المشهد السوداني والارباك المستمر

ما زلت علي يقين لا يتزحزح وقناعة تزداد وضوحا ونضجا ان الحلقة المفرغة والتكرار الابله لاحداث المشهد السياسي السوداني وما افضي اليه من كوارث طالت كل ما يخطر ومالا يخطرعلي بال احد وانهيار لم يستثني شيئا ولافردا ولامؤسسة ولا منحي من مناحي حياة الشعب السوداني الا وضرب عميقا في اساسها ومركزها الحيوي… مازلت علي يقين ان هذه الحلقة المفرغة لن تكسر وسيناريوهات حلولها المملة والمكرورة لن تاتي باي جديد يبشر بحلول جذرية للمشكل الشوداني الذي تعدي توصيفه الجقيقي ما جرت العادة علي وصفه بصراع الحكومة والمعارضة الي توصيف اكثر واقعية وحقيقية هو توصيف وجود او لا وجود …وطن اولا وطن . في اعتقادي ان هذه الحلقة المفرغة لن تكسر طالما ظلت ادارة ازماتها والبحث عن حلولها متروكة للصندوق السياسي التقليدي المتكلس والعاجز تماما عن تقديم أي جديد ففاقد الشئ لا يعطيه
الحكومة افلست منذ زمن بعيد فكريا وسياسيا واخلاقيا وظلت تراوح مكانها فلم يبقي هناك شيئا لتدمره وتقضي عليه والمعارضة مازالت تنتهج نفس الاساليب وتفكر بنفس الطريقة وتكرر نفس الشعارات وتطلق نفس التحذيرات والتهديدات وتختار نفس الخيارات حتى صارت الداعم الاول للحكومة والسبب الاقوي لبقائها وهي التي تتكئ علي منسأة سليمان.
هذا الصندوق السياسي (من حكومة ومعارضة) تكلس بما يكفي وتعفن حتي انعدمت امكانية شفائه واصلاحه وظل عاجزا عن تقديم أي افكار جديدة (لا يملكها اصلا) بحكم تكوينه وتركيبته الفكرية والعشائرية والقيادية التي ظلت ترتكز علي نفس الافكار والطرح واساليب الصراع لعقود طويلة هي عمر سودان ما بعد الاستقلال فصاروا مثل ال بوربون (لم ينسوا شيئا ولم يتعلموا شيئا) وما اظنهم فاعلين.
افكار جديدة ورؤي جديدة وقيادات جديدة يكون قوامها شباب بلادي المسلح بالعلم والمعرفة وتجارب الشعوب والامم التي نهضت وانجزت وتجربة الحكم الوطني في السودان المليئة بالعبر والدروس وما افضت اليه من واقع لانحتاج لذكر تفاصيله تظل هي المخرج الامثل والممكن لازمة وطن كان يمكن ان يكون مكانا افضل للعيش . وهي ليست دعوة في الهواء ولا حطابا استهلاكيا بقدر ماهي دعوة جادة وصادقة لتكوين حراك سياسي شبابي يقوم علي اسس جديدة وعلمية تتجاوز الصندوق السياسي التقليدي الذي اوصلنا الي ما وصلنا اليه واني لعلي يقين ومعرفة ان المكون البشري والفكرى لهذا الحراك متوفر وبما يزيد عن الحاجة ماينقصه فقط هو المبادرة والارادة والايمان . ولا اظن الامر مستحيلا ولا عصيا عن الحدوث فكل شئ في الحياة يبدأ بفكرة وان ظنها الناس لاول وهلة غريبة اومستحيلة اوحتي غير واقعية . هذا او ..هذا
ايهاب بخيت عبد القادر-ديسمبر 2014
[email][email protected][/email]