وما يزال

*حملت الاخبار في الاسبوع الماضي ، انتحار طفل يبلغ من العمر 14 عاما ،بمعسكر الحمادية بوسط دارفور ، وابان السيد منسق المعسكر ،ان الطفل شنق نفسه بحبل في منزل اسرته ،ووصف المنسق وضع اسرة الطفل بالسيء ،بسبب الفقر ،موضحا ان غالبية السكان بالمعسكرات ،يواجهون اوضاعها انسانية سيئة .

*في العام 2015 ،انتحر الطفل محمد بمعسكر زمزم ، بشمال دارفور ، اذ وجدت جثته معلقة على جذع شجرة ، ورغم اختلاف دوافع انتحار الطفلين ،الا ان المواثيق الدولية تسعى دائما لتحقيق المناخ الامن للاطفال ،وهذا مايفتقده الاطفال في دارفور ، فطفل معسكر الحميديه ،الذي جمع كل مافي داخله من الاسى والاوجاع ،وقرر الهروب الابدي ،عن كل ماهو حوله ولو كلفه ذلك حياته ، نصب لنفسه مشنقة في داخل منزله ، رغم ان المشنقه الرسميه ، قد نصبتها له سياسات دولته ،التي مزقت الاقليم الى اكثر من ولايه واغرقته في الصراعات الداخليه ،بين القبائل تارة ،وبين القرى تارة اخرى ، فوطنت للغبن والعداء ،وتجرع السكان سما زعافا ،بفقدان الامن والاستقرار ،وتبدل الحال من منزل عامر بالخيرات والزاد ،الى خيمة في وسط الرمال الجافة يسكنها الفقر .

*اجتماعات وتوقيعات واتفاقيات على اوراق شتى ، لو تم فردها على طاولات التوقيع ،لكفت اطفال دارفور كساء ،ولو تم جمعها في مكان واحد ،لصنع منها الاطفال ألعابا ورقية ، و طقسا من المرح والضحك ،الذي فارق شفاه الاطفال في المعسكرات منذ زمن طويل ،اذ حفرت الهموم خطوطها بعمق على وجوه (الشفع الصغار). فالاغاثه التي تجتهد قوافلها ،في الوصول الى المعسكرات وقرى النزوح والاطفال بصفة خاصة ، تتقاطع مع زخات الرصاص

فيتحول الامل الى فشل وحزن وبكاء .

*ان انتحار الطفل في معسكر الحميديه ،ماهو الا امتدادا لمن نحرتهم طائرات القصف في جبال النوبه وعجلت برحيلهم ،فتوسد ستة من الاطفال الثرى ،وفي مكان واحد ،ارتوى بدمع اقرانهم …

*لن يكون الطفل الذي شنق نفسه ،هو الاخير ، والفقر يحيط بخاصرة المعسكر ولايتوفر بديل غيره ،فمجتمع كامل الان تم (شنقه) ومايزال الحبل حول رقبته ……

*همسه

جاءت تحمل البشرى ……

وفجر قادم …يترى ….

بالوان خريفية …..جزلى ..

ولكن ….ماتت على الشفاه ….الفرحة الكبرى ….

الجريدة
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..