه كذلك تم القبض على خديجة اخت الشهيد محمد عبد العزيز وبنات كرار نادية عفيفة وليلى وكذلك قبض على هناء الصادق وحرم زوجة االشهيد عبد المنعم كرار اقتادونا الي سجن ام درمان دون محاكمة وتركونا مع النزيلات امعانا في تحقيرنا واذلالنا تعرضنا للإهانة والمعاملة القاسية وسبوا أولادنا واسرنا ومكثنا في تلك الحالة اللاإنسانية لفترة تقرب من الشهر لم يرحموا عمرى ولم يرحموا ابنتي وعندها رضيعه.
كل اسرتنا تمت احالها للتقاعد بمسميات متعددة حرمنا من ان نعيش حياتنا العادية فقد كان منزلنا مراقب وتلفون منزلنا مراقب ضاقت الحياة علينا كثيرا حتى اضطررنا لمغادرة البلاد الى القاهرة كمحطة أولى بعدها الى المملكة المتحدة.
س رحلة صعبه للغاية ماذا حدث بعد مغادرتكم للبلاد؟
مكثنا في القاهرة لعدة سنوات كانت حافله بنشاطنا ضد طغمة الإنقاذ اسسنا فرعا لتنظيم اسر شهداء رمضان بالقاهرة وكان منزلنا هو منزل الاسرة لكل اسر الشهداء أبناء واخوان فقد كانت القاهرة هي المحطة للهجرة الخارجية فكل من حاربه النظام كان يلجأ الى القاهرة كمحطة أولى. كنت امهم والحاج عوض كان والدهم كان نشاطنا في أوجه اقمنا الندوات السياسية وشاركنا في كل المحافل الدولية لإبراز قضيتنا ومطالبنا العادلة وهى القصاص معرفه أماكن دفن شهدائنا تسليمنا وصاياهم ومتعلقاتهم الشخصية.
بعدها تمت هجرتنا الى المملكة المتحدة وهناك أصبح بيتنا هو مكان وبيت كل قادم لبريطانيا من اسر شهداء رمضان واستمرينا كعادتنا مع أعضاء الاسر في بريطانيا وأصدقاء التنظيم اقمنا الندوات السياسية وشاركنا المجتمع البريطاني بالتعريف بقضيتنا التي أصبحت بحكم جهودنا معروفه جدا ومفهومة للعالم الخارجي.
ابنتي منال خوجلى تعمل محامية وهو مستقرة بالسودان وقد تابعت نشاط تنظيم شهداء رمضان مع رفقائها من الاسر بنفس الاهتمام واستمروا في الاحتفال بالذكرى السنوية وتذكير المجتمع بهؤلاء الشهداء الابرار حتى أراد الله نهاية هذا الحكم الفاسد بثورة رمضان / ديسمبر والتخلص من هذا الكابوس وشروق شمس الحرية المحاميات منال اخت الشهيد مصطفى خوجلى وعواطف اختت الشهيد عصمت ميرغني طه وفتحيه زوجة الشهيد بشير الديك مثلوا التنظيم تحت مسمى أعضاء اللجنة القانونية المصغرة قاموا بجهد كبير كان نتيجته هذا الفتح القريب انشاء الله رفعوا مذكرة الى المجلس السيادي تحوى مطالب التنظيم والحمد لله قوبلوا بالحفاوة والتكريم حولت هذه المذكرة الى السيد رئيس المجلس العسكري الذى وجه بتكوين لجنه للنظر فيها.
قامت اللجنة المصغرة بتسلم المذكرة أيضا الى وزير العدل والنائب العام والذى وجه بدورة لتكوين لجنة تقصى حقائق والتي هي تباشر عملها الان مع الشهود ومع المتهمين.
بناء على نتائج التحقيق للجنة التي شكلها السيد رئيس مجلس السيادة والتي كونت نتيجة المذكرة التي تقدمت بها اللجنة المصغرة انفة الذكر قدم سيادته دعوة لأسر الشهداء والتي اعطانا فيها بشريات نتائج لجنته بمعرفه مكان مقبرة شهدائنا. هذه هي بداية تحقيق مطالبنا وبداية شروق شمس العدالة والتي لم تأتى بسهوله بل بنضال طويل لتنظيم شامخ لم يهون يوما ولم يتنازل يوما عن أهدافه رغم الظلم والقهر الذي تعرض له طيله 30 عاما الان سيرتاح شهدائنا فقد بدأت شمس الخلاص وبدأ العدل يأخذ مجراها بإذن الله.
يعني رشا عوض خوجلي ليست شقيقة الشهيد! كنت اظنها
الجابنى اعلق ,قصة المشير عبد الفتاح البرهان ؟ يعنى عشان قال عرفنا مكان الشهداء طلع بى مشير ؟ولا الحكاية شنو11111111111111؟
التحية للخالة جارة عثمان والرحمة للشهداء ومنهم صديقي الشهيد مصطفى الذي عرفته منذ الطفولة تربينا في حى الامتداد معا ولعبنا الكرة معا وصحبناه زمانا عرفنا فيه حسن المعشر وما وصفته به والدته قليل من كثير قابلته في منتصف رمضان صدفة في شارع 15 العمارات وكانت سيارته معطلة وكان الجو حارا في رمضان فعرضت عليه ان اوصاه لبيته فرفض لانه كان ينتظر الميكانيكي ولم اعلم بانه آخر لقاء لنا ، في يوم العيد علمت بالخبر في الضحى وكنت في طريقي لبيت العائلة في الامتداد فلما دخلت الشارع وجدته غارق في الحزن والالم وعند بيتهم كانت الدموع وكان العويل والبكاء ، لا أنسى دموع والده وبكاء الفنان سيف الجامعة الذي كان يحمل مصحفا يتلو منه . ظل بيتهم مهجورا منذ هجرتهم وكأنه خرابة فقد ذهب الضياء منه بموت مصطفى .
اي عسكري انقلابي عدو للشعب