تشاهد غداً

تتجه اليوم وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً قلوب وعقول (133.939) أسرة سودانية إلى ورقة امتحان مادة (القرآن الكريم) والتي يجلس لها أبناؤناوبناتنا الممتحنين والممتحنات بمرحلة الأساس في الامتحانات المؤهلة للمرحلة الثانوية.

وهكذا تكون هذه الورقة بمثابة صافرة البداية وأول نهايات السنة الدراسية وثمرة الجهد الذي استمر لثماني سنوات متصلة، ليأتي أوان حصاده في هذه الأيام. جهد أخذ الكثير من زمن الأسرة وكفاح الأب وشقاء الأم ودعم العائلة.

وبكل المقاييس، فإن امتحانات (2014_2015) تأتي في ظروف استثنائية لسنة دراسية استثنائية هي الأخرى أيضاً، سنة تحمل اسم (سنة) دون أن تحمل مدلولات المدة الزمنية، ذلك أنها كانت سنة من نوعية (قدر ظروفك)، تساقطت الكثير من أيامها بفعل عوامل الطقس وظروف الاقتصاد وعجز الدولة عن توفير بيئة دراسية مثالية أو نصف مثالية ترقى للحد الأدنى من احتياجات الطالب وطموح المدرسة.

وعلى الرغم من كل ما صاحب السنة الدراسية من (جهجهة)، إلا أن أبناءنا أكملوا المقرر الدراسي رغم أنف الزمن بمعنى أن (الربع) الأخير في نهايات الكتب درس لأبنائنا تحت بند (الحشو)، وأبناؤنا المغضوب عليهم كان لزاماً عليهم الإنصات والاستماع والهضم والاستيعاب ورفع درجة التحصيل، (مساكين!)

وقد كان هذا الأمر فوق طاقتهم بكل المقاييس، هذا طبعاً غير طبيعة المنهج نفسه الذي يحتاج إلى إعادة صياغة في كثير من بنوده وفصوله المعوجة.

الآن نتمنى أن تكون الامتحانات سلسة وواضحة وبعيدة عن الأخطاء الإملائية واللغوية والتي تربك الطالب والمراقب والمصحح وأن لا يحدث مثل ما حدث في الامتحان التجريبي لمادة اللغة الإنجليزية لطلاب الشهادة الثانوية هذا العام، والذي صاحبته العديد من الأخطاء، وهو وبحسب شهادة خبير اللغة الإنجليزية الاستاذ التربوي (فتح العليم عبد الرحمن) فقد تضمن (33) خطأ في امتحان المدارس الخاصة و(14) خطأ في امتحان المدارس الحكومية مع جملة من الأخطاء في ورقة الإجابة النموذجية نفسها!!

أيضاً نتمنى أن تبتعد الأسر عن سوق استنزاف أموالهم ومدخراتهم تحت بند بيع الأحلام الزائفة على شاكلة الـ(الاسبوتن) والذي يباع تحت اسم (تشاهد غداً)، بمعني ادفع واشترِ هذا الاسبوتن وهو عينه امتحان يوم الغد. وتشرح وتباع الورقة للطالب بمبلغ 50 جنيهاً، ولك بعد ذلك أن تتخيل المردود المادي من بيع هذه الأحلام لعدد هائل من الطلاب.

على كل حال، هذه الأيام ليست أيام دراسة وتحصيل أكاديمي جديد، بقدر ما هي أيام تركيز وحل للامتحانات السابقة وزيادة في الجرعة المعنوية والدعم النفسي.

وهذا هو عينه الدور المنوط بالأسرة هذه الأيام، إذ ينبغي أن يركز الجميع علي رفع الروح المعنوية للأبناء وإزالة الاحتقان وتنقية الأجواء من التوتر والتشجنات، لأن كل هذه الممارسات الإيجابية من شأنها أن تدفع الطالب في الاتجاه الصحيح، للتركيز على أسئلة الامتحان والإجابة في هدوء بعيداً عن الضغوط.

أخيراً، على الأسر أن تعي جيداً أنه من المستحيل أن يكون الجميع أذكياء ومتفوقين، فهناك فروق فردية وهناك مهارات شخصية، وهناك تفاوت في درجات الذكاء وقوة الملاحظة وسرعة البديهة والقدرة علي الحفظ والاسترجاع.

لذلك يجب أن لا نحمل أبناءنا فوق طاقاتهم، وعلينا أن نقدم لهم كل ما يحتاجونه من دعم معنوي ونساعدهم بالصبر وطول البال.

ونسأل الله أن يوفق الجميع، مع الأمنيات الطيبة بامتحانات معافاة.

*نقلا عن السوداني

‏‫

تعليق واحد

  1. نسيتي حاجة يا أستاذة سهير :زمان كانت الحكومة تدعم المدارس بوجبات افطار مجانية ,كما كانت الأمهات يقمن بامدادات العصائر من ليمون وكركدي … يا ربي هذه العادة لازالت موجودة أم ذهبت أدراج الرياح ؟؟؟!!!

  2. تتجه اليوم وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً قلوب وعقول (133.939) أسرة سودانية
    طيب يا بنت عبد الرحيم انت قلت 133.939 اسرة طيب لو فى اسر لديها اكثر من طالب يكون عدد الاسر
    بالظبط كام ؟؟؟

  3. نسأل الله لهم التوفيق والنجاح في ظل هذا التغيير الممنهج علي المنهج وكذلك نتمني ان تكون الامتحانات من اول الابواب وليس الاخيرة التي كانت عبارة اطلاع فقط ولم تدرس بالشرح الكافي للتلاميز

  4. نسيتي حاجة يا أستاذة سهير :زمان كانت الحكومة تدعم المدارس بوجبات افطار مجانية ,كما كانت الأمهات يقمن بامدادات العصائر من ليمون وكركدي … يا ربي هذه العادة لازالت موجودة أم ذهبت أدراج الرياح ؟؟؟!!!

  5. تتجه اليوم وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً قلوب وعقول (133.939) أسرة سودانية
    طيب يا بنت عبد الرحيم انت قلت 133.939 اسرة طيب لو فى اسر لديها اكثر من طالب يكون عدد الاسر
    بالظبط كام ؟؟؟

  6. نسأل الله لهم التوفيق والنجاح في ظل هذا التغيير الممنهج علي المنهج وكذلك نتمني ان تكون الامتحانات من اول الابواب وليس الاخيرة التي كانت عبارة اطلاع فقط ولم تدرس بالشرح الكافي للتلاميز

  7. والتي يجلس لها أبناؤناوبناتنا الممتحنين – إقتباس
    الصحيح الممتحنون وليس الممتحنين ..
    معذورة لأنك من خريجي جامعات المشروع الحضاري !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..