حتى لاننسى

اقبال حامد
) بيان رقم ) 1
في مثل هذا اليوم 03 يونيو 1191 جاء البيان الاول لحكومة الضياع الوطني و صمت
الشعب السوداني عن البيان الاول مرحبا او محبطا او مغلوبا على امره . فبعد أن عانى
الشعب السوداني الأمرين في فترة الديمقراطية الثانية من فشل حكومات الصادق المهدي
المتكررة من انقاذ البلاد .وفي ظروف الحرب الطاحنة في الجنوب والحالة المتردية للجيش
السوداني ..وبينما استشرى الفساد في البلاد وتماسيح السوق الأسود يستغلون تلك الظروف
بلاء رحمة ) وجهاء الأحزاب المعتقة في الخراب الاقتصادي وتجار أحزاب طائفية معروفون
وطفيليي الأنظمة الظالمة ( بينما كان الشعب السوداني يقتسم أوقية سكر لكل فرد ..انقطاع..
متواصل للتيار الكهربائي ..شح المياه حتى صارت هناك أدبيات للسهر لملي البراميل و الحلل
والمبيت في صفوف البنزين تلك الادبيات التي انعكست في نكات مريرة يصف فيها الشعب
في ظل ظروف كهذه لا يملك شعب وصل الى مثل هذا الدرك السحيق من المعاناة إلا ان
يستقبل هذا البيان برضا او صمت .
وللأسف نجد ان كل ما حدث كان في ظل حكومة منتخبة اتت بعد انتفاضة عظيمة هزت
العالم قدم فيها الشعب السوداني نموذجا مشرقا لشعوب العالم وقتها كانت أعناق الشعوب
المظلومة تشرأب لعمل مثل تلك الانتفاضة المجيدة في ابريل . ) والتي يصفنا بعض مثقفيها اننا
شعب كسول متناسين ان اكبر ثورتين على انظمة دكتاتورية في العالم العربي حققها ا
لشعب السوداني على مدى القرن الماضي بأكمله( .. خيبت الحكومة الانتقالية آمال الشعب
السوداني ومطالب الانتفاضة بالقضاء على آثار مايو تحديدا ومحاكمة رموز مايو وقانون
انتخابات نزيه يقصي كل من شارك في نظام مايو هكذا كانت تقتضي العدالة إذ لا يعقل أن
تأتي الانتخابات بوزير داخلية نميري ) احمد عبد الرحمن( . ظلت القوى الثورية تطالب
بكنس اثار مايو ومحاكمة افراد جهاز الامن وكشف الوثائق الخاصة بفساد جهاز الامن او
اجهزة امن نميري والجرائم اتي ارتكبت لكن!!! هذا ما لم يحدث . وحتى نستفيد من التجارب
يجب أن تقف كل القوى الثورية في منظماتها وتقيم لماذا لم يحدث ؟ في رأي ، الذي يقبل
النقد والنقاش ، ان اهم الاسباب هي :
اولا – لأننا لم نحكم القبضة على ثورتنا ولم نقف في الميادين لكي نحرسها ونجني ثمار فعلنا
الثوري .
ثانيا-… تعالي بعض الفئات من التنظيمات والنقابات وصم آذانها عن سماع صوت القوى
الأخرى والتسرع باتهام الآخر بالتطرف.
ثالثا – ضعف التجمع الوطني عن متابعة اهداف الانتفاضة وكأن الحديث عن الرجوع للشارع
شيئا محرما او خيانة .
رابعا ? الميل لإقامة الندوات والمهرجانات اكثر من الالتفاف حول مطالب الانتفاضة
والضغط من قبل التجمع لتحقيق تلك المطالب .
خامسا – الخوف من طول الفترة الانتقالية والتحضير السريع للانتخابات دون اللجؤ الى
ميثاق التجمع ليشكل وحدة ضاغطة ضد الحكومة الانتقالية في حال التراجع عن اقامة
الانتخابات في وقتها والاحتفاظ بالعلاقة بين جماهير القوى الثورية للاستعداد للرجوع للشارع
والعصيان في اي لحظة تراجع
أدى هذا التساهل إلى التفريط في أهداف الانتفاضة ومطالب الثوار وقوى الانتفاضة .
وبالطبع فان القوى الأخرى )بقايا مايو والجبهة الإسلامية( كانت بالمرصاد وقد لاقت كل
الدعم من الحكومة الانتقالية لتفصيل قانون انتخابات كان هو المسمار الأخير في )لا استطيع
أن أقول نعش الانتفاضة فهي باقية كتجربة لابد من الاستفادة منها وباقية في وجدان الشعب
السوداني ( لكن نعش آمالنا في ذلك الوقت وأمال شعبنا المشروعة في العيش الكريم .
أتت الانتخابات بجمعية تأسيسية شبه مكررة الوجوه من الديمقراطية الأولى .. وبقايا مايو
والجبهة الإسلامية التي هي من بقايا مايو لتشكل حكومة ائتلاف الأغلبية ) الحزبين
المكررين( منذ فجر الاستقلال ) اتحادي وأمة ( والجبهة في المعارضة . اغلبيه و من
عجبي ان الفئة التي تأتي بها هي الفئة المغلوبة على أمرها . العجب من المفارقة وهي ان
هذه الاحزاب هي مصاصة دماء نفس الفئة التي تأتي بها الى سدة الحكم
.ثم ماذا كنا نتوقع من حكومة جمعت بين كل الأطراف المعادية لتطلعات الانتفاضة ؟ التخبط
..الانهيار الاقتصادي ..تردي أوضاع الجيش في الجنوب ..الغلاء ..المحسوبية .. وأحاديث عن
الفساد لا تنتهي وشواهد اعني انها ليست فقط احاديث ولكن كانت هناك شواهد عليها .
ومهازل الوزراء الذين يستقيلون ثم يعودون . لحم ابو حريرة والسكر بالأوقية ،لا كهرباء ،لا
ماء ،لا تعليم ،لا صحة . الملاريا تفتك بالجميع لا دواء ونرى مدنا وقصورا تشيد وعربات
فارهة تشق شوارع لا تليق بعظمتها و كابوس وهاوية سحيقة يجر اليها السودان بأيدي
الحكومة ووزرائها ومعارضتها إلا ما رحم ربي . ….
ثم أتى ليل البؤس الطويل بيات رقم 1 والقصة لا تحتاج لتكملة
والآن بعد أن هلت بشائر الثورة نجد ان .. نفس الوجوه القديمة تعد نفسها للعب نفس
الدور وعلى رأسهم الترابي وحزبه بعد أن تناسى هو ومجموعته المسماة بالمؤتمر الشعبي
أنهم هم الفاعل الأول فيما وصل إليه السودان …وكثيرون آخرون يوزعون الألقاب بينهم
امراء وربما ملوك .
حتى لا ننسى
حتى لا ننسى يجب ان يكون هو شعار القوى الثورية منذ الان سواء ان ادت هذه
المظاهرات الى اسقاط النظام الان ..بعد شهر او بعد سنة فهو لا محال زائل ان شاء الله . الان
انظر بحرقة لمجموعة الترابي والمشاركين من الاحزاب الاخرى وهي تجهز نفسها
للانقضاض هؤلاء لاي ملون النهب والسرقة والسطو يحبون السلطة والسيادة ولا فرق عندي
بينهم وبين حزب المؤتمر فهم من بدا بدمار هذا البلد الذي أضاع
) ا و بالأحرى ضيعت له ( فرصا كبيرة كانت كفيلة بوضعه في مقدمة الدول الافريقية
والعربية .
هل نسينا الذين اعدموا بسبب امتلاكهم لحفنة من الدولارات لا تسوى مثقال ذرة من خردل
بالنسبة لما نهبوه هم من الشعب والوطن ثم التراجع بلا خجل عن تلك القرارات التي اعدموا
بموجبها بل اصبحوا هم سادة الموقف بالنسبة لتجارة العملة بعد ذلك . هل ننسى هل ننسى
التشريد من الخدمة والصالح العام هل ننسى الجو الجنائزي الذي عم البيوت والشوارع و
وسئل الاعلام ؟ هل ننسى بيوت الاشباح واختطاف الاطفال من الشوارع والزج بهم في
الحرب. لن ننسى وسنذكر الاجيال القادمة دوما بهذه المواقف حتى تعرف كيف تختار من
يحكمها حتى ينتهي الحكم باسم الدين زورا وبهتانا واستغلال الدين لأغراض الدنيا .[/JUSTIFY]
انا ليس لدى حزب ولكن ليس من العدالة مقارنة هؤلاء المجرميين الاسلاميين باحزاب تؤمن بتداول السلطه
وواليه صدقت لكيلا ننسي فلابد من إقصاء هؤالاء فهم دكتاتوريين في أحزابهم البالية والتي هي السبب في ما وصلنا اليه من حال انه فشل عشرات السنيين وأخطر هذه الاحزاب المؤتمر الشعبي ولأنني ان قائده ومحركه عراب الإنقاذ والتي قذفت به عند تصادم المصالح الشخصية والأخريين مشاركين في السلطة بآابنائهم الغير شرعيين من انقسامات حزبية نفعية تقتات من الفتات الانقاذي فلا والف لا لهؤلاء الذين في كل الاحيان فائزين ولابد من عهد جديد انشاءللله عهد الشباب الثائر وقود الانتفاضة والثورة وسودان فوق فوق ومعا في جمعة شذاذ الأفاق