سيف الحق و (أنا النبي لا كذب) و التمني على التاريخ (1)

كتب الأستاذ سيف الحق حتى الآن 7حلقات و وعدنا بحلقة يوم السبت .. و سنستبق حلقته القادمة لأن ما كتبه يعطينا فكرة كاملة عن نموذج تفكيره) إذا تناولنا كتاباته فإننا نتناولها باعتبارها نموذجا لكتابات تمثل هروبا من مواجهة الواقع ، و يتميز ذلك النوع من الكتابات بأنه يُكتب على الهوى ، فهو لا يعتمد مراجعا و لا تواريخا و لا أي أساس علمي في الكتابة ، فالكاتب مثله مثل كثيرين يكتب خواطره عن القرآن و كأنه أول من قرأه و هو بذلك يُسقط التاريخ و المؤرخين و كتب السيرة و الحديث و الفقه و التفسير و بذلك يُسقط العقلانية تماما . و هو مسكون بهاجس الإسرائيليات و المستشرقين و آخرين متوهمين . يحضرني في هذا الباب تناول هشام شرابي في كتابه عن الأبوية المستحدثة لست مقولات هي :1- المعرفة 2- الحقيقة 3- اللغة 4- السلطة 5- العلاقات الاجتماعية 6- التشريح الاجتماعي ، مقارنا بين مجتمعات الحداثة و مجتمعات الأبوية المستحدثة (وهي مجتمعات تقليدية لكنها تلبس قشرة الحداثة كمجتمعنا و أغلب كتابنا يمثلون نموذجا مثاليا لها) . المعرفة في الحداثة فكر و عقل أما في الأبوية فهي أسطورة و معتقد . الحقيقة في مجتمعات الحداثة عملية ، نقدية أما في مجتمعنا فاعتقادية ، مجازية . اللغة في مجتمعات الحداثة تحليلية تهتم بالمضمون ، بالحقائق و في مجتمعنا بيانية تقوم على البلاغة و الخطابة و المماحكة و الشكلانية و لا تهتم بالعقلانية ، و تمتليء بالمجاز و استثارة العواطف .السلطة في الحداثة ديمقراطية أما في مجتمعاتنا فأبوية . العلاقات الاجتماعية في الحداثة أفقية ممتدة أما عندنا فعمودية . التشريح الاجتماعي في الحداثة طبقي فئوي و لكنه في مجتمعاتنا قبلي عائلي طائفي . نعم مجتمعنا يتوصل للمعرفة من خلال الأسطورة و المعتقد و الموروث اليقيني و عموما لا يقبل المعرفة التي يتم التوصل إليها من خلال العقل و البحث العلمي القائم على الشك و التساؤل و طرح النظرية البرهان و إعادة النظر في البرهان.. لا يقبل إلا ما يأتيه ممن يُسمون برجال الدين . في الحقيقة إن مجتمعنا سلّم عقله لرجال الدين فهو يسألهم عن هل يجوز لنسائه أن تلعب كرة القدم أم لا ، و عن البنت غير المختونة و كيف أن أحدهم قال إنها (عفنة) [الرجل شمّام] !! و يحدثونه عن النظريات الاقتصادية و يفتون في الفلسفة و الفيزياء و الاستنساخ و يدلسون عن إعجازات علمية موهومة مستنبطة من فهمهم للدين ، إذا كان الكهنوت المسيحي قد تراجع حتى لم يعد له أثر يذكر فإن كهنوتنا الإسلامي ملأ عالمنا بأقوى مما ملأ الكهنوت المسيحي عالمه في القرون الخوالي ، انظر لأم تسأل الشيخ عن كيف تتصرف مع ملابس طفلها و الملايات التي عليها رسومات ، و آخر يسأل عن جواز تقبيل ابنته و آخر عن الزهور و هل يجوز تقديمها للمريض .. يمكنكم الاطلاع على مواقع الفتوى أو مشاهدة برامج الفتوى التلفزيونية أو سماعها من الراديو . مجتمع مثل هذا لن يتوصل للحقيقة أبدا و سيظل مشلولا ، لا يفكر و لا يقرأ (إحصائيات القراءة في العالم تقول إن كل 80 عربيا يقرأون كتابا في العام بينما يقرأ الفرد الإسرائيلي 40 كتابا في العام و الأوربي يقرأ بمعدل 35 كتاباً في السنة) و أكثر الكتب مبيعا في عالمنا هي الكتب الدينية السلفية و تليها كتب الطبخ (معدل طباعة الكتاب في البلدان العربية والإسلامية لا يتجاوز 3000 نسخة للكتاب في المعدل العام ) .. . الحصيلة الكلية لما ترجم إلى العربية منذ عصر المأمون إلى العصر الحالي 10000 كتاب ، وهي تساوي ما تترجمه أسبانيا في سنة واحدة ) [راجع فضيحة القراءة في العالم العربي
[url]http://forum.hawahome.com/t262644.html[/url] ] مجتمعا مثل هذا سيظل مشلولا لا ينتج معرفة و سيأتي اليوم الذي يركع فيه على ركبتيه لأنه فقط يستهلك منتوجات عالم يصنع المعرفة و الغريبة أنه يشتمه ليل نهار .. ستركع مجتمعات الأوهام ، انظروا لحماس و كيف كانت تنفخ و تفخر بعملياتها الاستشهادية ضد اسرائيل و اليوم تقوم بمنع من يهاجمونها ، انظروا لأسلحتها و أسلحة العدو و كيف سيتجاوزها بعد مدة قصيرة ، سيصطاد أسلحتها غدا بأشعة الليزر و بوسائل أخرى ينتجها العقل المشغول بالإبداع ، أما العقل المشغول بالفتوى فنرجو أن يثيبه الله الجنة لأنه لا مستقبل له في الدنيا . لي صديق مشاكس قال لي مرة :( ما هذا اللغو عن الابداع ؟ الابداع يحتاج أن تكون مهموما بالقراءة و التفكير و الشك و التمحيص و هذا ربما يجعلك تتوه و ربما يتزعزع إيمانك و سيشغلك عن العبادة و الذكر ، و الدنيا و الآخرة لا تجتمعان في قلب العابد الذاكر )… لم أعرف كيف أرد عليه ، لكني سأحاول بعد هذه المقدمة الرد على الأستاذ سيف الحق و هو محل احترامي . سأتناول في ردي إدعاء أن انتشار الإسلام تم بالسيف ، و سوء الظن بالمستشرقين كلهم و لماذا تجاهل الأستاذ كتب الحديث و التاريخ و السيرة مع تسليمي بكثير من حجج من يعترضون عليها عامة و ذلك في سلسلة من بضعة أجزاء .
[email][email protected][/email]
سلمت يداك كفيت ووفيت اخي العزيز لا يفلح قوما يلموا انفسهم لهولاء الدجالين وتجار لدين
يا سرحان
نحن عايزين نتابع مقالاتك لكن نفس الجرأة التي تكلم بها سيف بدأت في تفاصيل سياق كلامك..
الفتاوي التي تقول عليها إلا في مخيلتك وإنت أظنك بتسمع الجرايديين(يعني ناس الجرايد)وحبه كده
من ناس الجبهه الديمقراطيه زمان..أيام الجامعه كنت بسمع أركان النقاش دائما مايتحدثوا عن
الفكروالإطلاع بعيدا عن الفتاوي…
الفتاوي علم الشريعه سوي أن كانت فقها أو تفسيرا أو نحوا أو غيرها من العلوم وأتحداك في جوانب
العلوم الحياتيه قيزياء وكيمياء وطب وهندسه أمشي أعمل حصر في أقرب جامعه وأبحث عن أسباب التفوق
الأكاديمي وده مجال بحثي وبإعتبارك إعلامي…
المسأله المتكرره عن مسمي رجال الدين دي طبعا بقت زي حكاية الإسلام السياسي يعني دق علي الوتر إلا أن ينقطع وده غباء…السلام سياسه وقوه في الطرح كما أن له رجال تفرغوا لطلب العلوم الشرعيه وذلك كما ذكر ربنا تبيانا لكل شئ وهدي ورحمة….فمن سيبين الأحكام والمعارف الخاصه بالفقه وأحكام البيع والسياسه إن لم يكن هؤلاء(رحال الدين)…
نواصل
اذا كان سيف الحق لا يعتمد على مراجع فخطره قليل اذ انه واضح جدا ان هذا هواه و لكن المشكلة ان سرحان يدلس و ما يعمله اشبه بمن يتلو قوله تعالى ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) و يسكت عند كلمة المصلين و يتوقف عن القراءة فيفهم السامع ان الويل للمصلين
و سيتحفنا سرحان بانه ظل لاربعين سنة يقرأ الكتب الاسلامية!
كنت اتابع احد رجال الدين المشاهير جدا فى قناة فضائيه وقال ان غسل الجنابه لازالة المنى لانه يخرج من كل جسم الرجل .. وهذه معلومه طبيا خطأ.والمنى لا يخرج اطلاقا الا من هناك تحديدا..وجلد الانسان الذكر لا يفرزه ..مرة اخرى كان هناك شيخا مصريا شهيرا نجم فى الفضائيات وطبيب والموضوع عن ( الخنثى ) وهل يعتبر رجل ام امرأة .. ولدهشتى اجاب الشيخ لو كان عدد ضلوع القفص الصدرى كذا فيكون انثى .. ولو كان عدد الضلوع كذا( ذكر عددا مختلفا ) يكون ذكرا .. فاجابه الطبيب ان عدد الضلوع فى الذكر والانثى متساويا ..هؤلاء جهلة ولا علم لهم بأبسط ابجديات العلوم ..اضحكوا علينا الامم وسخرت منا الدنيا ..
يا سرحان، قلنه نخلي التعليق ونقره ساكت ومشينا وجينا وانت ياكا انت. عموماً مشكور على المقال ومنتظرين حلقاتك عشان نشوف الجديد.
وبالنسبة لما سطرته في خطبتك العصماء بالمقال عن التقدم والابداع، فقد تمت الاجابة عليه كثيراً بأن التقدم يعتمد على الاجتهاد والبحث العلمي ولا علاقة له بالدين، وقلنا لك مليون مرة يا حبيب ان خلط حامض مع قلوي في معمل يعطي نفس النتيجة بغض النظر عن الدولة او النظام السياسي، فالموضوع هو اذا الاجتهاد في البحث العلمي، واتحداك بأن تأتينا بآية واحدة تمنع المسلم من الاجتهاد في البحث العلمي، بل على العكس، لو قرأت القرآن فقط لوجدت العديد من الايات التي تدعو الى النظر في الكون والتأمل وإعمل العقل والتعقل، ولكن المشكلة هي اننا نريد ان نلصق خيبتنا بشماعة الدين وعلماء الدين وعلوم الدين بينما انكم انتم انفسكم يا من لا تقتنعون بما ذكر، مصابون بنفس اعراض امراض التخلف التي ترمون بها الاخرين حيث لم نرى لكم منتجات ابداعية مماثلة لما تسألون الناس عنه.
وبالنسبة للرد المتوقع منكم والذي تفضل به المعلق علوب ادناه والذي يشبه اسلوبه اسلوبك كثيراً، فكما تسألون أين هو الابداع في الدول الاسلامية وماذا انتجت، فأقول لك وماذا فعلتم انتم يا دعاة الحداثة ومنتقدي العلوم الدينية وما هي منتجاتكم؟ …. لا علاقة للاسلام بتأخرنا ولا بتأخركم، فابحثوا عن شماعة اخرى او وفروا وقتكم ومجهودكم لبذله في بحوث علمية تنفع الناس وتغير الواقع الذي تتباكون عليه بدلاً عن الانتقاد المتكرر لاشياء هي فيكم قبل غيركم!
وعموماُ، اذا كان هناك شيوخ يتنطعون بما لا يعرفون فان ذلك ليس مدعاة لالقاء العلوم الدينية وعلماؤها جميعا وراء ظهورنا، فكل العلوم تطورت عبر اجتهادات حملت الاخطاء، ولم يقل عاقل بان هذه الاخطاء مدعاة لايقاف هذه العلوم ولفظ علماؤها.
سؤال أخير: حتى نستفيد، ما هو نموذج الاسلام الذي تراه وتقتنع بأنه سيخلصنا من هذا التخلف؟
الاخ سرحان , تحية طيبة
انا لا اعرفك شخصيا و لا انت و بالتالي الامر بيننا اختلاف فكري
أما بالنسبة لتدليسك فان هناك حالات كثيرة وصلت حد التواتر و منها فقط في هذا المقال : (( فإن كهنوتنا الإسلامي ملأ عالمنا بأقوى مما ملأ الكهنوت المسيح))
من قرأ تاريخ الكنيسة يعرف ان ما كانت تمارسه الكنيسة من كهنوت لايصل اليه حتى اكثر المؤسسات الدينية في الاسلام ( التي لم تخرج من الملة) فسوقا , حيث ان الكنيسة كانت هي تحصر قراءة وفهم الانجيل ( المحرف) على اعضائها و هذا ما ادى الى ظهور النذهب الاحتجاجي ( البروتستانت) هذا فضلا عن صكوك الغفران و ضرورة التوبة عند الكاهن و اخباره بكل الفضائح من الذنوب التي اقترفها المذنب و كأنه – و العياذ بالله- رب يغفر و يعاقب
هذا فقط ردا على تساؤلك عن تدليسك