وطن مكلوم

د. الفاتح خضر رحمة
لم يعد من كوة ضوء لامل لقد عتم ليل الفواجع على كل رحابات اليقين وطغي ليل الشك بظلمته الدامسة على كل بياض الأماني وعدنا من ترف الحلم الي واقع إلبؤس المضني وعيوننا تبصر كل فواجع الوطن وسيل الدماء تنهمر من كل صوب لتلون باسي كل القلوب ، وبات كل شيء منتهي في نفق دامس الليل معتم.
لا بواكي والفواجع تحصد نفوس طاهرة وتدفن احلام أطفال غضة والصراع يطحن الضعفاء وبينما يستلذ الساسة بحفل الموت ويرقصون على شخير الجثث ويتسابقون في مضمار العزاء تثعلبا ومكر وتكسبا لا اسي ولا تضامنا وتضميد للجراح ، لقد انفرط عقد الأمن وطاحت بطمانينة المواطن مخاوف البلا وحاقت الفواجع بليل البسطاء.
لا أحد يرثي ويطبطب على فزع الصغار ويطيب خواطر المكلومين ويعيد بعض من ريق لحلوق جفت من نواح الفقد َوقلوب فجعت من موت احبائها وفقدان عائلها ، ومحطات التشرد تفتح ازرعها والبوس ينتظرها ولازال الساسة في صراع السلطة كلاب لاهثة خلف جيفة نتنه يتسابقون في حلبة العار تتبعهم لعنات البؤساء وعيون المهجرين قصرا، ولازال النيل الأزرق ينزف والدماء تراق بلا ثمن.