4 رمضان 1999: اطاح البشير بالترابي..فاطاح الأخير بعلي عثمان!!

1-
عودة لاحداث قديـمة:
*************
(أ)-
في مفاجأة داوية اذهلت الجميع داخل السودان وخارجه ، قام عمر البشير وبتاريخ اليوم الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 1999، والموافق 4 رمضان 1240هـ، بحل البرلمان وإعلان حالة الطوارئ في جميع انحاء البلاد، وإقالة الدكتور حسن الترابي من كل مناصبه الدستورية وكرئيس للبرلمان، وايضآ عزله من الحزب الحاكم، وابقي علي الترابي بالحجز الموقت في بيته تحت حراسة أمنية شديدة، ومنع عنه الزيارات حتي من اقرب الناس له .

وماكان هناك من حلآ اخر امام اعضاء المؤتمر الوطني الا تحديد كل عضو فيه موقفه صراحة من “الثورة التصحيحية” -كما سموها-، وان كان هو مع “جناح القصر” التابع للبشير ومؤيدآ له… ام مع “جناح المنشية” التابع للترابي.

(ب)-
قصة الخلاف بين البشير والترابي لها اكثر من بداية ـ التوالى ـ الدستور مذكرة العشرة البيروستريكا السودانية لكن المهم هنا محطتان الاولى تتعلق بالولاة بالتعيين ام بالانتخاب وصلاحياتهم والثانية تتعلق بمحاولة استحداث منصب رئيس الوزراء. العالمون ببواطن الامور في شأن السودان يلمحون الى ان قصة (الولاة) لها اكثر من بعد.. اولها ان طرح الترابي كان يهدف الى تجريد رئيس الجمهورية من واحدة من اهم صلاحياته ومن وضع الولاء المباشر الذي كان يربط الاقاليم برئيس الجمهورية,

البعد الثاني ان الترابي اراد عبر اعمال مبدأ انتخاب (الوالي) الاعتماد على تحالفات وعصبيات قبلية ارتأى انها تشكل الجسم الاكثر صلابة في الواقع السوداني.

اما البعد الثالث.. فهو ان الترابي كان يضمن نفوذه وشعبيته وسط رموز هذه العصبيات وبالتالي كان يطرح انتخابها ليصنع طابورا خامسا له. اما فيما يتعلق بمنصب رئيس الوزراء فالبعض يرى انه كان ابعد من مجرد استحداث منصب وانما كان محاولة صنع ما يشبه الانقلاب في الحياة السياسية بقلب النظام السياسي من نظام رئاسي الى نظام برلماني يتحول فيه البشير فعليا لا اكثر ولا اقل من رئيس بروتوكولي.

(ج)-
صابر نايل الباحث في البرنامج الاقليمي لحقوق الانسان والمتخصص في الشأن السوداني يرى ان الخلاف ابعد من نقطتي (الولاة) و(رئيس الوزراء) اذ يرى (نايل) ان الخلاف بدأ منذ اعلان (البيروستريكا) السودانية والمتمثلة في قانون التوالي والدستور (الذي اقر دولة تعددية ثقافية لا دولة دينية) واتفاقية الحكم الذاتي. وطبقا لما يعتقده (نايل) فان (الترابي) اختار على سبيل المناورة ادعاء الانحياز الى المجتمع المدني والهامش الديمقراطي المحدود بما يضعه في مواجهة السلطة التنفيذية.

(د)-
الدكتور ابراهيم الامين عضو هيئة القيادة في حزب الامة السوداني يرى انه من الخطأ تحميل الامر اكثر مما يحتمل واستخدام ادبيات السياسة الغربية بادعاء وجود تيارات. ومن وجهة نظره ان الامر لا يتعدى صراعا بين شخصين من قمة السلطة على النفوذ كل منهما يريد ان يستأثر بأكبر حجم ممكن ولكل منهما دائرة انتفاع اضافة الى سجل تصفية حسابات لها عمر عشر سنوات وانه خطأ فادح ان يتم التصور ان هناك حركة اصلاح.

(هـ)-
فاروق ادم امين اعلام التجمع الديمقراطي الهيئة السياسية التي تضم حركة المعارضة السودانية بكل ألوان طيفها.. يؤيد كلام ابراهيم الامين ويرى ان الامر لا يتعدى انقلاب شخص البشير على شخص الترابي وانه ضد نظرية (التيارات) ويضرب مثالا على ذلك ان على عثمان طه الشخص الذي دبر انقلاب يونيو 1989 هو نفسه الذي دبر انقلاب البشير على الترابي اليوم وهو شخص معروف انه من صقور الجبهة الاسلامية وغلاة المدافعين عن شططها, كما يضرب مثلا اخر بمتابعة الاسماء التي حازت على موقف البشير بشكل سريع وغير متوقع ليؤكد ان البحث عن صراع تيارات عن ـ متشددين ومعتدلين او مضللا ويعاقبه ـ سيكون مضللاً.

(و)-
ازرق زكريا عضو الهيئة القيادية بالحزب القومي لا يستبعد حتى اللحظة ان يكون الأمر تقسيم ادوار لان هذا من وجهة نظره حدث عشرات المرات, لكنه حتى ولو كان ذلك مستبعدا فهو يراه طبيعيا لان الجبهة الاسلامية مبنية على اساس اقصاء الاخر وما حدث مجرد تطبيق لهذا المبدأ داخليا هذه من جهة فان هناك المؤسسة العسكرية والعسكريون يميلون الى تغليب دور الدولة القومية على ما عداها من اعتبارات.

(ز)-
موسى يعقوب (كاتب سوداني) يرى ان ما حدث هو خلل في عقد الشراكة بين الاطراف الحاكمة. ان هذا الامر تأخر في حالة حكم البشير الترابي عشر سنوات الا انه كان طبيعيا ان يحدث بعد ان نشطت السلطة السيادية والتنفيذية في الفترة الاخيرة سواء على صعيد الوفاق الوطني حيث كانت قرارات اطلاق سراح المسجونين السياسيين وارجاع الممتلكات ورفع حظر السفر عن المعارضين واتفاق جيبوتي او مجال العلاقات الخارجية مع مصر او زيارة البشير لاثيوبيا او اتفاق نيروبي الذي تم توقيعه بين الرئيسين عمر البشير ويورى موسيفيني. اننا بصدد جملة تفسيرات تتراوح ما بين ان القصة كلها استمرار لمسلسل تقسيم الادوار حتى بعد ان وصل الخلاف لما وصل اليه (وهؤلاء يستشهدون بحادث وضع الترابي نفسه يوما في السجن عند بداية الانقلاب ليدللوا على خطورة تكتيكات الجبهة). وتصل الى افتراض الطلاق بين الجبهة الاسلامية والانقاذ بين الاصولية والعسكر.. او الكاب والعمامة.

(ح)-
هناك ايضا عامل آخر شجع البشير على التصعيد وهو وجود ثغرات للتفاعل الاقليمي وخاصة بعد المبادرة المصرية الليبية. غازي سليمان رئيس الجبهة القومية الديمقراطية (جاد) يرى ان السبب في التصعيد هو ان البشير ادرك بأنه لو لم يتخذ هذه القرارات فسيفقد كل سلطاته وقد تأكد له ان الخطر آت لا محالة حين رفض البرلمان تأجيل مناقشة التعديلات الدستورية مرة ثم رفض حتى الاجتماع به في المرة الثانية.. ولم تكن امامه سوى ساعات حتى يصبح 26 واليا ممثلين لكل ولايات السودان خارج دائرته تماما.. وبالتالي اصبح البشير في وضع لا يحسد عليه اما ان يطيح او يطاح به.

(ي)-
اما الدكتور حسن وفي اول تعليق له عن تفسير التصعيد المفاجىء ضده فقد قال في تصريح له حملته وكالات الانباء في 18/12/1999: لم يكن هناك خلاف بيني وبين البشير على الوفاق او تحسين العلاقة مع دول الجوار لكن لا علم لي اذا كانت دوافع البعض الى ذلك هي بعض من حلقات احكام المؤامرة في الانقلاب على الدستور ـ لا صحة لما يقال ان للمعارضة يد في ذلك او ان هذا اكمالا لحلقات التقارب بين البشير والمعارضة.

(ك)-
بعد هذه المقدمة الطويلة، والتي استعنت فيها ببعض المقالات، وايضآ، من مواقع سودانية كتبت عن موضوع انقلاب البشير علي الترابي واطاحته من كل مناصبه الدستورية والحزبية، نســــأل:
1-
هل كان علي عثمان وراء خطة الانقلاب علي شيخه الترابي؟!!
2-
لماذا انحاز علي عثمان لجانب البشير ضد الدكتور الترابي؟!!
3-
ماهي اصلآ بوادر الخلافات بين الترابي وعلي عثمان، مما حدا بعلي وان ينقلب عليه؟!!..ولماذا هذه السرية المبالغ فيها حول دور علي عثمان في الاطاحة بشيخه؟!! ..وهل هناك خطوط حمراء حول الاطاحة؟!!

4-
هل سعي الترابي للاطاحة بالنائب الاول علي عثمان واحلال الدكتور علي الحاج مكانه بالقصر، ولما عرف علي عثمان بخطة الترابي، تغدي به قبل ان يتمكن الترابي من تنفيذ خطته؟!!

5-
في ديسمبر من عام 1999 تمت اطاحة الترابي…وفي ديسمبر 2013 اطاح البشير بعلي عثمان، فهل كان الترابي هو من اوعز للبشير باجراء اطاحات في نظامه تشمل: علي عثمان، ونافع، وحاج ساطور، وعوض الجاز، مقابل ان ينضم الترابي بحزبه ل”جناح القصر”؟!!علمآ بان البشير كان قد التقي في شهر اغسطس 2013 بالترابي وصلاح قوس في جلسة طويلة، جاءت بعدها في شهر ديسمبر اطاحات العجائز في القصر والحكومة!!

6-
هل هي محض صدفة وان يجئ لقاء البشير بالترابي في “بيت الضيافة” – مارس 2014-، وبعد اقصاء علي عثمان من منصبه كنائب اول؟!!

(ل)-
واخيرآ: صرح الترابي في احدي المرات، انه عندما يلتقي بعلي عثمان صدفة او باحدي المناسبات الاجتماعية ، يكون هذا الاخير خجلآ طوال المقابلة!!

(م)-
الشكر وكل الشكر للمواقع التي اقتبست منها بعض المعلومات…

بكري الصائغ
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ماذا قال الدكتور حسن الترابي عن علي عثمان؟!!
    ********************
    1-
    اجرت الصحفية صباح موسى من جريدة “أفريقيا اليوم” حوارآ صحفيآ مع الدكتور حسن الترابي، وبث ايضآ من موقع “النيلين” بتاريخ الاربعاء 17 ابريل 2013، وفي هذا الحوار سألته الصحفية صباح عن علاقته بعلي عثمان، فقال:

    (علي عثمان هذا أظنه قتله الحياء، فهو يتجنبني دائما، فلو جمعنا بكا أسمع أنه كان موجودا وانصرف سريعا عندما يعلم أنني وصلت المكان)!!.

    2-
    وسألته الصحفية، ان علي عثمان كان أقرب الناس إليك في بداياته بالحركة، وقالوا أنه تلميذك النجيب؟!!…فاجاب الدكتور حسن:

    (عندما أتينا به أنا لم أكن أعرفه، قولنا وقتها نأتي بأعمار واحدة تمسك الحركة، وأول واحد قولنا نأتي لنا طالب، لم نجد في الخرطوم غيره فكان رئيس إتحاد طلاب، وغضب الناس الذين كانوا معه في الإتحاد، أتينا به وأصبح النائب مباشرة، إلى الآن هو نائب الرئيس، رغم أنهم كانوا يريدون نائبا للرئيس غيره، إلا أن الرئيس قال على الحاج أكبر منه ولا يستطيع التعامل معه، وكل الناس قالوا وقتها على الحاج مؤهل اكثر درس بالخارج، وكان وزيرا من قبل، ويستطيع أن يوزن السودان، والرئيس قال لا أستطيع أن أكون رئيس وعلى الحاج نائب وهو أكبر مني شوفتي كيف؟،

    ومنذ أن أصبح علي عثمان نائبا للرئيس من يومها بدأ يحدث ماحدث، في السابق قولت لهم اسجوننا مع ناس الأحزاب، وكنت متوقع شهرين أو شهر على الأكثر ويتركونا جميعا افتكرتها بديهية، وقولنا على عثمان أحسن نتركه خارج السجن، لأنه لا يتحمل السجن، حتى آخر سجن مع نميري لم يتحمله ، وفي الجامعة كان رئيسا للاتحاد ضغطوا عليه الشيوعيين أيام مايو، وقال بيجمدوا الاإتحاد، الباقيين سجنوهم ناس قطبي ديل، فعرفنا الزول ده بيكشفنا أمام الناس فضغط السجن صعب عليه، وخيرا يجلس مع ديل بيعرفهم، طالت المدة كانت 8 شهور، وقالوا لي سافر بره وأعطوني جواز دبلوماسي، ليس إكرامية فكنت وزيرا للخارجية، وبعدين حصلت ضربة كندا)!!

  2. تاريخ الصراع بين البشير والترابي
    بدأ في السنوات الأولى للإنقاذ…
    *****************

    المصدر:- جريدة “الشرق الاوسـط” اللندنية،
    بتاريخ:-
    الجمعـة 11 صفـر 1425 هـ 2 ابريل 2004 العدد 9257-
    —————–
    يعود الصراع بين الرئيس السوداني عمر البشير، والدكتور حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي المعارض، الى الاعوام الاولى من قيام نظام الانقاذ الوطني، لكنه صار في العلن منذ العام 1998، أي بعد ان تسرب الى صحافة الخرطوم أن الترابي، الذي كان يشغل منصب رئيس المجلس الوطني (البرلمان)، سيستقيل من منصبه ليتولى أمانة حزب المؤتمر الوطني الحاكم، بمفهوم تحول الانقاذ من وضع حزب الحكومة الى حكومة الحزب. وبالفعل جرى انتخاب الترابي للمنصب الجديد في فبراير (تشرين الثاني) 1998 وسط إشارات بتصدعات هنا وهناك في الجسم الحاكم في البلاد.

    * بعد 3 أيام من هذه الخطوة لقي نائب الرئيس السوداني آنذاك الفريق الزبير محمد صالح مصرعه في حادث سقوط طائرة في جنوب البلاد، ونشأ فراغ في المنصب، قرر الحزب الحاكم سده بدفع ثلاثة أسماء للبشير لاختيار واحد منهم للمنصب وهم: الدكتور حسن الترابي، وعلي عثمان محمد طه، والدكتور علي الحاج محمد، وذلك حسب الدستور، وقام البشير باختيار علي عثمان طه نائباً لمنصب النائب الأول، لكن الترابي استقبل الخطوة في نطاق انها تشكل بداية رفض له بشكل أو آخر من قبل الرئيس البشير. واحترس زعيم الاسلاميين عن خطوة التخلي عن البرلمان والتفرع للأمانة العامة للحزب، وبدأ يتحرك في اتجاهين لاعادة سطوته التي بدأت تخبو.

    * في العاشر من ديسمبر (كانون الاول) 1998 فاجأ عشرة من قيادات المؤتمر الوطني اجتماعاً لمجلس شورى الحزب بمذكرة تحدثت لأول مر ة عن هيمنة الترابي على الأداء في الحزب بصورة تقدح في هيبة الدولة، وطالبت بتقليص صلاحياته كأمين عام للحزب، وتخويل بعضها الى رئيس الجمهورية ورئيس الحزب البشير. ولقيت المذكرة هوى في نفوس المشاركين وسط غضب الترابي وأعوانه. ومن ابرز الموقعين على المذكرة الدكتور ابراهيم احمد عمر، الامين العام الحالي للمؤتمر الوطني (الحزب الحاكم)، والدكتور غازي صلاح الدين مستشار السلام السابق، وسيد الخطيب الناطق باسم وفد الحكومة الى مفاوضات السلام في كينيا حاليا، وحامد علي تورين وزير التربية والتعليم السابق، والدكتور نافع علي نافع وزير الحكم الاتحادي الحالي وعضو وفد الحكومة الى المفاوضات.

    * واثر هذه التطورات آثر الترابي العودة الى كرسي رئاسة البرلمان بعد ان قدم استقالته منه وجرى قبولها في ديسمبر (كانون الاول) من نفس العام، لكنه عاد وجمع انصاره في صورة درامية لاعادته مرة اخرى. ومن البرلمان بدأ الترابي يحضر نفسه لمعركة جديدة مع البشير عبر زيارات الى ولايات البلاد خصصها لاستقطاب أنصاره في المعركة المقبلة قدر أن تكون ساحتها المؤتمر العام للحزب في اكتوبر (تشرين الاول) 1999، وبالفعل، وجه هذا المؤتمر ضربة قوية للرئيس البشير واستعاد مركزه بصفة أساسية، كما جرى ابعاد الموقعين على مذكرة العشرة عن المكتب القيادي وهيئة الشوري وعلى رأس الذين طالتهم الضربة البروفيسور إبراهيم أحمد عمر ما اضطر البشير لاحقاً الى تعيينه في منصب مساعد رئيس الجمهورية.

    * لم يتوقف الترابي، الموصوف بالعنا،د عند ذلك الحد إذ كثف من خلال البرلمان حملات استدعاء لوزراء في حكومة البشير وفتح من خلالها ملفات ساخنة مثل ملف طريق الانقاذ الغربي وملف محاليل «كور» وأخرى. ومن ذات الموقع نُظّم مؤتمر للحكم الاتحادي أصدر توصية بانتخاب الولاة بدلاً عن الانتخاب عبر كليات بواسطة رئيس الجمهورية. وألحق الترابي التوصية بمقترح للبرلمان بتعديلات دستورية تحمل الى جانب المقترح مقترحاً آخر باستحداث منصب لرئيس الوزراء وهو المنصب الذي يقوده الرئيس البشير.

    * اشتعلت المعركة بين الرجلين القويين في الانقاذ، وتدخل البشير بقوة في 12 ديسمبر (كاون الأول) 1999 فاصدر قرارات عرفت باسم قرارات الرابع من رمضان حل بموجبها البرلمان وبالتالي أقصى الترابي من منصبه، وجمد مواد في الدستور تتعلق باختيار الولاة عبر كليات انتخابية مما يعني تعيينهم من قبل الرئيس البشير. وقد حاول الترابي الطعن في قرارات الرابع من رمضان لكن المحكمة الدستورية أيدتها. استمرت المشاحنات بين الرجلين، وفي الخامس من مايو (ايار) 2000 دعا الرئيس البشير الى اجتماع ضخم لأنصار حزب المؤتمر الوطني قصد به أن يقام داخل دار الحزب. ووجه البشير عبر الاجتماع الذي عرف بنفرة رمضان هجوماً عنيفاً على الترابي واتهمه لأول مرة صراحة بالعمل على إسقاط نظام الانقاذ، وكشف أن الزعيم الاسلامي يجري في هذا الخصوص اتصالات بضباط في الجيش والأمن والشرطة وتحريضهم ضد الحكومة. وأصدر الرئيس البشير صباح اليوم التالي قراراً بحل الأمانة العامة لحزب المؤتمر الوطني التي يرأسها الترابي، وقبل أن تطوق مجموعة من الأمن دار الحزب وتفرض عليه حظر الدخول، ليفقد الأخير آخر مناصبه ومعاقله الرسمية، لم يشفع له استئناف تقدم به لدى مسجل تنظيمات الأحزاب ضد القرار.

    * ومضى البشير في خطه التصعيدي ضد الترابي فدعا الى اجتماع لمجلس شورى الحزب الحاكم في 26 يوليو (تموز) 2000 انتهى باعتماد قرارات إقصاء الترابي من الأمانة، وعاد وانتخب البروفيسور إبراهيم أحمد عمر رئيساً لمجلس الشورى بصفة مؤقتة. وكان رد فعل الترابي إزاء الخطوة أن أعلن المفاصلة النهائية مع البشير بتشكيل حزب مواز باسم «حزب المؤتمر الوطني الشعبي» فتمايزت الصفوف وارتبكت ساحة الانقاذ بشدة حيال أسئلة الاختيار بين الانضمام الى البشير الحاكم والى الترابي المعارض الجديد للإنقاذ. وسادت لأشهر وسط الاسلاميين سياسة «سيفي مع معاوية وقلبي مع علي». وفي خضم التمايز أعلن الترابي في 19 فبراير 2001 أن حزبه وقّع مذكرة تفاهم مع زعيم الحركة الشعبية، جون قرنق، اعتبرها البشير بمثابة عمل عدائي ضده بالتضامن مع «عدو النظام الأول» قرنق الذي يدير حرباً طويلة ضد الخرطوم من جنوب السودان. وعليه وبعد مضي 24 ساعة من إعلان مذكرة التفاهم عبر مؤتمر صحافي طوقت قوة من الأمن منزل الترابي في ضاحية المنشية قبل أن تقتاده الى سجن كوبر أشهر السجون السودانية.

    مكث الترابي هناك زهاء العام ونقل من بعد الى منزل حكومي في ضاحية كافوري المجاورة لكوبر، وسمح لزوجته واحدى كريماته بالإقامة معه وترتيب زيارات لبقية أعضاء الأسرة. وبعد توقيع اتفاق الترتيبات الأمنية بين الحكومة وحركة قرنق في اواخر سبتمبر (ايلول) الماضي أطلق سراح الترابي بعدها بعدة ايام، قبل ان يعاد اعتقاله من جديد فجر اول من امس بتهمة تأجيج الصراع في دارفور وتهم اخرى.

  3. كان الترابي يردد ان على عمر البشير تسليم نفسه إلى المحكمة الجنائية الدولية – هل مازال عند رائه

  4. بكري الصائغ
    لك التحية ورمضان كريم . إنني أقدر فيك إلتزامك بالأمانة الأدبية وكتاباتك التي ستكون يوماً ما مرجعاَ مهما لكتابة تاريخ هذه الحقبة السوداء ولكن رؤيتك الشخصية في هذه الأحداث مهمة جداُ فإن معظم الشعب السوداني يري إن الترابي من خطط ليتم إستبعاده صورياَ ليتثني له تكوين مجموعة أخري ليصل الي السلطة خاصة وإن الإنقاذ إقترفت أخطاء فادحة وكان يريد أن تتحول السلطة له عن طريق الإنتخابات حتي وإن كانت صورية وتم الإتفاق فعلاَ بينه وبن البشير علي تسليم السطة بعد خمسة سنوات أو ستة لا أذكر تماماً كم كان عدد السنوات ولكن كان الإتفاق أن يتم القضاء علي التمرد في الجنوب بمحاولة جذب جون قرنق أو إغتياله ولكن البشيرظل مستمتعاً بالكرسي والترابي لم يكن راضياً تماما حيث أنه لم يستطيع الجلوس في سدة الحكم رغم إنه كان يدير أمور الدولة من تحت الطربيزة وظهر المنتفعن من هذا الوضع وفعلاً تم إستبعاد الترابي والمنتمون له. ولكن تجد الأن إن الترابي ما زال يأمل في الوصول للسطة ولكن عمر البشير هو العقبة بالنسبة له ولكنه لا يدرك أن الشعب السوداني سوف يحرقه حياً إذا أتيحت له الفرصة دعك من إخياره رئيساً وبالمناسبة لقد إستقيت هذه المعلومات من عقيد بالأمن عام 1991 وفعلاً حدث ما قاله ذلك العقيد حرفياً .

  5. لا خلاص اركب عجلتك وامشي للجماعة ديل يدوك الرد علي اسئلتك الهبلة دي .. الواحد ماعندو شغلة وعدم الموضوعية ..بالله انت فرقك شنو منهم..،

  6. الترابي ديكتاتور مفكر،يتعامل بتعالي مع تلاميذه ورأيه هو الاصوب دائما،،،،الذي حدث ان تلاميذه قد ملوا تعاليه عليهم لذلك ركلوه،،لا اعتقد ان هناك سبب اخر كما ردد الشيخ حينها

  7. ســــــلامات حبيبنا الاستاذ بكري
    حتى بعد الحالة التي نعيشها ومواقف شيخ حسن وتركه الحبل على الغارب لكمال عمر ليطلق تصريحاته على مدار الساعه (ويصمت هو صمتا رهيبا مريبا) نلغي عقولنا ونصدق ان ما جري ليس مسرحيه ومجرد توزيع ادوار ؟توقت حسب الضروره ؟ ومبلغ اعتقادي ان صمت شيخ حسن نفسه ضمن اطار توزيع الادوار,,, شيخ حسن قبل كتابة هذا التعليق بلحظات قليله انتهي من أولى حلقاته الرمضانيه التي بثتها اذاعة ام درمان وسوف يتوالى بث حلقات البرنامج أسبوعياباذن الله !!!؟

  8. 1-
    الترابي بعد الافراج عنه يهاجم البشير وحزبه يحذر من خطورة الاوضاع في دارفور…
    2-
    البشير يهاجم الترابي ويتهمه بالكذب والخداع…
    3-
    الترابي يهاجم نظام البشير…
    4-
    الترابي يهاجم الحكومة بعنف ويحث جماهير الخرطوم على الثورة …
    5-
    الترابي يهاجم حكومة البشير و يعد بإستمرار التعاون مع قرنق…
    6-
    الترابي» يهاجم نظام «البشير» ويتهمة بـ«الفساد والدكتاتورية»…
    7-
    « حزب الترابي » يهاجم « حزب البشير» ويصفه بالديكتاتوري …
    8-
    كونا :: الترابى يهاجم البشير ويعلن رفض القرارات ويتهمه بالعمالة…
    9-
    الترابى يهاجم مؤتمر الحركة الاسلامية السودانية ويتبرأ منه …
    10-
    الترابي يهاجم وزارة العدل والنظام القضائي بالبلاد…
    11-
    الترابي يهاجم حكومة البشير وينتقد الدستور الانتقالي…
    12-
    الترابي يهاجم القضاء والشرطة وأجهزة العدل…
    13-
    الترابى يهاجم اوضاع الحريات ويطالب باخلاء المعتقلات…
    14-
    الترابي يهاجم النظام ويؤكد التنسيق مع الحركة الشعبية…
    15-
    الترابي يدلي بتصريحات عنيفة قبل اعتقاله ويهاجم البشير بعنف …
    16-
    الترابي يتوقع ثورة شعبية في السودان ويدعو البشير للرحيل…
    17-
    الترابي: فوز البشير يجعل السودان أخطر من الصومال…

    ****-
    ***- وبعد كل هذا اعلاه ، هرول الترابي للقاء البشير!!

  9. نرجوا من أستاذنا الصائغ مقال كافي ووافي عن أنتهاكات علي عثمان في حق السودان والشعب خلال ربع قرن

  10. “عرض جنن العالم”:
    صمت الشعبي حيال طرد نائبه من البرلمان يفتح الأسئلة القديمة-
    هل كان الرابع من رمضان مجرد خدعة تمت حياكتها في منزل شيخ حسن؟!!.. اجراءات التعسفيه تشي بطابع حبكة درامية!!
    ****************
    المصـدر: – اليوم التالي-
    -07-03-2014-
    —————
    ***- الذين يقاربون بين المواقف وما يتسق منها مع التاريخ هالهم من فرط الدهشة التحول المريب في شخصية الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر حتى أصبح زبوناً للرسومات الكريكاتيرية مثل ما هالهم من قبل الصعود المفاجئ للدكتور الحاج آدم يوسف من رجل هارب ومتهم بتقويض النظام إلى ثالث اثنين في سدة الحُكم، ثمة علامات تعجب تحيط المشهد برمته.

    ***- ولكن ما يدعو للدهشة أكثر هو حالة الصمت التي طوقت ذكرى الرابع من رمضان هذا العام، ولو أخذنا في الاعتبار سمر المائدة الحوارية فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن نغفل طرد زعيم المعارضة القيادي بالمؤتمر الشعبي إسماعيل حسين. لقد مرت الواقعة مرور الكرام وتجاهلها الحزب تماما، الأخطر من ذلك أنه لم يصدر أيما بيان بخصوصها، فماذا وراء الأكمة؟، وهل يعقل أن يبتلع صقور الشعبي ألسنتهم على ذلك النحو الغامض؟

    ***- حتى العاشرة من مساء أمس لم يحي أحدهم ذكرى المفاصلة لا سلباً ولا إيجابياً، الشخص الوحيد الذي عبر فوقها هو الدكتور علي الحاج نائب الترابي، الحاج قال في حوار صحفي إن الرابع من رمضان هذا العام سيكون مختلفاً، ويقصد يوم أمس الأربعاء.. ومع ذلك لم يقف أحد على أطلال الذكرى، كما أن الإذاعة السودانية لم تتوقف عن بث سهرات الدكتور الترابي، وبالمقابل بدت حالة طرد إسماعيل من البرلمان معزولة داخل القبة ولم تعقبها ردود أفعال رغم تصريحات الرجل بأنه سيقاطع جلسات البرلمان، كما رشحت معلومات نهار أمس في دوائر الشعبي بأن الفاتح عز الدين يتهيأ لمغادرة موقعه الحالي وفي الغالب سيصعد على سدة الباخرة التشريعية شخص أكثر اعتدالا وخبرة..

    ***- ثمة سؤال يتجدد اليوم وبعد مرور (15) عام على نكبة الرابع من رمضان: هل كانت تلك الحادثة العظيمة مجرد خدعة؟ هنالك من يدمغ مفاصلة الإسلاميين بأنها مجرد خدعة لا تنفصل بأي حال من الأحوال عن سيناريو الصعود الأول لسدة الحكم (اذهب إلى القصر رئيسا وسأذهب إلى السجن حبيساً)، بالرغم من أن ذلك التماهي مع المشهد لم يفت على فطنة سكرتير الحزب الشيوعي الراحل نقد، نقد عمل جاهداً على كسر جمود الحالة الدرامية للشيخ وباغته بالقول: “كتّر خيرك جاملتنا بعد دا امشي لي أولادك ديل محتاجين ليك”.. ومع كل أنهار الدماء والدموع لا زال ثمة من يصور حقيقة الصراع القائم بأنه مجرد رواية من تأليف خيال هازئ، رواية يتربص بها قارئ لا يعوزه الذكاء مما يراكم الاستفهامات حول ذات الوقائع التي صنعت لتبريرها، سيما وأنه من عوامل نجاح العمل الدرامي الحبكة الجيدة التي تتطلب كثيرا من اﻹجراءات التعسفيه ضد الآخر حتى يكون اﻹخراج جيدا ومقنعاً للحد البعيد، في ذات التوقيت يكتب رئيس تحرير (الرأي العام) عادل الباز مذكراته حول مساهمته في انقلاب الإنقاذ، من الحكايات التي أوردها الباز أنه شاهد على غضبة الراحل محمد طه محمد أحمد جراء الخداع الذي حدث للجبهة الإسلامية بتنفيذ الانقلاب من وراء ظهرها، عادل أشار إلى خدعة سرعان ما تكشفت لهم وكادوا بسببها يتم اعتقالهم، مما يفتح الجراح القديمة إذ ما كان الرابع من رمضان عرضا مُحكما يؤكد علو كعب اﻹسلاميين ودهاءهم السياسي..

    الحبكة الدرامية:
    ———
    ***- واحدة من الوقائع التي وقف عندها المراقبون إبان المفاصلة هي كثافة الوفود التي جاءت من الخارج لرأب الصدع بين الإسلاميين، الغنوشي والقرضاوي والزنداني، ولكن المدهش في الأمر أن تلك الشخصيات رغم تأثيرها وسطوتها إلا أنها كانت تصطدم بعقبة ما، وبمجرد أن تستمع للترابي تغادر الخرطوم دون حتى أن تتطرق إلى فشل مهمتها، كما أن الغنوشي ظل يتعامل مع كافة الأطراف وكذلك مرشد الإخوان المسلمين الذي أطل على الخرطوم أثناء آخر مؤتمر للحركة الإسلامية، والشاهد أيضاً على وجاهة العرض هو توقف التراشق بين الترابي وعلي عثمان رغم المرارات والشعور بالخيانة، ما تلا الشهور الأخيرة أكثر من لقاء جمع الرجلين طوقته السرية ورشح منه كم من الابتسامات المصورة، البعض يعتبر علي عثمان هو جهاز الفاكس الذي يستقبل توجيهات الترابي بشكل غامض ومثير، وقد عرف عن النائب الأول لرئيس الجمهورية أنه لم يدخل في تراشق مع شيخ حسن وكانت إشاراته كلها في المفاصلة وما أعقبها ذات صبغة عاطفية، وربما اندرج هجوم المعسكر الآخر علي علي عثمان في سياق الحبكة الدرامية.

    كلمة السر:
    ——-
    ***- ولكن هنالك تيارا آخر يعتبر أن الاتفاق على المفاصلة تم بين الرؤوس الكبيرة وقد غيبت القواعد حتى لا تفشي الأسرار، وتمثلت الفلسفة في ذلك بأن توجد الحركة الإسلامية في الحكومة والمعارضة، أما المبالغة في الصدام فالغرض منها صرف أنظار المتشككين عن حقيقة ما يجري في الغرف المغلقة، وبينما يذهب آخرون إلى أبعد من ذلك بأن عضوية الوطني انطلت عليها خدعة المفاصلة وهي كلها تمت حياكتها في منزل شيخ حسن حتى لا يحرق كل مراكبه، يفتعل أسباب الصراع مع البشير، يجاهر بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، يغالب شهوة السلطة فيبدو غراما في عيون الغرب، وفي نفس الوقت يحتفظ بكلمة السر في أعماقه.

    ***- على العموم كل أجنحة الحركة الإسلامية تحمل تصوراً واحداً لمفاهيم الإسلام في الحكم، وهى ذات التجربة المعروفة بالإسلام السياسي مع اختلافات طفيفة، ويبقى الرهان على ما ستسفر عنه الأيام المقبلة وإن تطاولت ساعتها يمكن إطلاق التوصيف النهائي بخصوص الرابع من رمضان وما تلاه من وقائع وأحداث.

  11. يا بكري لم نصل حتى الان الى نتيجة في السبب ؟ مع العلم ان هؤلاء الناس احياء يرزقون ولكن زي ما قلت ان الحركة الماسونية السودانية لا تفشي اسرارها اطلاقاً واعتقد الشخص الوحيد العالم ببواطن الامور ويمكن ان يوضح الامر بصورة جلية تماما هو بالمعارضة الان .. هو غازي صلاح الدين – ولكن لن يستطيع غازي صلاح الدين ولا غيره ان يوضح لنا هذه المسرحية اعنى مسرحية المفاصلة في عام 1999م كما انه هو الوحيد الذي يمكن ان يوضح لنا مفاصلة ديسمبر 2013 م التي ارجعت الصف الامامي الى الخلف ريثما تهدأ الامور وتقوم الحركة الماسونية السودانية بترتيب اوضاعها بعد اشتداد المعارضة عليها بسبب مظاهرات سبتمبر 2013م التي زلزلت اركان الحركة الماسونية السودانية (اخوان السودان). المؤسف ان غازي صلاح الدين لن يستطيع ان يقول (بغم) لأن مصيره ان افشى الاسرار سيكون الى الجحيم ولظى الماسونية لذلك هو يعارض من على بعد اربعين فرسخاً من الميس ولن يسمح له بالاقتراب او التصوير فكما هو ماسك عليهم اشياء فهم يعرفون عنه الكثير وان الذي بيته من زجاج يجب ان لا يجدع الناس بالحجارة..
    على العموم نظراً لسردابية الحركة الماسونية السودانية وتأمرها منذ فترة ليست بطويلة فقد استطاعت احكام قبضتها على الحياة السودانية وان افرادها مطمئنين انه لن يستطيع حزب او نقابة ان تقتلعهم من مكانهم والحكومة التي كونها خلال عشرات السنين من التأمر والعمل تحت الانفاق من اجل السيطرة على الحكم في السودان وان الحركة الماسونية لا تخشى من حزب او نقابة لأنها استطاعت ان تفتت الاحزاب اذ لا يعقل ان يصل عدد احزاب التوالي الى 57 حزباً والاحزاب غير المتوالية اكثر من 65 حزباً بخلاف الاحزاب غير المسجلة فأن هذا العدد يعتبر نجاح كبير للحركة الماسونية في تشتيت شمل السودانيين وان الشئ الذي تخاف منه الحكومة هو ان تقوم مظاهرات عشوائية او منظمة تنتظم الخرطوم ففي هذه الحالة امام الحكومة اما استعمال العنف المتطرف معهم او سقوط الحكومة.

  12. عندما ينقلب السحر على الساحر…!!!
    حوار للدكتور الترابي يشن فيه هجوما عنيفا على تلميذه البشير..
    ******************
    المصـدر: – منتديات جزيرة صاي –
    – الشروق –
    08-15-2011-
    ————-

    فى ندوة تطرقت للشأنين السودانى والمصرى وغيرهما الكثير، استضافت «الشروق» المفكر والزعيم الإسلامى السودانى المعارض حسن الترابى بما له من وضع خاص وتجربة طويلة فى الحركة الإسلامية منذ أواخر خمسينيات القرن الماضى.

    يراه أنصاره «عبقرية سودانية» خلقت من الإسلام السياسى السودانى شخصية استثنائية، ومكنته من السيطرة على الحكم فى الخرطوم، وعصمت السودانيين من التبعية لحركة الإخوان المسلمين المصرية أو السلفية الوهابية السعودية. وبينما يتهمه إسلاميون بالخروج عن الأصولية باجتهاداته (لا يحب كلمة فتوى) المثيرة للجدل، يراه العلمانيون سببا فى محنة السودان بدعمه تطبيق الشريعة فى بلد متنوع ما أدى فى النهاية إلى انفصال ثلث مساحته وربع سكانه فى الجنوب. لكن أيا ما كان، ظل الرجل رقما صعبا فى السياسة السودانية، حيث صالحه جعفر نميرى فى السبعينيات، ليصبح وزيرا للعدل، ومسئولا عن ?أسلمة? القوانين، وأشركه الصادق المهدى فى حكومته الائتلافية فى الثمانينيات ليتولى حقيبة الخارجية، ودعم نظام عمر البشير ليصبح الأب الروحى لنظام الإنقاذ، ومرشد البلاد طيلة التسعينيات قبل الانشقاق عام 1999، ليتزعم حزبا معارضاَ.

    فاوض الجنوبيين واتفق مع زعيمهم الراحل جون قرنق، بعد عداء استمر عقدا ضد «الخوارج». خاصمته مصر ومؤيدوها من النظم السياسية العربية، وصالحته ليبيا وحلفاؤها. تلقى الدعم الأمريكى خلال الحرب الباردة ضد الشيوعية، ثم صب الغرب جام غضبه عليه فيما بعد. عمل مستشارا قانونيا لدى النظم الملكية الخليجية، وكان فى الوقت نفسه مقربا من جمهوريات علمانية، كالعراق.

    هذا من استضافته «الشروق»، مهاجما البشير ومبارك، مخالفا بعض الإسلاميين، ومخاصما العلمانيين. لم يرض أحدا، ولم يستطع أحد إخراجه من الساحة.. هذا هو حسن عبدالله الترابى.

    (أ)-
    مصر والسودان
    *********
    «*الديكتاتوريات العسكرية هى من أبعدت الشعبين عن بعضهما، الديكتاتوريات لا تتفق، لكن الشعوب تتجه دائما نحو الوحدة»، مضيفا أن أوروبا نفسها «لم تتوحد إلا بعد انهيار الديكتاتورية».. بهذا لخص الزعيم الإسلامى السودانى أزمة العلاقات المصرية السودانية منذ خمسينيات القرن الماضى. وتابع: «عندما استقل السودان، كان جميع المتعلمين تقريبا من الاتحاديين، الراغبين فى الوحدة مع مصر، ويظهر من اسمهم أنهم كانوا يضعون وحدة وادى النيل كأولوية قبل شكل نظام الحكم، الاتحاد أولا ثم ننظر ماذا نصنع فى الاقتصاد والسياسة».

    من المعروف أن أول برلمان سودانى قبل الاستقلال عام 1953، سيطرت عليه الأحزاب الاتحادية بزعامة أبو الاستقلال إسماعيل الأزهرى، إلا أن الوضع تغير فى انتخابات 1957، التى فاز بها حزب الأمة وريث الحركة المهدية، ذو التوجهات الاستقلالية عن مصر. وأضاف: «واستمر الوضع على ذلك طويلا، خاصة مع تدفق أعداد كبيرة من السودانيين لمصر، للتعليم أو العلاج أو السياحة، كما كانت بين الحكومتين خاصة فى السبعينيات علاقات قوية، ولكن منذ مجيئ الإنقاذ صارت العلاقات فردية، شجعها خروج كثير من المبعدين السودانيين لمصر، حيث أقاموا لسنوات، كما قامت علاقات تجارية بين القطاع الخاص فى البلدين بعيدا عن الحكومة».

    يُذكر أن الكثير من النخبة التجارية والمهنية السودانية غادرت البلاد، عقب الانقلاب الذى قاده عمر البشير، بدعم من الترابى، ولجأ الكثير منهم إلى مصر، التى قدرت دوائرها غير الرسمية أعدادهم بنحو نصف مليون نسمة.

    وقال الزعيم الإسلامى إن «الأمن القومى السودانى يتحقق عندما يمارس الشعب المصرى السلطة بنفسه سواء اختار الإسلاميين أو الليبراليين أو غيرهم».

    وحول علاقته بنظام حكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك قال الترابى? «ظللت محجوبا وممنوعا عن مصر طيلة ربع قرن، فهذه أول زيارة لنا للقاهرة منذ 23 عاما.. كنت ممنوعا من مصر وعن إعلامها، فى حين كان الصادق المهدى واليساريون وغيرهم مسموح لهم بالكلام وتوجيه الاتهامات لى، ويكن لى حق الدفاع مثل المحكوم عليه غيابيا?، مضيفا?: ?وقد اتهمنى النظام بجريمة لم ارتكبها رغم أنه استقبل المتهمين الثانى والثالث فى القاهرة». من المعروف أن نظام مبارك اتهم الترابى بمحاولة تدبير محاولة الاغتيال الفاشلة ضد مبارك فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا منتصف التسعينيات. وقد استمرت القطيعة بين النظامين المصرى والسودانى حتى تخلص البشير من الترابى عام 1999، فيما عرف سياسيا فى السودان بـ«أزمة رمضان».

    وأشار الترابى إلى أن ?الكراهية الشديدة? له وصلت حدودا بعيدة، حيث اتصل مبارك لتعزية البشير فى مقتل نائبه الزبير محمد صالح فى حادث تحطم طائرة، وبمجرد أن قال الرئيس السودانى إن الطائرة اصطدمت «بمرتفع ترابى»، حتى غضب (لم يذكر اسم مبارك ولا مرة خلال الندوة) وظل يقول «ألم أقل لكم تخلصوا من الترابى فورا» وظل يحرض على طيلة دقائق حتى هدأ، وروى له الرئيس السودانى القصة كاملة. وأضاف «سبب هذا الحجب كان الغرب، الذى يكره الإسلاميين، يكره الترابى وبن لادن والخومينى وأمثالهم».

    وقال الترابى «هناك سبب تاريخى للعداوات المصرية السودانية، ألا وهو الاستعمار، حيث تعمد الإنجليز أن يضعوا الموظفين المصريين فى المراتب الإدارية الدنيا عندما أسسوا حكومة السودان». وتابع «كان ذلك لإبعاد المصريين عن إدارة السودان، وجعلهم أكثر احتكاكا بالسودانيين، الذين نظروا لإخوانهم المصريين على أنهم أعوان الاستعمار».

    «إذا اشتكى سودانى من تعسف موظف مصرى، سارع المدير الإنجليزى إلى إلغاء قرار الموظف المصرى، ليظهر للسودانيين أن الإنجليز أكثر عدلا من المصريين».

    (ب)-
    التجربة الإسلامية.. ودروسها
    ************
    وحول إمكانية أن يحكم «الإخوان المسلمين» أو غيرهم من الجماعات الإسلامية مصر، قال الترابى: «لا أتوقع فوزهم بأغلبية المقاعد البرلمانية من الأساس، وحتى إن فازوا، ستحدث خلافات بين الإخوان والسلفيين». ورفض الزعيم الإسلامى السودانى ما يروج من أن حزبه كان فى أى وقت من الأوقات فرعا للإخوان المسلمين، مضيفا «نقول للإخوان المسلمين أنتم لا تعرفون السودان، لهذا نريد أن ندير شئوننا كما هو موجود عندنا، لكنهم لا يقبلون إلا التبعية الكاملة، أى أن نكون فرعا لهم، عند هذا الحد قلنا لهم لا». وتابع: «بعد القمع الذى تعرضوا له فى الخمسينيات، غيرنا اسم حركة التحرير الإسلامى، إلى جماعة الإخوان المسلمين، ليس ضد مصر بل ضد الممارسات القمعية وتعاطفا معهم». وأشار إلى أنهم أسسوا فى السودان خلال الستينيات جبهة الميثاق الإسلامى، وكان الهدف منها تجميع أكبر قدر من القوى السودانية تحت لوائها.

    يُذكر أن حزب الترابى فى الستينيات لم يحصل سوى على 3 مقاعد، بينما حصل خصومه الشيوعيون الأقوياء فى ذلك الوقت على ما يقارب 15 مقعدا من أصل 150 مقعدا برلمانيا. وأضاف «أعرف الأخوان منذ عقود، كانت رؤانا مختلفة، خاصة فى قضية الشورى، التى نراها ملزمة للحاكم، كما أننا طورنا الكثير من ممارسات الاقتصاد الإسلامى، بينما لم يتعاملوا هم معه إلا فى أضيق الحدود.. أما مسائل الفنون والرياضة فهى خارج اهتمامهم».

    وأضاف الترابى «الإسلاميون الآن ليس لديهم برامج سياسية كاملة، على الرغم من كثرة ما يعرضونه من برامج»، ولهذا لن يحصلوا على أغلبية المقاعد البرلمانية. وبشأن السفليين، قال: ?كما هو واضح من اسمهم هم السلف يعنى الماضى، ولا يمكن أن تسمى نفسك رجعيا حتى لو كنت كذلك»، مضيفا أنهم «مازالوا فى بداية المرحلة». وتابع «ظل الإسلاميون يأخذون بآراء واجتهادات الكتب القديمة، حيث حولوا الفقهاء إلى معصومين، على الرغم من أن القرآن يصحح للنبى فما بالنا بالسلف».

    (ج)-
    اجتهاداته الفقهية
    **********
    الترابى: «اجتهدنا منذ 30 عاما فى عدة قضايا مثل جواز زواج المسلمة من الكتابى، وهاجمنا عدد من رجال الدين وقيادات فى الحركة الإسلامية، اليوم يقولون لى إنهم يتفقون معى فى ذلك لأنهم وجدوا فى الكتب القديمة مثل هذا القول، هل يجب أن يقرأوا هذا فى كتب قديمة، لماذا لا يجتهدون». وأضاف: «عندما يذكرون بعض الأحاديث الغريبة مثل حديث الذباب، نقول لهم إن النبى ليس صيدلانيا، أو طبيبا، اتركوا هذا لأهل التخصص». وتابع «أكبر الخلافات أننا نرفض دولة الخلافة، لأنها مجرد نموذج تاريخى يمكن أن يتغير مع الزمن، نريد دولة الشورى فهي ملزمة للحاكم، الذى نعرف مسبقا كم من الوقت سيبقى فى الحكم، ويمكننا عزله إذا أخطأ».

    وأضاف «نريد دولة قائمة على التراضى، فالرضا هو أساس الدين، علاقة العبدبربه قائمة على التراضى، والزواج تراض، والبيع والشراء تراض، والدستور وثيقة تراض من الشعب». لكنه استدرك قائلا «أتوقع أن يتطور الإسلاميون المصريون، لكن بقدر اشتراكهم فى الحكم والمعارضة».

    وأضاف: «عندما أكون فى السجن لا يتطور داخلى إلا الغضب، وأصبح ناقما على الحاكم الذى أمر بسجنى وتعذيبى، أما عندما أكون فى مناخ حر، سأفكر فى أشياء وقضايا أخرى.. سيسألنى أحدهم عن الاقتصاد، وآخر عن مشكلات اجتماعية، وثالث عن علاقات بلدى مع الغرب أو إسرائيل، فهذه اللحظة سأضطر أن أقرأ وأطلع وأتعلم من العالم كله لأجيبه، وأنافس مع خصومى السياسيين، وهذا هو أول طريق للتطور».

    (د)-
    حكم البشير
    ********
    وحول علاقاته بالرئيس البشير قال الترابى «لم ار البشير إلا ليلة الانقلاب، جاء لنتقابل، وقلت له (اعمل حسابك لديك برنامج كامل، اذهب إلى القصر وسأذهب أنا إلى السجن).. قرأ البيان الأول للانقلاب مرتين أو ثلاثا، لأنه عجز عن قراءة البيان بشكل صحيح من أول مرة، لكنه الآن يقول أشياء أخرى».

    ومضى قائلا إن ?البشير لم يكن إسلاميا، كان فى الأصل بعثيا، حتى إن البعثيين هم أول من كشف حقيقته وجاءوا باسمه الكامل، عمر حسن أحمد البشير، وليس كما وقع به البيان الأول للثورة(عمر حسن أحمد).. جاءوا بالبشير لأقدميته وهكذا هم العسكريون، اقترحت عليهم أن يكون مجلس قيادة الثورة ممثلا لكل السودان، ولكل الرتب ولكل أسلحة الجيش، لهذا كان هناك ملازم ونقيب وحتى عميد، كما ضم المجلس ثلاثة من أبناء الجنوب هم غير المسلمين أصلا الضباط الإسلاميون كانوا قلة».

    وحول رأيه فى البشير، الذى عزله من منصبه أمينا عاما لحزب المؤتمر الوطنى الحاكم، ورئيسا للبرلمان، قال الترابى «البشير ديكتاتور، وهو الذى كان طوال الوقت يفضل فصل الجنوب ليتفرغ لقمع أبناء شمال السودان المطالبين بالحريات، كما أنه عنصرى، يطلق على الجنوبيين لفظ العبيد، بل إن وزيره لعدة سنوات على الحاج، وهو طبيب من أقصى غرب السودان، كان البشير يطلق عليه الفريخ، ومعناها العبدالصغير وهى كلمة للتحقير»، من بقايا عصر العبودية والرق الذى ألغى فى السودان أوائل العشرينيات من القرن العشرين.

    وتابع: «هو أيضا بدائى، يعنى ضيق الأفق، لا يرى إلا عشيرته، حتى إنه طلب من (زعيم تنظيم القاعدة أسامة) بن لادن عندما جاء للسودان، أن ينجز طريقا معبدا إلى قريته بشمال الخرطوم، ولم يكتمل الطريق إلا عندما طالبنا أن يصل إلى الميناء الوحيد للبلاد فى بورتسودان»، على البحر الأحمر.

    ورأى أن ?ثالث مشاكل البشير أنه مدعوم من جيشه، الذى صار يكره الحرب الطويلة فى الجنوب، لذا كان سهلا عليهم أن يتخلصوا من الجنوب.. هذه السياسة هى التى خلقت مأزق البشير فى التسعينيات، فاضطر لتجنيد الشباب، وكنت أقول لهم فى المحاضرات بمعسكراتهم، لا تكونوا مثل العسكريين الذين يقتلون ويغتصبون وينهبون، وهذه أخلاقهم فى كل مكان فى العالم، كونوا غيرهم، لا تقتلوا مسالما، وإن رأيتم جائعا أطعموه من تموينكم».

    ونتج عن الحرب الأهلية السودانية نحو مليونين ونصف المليون قتيل من الجانبين، وهو مارفضه الترابى قائلا «من مات فى القتال المباشر لا يزيدون عن مئات الآلاف.. يمكن أن يموت آخرون بالمجاعة، أو المرض، أو غياب الرعاية».

    (هــ)-
    انفصال الجنوب
    *********
    قال الترابي: «ليس صحيحا أننا نكره الجنوبيين، أو أننا كنا مع فصل الجنوب، لقد حزنا مع الانفصال، حيث لدينا قواعد حزبية فى الجنوب، وأغلبها مسيحيين»، مضيفا: «إذا سألت الجنوبيين، سيقولون لكم إننا أحب الأحزاب لديهم، لأننا لا ننقض العهد، ولا نمارس العنصرية ضدهم».

    وتابع: «لكننى اتفق مع الأب الروحى للتمرد الجنوبى جوزيف لاقو بأن الرجاء قائم فى إعادة توحيد السودان.. فى المقابل الجنوبيون لا يكرهون العرب والإسلام، حتى إن رئيس الجنوب سيلفا كير (ميارديت)، قال لى إنه يتحدث فى بيته بالعربية، وأن له أبناء مسلمين وغير مسلمين، وكذلك الحال بالنسبة للرجل الثانى فى الجنوب، رياك مشار خريج جامعة الخرطوم، إذا لم تكن تعرفه سيكون من الصعب عليك أن تعرف ما إذا كان عربيا أم جنوبيا، مسلما أم مسيحيا».

    (و)-
    دارفور واحتمال الانفصال
    ***********
    وبشأن إقليم دارفور غربى السودان، قال الترابى إن «انفصال دارفور ممكن، لأن هناك سابقة انفصال الجنوب، لكن الحالة هنا أصعب، نظرا لتداخلها مع باقى السودان، حيث إن أغلب المزارعين فى وسط وشرق السودان هم من أبناء دارفور، أغلب جنود الجيش السودانى قبل قانون التجنيد من دارفور، إضافة إلى مليون من سكان العاصمة، هذا الاندماج يصعب الانفصال». وختم بقوله: ?لكن دارفور وجبال النوبة يمكن أن يكونا سببا فى إطاحة النظام.. كل الظروف مهيأة للثورة على البشير».

  13. اعتذارات البشير والترابي في الوقت الضايع ….
    **************
    1-
    البشير يتحسر على الدماء التى أُريقت
    في دارفور ويقر بوجود ظلم في البلاد
    *************************
    المصدر: – موقع
    -الثلاثاء 23 تموز (يوليو) 2013-
    ———————
    اعترف الرئيس عمر البشير بان حكمه شهد ظلماً خيم على البلاد ، تسبب في في الجفاف وتأخر نزول الأمطار، وبدى الرئيس نادماً للمرة الأولى وهو يتحدث عن الدماء التى اريقت في دارفور وقال: كيف يستجيب الله لدعائنا ونحن نسفك دماء المسلمين ودماء بعضنا البعض؟. أننا جميعاً نسعى للعتق من النار في هذا الشهر، ونسأل الله أن يستجيب دعاءنا.

    غير انه سرعان ما استدرك قائلاً:
    كيف يستجيب الله لدعائنا ونحن نسفك دماء المسلمين ودماء بعضنا البعض،ونحن اعلم بأن زوال الكعبة اهون عند الله من قتل النفس.

    وزاد بأنه بحث ووجد أن كل شيء له عقوبة في الدنيا، ماعدا قتل النفس المؤمنة فإن عقوبته في الآخرة.

    وقال البشير إن الدماء التي اريقت في دارفور أسبابها لا تستحق ذبح الخروف ناهيك عن قتل النفس، وأضاف نحن فرطنا في سماحة أهل دارفور وسماحة الأعراف، وأعتبر السودان بوتقة أفريقيا بالتسماح، وقال إن الصراعات القبلية فيها عنصر ثالث مخرب يثير النعرات” داعياً إلى مراجعة الذات في شهر رمضان. ثم عرج البشير ليقول أن هناك ظلماً مخيماً على البلاد تسبب في الجفاف وتأخر نزول الأمطار، وتساءل كيف نسأل الرحمة وأيدينا ملطخة بالدماء؟.

    2-
    بعد فوات الأوان:
    الترابي يعترف بمسؤوليته عن
    ضياع السودان ويطلب المغفرة
    ********************
    المصدر: – موقع “عاجل الالكترونية” –
    الخميس 20 ربيع الثاني 1435 الموافق 20 شباط (فبراير) 2014
    ————–
    اعترف زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض، حسن الترابي، بمسؤوليته الشخصية عن كل الأزمات التي تشهدها بلاده، طالبا من الله المغفرة ، في وقت أبدى فيها تفاؤله بعودة السودان موحدا. وقال الترابى وفقا لما نشره موقع “سودان تريبيون” اليوم الخميس: إنه يشعر بمسؤوليته الشخصية “تجاه كل الأزمات التى تعم أطراف السودان بوصفه سياسيا كان حاكما فى حقبة ما” ، وعدّ التمزق والاحتراب الذى يعيشه السودان “نتاجا قويا لسوء الإدارة” طوال الستين عاما الماضية.

    وأردف الترابي الذى كان يتحدث أمام طلاب حزبه ليل الأربعاء بالخرطوم فى ندوة بعنوان “هوادى الأخلاق السياسية”: “”اسأل الله أن يغفر لنا، مرت علينا كل الدورات، وبلغت من العمر عتيا، والمستقبل لكم، وعليكم الاستعداد”.

    الترابي يستغفر الله ولا يعتذر للشعب السوداني!!
    *********************
    المصدر:- عن “سودان تربيون” –
    -الخميس 27 شباط (فبراير) 2014-
    بقلم بابكر فيصل بابكر
    —————
    ( الأعراف السياسية المعاصرة تؤكد أنَّ من اقترف خطأً كبيراً فى السياسة ويعترفُ به يعمد رأساً الى الإعتذار والاعتزال ، وهو ما لم يقع عند تأسيس المؤتمر الشعبى رغم اعتراف قادته فى ندوات عامة بالأخطاء التى واكبت الحركة ، منذ تأسيسها ). الفقرة أعلاهُ مقتبسة من رسالة وجهها الأستاذ المحبوب عبد السلام مؤخراً للدكتور حسن الترابي ونشرتها الصحف, يطالبه فيها بضرورة تجديد الأفكار وطرح رؤى سياسية جديدة وعدم شخصنة الصراعات. وتنبعُ أهميَّة الرسالة من كون كاتبها تلميذٌ وفيٌ و مقربٌ للترابي لم يخذلهُ كما فعل آخرون أبَّان المفاصلة الشهيرة التي أبعدته عن حكومة الإنقاذ وكان هو عرَّابها ورجلها الأول طوال العشر سنوات الأولى وبالتالي لا يمكن التشكيك أو المزايدة على ما ورد فيها من رؤى ومطالب.

    إنَّ أهم مطلب تطرَّق له الاستاذ المحبوب يتمثل في ضرورة “الإعتذار” للشعب عن خطأ الإنقلاب العسكري وما ترتب عليه من مآسي كان الترابي نفسه أحد ضحاياها, ذلك أنّه يُمثل منصة الإنطلاق لكل بداية جديدة.
    قد تتبَّع كاتب هذه السُّطور أحاديث الترابي وحواراته الصحفية وبيانات حزبه منذ وقوع المفاصلة في 1999 ولم يجد فيها إعتذاراً واضحاً عن ذلك الخطأ بل محاولات دائمة للتهرُّب من المسئولية و تبرير الإنقلاب.

    صعوبة تقبل فكرة الإعتذار تتمثل في تعارضها مع فكرة “الحق الشخصي”, وهى تزداد صعوبة مع الأفراد أصحاب الشخصيات المتضخمة, والشخص الذي يرفض الإعتذار هو في الواقع ضحيَّة ثقافة معلولة, ثقافة قائمة على اليقينيات والجزم والرأي الواحد والاتجاه الواحد.

    وتتضاعف صعوبة تقديم الإعتذار لدى أصحاب تيار “الإسلام السياسي” كون أنَّ المنهج الذي ينشأون عليه يقوم على فكرة “الإستعلاء” على الآخر المختلف, أياً كان هذا الآخر, فرداً أو جماعة أو ملة أخرى أو شعباً.

    الإعتذار ليس قيمة غير ذات جدوى ولكنه ضرورة, ومطلب أساسي للتعافي, وإعتذار السياسي على وجه الخصوص أمرٌ في غاية الأهميَّة لأنه يرتبط بالمصلحة العامة والشأن الوطني, و هو الأمر الذي من شأنه أن يجعل السياسي يُفكر مرتين قبل أن يُقدم على أي تصرف قد يجر بلاده إلى فتن و نزاعات لا تحمد عقباها .

    أمَّا السياسي الذي يزدري “الشعب” في قرارة نفسه و “يتعالى” عليه فلا يأبه بقيمة الإعتذار لأنه يفترض أنَّ الناس لا يستحقون ذلك, وأنَّ بإمكانه إرتكاب الخطأ تلو الآخر دون أن يؤثر ذلك على وضعه ومكانته, ودون أن تترتب على ذلك أية مسئوليات. هذه الآفة تتكاثر في المجتمعات التي يضعف فيها تأثير الرأي العام, وهى تقلُّ أو تكاد تنعدم في المجتمعات المستنيرة , خصوصاً المجتمعات “الغربية” التي يراقب فيها الرأي العام سلوك الناشطين في العمل السياسي العام. في تلك المجتمعات يُسارع السياسي لتقديم الإعتذار عن أخطاء في غاية البساطة لأنه يخشى على نفسه مما يترتب على عدم إعتذاره, ومن ثم يقوم بالإنزواء عن الأنظار وترك الساحة, أمَّا في بلادنا فإنَّ السياسي يرتكب أخطاء شديدة الخطر على الوطن ومستقبل أجياله, ومع ذلك فإنه يظلُّ موجوداً يملأ الأجواء ضجيجاً ويطمح في الإستمرار وكأنَّ شيئاً لم يكن.

    إنَّ تحاشي فكرة الإعتذار يُسلط ضوءاً كاشفاً على إستعلاء الدكتور الترابي على الشعب. وبما أنَّ المعروف عن الرجل حرصه الشديد على إختيار الألفاظ ودلالاتها, فهو لم ينطق بكلمة “إعتذار” نهائياً بل ظل يتوارى خلف مفردات من شاكلة “العفو” و “الغفران”, يطلبه من “الله” وليس الناس.

    قال الدكتور الترابي الأسبوع الماضي في مخاطبته لطلاب حزبه:(المستقبل لكم وربنا يغفر لينا تجاربنا السياسية ديمقراطية وعسكرية ونحن بقينا في أواخر أعمارنا، ولابد أن تأخذوا العظات والعبر من التاريخ وما تنفعلوا بهذه اللحظات ). وأضاف ( اسأل الله أن يغفر لنا ، مرَّت علينا كل الدورات ، وبلغتُ من العمر عتياً ، والمستقبل لكم عليكم الاستعداد ).

    إنَّ طلب المغفرة والعفو من الله سبحانه وتعالى أمرٌ مطلوبٌ في كل الأوقات ولكنه أمرٌ يخصُّ العلاقة الفردية لطالب العفو مع المولى عزَّ وجل, أمَّا الجانب الذي يجب أن يعتذر عنه الشخص فهو موضوع مرتبط بأخطاء مباشرة في حق الناس, ذلك أنَّ الإعتذار في أصله تعبير عن الشعور بالندم أو الذنب على فعل أو قول تسبب فى ألم أو إساءة لشخص أو جماعة أخرى وذلك بطلب العفو من الذى تأذى بذلك.

    إنَّ الذي تأذى من الإنقلاب ليس الله ( تعالى عن كل شىء) ولكنه الشعب السوداني, وبالتالي فإنَّ المطلوب هو الإعتذار للشعب وامَّا طلب الدكتور الترابي العفو من الله فهو شأنٌ فردي يخصه ونسأل الله أن يستجيب له.
    إنَّ الشىء الذي يؤكد إدراك الدكتور الترابي للجهة التي يجب أن يُقدِّم لها الإعتذار ورد في نفس حديثه عندما قال ( إنَّ بعض الناس يقولون لنا هؤلاء الناس عذبوكم واعتقلوكم ونحن نقول من عفا وأصلح فأجره على الله ).
    في الفقرة أعلاه لا يسأل الترابي الله أن يغفر لتلاميذه الذين أدخلوه السجن, بل يختار هو أن يعفو عنهم حتى ينال الأجر. إنَّ الحديث أعلاه يكشف بجلاء أنَّ الترابي ( وهو المتأذي في هذه الحالة ) هو من يعفو ويصلح عندما يقع عليه الأذي ولكنه يتعالى عن منح “الشعب السوداني” هذا الحق عندما يكون هو مرتكب الخطأ !!

    لا يكتفي الدكتور الترابي بالتهرُّب من الإعتذار المباشر بل يسعى لتوريط آخرين حتى يتثنى له القول أنَّ الجميع إرتكبوا مثل خطأه, فعندما يقول (ربنا يغفر لينا تجاربنا السياسية ديمقراطية وعسكرية) فهو يرغب في أن يساوي بين “الأخطاء” البسيطة للحكومات الديموقراطية و “خطايا” النظم العسكرية وهذا خلط لا يجوز.

    من الظلم أن يضع الدكتور الترابي فترات الحكم الديموقراطي في كفة واحدة مع الحكومات العسكرية والشمولية , فالأولى لم تحكم سوى “عشر سنوات” فقط في فترات متقطعة بينما حكمت الأخيرة “ثمانية وأربعين” عاماً, كان نصيب حكم الإنقاذ منها ربع قرن من الزمان.

    ومن ناحية أخرى فإنًّ الأنظمة الديموقراطية المفترى عليها لم تنصب المشانق لمعارضيها ولم تقتل الآلاف من المواطنين ولم تكمِّم الأفواه وتصادر الصُحف ولم تحوِّل جهاز الدولة لملكية حصرية “للحزب الحاكم”.

    تجاربنا الديموقراطيَّة ? رغم قصر فتراتها- كانت متقدمة على كثير من الدول المحيطة بنا في الإقليم وفي القارة الإفريقية عموماً, وقد تسببت المغامرات العسكرية الفاشلة ? وعلى رأسها مغامرة الترابي – وسياسة حرق المراحل في تخلفنا وتراجع تجربتنا بينما سبقتنا دول مثل غانا والسنغال وجنوب إفريقيا في ترسيخ النظام الديموقراطي والتداول السلمي للسلطة وبدأت تجنى ثماره المتمثلة في الإستقرار و التنمية والإنفتاح.

    قال الأستاذ المحبوب كذلك في رسالته للدكتور الترابي : ( ظلت القيادة التاريخية تبحث فى مبررات للعشرية الأولى عبر تعديد المنجزات من الطرق الى بسط اللغة العربية الى ثورة التعليم العالى، وقد تكون كلها منجزات ولكنها كسوب لنظام أحادى ديكتاتورى مهما إجتهد فى قيادة الناس الى الجنة بالعصا). إنَّ البحث عن مُبررات لسنوات الإنقاذ العشر الأولى, وهى السنوات التي كان فيها الدكتور الترابي حاكماً مطلقاً للسودان يؤكد حديثنا عن أنَّ الرُّجل ما زال يناورُ و يتحاشى إتخاذ موقف قاطع من الإنقلاب العسكري وهو الأمر الذي لا يتأتى إلا بالإعتراف بالخطأ وتقديم إعتذار واضح لا لبس فيه لجماهير الشعب السوداني.

    لن يعدم أى حاكم على وجه الأرض مهما كان باطشاً وفاسداً ومتسلطاً أن يجد بعض الإنجازات التي حققها خلال فترة حكمه لشعب ما, ولذا فإنَّ المحك الأساسي لا يكمن في تحقيق بعض الإنجازات ولكن في المآلات النهائية لحكمه, فقد إستطاع ? على سبيل المثال – الفوهرر أدولف هتلر أن يحشد طاقات الألمان وأن يحدث نقلة كبرى في التصنيع, ولكنه وظفها جميعاً لإزهاق الأرواح والدَّمار والترويع.

    أية طرق هذه التي يتحدَّث عنها الترابي ؟ قال لي صديقٌ يعمل مهندساً مدنياً أنه لا يوجد “طريق واحد” من الطرق التي أقامتها الحكومة رصف وفقاً للمعايير العالمية ولذا فقد تحولت جميعها لطرق للموت السريع.

    أمَّا بسط اللغة العربية وثورة التعليم التي ينظر إليها الترابي كإنجازات فهى أمورٌ مشكوك فيها, فكاتب هذه السُّطور يزعم أنَّ اللغة العربية لم تشهد تدهوراً مثل الذي شهدته في ظل الحكم الحالي, أيُّ إنجاز يتحدث عنه الدكتور الترابي و الآلاف من خريجي الجامعات يكتبون “لكن” هكذا “لاكن” ؟ ويُحدِّثك أساتذة العربية بألم وحسرة عن المذابح التي تتعرَّض لها “بنت عدنان” على أيدي طلابهم من ضحايا ثورة التعليم المزعومة.

    طالما ظلَّ الدكتور الترابي شغوفاً بالسياسة والسُّلطة والحكم فإنهُ لن يجرؤ على تقديم “إعتذار” للشعب السوداني لأنَّ ذلك سيشكل عائقاً أمام مغامراته المستقبلية, وسيحدُّ من قدرته على المناورة وتغيير المواقف والإنتقال بسهولة من معسكر المعارضة لمعسكر الحكم وبالعكس, ولكننا مع ذلك لن نتوقف عن مطالبتنا له بالإعتذار للشعب عن خطأ الإنقلاب, من أجل مستقبل السودان وأجياله القادمة.

  14. عزيزي الصائغ …..
    كان عليك ان تصيغ جمل اجمل من تلك حتي يرتاح ضميري ان المفاصلة قد تمت!!!!
    والملاحظ في كتاباتك انك دائما تحاول ان تبرئ شخصا ما (؟) (؟؟)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..