موكب 6 أبريل.. الآلاف من الثوار.. أصابات وإفطارات تحت رايات الشهداء

* حناجر الثوار تزلزل سكون العاصمة والسلطات تمارس القمع المفرط
* على ظلال سحب البمبان ودوي القنابل، أمهات الشهداء يقدمن الإفطار للثوار
* افطارات جماعية واحتفالات اعادت كثير من ذكريات اعتصام القيادة
* محال تجارية تغلق ابوابها وقلب العاصمة يتحول لثكنات عسكرية
الخرطوم بمدنها الثلاث كان يخيم عليها السكون حتى منتصف نهار الخميس، فالعطلة التي فرضتها السلطات وأقرّها مجلس الوزراء، قللت كثيرا من صخب العاصمة، علاوة على نهارات رمضان الذي بدأت درجات حرارته في الارتفاع، كل الشوارع كانت ساكنة إلا من بعض وسائل نقل المواصلات التي لم يكن أصحابها متحمسون للعمل داخل الخرطوم لقلة الركاب، كثير من المحال التجارية اغلقت أبوابها، واستبقت الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة ذكرى ٦ أبريل بتكثيف الانتشار والوجود العسكري داخل مدن العاصمة الثلاثة، كما شوهدت أرتال من السيارات العسكرية وناقلات دبابات تعبر من خلال جسر المك نمر الرابط بين مدينة الخرطوم والخرطوم بحري الذي قامت السلطات باغلاقه في وقت لاحق من يوم ٥ أبريل. حتى صار قلب العاصمة اشبه بالثكنات العسكرية، ولطالما احتاطت الاجهزة الامنية القامعة كانت هنالك مفاجآت أعدها الثوار احتفالا وتخليدا لهذا اليوم الذي شهد سقوط الجبابرة والدكتاتوريين وتحت ظلال سحب الغاز المسيل للدموع وعلى دوي القنابل الصوتية تناول الثوار افطارهم الذي تم أعداده على أيدي امهات الشهداء والكنداكات. حيث أكدت لجان المقاومة في بيان الأربعاء أنها ليست جزءاً من أي تسوية تتم مع المجلس الإنقلابي وقالت “ لن نتوقف حتى نرى أعناق هؤلاء القتلة على حبال المشانق”. وأضافت “نؤكد على موقفنا الثابت بأنه لا مجال للإفلات من العقاب ولا حصانة للقتلة”. واستبقت لجان المقاومة مواكب 6 أبريل بتظاهرات ليلية في عدد من أحياء العاصمة الخرطوم.
رصد الجريدة ـ حنين ـ فدوى ـ امتثال
أم درمان الصمود
خرج المئات للمشاركة في ذكرى مليونية السادس من ابريل للعام ٢٠١٩م في أم درمان التي دعت لها لجان مقاومة مدينة الخرطوم، عند الساعة الواحد و ٤٥ دقيقة، وكانت بداية تجمع موكب كرري لمليونية ٦ أبريل بنقطة التجمع في موقف الشهداء بأم درمان، وسط هتافات مطالبة بصحة وتعليم مجاني، وعودة العسكر للثكنات وحل قوات لدعم السريع ودمجه في جيش واحد، بالإضافة للتمسك باسقاط الانقلاب، ثم تحرك الموكب الى شارع الاربعين، حيث وصل موكب ثوار امبدة عند الساعة الثالثة عصرا شارع الاربعين وألتحم مع ثوار كرري مرددين هتاف الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات والجنجويد يتحل، وحمل المشاركون الأعلام الوطنية، والرايات البيضاء وصور الشهداء، وكالعادة كان حضور صوت الأنثى في الثورة عاليا بالزغاريد والهتافات، يحملنّ وجبة الإفطار. عند الساعة الرابعة وصل الموكب إلى شارع البرلمان وكعادة القوات الانقلابية استقبلت الموكب بالقمع وإطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة ورش المياه على الثوار من أمام برلمان الشعب لتفريغ الموكب وكانت هناك حالات كر وفر، واطلقت القوات بمبان والقنابل صوتية.
تنافست احياء ام درمان بالأمس في تحقيق هتاف (من كل فج جوك) حيث كانت الشوارع تتزاحم متجهة نحو برلمان الشعب لتأكيد سلطة الشعب، ولن نتنازل عنها كما أن صور الشهداء التي تعلوا رايات والتي تؤكد أنه لابد أن يستقيم ميزان العدالة ليقتص من القتلة، كما لا يغيب مشهد كرم أهالي سكان العباسبة وكانت حافظات المياه والعصائر مجهزة أمام أبواب المنازل.
افطارات رمضان
بيوت ام درمان وهي تخرج الافطارات أمام المنازل وحافظات العصائر كانت تستعيد ذكريات اعتصام القيادة العامة، حيث لا زالت القوات النظامية تمارس ذات النهج في القمع المفرط واستخدام القوة بصورة توحي باستهداف ممنهج، وسقوط إصابات عديدة وسط الثوار أمام البرلمان.
محطة 7 بالصحافة زلط
شهدت محطة 7 بالصحافة زلط توافد شباب الثورة ورغم أن البدايات لم يكن التدافع فيها مشهوداً إلا أنه ومع بداية الساعة الواحدة ظهراً بدأ توافد الثوار رغم ارتفاع درجات حرارة الطقس حيث شهدت المنطقة تكدس واكتظاظاً ملحوظاً، بعد تلاحم كافة ثوار منطقة الخرطوم التي شهدت هي الأخرى توافد المئات من تنسيقيات لجان الخرطوم شرق ومنطقة جنوب الحزام بجانب تدافع العديد من ثوار شرق النيل الى وسط السوق العربي، قضى اغلب الثوار سحابة نهارهم في محطة 7 ولكنهم سرعان ما تحرك الموكب شرقا صوب شارع المطار .
نقاط وتجمعات
عدد كبير من الثوار القادمون من شرق النيل وبحري تدافعوا نحو محطة الغالي، في محاولة منهم للحاق بالموكب الرئيس ورغم حالة الاعياء والتعب التي بدأت على ملامحهم إلا انهم واصلوا السير حتى لحظة التقائهم بالموكب عند تقاطع منطقة عفراء، والتي بدأت فيها الاعداد تتزايد بشكل كبير وعند الوصول الى شارع الستين تدافعت مواكب أخرى قادمة من جنوب الخرطوم ليصبح الموكب عند محطته الاخيرة متجاوز الآلاف من الثوار.
كنداكات يتقدمن الصفوف
شهدت مواكب 6 ابريل بمختلف محليات العاصمة حضوراً كبيراً للكنداكات من مختلف الأعمار، كما شهد المواكب تدافع كبير لأمهات الشهداء اللائي تقدمن الصفوف وهن شاهرات وملوحات بعلامات النصر، كما أن كثير من المناطق مثل أركويت وبرى وناصر شهدت افطارات جماعية للثوار اعقبها تحركات وحالات كرّ وفرّ مع الأجهزة النظامية خاصة منطقة بري التي استمرت فيها المواجهات بين الثوار والاجهزة النظامية الى وقت متأخر من الليل، حيث استخدمت القوات الانقلابية كل اشكال العنف من قمع واطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع مما أوقع كثير من الإصابات وسط الثوار.
بحري المحطة الوسطى
رغم التحوطات الاحترازية الواسعة التي اتخذتها السلطات الامنية بمنطقة بحري والتي شملت اغلاق كبري المك نمر إلا أن ثوار بحري استطاعوا تحويل سكون المنطقة الى سطح صفيح ساخن، وذلك عقب تحرك الموكب من المحطة الوسطى رغم الممارسات القمعية التي استخدمتها الأجهزة الامنية من قمع مفرط أمام الثوار، حيث فرضت القوات الانقلابية طوقاً أمنياً من أمام سعد قشرة في محاولة منها لمنع الموكب من التقدم الى سوق بحري.
اصابات وسط الثوار
شهد موكب الخرطوم بشارع المطار اطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، مما أسفر عن سقوط عدد من الثوار باصابات متفاوتة حيث تم اسعاف عدد منهم الى مستشفى الجودة بمنطقة الديم بالخرطوم جنوب، كما استقبلت بعض المستشفيات الأخرى بعض الاصابات التي طالت الثوار نتيجة للقمع المفرط من قبل القوات الانقلابية.
محال تجارية تغلق أبوابها
تحول قلب العاصمة الخرطوم الى حالة اشبه بالثكنات العسكرية فالسلطات الأمنية التي لم تسارع الى اغلاق الكباري كما درجت أن تفعل في هكذا مواقف تركت الجسور سارية ما عدا كوبري المك نمر حيث استعانت الخرطوم بقوة كبيرة مختلطة لحماية الجسور وقلب العاصمة، بعد أن تمكنت من نشر قواتها في عدد من التقاطعات والارتكازات كخطوات احترازية لتأمين العاصمة رغم أن تنسيقيات لجان المقاومة كانت قد حددت منذ الثلاثاء مسار موكبها القاصد لشارع المطار.
قمع وإصابات في موكب 6 أبريل
رفعت لجان المقاومة والاجسام الثورية من جاهزيتها من أجل الخروج للتظاهر بقوة لرفض الانقلاب واستكمال لمسار 6 أبريل الثوري الذي كان شاهدا على أول أيام اعتصام القيادة، ففي الجانب الميداني حددت لجان مقاومة أحياء الخرطوم ولجان أحياء بحري وتجمع ثوار الحاج يوسف وشرق النيل، المؤسسة والبلابل ومحطة سبعة كنقاط تجمع تكون وجهتها الأخيرة شارع المطار بينما حددت تنسيقية لجان مقاومة أم درمان الكبرى وجهتها نحو البرلمان وفي مدن أخرى الفاشر ونيالا والقضارف والضعين خرجت تظاهرات رافعة الشعارات التي تنادي بمدنية الحكم وشعارات 6 أبريل.
إسقاط الحكومة
قال ناجي محمد: لابد من استمرار الحراك حتى إذا سقط الانقلاب من أجل تحقيق مصالح المواطن وهو الأمن والاستقرار وتحسين الاوضاع الاقتصادية والأهداف العاجلة وأشار إلى أن هنالك مصفوفة زمنية وضحها الميثاق الثورى للجان المقاومة واعلن ناجي عن خروجهم حتى تسقط الحكومة الانقلابية وتعيين رئيس وزراء مدني من الكفاءت وليس من الاحزاب .
اضافت الثائرة اشراقة عثمان أن في موكب 6 ابريل 2019 انحاز بعض شرفاء الجيش مع الثوار ولكن لا تتوقع الانحياز من الجيش الانقلابي في صفوف الثوار، الآن الشرطة تمارس كل أنواع القمع ضد الثوار من قتل وإصابات وضرب واعتقال لتخويف الثوار، واردفت سنستمر في نضالنا لحين تكوين حكومة مدنية ورجوع العسكر لثكناته وإطلاق سراح المعتقلين وحتى ينعم السودان بالاستقرار في كافة ربوع الوطن.
ووصف الثائر عمر حسين أن 6 ابريل 2019 كان ضربة البداية الحقيقية لعملية الإصطفاف الوطني وقال (السادس من أبريل ليست سدرة المنتهى) وأكد أن الحراك لن يتوقف وعملية الإسقاط الكامل للانقلاب مستمرة لإنهاء المفاهيم السلطوية التي ظلت تقف عائقاً منذ تشكّل الدولة وكانت تحول من وجود ديمقراطيه دائمة واحالتها لتبعية وفق مصالح ذاتية أو لجماعات لا تجمعها الروح الوطنية من الشقين المدني والعسكري واضاف نحن ضد الاتفاق الإطاري بتلك الطريقة الآن، نحن مع إقامة حكومة مدنية خالية من المحصصات حكومة تقوم علي أسس المساوة والعدل وخروج العسكر بصورة نهائية من المشهد السياسي وتقديم مرتكبي الجرائم إلى العدالة.
( لا شراكة لا تفاوض لا شرعية)
وفي ذات السياق قال الثائر عمار إدريس انهم متمسكون بـ( لا شراكة لا تفاوض لا شرعية)، لحين اسقاط الحكومة وتقديم مرتكبي الجرائم للعدالة في خلال الايام السابقة، وأكد عمار أنهم لا يثقون في العدالة، لذلك سنخرج حتي اسقاط الحكومة وبناء حكومة مدنية ديمقراطية، واضاف هناك قمع وعنف ضد المتظاهرين لكن مازلنا متمسكون بسليمتنا سنقاوم رغم الاصابة، واضاف أن المسألة تحتاج لوقت اكثر من السنة القادمة، وان الإصلاحات التي يناضل من أجلها الشباب، تشمل أغلب مفاصل الدولة التي ينهشها الفساد، وهذا يحتاج لإجراءات طويلة الأمد تبدأ بتوفير بيئة آمنة مكفولة فيها حرية التعبير والنقد لتصحيح مسار بناء الدولة. انه لم يتحقق أي شيء حتى الآن، ولم يتم الأخذ بثأر الشهداء من خلال وأن موكب 6 أبريل مازال ستمر لحين تحقيق مطالبنا محاسبة مرتكبي المجازر بحق الشباب، ولم يحاسب أي مفسد وأضاف خباب لـ(الجريدة) يمكن أن تحقق ثورة الشباب أغلب مطالبها والتي تمثلت في إنهاء نظام العسكر وتعديل الدستور والمطالبة والقوانين المهمة، بتصحيح النظام الديمقراطي مثل قانون الانتخاب وقانون الأحزاب وقانون المفوضية المستقلة للانتخابات.
بعد حالات الكرّ والفرّ، جلس آلاف الثوار وتبادلوا المياه والعصائر والوجبات الرمضانية، رغم انتشار الغاز المسيل للدموع في محيط الإفطار، وهناك من يحمل مياه صحة وعصائر جاهزة وبعض من الوجبات الجاهزة للثوار، وعربات تحمل الثلج وحافظات مياه، وانتهت الاحتجاجات في أغلب مناطق العاصمة عقب إعلان تنسيقيات لجان المقاومة بولاية الخرطوم الانسحاب من جميع المواقع التي حددتها للتظاهر.
الجريدة
أكبر خطأ في تاريخ هذا البلد هو إعلان الاستقلال البارد الذي خلف لنا قوات جيش وشرطة فاشلة وعاطلة.. انظر إلى هؤلاء المناط بهم حراسة الحدود.. تركوا الحدود واستمرأوا القعاد المذل في العاصمة لملء البطون وشرب الماء البارد وممارسة التجارة والتطاول في العمارات مما استنه لهم المخلوع الفاشل