اليوم العالمي لحقوق الانسان …انتينوف ..اغتصاب ..اعتقال

صادف العاشر من شهر ديسمبر الحالي الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الانسان في العديد من الدول التي تقدر دساتيرها ومواثيقها الداخلية احترام حقوق الانسان ،كحرية التعبير وحرية العبادة والحريات الثقافية والاجتماعية،ويصادف اليوم العالمي هجمة شرسة ضد كل من له علاقة بالعمل في الحقل الانساني،والصحافة تعيش في جزر معزولة يقيس حجمها جهاز الامن ويديرها بطريقته المعروفة ،والصحفيين يطبق عليه نموذج الاملاء والطاعة من فوق،بتلفون من مكتب امني يمنع صحفي من الكتابة،وبغضب من فرد امن يحظر يصادر صحيفة بعد الطباعة دون ابداء اسباب لذلك،ببساطة لان الدستور يعطي الحق لمن لايستحق،ويجعل يدهم تتخبط يمنة ويسرة من دون ضابط قانوني ودستوري.واذا اتينا الي ملفات حقوق الانسان لمن يعيشون حصار الجنجويد وطائرات الانتينوف،نري صورة غير مشرقة للاطفال الذين يرسمون علي الورق طائرة الانتينوف،وهذا تعبيرا عن القصف المتكرر لهم في قراهم، فيظل الطفل يترقب متي تحضر هذه الطائرة لترمي عليه قنابلها الحارقة والسامة،وفتاة اخري في قري بعيدة،وهي تتحرك خائفة،كل املها ان لايصادفها رجل من مليشيات الحكومة ويغتصبها اثناء جمعها للحطب،وهذه هي الصور تتخزن في ذاكرة اطفال وفتيات الحرب في السودان،الخوف من السلطة،لان السلطة تشكل خارطة الطريق للمآسي في البلاد،والسلطة في السودان ،بالاخص الحاكمة لم تتخصص في توفير الامن للسودانيين،تخرجت لارهابهم ،ودفن رؤوسهم علي الرمال،من يحاول اخراج الرأس من علي الرمل،السيف سيكون قريبا من عنقه….
.
ويأتي اليوم العالمي،والعالم يتجاهل من ماتوا بالطيران الحكومي في مناطق هيبان ودلامي ومقتل الناشطة نعيمة ابيض بطيران الحكومة في جبال النوبة،واليوم يأتي ويمضي والعالم ينسي من قصفتهم الطائرات العسكرية في منطقة يابوس بالنيل الازرق اثناء جولات التفاوض السابقة في اديس ابابا بين حكومة المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال،ويحتفل العالم كله باليوم العالمي لحقوق الانسان،وماذا بشأن المغتصبات في منطقة تابت بولاية شمال دارفور في نهاية شهر اكتوبر الماضي،ومن جانب الحكومة رفضت الاتهام من الاساس.علي العالم ان يفكر في هؤلاء الاطفال الصغار والفتيات المغتصبات والنساء،هم الان علي العالم ان يركز عليهم،دون ان ننسي من يعيشون تحت سياط داعش ،والجماعات التي تمارس العنف في كينيا عبر جماعة الشباب الصومالية،وبوكو حرام في نيجيريا تخطف الفتيات الصغيرات،وتريد ان يتم الزواج بعد ان يدخلن في الاسلام ،تنتهك الحرية الدينية،وتقتل جماعة الشباب الصومالية التي تتخذ من بعض الاراضي منطلقا لها،تقتل المواطنين بعد ان يتم فرزهم علي اساسي ديني مسلم ام مسيحي كما حدث في منطقة مانديرا وغاريسا الكينية في شهر نوفمبر الماضي،والفرز الديني في السودان يأتي علي حساب المسيحيين تصادر دور العبادة وتحرق بعض الكنائس في، وتعتقل رجال دين،واخرها اعتقال المعتصمين داخل الكنيسة الانجيلية في بحري،وفض الاعتصام بقوة،وقبض علي البعض وزج بهم في السجون،وحوكم اخرين بالغرامة المالية …
.
فالعالم عليه ان يمتلك الضمير الانساني لهؤلاء الضحايا،ولا نريد ان ننسي الذين اعتقلهم جهاز الامن والمخابرات الوطني بعد توقيع نداء السودان مثل فرح عقار،وفاروق ابو عيسي،ونشطاء في المجتمع المدني،واليد الطولي لجهاز الامن،والطلاب في الجامعات يتعرضون لمضايقات السلطة من الاعتقال لفترة واطلاق سراحهم بعد الامضاء علي اوراق عدم ازعاج السلطات الامنية مرة اخري،وجاء اليوم العالمي لحقوق الانسان،وما زال الشهيد علي ابكر موسي ادريس دمه لم يفتح فيه تحقيق بعد ان قتله الامن داخل الحرم الجامعي لجامعة الخرطو في مارس الماضي ،ويصادف اليوم العالمي لحقوق الانسان مرور اكثر من عامين علي طلاب دارفور بجامعة الجزيرة في نهاية عام 2012،والي الان قضيتهم مثل قضية علي ابكر موسي ادريس طالب جامعة الخرطوم،وغيرهم من يموتون يوميا في مناطق النزاع الدائرة الان،تحتفل المنظمات الدولية بهذا اليوم،ويحتفل النظام بتجييش المليشيات للذهاب الي القضاء التمرد كمال تقول،لكن هو القضاء علي الانسان،ويقول مدير جهاز الامن والمخابرات الوطني محمد عطا ،ان قوات النظامية جاهزة لخوض الملحمة الاخيرة بدارفور وجنوب كردفان لانهاء التمرد من خارطة الوطن،اثناء احتفال تخريج دفعتين من قوات الدعم السريع بكرري يوم الاربعاء ،وهو صادف العاشر من ديسمبر يوم الاحتفال العالمي،هذا يوضح مدي الاستعداد الامني لشن الحملات ضد الابرياء من سكان الوطن،وهذه المرة يبدو ان الاستعداد الامني لشن الحرب تسير كما تخطط له السلطة،انها المواطن وليس انهاء التمرد ..
.
جاء الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الانسان،وماذا يحدث للانسان في السودان؟، ان السودان حسب التصنيف العالمي لحرية الانترنت حل ضمن اسوأ البلدان بحسب مؤشر المؤسسة الامريكية (فريدوم هاوس) لهذا العام .وبحسب مؤشر بيت الحرية ان مجموعات الدرجات صفر يعبر عن اعلي مستوي من الحرية،بينما يعبر مجموع الدرجات 100 عن ادني مستوي من الحرية.وقدم التقرير معلومات عن حرية الانترنت في السودان ،واشار في ذلك الي عدد من الوقائع مثل حجب الواقع وتهكيرها وانشطة مايسمي بالجهاد الالكتروني وملاحقة وتوفيق المدونين،وحرية الانترنت تدنت بصورة مخيفة في السودان،وبعد مطالبة جهات موالية للحكومة باغلاق مواقع العديد من مواقع التواصل الاجتماعي منها الواتساب والفيسبوك،ودعم ذلك الموقف رجال دين يسبحون في نعيم السلطة،معتقدين ان هذه المواقع تبعد الناس عن العبادة،وتهدف الي تدمير الامة الاسلامية(الكلام المستهلك الفارغ )،ويتكلمون في الاوتار ذات الحساسية الاجتماعية،ان هذه المواقع يتابعها الشباب لما بها من مواقع اباحية وتنزيل فيديوهات التي يمارس بها الجنس،وتبادل الصور الفاحشة،هذا علي حد قول رجال الدين المنعمين من الحكومة،ومن هو المسؤول عن المواقع الاباحية والترويج لها اصلا؟ ولماذا لا تكون جهات كبيرة تعمل علي تسهيل الدخول الي مثل هذه المواقع التي يطلق عليها الاباحية،وهي خطة ذكية لابعاد الكثيرين من الاهتمام بالمشاكل السياسية والازمات الاقتصادية،ويكون بعيدا عن توجيه اللوم الي الحكومة،يعيش آلامه بمشاهدة لقطات خاطفة تطئ له ناره الداخلية لساعات ليعود الي نفس النقطة التي تبدأ منها.ان الحكومة تعمل علي تهكير كل المواقع الاعلامية ذات التأثير الكبير علي المتابعين منها الراكوبة وحريات وراديو دبنقا،باتت اكثر تأثيرا علي المتابع للاوضاع السياسية في السودان،وهي الان تعمل علي انشاء عشرات الاذاعات باللغات المحلية في جنوب كردفان ودارفور للحد من تأثير راديو دبنقا علي المستمعين،وهل تستطيع هذه الاذاعات المحلية التي تريد الحكومة انشاءها،تقديم مادة اعلامية حية تجذب المستمع كما يفعله راديو دبنقا؟.فالفكرة من اساسها فاشلة لانها انبنت علي خلق خط اعلامي مضاد موالي للحكومة في ولاية جنوب كردفان وولايات دارفور،وما جعل المستمع يجعلها اذاعته المفضلة،ان الاذاعة استطاعت كسب ثقة المستمع،من تقديم برنامج عن المفقودين،وبرنامج اهداء الاغاني،والمراسلات الاجتماعية،هذه الاشياء راديو السودان لايقوم بها..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ما حك جلدك مثل ظفرك.
    نحن لا ننتظر من المجتمع الدولي شئ. يكفينا خزلان الجامعة العربي و دولها التي لا تزال معترفة بحكومة اخوان الشيطان. وخزلان منظمة الدول الاسلامية التي لم ترى ان موت 300 الف مسلم يساوى ورقة ادانة واحدة للمجرم دع عنك مساندتنا للخلاص من العصابة الاسلامية المجرمة. حتى اامة المساجد و سيوخ الطرق الصوفية شياطين خرس ،لم يقولوا نصيحة واحدة لهذا المجرم المعتوه البشير ، فهم لن يستطيعزا قولة حق لامام اهل و مجرم. ما سمعوا بالكنائس الكانت ملجاء و حصن لثوار امريكا الجنوبية ضد الدكتاتوريات!!!!!!!

    والله لن ينجو كلب امن واحد و لا ديوث من علوج الترابي والبشير من حبل المشنقة. فيكم من يظن ان الحوار مع المعارضة يمكن ان ينجيكم. وهذا وهم فالموت لكم ولكل من يحاول ان يقول كلمة واحدة تعني العفو عنكم. وهذا وعد ليس مثل وعودكم الجوفاء.
    حرب عصابات المدن ستحسم المعركة بداية بحرق بيوت الكيزان وكلاب الامن، من اكبر كلب حتى اصغر جرو.ان تعليق الترابي مصلوبا ستكون لافته الثورة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..