ماذا تريد أوربا ، معالجة الهجرة أم محاربة المهاجرين؟

ماذا تريد اوربا معالجة الهجرة أم محاربة المهاجرين؟
(East or West home is best)
أينما ذهبت لن تجد أفضل من وطنك، ولا توجد مكان أعز من الوطن الأم (المنشأ،ذكريات الطفولة والخطوات الأولى،والكثير من الأشياء الجميلة ، والحديث عن الوطن ذو شجون،لاتوجد احن منها والآن تنتابني الكثير من المشاعر المختلطة وانابعيدا”عنها ومنها،خرجنا منها مضطرين وسوف نعود إليها ونحن أكثر قوة وأشد عودا”).
طفح الي السطح مؤخراً قضيةالهجرة الغير شرعية الي أوربا عبر البحر الأبيض المتوسط واليونان.
قبل الدخول في صلب الموضوع لابد من تعريف للهجرة.
لغة:تعني ترك ما نهى الله عنه، ومنها هجرة القلوب للمعاصي. اصطلاحا”:مقصود به السفر من محل الي اخر، والانتقال من دولة لأخرى وتنقسم الي قسمين نتيجة للحدود الاستعمارية واتفاقية سايكس بيكو 1916:
أ:شرعية دخول الدولة بالطرق المتعارف عليها عبر المعابر الحدودية، الموانئ والمطارات وذلك باستخدام جوازات السفر وما يلزمها، ولا تترتب عليها أي عقوبة، غرامة أو أي إجراء تاديبي آخر.
ب:غير شرعية دخول الدولة متسللا” أو عابرا” للحدود البرية والبحرية من دون توفر مستندات وأوراق رسمية لازمة للتحرك، وهنا بعض الدول تحاكم بالسجن والنفي من الدولة.
محور حديثي هو هجرة الشباب، الأطفال والنساء وبعض كبار السن والعجزة بهذه الطريقة والكيفية الماسوية؟
دوافع الهجرة:
-الحرية
-طلب الحماية
-البحث عن حياة كريمة ومعاملة إنسانية لائقة
-الأمان والعيش في سلام .
أسباب الهجرة:تختلف من دولة لأخرى ولو أن السبب الرئيسي في زيادة المهاجرين هو الحروب المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط.
مثلاً الجماهيرية الليبية كانت دولة مهابة عسكرياً،مستقرة امنيا” وقوية اقتصاديا،ومتطورة تنموياً، لقد كان هناك الكثير من العمال والمهاجرين يعملون ويخدمون فيها، وكانت بمثابة نقطة دفاع أولي لأوروبا،ونتيجة لتدخل الغرب فيها 2011م بداوعي الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، تبدل الأمور رأسا على عقب،فإنه بعد أربع سنوات ما زال البلاد غارق في أتون الحرب الأهلية والإرهاب وهدر الموارد البشرية والمادية، والأوضاع يوميا تزداد سوءاً ، والغرب ما زال متفرج وقلق.
المثال الآخر الحرب في سوريا أدى إلي هروب الملايين من السوريين الي دول الجوار ومن ثم في مرحلة تالية هجرة مئات الآلاف منهم الي أوربا.
الحرب والصراع الطائفي في العراق.
الحرب في مالي.
الحرب في السودان، الاضطهاد والتمييز ولو أننا اثرنا البقاء كنازحين داخل أوطاننا أو لاجئين في دول الجوار على الرغم من الظروف القاهرة والمخاطر الكبيرة(قلة قليلة جدا من السودانيين فضلوا الهجرة. )
الاضطهاد والديكتاتورية في إريتريا(الشعب يعاني منذ استقلالها عن إثيوبيا 1991م من حكم الطاغية اسياس أفورقي، الذي سن الخدمة العسكرية طويلة الأجل وسيئة السمعة والتي ربما يفني الإنسان فيه كل حياته وفي بعض الأحيان لغاية الممات،وبالإضافة الي تقييدها للحريات والتحركات).
الحرب بطريقة غير مباشرة أفغانستان مثال على ذلك ، نعم العمليات الكبيرة والشاملة انتهى منذ فترة ولو أن حرب العصابات مع طالبان مازالت مستمرة.
الحرب وحالة اللا دولة وعدم الاستقرار (الصومال).
الحروب، الفقر والمجاعات والفساد المالي في بعض دول افريقيا غرب الصحراء.
الحلول والمعالجات:
الحلول واضحة والمخارج معروفة للجميع، لكن الغرب لم تك في حساباتها أو أجندتها معالجة القضية والأزمة من جذورها والبحث في الأسباب الحقيقية وراها وإنما سعت خلف حلولها الأمنية وحاولت بكل الطرق أبعاد الخطر عنها ومحاصرة المهاجرين في دولهم أو دول العبور والبحث عن الحلول الجاهزة والمؤقتة والساهلة.
مثلاً الخطة الأوربية التي تم مصداقتها هذا العام والمكونة من ثلاث مراحل:
الأولى جمع المعلومات الاستخباراتية عن مواقع قوارب المهربين وكيفية عملها على السواحل الليبية وفي المياه الدولية.
والمرحلة الثانية تتمثل في تدمير المراكب التى يستخدمها المهربون واعتقالهم في المياه الدولية ثم التوسع في هذه العمليات في المرحلة الثالثة لتتجاوز المياه الدولية إلى العمل في المياه الإقليمية الليبية وربما داخل الأراضي الليبية.
الملاحظ للخطة أن أوربا تريد ان تبعد المهاجرين بعيداً عنها فقط وبأي ثمن؟؟!سوا كان ذلك بانتهاكها للقانون الدولي تجاه اللاجئين أو التنصل من مسؤولياتها فضلاً عن عدم أخلاقية وإنسانية الخطة، الدول الأوربية لا تملك أي إرادة حقيقية، وليست لديها أي رغبة ولا عندها اي نية لبذل المزيد، ولا توجد خطة واضحة لحل أصل الأزمة، والإتحاد الأوربي يعاني من عدم التوافق بين أعضائها وفقدان الرؤية المشتركةوالموحدةتجاه قضيةالمهاجرين.
أكثر دولتين عانتا وساهمتا في إنقاذ واحتضان اللاجئين هما إيطاليا واليونان والآن يعانيان داخلياً وخارجياً من ظروف إقتصادية قاهرة، وبالأخص الثانيةمنهارةتماما”، ووصلتا لدرجة الإحباط واليأس من عدم مبالاة واكتراث باقي الدول.
الدليل على فشل الخطة الأوربية وعدم جدواها: مثلاً المهاجرين العام الماضي كانوا 275الف مهاجرا، أما هذا العام ونحن ما زلنا في شهر 9 وصل العدد500 الف مهاجرا وتشير التقديرات الي ان العدد ربما يصل لضعف هذا الرقم، وأقر كثير من الخبراء بأن الخطة غيرعمليةوليست منطقية.
ما تنفقه أوربا في حماية حدودها البحرية والبرية، لو تم توجيهها واستثمارها في أفريقيا يمكن ان تقيم مئات المشاريع التنموية والخدمية و تكون معالجة جزئية واولية للهجرة ودعم وسند للاقتصادات المحلية وتوظيف للشباب.
فيما يخص ليبيا تعتبر دولة معبر ومحطة أساسية لتنظيم وتخطيط* وتنفيذ كل عمليات الهجرة:(يجب على المجتمع الدولي أن يضغط كل الأطراف الليبية للتوصل الي حل توافقي ومن ثم تقديم المساعدة والعون لها لمحاربة التنظيمات المتطرفة وبناء دولة المؤسسات وسيادة القانون، وباستقرار ليبيا تكون البوابة الشرقية لأوروبا آمنة وذلك نسبة لوجود الدولة وسيادتها وما توفرها من فرص العمل.)
الوضع في سوريا فالحل يكمن فى التوصل الي تسوية سياسية شاملة وعمل مناطق عازلة وآمنة.
السودان لا تنقصه شيء غير دولة المواطنة وسيادة القانون،إرساء دعائم الحكم الراشد لذا يجب ممارسة ضغوط على الحكومة ووقف الدعم عنها، وعمل حظر للأسلحة والطيران، والتهديد بطرد ممثلي السودان من كل المحافل الدولية والإقليمية وحظر سفر كل أعضاء الحكومة الي ان يتحقق التوافق والسلام.
في إريتريا يجب الضغط على حكومة أفورقي على إرساء دعائم الديمقراطية والحكم الرشيد سوا كان بالعصا أو الجزرة أو الاثنين معا”.
لا يعقل أبدا أن تصنف الدول الغربية، إرتريا كدولة ديكتاتورية ومنتهكة لحقوق الانسان والقانون الدولي؟! في نفس الوقت الذي تقيم أغلب دول* الغرب معها علاقات دبلوماسية أكثر من عادية وطبيعية في تناقض صريح لما يقولونه وما يفعلونه.
فيما يخص أفغانستان فان الغزو الامريكي2001م خلق أزمة إنسانية وعدم استقرار وكان كل هم امريكا أن تقضي على طالبان ولكنها لم تقضي عليها وبل أصبحت في تنامي وخلقت قضية أخرى (يجب إيجاد تسوية سلمية وإقامة مشاريع تنموية).
الصومال فهي تحتاج إلي دعم دولي لكي تبني مؤسسات الدولة من جيش،شرطة وقضاء وغيرها ومن ثم بعد ذلك التنمية الحقيقية.
أما دول افريقيا غرب الصحراء فهي محتاجة لحكم رشيد، ضخ أموال لعمل استثمارات ضخمة لتوظيف العاطلين، توفير الغذاء وعمل برامج للتنمية البشرية.
في الختام فإن الحديث عن اي معالجة اومحاربة لأزمة الهجرة من غير استصحاب هذه النقاط والملاحظات،والنظر اليها بالمنظار الأمني فقط تظل مجرد أماني وأحلام لا تلبث كثيراً ولن تحل شيئاً، وسوف تبقي الهجرة وما تترتب عليها من عواقب ومهددات أمنية وتغييرات ثقافية وديموغرافية تقلق منامهم وتهدد سلامهم للأبد أي أقصد الغرب واوربا.

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..