مدينتي أبو جبيهة الحُبّاك

عن مدينتها ومسقط رأسها قالت تلك الزوجة الأبوجبيهاوية عندما أراد زوجها الإنتقال من أبو جبيهة، قالت: (أبو جبيهة الحُبّاك .. مسواك الأراك .. جنّة من هني .. وجنّة من هناك.. كان ما داير تقعد في أبو جبيهة .. طلقني وشيل جناك). ضحّت الجميلة أو على استعداد للتنازل عن طفلها مقابل الاستقرار والسكن الدائم في أبو جبيهة. وقد قال شاعر العرب: (وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديار). فالدار ليست مسكن ومأكل ومشرب ولكن رباط عاطفي بين الشخص والمكان وبما يحوي ومن يحوي من جماد او شجر او انسان. هذه العوامل هي التي تحدد بقاء الانسان في مكان ما لمدة زمنية قد تطول وقد تقصر.
أبو جبيهة مدينة منتجة وعندما نقول أبو جبيهة نعني المدينة وريفها الممتد تداخلاً من محلية رشاد في تاندك وتجملا وحتى نهاية المحلية جنوبا وشرقاً. لا نلقي الحديث تمجيداً لبلدتنا وتكبيراً لكومها بالباطل فنحن نعلم أن (تِلصِّق الطين في الرِّجلين ما ببقى نعلات) وأهلي يقولون: (تِكِبِّر الصلب بالجناقو ما ببقى). فإن كان هنالك مكابر أو مدع أننا لا نقول الحق فليرفض قولنا ولكن ندعوه لمراجعة سجلات الدخل السنوي لمحلية أبو جبيهة في أضابير مديرية كردفان وإقليم كردفان ومحافظة جنوب كردفان وأخيراً ولاية جنوب كردفان وسيجد صدق قولنا.
تتنوّع مصادر الدخل في المنطقة فمن إنتاج المحاصيل الزراعية المعروفة كالسمسم والفول السوداني والذرة الرفيعة والصفراء والدخن. وتعتبر المنطقة من أكثر المناطق إنتاجاً للصمغ بعد منطقة النهود في غرب كردفان. وتعتبر المدينة سوقاً رئيساً للماشية والجمال والأغنام بأنواعها. أما في مجال التعدين فهنالك أعداد مهولة من البشر تعمل في المناجم الممتدة من جنوب المدينة وحتى محلية الليري في الجبال الشرقية. ولا نذيع سرّاً إذا قلنا أن المنطقة غنية بمعادن النحاس والزنك والرصاص ولا ننسى اليورانيوم الذي يعرف مكانه أي مواطن بالمنطقة لشهرته. وعن الفواكه فمنقة أبو جبيهة هي الأشهر في السودان والخليج.
فمنطقة بهذا التوصيف مع التحفظ ليس بها من الخدمات ما يُذكر. فلا ماء ولا كهرباء ولا طريق يربطها بأي منطقة في السودان. نسمع بما يسمى بالطريق الدائري منذ ستينيات القرن الماضي ولكن لا نرى طحناً. الماء على بعد أمتار من سطح الأرض ولكن ليس هنالك من يسعى لحفر بئر وتوصيل مواسير المياه لسكان المدينة. أما الكهرباء فهي ترف نعيشه بين السابعة مساء والحادية عشر ?كان الله طلق.
أما الحديث عن التعليم فلا يرى القائمون على الامر أي ضرورة له وكذلك العلاج إيماناً منهم ومنا أن الإنسان لن يموت قبل يومه ولن تسعفه مستشفى سانت ميري في لندن لو جاء الأجل ولهذا نرى ألا ضرورة لقيام خدمات طبية لخدمة مواطن المنطقة هكذا يرى المسؤولون سامحهم الله.
فهل مطالبتي بطريق يربط أبو جبيهة بالحضر ومواسير ماء لنشرب ماءً قراحاً وكهرباء صناعية لنعمل على تصنيع تحويلي بسيط ومقاعد ليجلس عليها طلابنا وحبوب اسبرين لمرضانا هل تعتبر مطالبتي هذه شطحة من شحطات المنسيين من المواطنين؟ كان كِي معليش يا جماعة الحكومة أنا (غلتان). وسامحوني كما قال المغني: سامحني غلطان بعتذر. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لو ولصنا لكم الكهرباء والماء ومن ثم التعليم الجيد في تلك البقعة الجيدة من السودان وربطناكم بطريق معبد الى مناطق الاسواق وتوافد الى منطقتكم بقية الغرابة بمرور الزمن سوف تاثروي على الحكم في الخرطوم.
    معليش كم سنة وسوف يظهر المسيح عيسى وسوف يملء الارض عدلا ، صبرتم الكثير وتبقي القليل ، هذا الكلام موجهة الى جميع المهمشين وعلى راسهم الغربة ، الرسالة وصلت ؟

  2. ينصر دينك أخي كباشي النور . وأنت لا تنقل إلا الحقيقة . وصورة الحياه التي يعيشها

    المواطن …

    أنت لا تطالب بشئ لحسابك الخاص بل طلباتك لكل المنطقة وأهل المنطقه …

    ومن واجب الحكومة أن تنفذ وتكمل العمل بالطريق الدائري والذي سوف ينعش كل الجبال

    الشرقية ويربط إنتاجها الثمين بجميع مدن السودان وخاصة العاصمة والموانئ .

    وصراحة مستشفي ابوجبيهه يشتكي الأمرين إنقطاع الماء والدواء ولا تنسي الكهرباء

    والعناكب إتخذت من عملية المستشفي مسكناً …. العملية خاوية …والمستشفي

    خاوي تماماً من الأدوية وأبسط الأشياء …وهذا يعتبر من أكبر المشافي بالمنطقه

    ولكنه فقير …وفقير جداً … وعن رواتب العمال والموظفين فحدث ولا حرج …

    إنتهي محلج القطن إشراقة الجبال الشرقية وبالضربة القاضية …وأصبح مرتع

    الماشية والأغنام ومقيل للدجاج !!؟؟؟

    النوم قسراً بعد الساعة 10م أو تماماً الساعة 11م …. لإطفاء وابور الكهرباء

    إن صمد لإكمال اليوم …

    وعن المدارس فحدث ولا حرج … أتمني أن تدعم الحكومة المدارس الحكومية

    وتغلق المدارس الخاصة والتى ضيعت أبناء الفقراء أوصدوها يرحمكم الله ….

    و من هنا أقول لناس الأمن بمدينة أبوجبيهه … هذه بلد مسالمة لا تعرف

    الإجرام ..ولا تعرف طريق السجون … فضلاً عاملوهم معاملة طيبة . نعرف أن أهل

    المنطقة : يحترمونكم … ويعاملونكم معاملة طيبه …وراقية جداً …

    وأنكم ناس الأمن : تعتقلون أبناءهم وتعذبوهم وتضربوهم وتسبوهم بأسوأ

    الألفاظ …وتنظروا لهم نظرة حقد قاسية … وتعاملوهم بجفاف منقطع النظير

    كأنهم يهود … المواطنون تفتحت عيونهم على العموديات والنظار ومشاكلنا

    سهله وغير معقده … يحلها الأهل تحت شجرة …وصراحة لا نحتاج لقوة أمن

    قلوبها قاسية بهذه الطريقة …والتاريخ يسجل كل ما تقومون به تجاه أبناءنا

    نكرر عدم التشدد وبدون رجاء عدم التشدد مع ناس البلد وأبناء البلد …

    شكراً أخي كباشي النور …ولك التحية …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..