البروفسير مصطفى عبدالماجد فى الفردوس الاعلى باذن الله.

الطيب السلاوى

اننّا والله وبالله على رحيلك يا مصطفى لمحزونون

رحم الله استاذ الاجيال فى اعلى عليين بين الشهداء والصديقين وجعل الفردوس الاعلى مقرّا ومقاما له مع من سبقه من المعلمين الاخيار.. سرى النبأ الفاجع الاليم بين الناس حتى وصلنا عبر البحار والفيافى والقفار .وفاضت دموع كل من عرف الفقيد العزيز الراحل عبر السنين – دموعا مدرارة(ولو كانت تعيده ثانية لواصلناها على مر الدهور والايام ) ليس خروجا على ما كتب الله وسطّر على عباده.. فالموت سنة الاولين والآخرين ولا بقاء للأرض او دواما للسماء.. ولكن لآن صفحة فخار من العطاء راحت وانطوت .. ولآن فيضا من الانسانية والفضل و حب الخير لكل الناس صار الى زوال برحيل مصطفى .. معلّم الاجيال,, اكرم الناس وانقاهم صدرا.. رحمة الله عليه ما لاح البدر او نادى المنادى بالاذان..بقدر ما علّم وهدى وارشد..حلّق استاذ الاجيال صقرا فى سماوات تعليم اللغة الانجليزية وآدابها فى مختلف مراحل التعليم ومشى برسالتها سنين عددا.. فكان المعلّم الذى امتدت آثاره وترسخت بصماته فى اغوار الابدية وابعاد اللانهائية بعد ما صال وجال على منصات الفصول ومدرجات قاعات المحاضرات.. وتواصل انبهار سامعيه باحاديثه الشائقة وانجذابهم لشخصيته الفذّة وبعلمه الوفير وبقفشاته الضاحكة الممراحة الدّالة على ذكائه الوقّاد ونضوجه الفكرى .. فى خفة ظل وروح وسرعة بديهة وهو يفيض نهرا متدفقا من المعرفة .. منذ لقائى الاول به فى شهر مايو 1966 حينما كنت اشاركه تصحيح اوراق اجابات (مادة اللغة الانجليزية) لطلآب الشهادة الثانوية مع نفر من المعلمين البريطانيين . جذب الفقيد العزيز انظارنا جميعا بصفاء النفس ورحابة الصدر والبشاشة وحسن المعشر.. رحل مصطفى تاركا صورة وذكرى.. صورة باقية فى النفوس والقلوب وذكرى لكريم الشمائل والخصال ما قل ان تجتمع فى بشر فرد واحد.. عرفناه فريد نهجه وقريع رهطه كريم النسب ..ماجد الاعراق ,, العزاء موصول للسيدة الفضلى حرمه..ولبناته ولكل من كان له به صلة رحم وقربى اونسب و لنا جيعا نحن رفاقه المعلمين ولكل من سعد بالجلوس امامه فى فصل او قاعة محاضرات ,,وانى اذا اشارك كل من سعد بمعرفة الفقيد او تعامل معه – الاحزان الدفينة اعلم ادراكهم الواعى بقضاء الله وقدره ما يجعلنا جميعا نتقبل المصاب الاليم والفقد الكبير بالصبر..حيث لا نملك الآ ان نظل جميعا – رفاق درب وطلابا واصدقاء ينتشرون فى مشارق الارض ومغاربها – نرفع الاكف الى الله ضارعين ان يتقبّل فقيدنا القبول الحسن ويوسع مرقده ويجزيه خير الجزاء بقدر ما قدّم وبذل واعطى.. وانّا والله على رحيله لمحزونون.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..