في شأن الإعتصام

عبدالله مكاوي

بسم الله الرحمن الرحيم

الدعوة للإعتصام والشروع في تنفيذه، هي في حد ذاتها خطوة تستحق الإحتفاء من وجوه عدة، ولكن نجملها في الآتي،
أولا، الاعلان الواضح والصريح عن رفض النظام بكل مكوناته وشخوصه وممارساته وإرثه، إي هو بمثابة تحرير شهادة عدم صلاحية للنظام كسلطة غاشمة وجاثمة علي صدر الوطن والمواطن سنينا عددا.
ثانيا، تحرير المواطن من خانة السلبية، التي لولاها لما تنمر وتفرعن هكذا نظام مفلس، يمارس سياسة هوجاء دون مسؤولية او رقابة او وضع اعتبار لمصلحة المواطن والوطن في حساباته! وهو ما يتجسد في التخبط السياسي والاقتصادي والاستباحة المطلقة للوطن وكرامة المواطن..الخ وصولا لشن الحروبات الانتقامية علي المواطنين في الاطراف.
ثالثا، هو تأكيد لواحدة فقط من الممكنات المتاحة للقاعدة الجماهيرية، والمتمثلة في بناء التضامن المجتمعي، وما يترتب علي هذا الانجاز من مكاسب لا حد لها، تبدأ بالتخلص من النظام ولا تنتهي بمجرد الترتيب لاوضاع جديدة اكثر ديمقراطية واحترام لحقوق الانسان.
رابعا، الاعتصام وبما انه مبادرة من خارج القوي المعارضة التقليدية، فهذا مؤشر جيد! فهو من ناحية، خلق واعداد لكوادر وطنية جديدة، قادرة علي تحمل المسؤولية الوطنية وبما فيها طموحات النهوض بهذه البلاد. ومن الناحية المقابلة، إجبار القوي المعارضة علي تجويد أداءها وتحسين برامجها، وذلك من خلال تشديد الرقابة عليها، وصولا لملء فراغها إذا ما تخاذلت عن دورها، وهي مسنودة في ذلك بوعي مدني ومسؤولية وطنية، شرعنتها عبر إلتصاقها بالقاعدة الجماهير والعمل وسطها. ولا يعني هذا إحلال الصراع في العلاقة التي تربطهما بدلا عن التنسيق والتفاهم، اقلاه حتي زوال هذه الطغمة الشريرة.
خامسا، ليس من السهولة تقديم نصح لاصحاب المبادرة، وهم يعملون وسط الواقع العملي بكل صعوباته وتناقضاته وتحدياته، ولكن ذلك لا يمنع الصراحة والمكاشفة، حتي ولو في ظل ظروف الصراع الحاكمة، كتأكيد لجوازها تحت كل الظروف. ومنها، يجب تحديد طبيعة اللحظة والظروف المحيطة بها، أي يجب ان تضح صورة الصراع دون خداع للذات او قفز علي حقائق التحديات! وذلك سواء في جانب المواطن الذي يسعي الحراك لجذبه وإشراكه، والاصح خدمته/خدمة ذاته، وذلك من ناحية ظروف القهر والاذلال والارهاب التي تعرض لها طويلا، وهو ما يعني عمليا ليس تفهم ظروفه فقط، ولكن إقناعه ألا مخرج من ازماته إلا عن طريق العصيان وتحدي هذا النظام. أما الناحية الاخري، فهي تتعلق بالنظام وامكاناته وادواته ومناصريه او المستفيدين من وجوده، فجميع هذه العوامل يجب عدم الاستهانة بها او إستسهالها، او تصوير التحرر وكأنه من السهولة بمكان؟ ولا يعني ذلك بالطبع الاستحالة، بقدر ما يعني الاستعداد الجيد وتوافر البدائل لإدارة صراع طويل وشاق. علما بأن ذلك لا يتنافي لا مع ضعف النظام (عدم الشرعية) ولا مع قدرة بل وقدر الجماهير علي الانتصار في النهاية (صاحبة الحق في اختيار طريقة الحكم) ولكنه يؤسس لروح الجدية والعملية، او كيفية صنع الاهداف وتحقيقها، بغض النظر عن العقبات. والخلاصة، المطلوب دراسة الاوضاع بدقة واختيار افضل الوسائل لانجاز اقصي الغايات.
واخيرا، وبما ان الوطن للجميع، كذلك مسؤولية تحريره والنهوض به. وكما انه ليس هنالك معيار لقياس الوطنية، ولو ان ذلك لا يهضم جهود المساهمة العامة، وإلتزام المسؤولية الوطنية، عند مقاربتها بمبادئ وقيم عامة. إلا ان كل ذلك لا يبيح محاولات نبش القلوب وتصنيف المواطنين، من خلال نصب محاكم تفتيش وطنية، في إعادة لمحكام التفتيش الظلامية، مما يشئ بظلامية هؤلاء المصنفين او المفتشين الجدد؟! خصوصا وان اللحظة هي لحظة تكاتف وإجماع حول هدف محدد، يوازي ضخامة المسؤولية الملقاء علي عاتق جيل الخلاص. ومما يضاعف المسؤولية ان الطريق في اوله، سواء علي مستوي جهود نضال الخلاص او علي مستوي إعادة تأسيس الدولة السودانية علي اسس حديثة.
المهم في هذه اللحظة المفصلية، هو تجميع الجهود لانجاز مكاسب ملموسة علي ارض الواقع، كمواصلة الاعتصام او المحافظة علي زخمه حتي انجاز الهدف النهائي، علي اعتبار الظروف مهيئة للانجاز إذا ما احسن إستثمارها وتوظيفها، وهي عموما مهيئة علي الدوام لكل صاحب إرادة صلبة وغاية واضحة وهدف سامٍ. ودمتم في رعاية الله.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ومن أهم الأشياء هذه المره لا نحتاج لتجمع وطنى لحماية الديموقراطيه تلك البدعه التى ابتدعها هؤلاء الديناصورات ولم تأتى اكلها ببساطه لأن الاسم فى جهه والممارسات الفعليه فى جهه اخرى…الشعب هو التجمع الشرعى لحماية ديموقراطيته ويجب ان يعى ويقفل كل المداخل التى يمكن ان يلج منها الصادق او الميرغنى لأنهم ببساطه مفلسين ولاهم لهم سوى البحث عن تعويضاتهم ونبدأ بالدوران مره اخرى فى الحلقه المفرغه وبالتالى مضيعة الوقت وعدم المقدره باللحاق بركب الدول المحترمه.

  2. من اهم ايجابيات ومكاسب العصيان المدني ان ما يسمى بمخرجات الحوار الوطني التي -” طبلوا “- لها زورا وبهتانا وارادوا من خلالها اعادةا
    انتاج نظامهم واكتساب شرعية جديدة .. الان فقط ومع تباشير نجاح هذا العصيان المدني تكون ما يسمى بمخرجات الحوار الوطني قد ذهبت الى مزبلة التاريخ ومنحها هذا العصيان المدني العظيم شهادة وفاتها نهائيا .. وعاش كفاح الشعب السوداني .

  3. ومن أهم الأشياء هذه المره لا نحتاج لتجمع وطنى لحماية الديموقراطيه تلك البدعه التى ابتدعها هؤلاء الديناصورات ولم تأتى اكلها ببساطه لأن الاسم فى جهه والممارسات الفعليه فى جهه اخرى…الشعب هو التجمع الشرعى لحماية ديموقراطيته ويجب ان يعى ويقفل كل المداخل التى يمكن ان يلج منها الصادق او الميرغنى لأنهم ببساطه مفلسين ولاهم لهم سوى البحث عن تعويضاتهم ونبدأ بالدوران مره اخرى فى الحلقه المفرغه وبالتالى مضيعة الوقت وعدم المقدره باللحاق بركب الدول المحترمه.

  4. من اهم ايجابيات ومكاسب العصيان المدني ان ما يسمى بمخرجات الحوار الوطني التي -” طبلوا “- لها زورا وبهتانا وارادوا من خلالها اعادةا
    انتاج نظامهم واكتساب شرعية جديدة .. الان فقط ومع تباشير نجاح هذا العصيان المدني تكون ما يسمى بمخرجات الحوار الوطني قد ذهبت الى مزبلة التاريخ ومنحها هذا العصيان المدني العظيم شهادة وفاتها نهائيا .. وعاش كفاح الشعب السوداني .

  5. أستاذ عبدالله مكاوي : تحية طيبه
    أريد فقط أن أضيف للبند الرابع . نعم كانت المبادره من صلب شعبنا الملهم الذي في كل لحظه يعطي البشريه درساً جديداً في كل المجالات .
    الذي يعطي الأمل أن حواء السودان كل لحظه تولد أبطالاً وأفذاذاً لحمل راية المجد والنهوض بالسودان الى التقدم وهذا رد لكل المرجفين ومغسولي الأدمغه ومطبلي الأنظمه الشموليه الفاسده ودحض فريتهم التي رماها شعبنا عندما أعلن عن بدأ الإعتصام وهي (من هو البديل؟؟) .ولهم أقول البديل هو دولة القانون والديمقراطيه والعدل والمؤسساتيه . فالقانون هو من يحكم ويحاسب ويأمر وينهي .

  6. أستاذ عبدالله مكاوي : تحية طيبه
    أريد فقط أن أضيف للبند الرابع . نعم كانت المبادره من صلب شعبنا الملهم الذي في كل لحظه يعطي البشريه درساً جديداً في كل المجالات .
    الذي يعطي الأمل أن حواء السودان كل لحظه تولد أبطالاً وأفذاذاً لحمل راية المجد والنهوض بالسودان الى التقدم وهذا رد لكل المرجفين ومغسولي الأدمغه ومطبلي الأنظمه الشموليه الفاسده ودحض فريتهم التي رماها شعبنا عندما أعلن عن بدأ الإعتصام وهي (من هو البديل؟؟) .ولهم أقول البديل هو دولة القانون والديمقراطيه والعدل والمؤسساتيه . فالقانون هو من يحكم ويحاسب ويأمر وينهي .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..