مستشار الاتحاد الإفريقي د. جوزيف جلينجي:جوبا عاجزة عن إنهاء الحرب . . ول لهذا السبب (…) طالبنا بوضع مشار قيد الإقامة الجبرية

السودان لاعب مهم في الاستقرار والأمن العالميين
انفصال جنوب السودان كدولة مستقلة لم يتم بطريقة صحيحة
المجتمع الدولي والإفريقي مطالبان بدعم السودان لإنهاء العنف بالجنوب
وصف مستشار الاتحاد الإفريقى الدكتور جوزيف جلينجى الحوار الوطني السوداني بنموذج الديمقراطية الإفريقية الكاملة الدسم، والتى يجب على دول القارة الاحتذاء بها كونها تتناغم مع معتقداتها العقدية وقيمها الاجتماعية، خلافاً للنموذج الغربي.
وقال المختص في القانون الدولي إن التحاور مع المتمردين في منطقتى جنوب كردفان والنيل الأزرق تهريج، لأن هناك من يملون عليهم مطالبهم، داعياً إياهم لعدم الانصياع للوعود الكاذبة التي خدعت العديد من الدول التي تعاني الآن حروباً داخلية طاحنة.
وقطع جلينجي في حواره مع الصيحة بعدم وضع مشار قيد الإقامة الجبرية بسبب إذكائه العنف، وقال: نعم وضعنا مشار قيد الإقامة الجبرية للحفاظ على حياته، لأن جوبا عملت بجد لاغتياله، ولو كان في دولة قريبة لنجحت في ذلك، وأضاف: لو كان وضعه قيد الإقامة الجبرية بسبب العنف فلماذا لم يوضع الرئيس سلفاكير قيد الإقامة، وقال: هناك جهود ضخمة تُبذل لرفع الإقامة عن مشار، وإحلال السلام بالجنوب، إلا أن ذلك مرتبط وجود ضمانات كافية لسلامته لعودته الحصول على تأكيدات بأن يتخلى هو عن العنف، وكذلك الرئيس سلفاكير ميارديت، كذلك لابد من ضمانات كافية لضمان نشر السلم والأمن والرغبة الأكيدة في إحلال السلام.
حوار: إنصاف العوض ? عبد الهادي عيسى
*أولاً، كيف تقرأون وضع السودان كلاعب إقليمي ودولي؟
– السودان أهم لاعب في استقرار إفريقيا، وهو مركز مهم لصناعة الاستقرار والتنمية في القارة، وهو لاعب هام في الامن والسلام العالميين، ووفقاً للمهددات الأمنية الجديدة التي تواجه العالم، فإنه من الصعب أن نعمل على استقرار العالم دون إشراك السودان، وهدفنا النظر للسودان كمشارك فاعل في قضايا الأمن والاستقرار بسبب موقعه في إفريقيا كونه نقطة التقاء لها بالشرق الأوسط، وما بهذه المنطقة من تحديات أمنية، ولذلك على المجتمع الدولي أن يساعد السودان لتدعيم دوره للمساعدة في استقرار الدول الإفريقية والآفروعربية.
*بوصفكم خبراء بالشأن الإفريقي ومختصين بالقانون الدولي ما هو رأيكم في تجربة الحوار الوطني السوداني؟
– الحوار الوطني مبادرة للسلام بالسودان، ولا بديل للحوار، وأنت تتحاور مع الأشخاص الذين لديك معهم اختلافات، وليس الأصدقاء والجيران، وأنا سعيد بالحوار الوطني وأتمنى أن يكون شاملاً لا يستثني أحداً ومستمراً ليشمل جميع أطياف المجتمع السوداني، وبالنسبة لنا فالسلام جوهري لأنه لا تنمية بدون سلام، وهو مهم لتنمية السودان، ودول الإقليم، لأن البطالة أس المشاكل في أفريقيا، والأمن لا يعني فقط الاستقرار العسكري أو الاقتصادي، بل هو ازدهار التنمية، والسودان قدم بالحوار الوطني نموذج ديمقراطية إفريقية كاملة الدسم، تصلح لكافة الأقطار الأفريقية، تتفوق على نموذج الديمقراطية الغربية الذي لا يتماشى وثقافتنا وقيمنا المجتمعية والعقدية.
*ملف دارفور كيف تنظرون إلى الأوضاع هناك؟
– النزاع في دارفور انحسر بشكل كبير، وهذا شيء مهم جداً، وأنا دائماً ما أقول إنه لا حل عسكري لقضية دارفور، ويجب أن يكون الحل من خلال التحاور والتسويات السياسية من أجل تقاسم السلطة والثروة. ودلالة على استقرار الأوضاع في دارفور يجري الآن العمل على سحب قوات اليونميد من الإقليم.
*مقاطعة.. هل ترى أن الوقت مناسب لانسحاب اليونميد من دارفور؟
– الانسحاب من دارفور لم يتم اعتباطاً، ولكن بعد تمحيص وعمل دؤوب للتأكد من المناطق التي يتم الانسحاب منها لم تعد بحاجة لقوات اليونميد.
*السلام في السودان والمحادثات بين المتمردين في النيل الأزرق وجبال النوبة وجنوب كردفان؟
– دعونا نكون صريحين بشأن التحديدات التي تواجهنا في هذا الملف، ولكي نكون موضوعيين يجب أن نميز بين محادثات السلام ومحادثات التهريج، ولا يمكنك أن تفاوض بصدق إذا كان الشخص الآخر يقول ما لا يؤمن به، بل يقول ما يمليه عليه طرف آخر، وإذا قلت لابني اذهب واخبر أمك أن تطبخ الطعام، ولأنني غير موجود فإن الأم لن تتمكن من معرفة الطعام الذي أريده أن تطبخه، والطفل لن يملك الإجابة عن نوع الطعام الذي يجب أن يطبخ، وهذا ما يحدث في هذه المفاوضات، فهم يقال لهم اذهب هناك، وقل هذا الكلام، وعندما تسألهم لماذا يقول ذلك فهم يقولون لا يجب علينا العودة.
وهناك فوائد كبرى من الوحدة، وأخبرنا جميع الأطراف في عملية السلام بأن يتوحدوا ويوحدوا كلمتهم بدلاً من أن يكونوا لساناً لأشخاص وجهات خارجية. السودان الآن متجاوب في جميع مواقفة الدولية منذ انفصال جنوب السودان، وكان متجاوباً مع جميع الشروط التي أدت إلى انفصال جنوب السودان، وحتى تلك التي كانت شديدة الصعوبة، وعليه لا يمكنك أن تستجيب لمطالب مجموعات لا تتجاوب مع الحوار، وعلى هذه المجموعات أن تكون متجاوبة حتى نصل إلى سلام دائم بالسودان.
ومثلاً لمطالبهم، الناس يقولون إننا لا نستطيع الذهاب للمدارس لأنه ليس لدينا مدارس، إلا أنهم يكتبون مطالبهم باللغة الإنجليزية، من كتب لهم ذلك، وإذا كنت لا تذهب إلى المدرسة إذا هناك من كتب لك ما تحمله بين يديك وفي حال لم يصنعوا السلام من داخل مجتمعهم وينظمون حوارات مجتمعية داخلية، وحلولاً محلية ووحدة داخلية حتى يصلوا إلى السلام، وأن لا يسمحوا للآخرين بخداعهم، لقد خدعوا الجنوبيين والصوماليين والعراقيين والليبيين وخدعوا جميع الذين لجأوا إليهم .
ـ كيف تواجهون قضية إيواء الدول للحركات المناوئة للأنظمة؟
بناء على قوانين الاتحاد الأفريقى والمنظمات الإقليمية الأخرى بما في ذلك الإيقاد والكومسا وغيرها، هناك قوانين مجازة أنه لا يجوز لدولة استضافة قوى سالبة داخل حدودها، لأننا لا نحتاج إلى تحرير، وإفريقيا حررت أصلاً، وفي الماضي كان من الممكن استضافة الجماعات المتمردة لانها تنادي بالحرية والناس الذين يحاربون من أجل التحرر، والآن كل الدول محررة، إلا الصحراء الجنوبية، وعليه لا يجوز استضافة المجموعات المناوئة. والسودان عضو في منظمة الساحل والبحيرات، وبناء على هذه الاتفاقيات والسودان وقع ضمن الدول عليها يجب إرجاع اللاجئين إلى بلادهم، حال توفر لهم الأمن والسلام، وفي حال لم يكن هناك تهديد لحياة اللاجئين فإنه عليهم إلرجوع إلى بلدانهم.
*كيف تنظرون للأزمة بدولة الجنوب؟
– أولاً انفصال الجنوب لم يكن قراراً صائباً لعدة أسباب، أولاً، لأنه أتى بناء على رغبة خارجية، وليس على رغبة الجنوبيين أنفسهم، وهذه الجهات أغرت القادة الجنوبيين بفصل البلاد، رغم أن ذلك كان منافياً للقانون الدولي، إلا أنه وبعد الانفصال تخلت هذه الجهات عن دعم القادة الجنوبيين بعد أن نفذت مبتغاها واكتشفوا هم بأنفسهم بأن ليس لديه أجندة سياسة واضحة، لأن الانفصال ليس على قناعة خاصة بهم أو ظلامات أرادوا أن يزيلوها، لذلك اتجهوا للحرب بينهم وأقحموا فيها القبلية للتحول إلى إبادة عرقية أسوأ من التي حدثت في رواندا.
الحرب بدولة الجنوب عكست أنانية القادة الجنوبيين الذين جعلوا مصالحهم الشخصية فوق مصالح وطنهم وشعبهم وبينت كيف أن القبلية الأداة الحالقة لاستقرار وأمن الشعوب.
*جوبا تتهم الإيقاد والمجتمع الدولي بمحاباة المعارضة؟
– هذا اتهام غير صحيح، وجوبا عاجزة عن إنهاء الحرب وليست لديها رغبة في إنهائها، لذلك ترمي باللوم على الآخرين.
ــ مداخلة.. الولايات المتحدة الأمريكية قالت بأن دول المنطقة، والقادة الأفارقة هم من طالبوا بوضع مشار قيد الإقامة الجبرية بجنوب إفريقيا؟
نعم، هذا كلام صحيح، طالبنا بوضع مشار قيد الإقامة الجبرية خوفاً على حياته، جوبا كانت تسعى لاغتياله، ولو كان في بلد قريب لتمكنت من ذلك، لذلك فضلنا وضعه في جنوب إفريقيا.
*هل يعني ذلك أن وضع مشار قيد الإقامة الجبرية ليس من أجل إنهاء لعنف بدولة الجنوب؟
– هذا كلام غير صحيح، وتهرف به جوبا من قبيل الدعاية الإعلامية، وإلا لماذا لم يوضع الرئيس سلفاكير قيد الإقامة الجبرية، أليس طرفاً في تأجيج الاحتراب بدولة الجنوب، أليست قواته مسؤولة عن ارتكاب مجازر وانتهاكات إنسانية فظيعة؟ القائدان الجنوبيان متورطان في إذكاء الحرب، وعليهم العمل معاً من أجل إرجاع السلم والأمن للبلاد.
*هناك حديث عن تحركات دولية وإقليمية لرفع الحظر عن مشار للمشاركة في العملية السلمية؟
– نعم، هناك حراك كثيف من أجل إنهاء الحرب بدولة الجنوب من ضمنه رفع الإقامة الجبرية عن مشار ومشاركته ومجموعته في العملية السلمية، إلا أن ذلك يتوقف على أشياء كثيرة أهمها ضمان سلامة مشار، وكما قلت لك حياته معرضة للخطر حال لم تكن هناك ضمانات كافية لعودته. وثانياً الحصول على تأكيدات بأن يتخلى هوع ن العنف، وكذلك الرئيس سلفاكير ميارديت، كذلك لابد من ضمانات كافية لضمان السلم والأمن والرغبة الأكيدة في إحلال السلام، والحديث الآن عن رفع الإقامة الجبرية قبيل التأكد من إنفاذ هذه الترتيبات، وبخاصة سلامة مشار سابق لأوانه.
*جوبا تقول إنها لا تريد مشار وليست لها مشكلة في أن تنضم مجموعته للسلام؟
– لا سلام بالجنوب في غياب مشار، والدليل على ذلك أنه عندما جاءت مجموعة مشار بقيادة تعبان وشاركت في الحكومة، فهل انتهت الحرب لا؟ لا سلام بالجنوب دون عودة مشار ومشاركته، والرئيس سلفاكير في إعادة السلام بدولة الجنوب وإنهاء الحرب التي بدأها.
*كيف ترون إنهاء أزمة دولة الجنوب؟
– أعتقد أن انفصال جنوب السودان كدولة مستقلة لم يتم بطريقة صحيحة، وهو لم يلتزم بالقوانين الدولية الخاصة بالانفصالات، وتقسيم الدول، لكن جرت مياه كثيرة تحت الجسر، وكل الذي يمكننا فعله الآن التأكد من الشعب الجنوبي لينعم بالاستقرار والأمن، والآن هناك جهود كبيرة تبذل من أجل تحقيق ذلك، ولكن على السودان أن يلعب دوراً قيادياً في ذلك، وهو جزء منه، ويعلم عنه ما لم يعلمه الآخرون وثقافته ولكم نفس الخلفية وعليه في حال تكتلنا جميعاً إفريقيا والمجتمع الدولي مع السودان ودعم وساطته، سوف نسرع بانتهاء الحرب الجنوبية وبإبعاد السودان لن نتمكن من جلب سلام سريع هناك.
بالنسبة لي من الصعب جداً أن أرى شعب جنوب السودان وهم يأتون إلى السودان كلاجئين، البلد الذي تنتمي إليه والبلد الذي ولدت فيه وترعرت فيه وبسبب أنانية بعض الأشخاص وجدت نفسك فجأة لاجئاً وأصبحت غريباً في بلدك، وهذا تحدٍّ كبير بالنسبة لنا، والسودان اتهم بأشياء كثيرة، وهو الآن أكثر سلاماً واستقراراً من جنوب السودان، وأثبت أنه ليس سبب المشاكل بالجنوب، وإلا عندما تكون بمنزلي دائماً تحارب وعندما تذهب منزل أيضا تحارب، إذن من هو المشكلة فى الأصل. والذين دعموا جنوب السودان من أجل الانفصال تهربوا منه، لأنه ليست لهم مصالح فيه الآن، وحتى إنهم أحجموا عن تقديم المساعدات الإنسانية، وبعضهم يعيشون وسط المجتمع السوداني، وأعتقد أنه حال تكتلنا مع السودان ودعمنا مقترحاته فإننا سنصل لسلام سريع هنا.
*إلى أي مدى نجح الاتحاد الافريقي في معالجة قضايا القارة؟
– كلكم تعلمون أن أفريقيا مرت بتاريح مؤلم وصعب للغاية، وهو لم يكن صنيعتها، بل هو مرتبط بالاستعمار والإمبريالية العالمية، ولذلك نحن نواجه بتحديات لها ارتباطات خارجية، ولكننا الآن تيقنا بأن الخارج لا يمكنهم أن يحددوا ملامح إفريقيا التي نريد، ولكننا لم نحقق بعد الوضع الذي نحب أن يرانا به الآخرون، وعلى إفريقيا والأفارقة أن يصنعوا إفريقيا التى نريد، ولذلك أعتقد أن المنتدى الذي نظمه السودان واحد من أهم الآليات التي تمكننا من مواجهة هذه التحديات، وإفريقيا تتميز بتنوع واسع، والتحدي يأتي من أن نستثمر هاذا التنوع من أجل ازدهارها.
*ما هي أكبر التحديات التي تواجهكم؟
– التحدي الحقيقي والأكبر في جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وبورندي هو عدم الاستقرار الأمني في العديد من الأقاليم، ولكن من المهم التركيز على أهمية الدور السوداني في حل هذه التحديات .
*آسيا شكلت نموًا اقتصادياً عالياً في الحقبة الفائتة، تسلمت زمامه الصين، هل يمكن أن تكون أفريقيا وجهة النمو الاقتصادي المقبل؟
– أفريقيا احتلت مرتبة متقدمة في المشهد العالمي وهي تسير بخطى ثابتة نحو أن تكون لاعباً دولياً هاماً، ونحن نمتلك أكثر عدداً من الدول في الأمم المتحدة، وإفريقيا وآسيا لنا أعلى الأصوات في المنظمة الأممية، وآسيا وأفريقيا جاءتا من نفس التاريخ، وهما أكثر ارتباطاً بأكبر قوة اقتصادية ناشئة، وهي الصين والتي تقوم سياستها على التعاون مع الدول من أجل بناء نهضتها، وليس على تعاون مبني على تقدمك في مجال حقوق الإنسان، ووفقاً للمعايير التي تضعها بعض الدول والتي هي نفسها لا تلتزم بها وهم يتحدثون عن الديمقراطية وتطبيق ديمقراطية غربية في إفريقيا ويتحدثون عن وجود ديمقراطية في، أوربا في هنغارايا مثلاً أكثر من السودان وأنا لا أرى ذلك، ويتحدثون عن ديمقراطية في بولندا أكثر من السودان، وأنا لا أوافقهم الرأي، وعن ديمقراطية في فرنسا أكثر من بلدي زامبيا، وأنا لا أوافقهم الرأي أيضًا ونحن لدينا مؤسسات ديمقراطية اكثر منهم ونراعي حقوق الإنسان اكثر منهم، بناء على قيمنا الأخلاقية، وعليه أن نكون فخورين بأنفسنا وأن نتشارك مع أولئك الذين يحترمون قيمنا ونقاوم أولئك الذين لا يحترمون قيمنا. وعليه، يجب أن يكون لنا نظام الحكم الخاص بنا القائم على قيم الشعب، ولا يمكننا أن نتعهد نظام حكم يأمرنا باحترام حقوق المثليين وقيمنا لا تقبل ذلك، ولذلك على الحكم أن يقوم على كل القيم الأخلاقية للشعوب، ويجب أن نكون فخورين بما أنجزنا ونستمر في التقدم إلى الأمام. وهناك دول مثل السودان تعمل ليل نهار من أجل السلام والدليل على ذلك اجتماعنا اليوم، ومؤتمر السيسا وغيرها من المؤتمرات التي تقام هنا وهناك، وهي تعمل على إنفاذ الحكم الرشيد وسيادة الأمن والاستقرار بالقارة.
الصيحة.
المهرج دة قبض كم من الكيزان؟؟؟؟؟؟؟؟
فعلا مستشار للاتحاد الإفريقي فهو نموذج ساطع للغباء والنفاق