أخبار السودان

( ما في النفوس )

الطاهر ساتي

:: ليس هنا فقط، بجنوب إفريقيا أيضاً، قبل أن تسودها العدالة والحرية، كان البيض يدهسون السود بسياراتهم مع سبق الإصرار والترصد، وعندما يقصد أولياء دم الضحايا المحاكم، يسألهم القاضي أسئلة إستفزازية من شاكلة : بسرعة كم كان يسير قتيلكم عندما دهسته السيارة؟..هكذا كانت (العنجهية)، وهكذا تقريبا خطاب ساسة بلادنا بعد الأحداث.. أي كما كان قبلها، مستفز و (مُقرف)..كأنهم يحكمون شعبا يفتقر إلى الوعي، لا تزال ألسنتهم عاجزة عن فضليتي الإعتراف والإعتذار، بل تجتهد في نسب رصاص الأحداث إلى الحركات المسلحة – وجبهتها الثورية – بعد أن تغلفها ب ( المندسين)..!!

:: حسناً، فليكونوا كما يكذبون (مندسين)..أليس من واجب السلطات حماية المتظاهرين سلمياً من ( المندسين أيضاً) .؟..ثم لماذا لجان التحقيق وقد تم تدوين البلاغ إعلامياً ضد الإفك المسمى ب ( المندسين)..؟ .. هذا ما يعكر صفو أي مزاج سوداني وليس الغلاء، وهذا ما يشعل حريق الغضب في النفوس، إلغاء عقول الناس بمثل هذه الخطب التي تتحول إلى مادة تهكم وسخرية، ولكنهم لايشعرون.. في أيام كهذه، حيث لا تزال قلوب أسر الضحايا مكلومة والمقل تفيض بالدموع، كان يجب أن تكون خطب الساسة مسؤولة وكذلك أفعالهم، بحيث تقر بمجازرهم ثم تشرع في المحاسبة، أوهكذا مسؤولية المسؤول التي تُشعر المواطن ببعض (آدميته).. ولكن هيهات، ولن يستقيم ظلاً عوده أعوج..!!

:: والمهم..لم – ولن – ينته الحدث هكذا، أو كما يظن الناطق الرسمي باسم الدولة و سلاطينه..ويخطئ أي تقدير – أو تقرير – يشير إلى إنتهاء الحدث بإنتهاء مراسم عزاء الشهداء، أو بعودة الجرحى إلى منازلهم، أو بعودة الناس إلى متاجرهم وأعمالهم.. ( لا)،فالغبن كامن في النفوس، وهذا (أصل الحدث)..وإن نجحت الشرطة وتوابعها في فض تظاهرة هنا أو مسيرة هناك، فان كل شرطة العالم لن تنجح في فض ما في نفوس الناس من آلام وأحزان و(غضب).. وإن كان بالدولة حكيماً فليعي الدرس عاجلاً ويفض ما في تلك النفوس بالسياسة وليست بالرصاص والغاز المسيل للدموع والمخدر للإعصاب.. باختصار، سياسة تعيد البلاد لكل أهلها – بلا إقصاء حزب أو أنانية حزب – هي المدخل الوحيد لفض ما في (نفوس الناس)..!!

:: نعم، من وحي الوقائع، رفع الدعم عن السلع لم يُخرج فقط الجياع لحد الموت بالرصاص، بل هذا الإجراء الإقتصادي – وما صاحبه من إحتجاج – شكل في نفس أي مواطن سوداني نواة ثورة التغيير نحو الأفضل في كل مناحي الحياة، والسياسية في المقدمة..لقد وعت العقول لحد الجهر بأفكارها في الأسواق والطرقات، ولم تعد تقبل أن يفكر لها (عقل واحد)..وتحررت القلوب من قيود الخوف والتوجس بحيث لن تكبلها قيود (حزب واحد).. و كذلك إزدادت الأسر يقيناً – لحد الفداء وبذل الدماء – بأنها تنتمي لبلادها بالأصالة بحيث لن تقبل بأن تمثلها في هذا الإنتماء الصادق بالوكالة (فئة أو جماعة)..هكذا أسطر درس الأيام الفائتة، وهي واضحة لذوي الأبصار والبصائر، ولا يغض طرف بصره وبصيرته عنها إلا ( مكابر)..!!

:: وأسئلة الأخ ضياء الدبلوماسية بمؤتمر الرئيس، ثم أسئلة الأخ بهرام الصارخة بمؤتمر البارحة، هي ذات الأسئلة التي تغلي في نفوس الشعب..ولم تكن تجد من الإجابات غير التجاهل أو(الكبت)، ولذلك تحولت إلى هذا (الغضب).. واليوم لم يعد الخيارغير وطن يتساوى شعبه وأحزابه في الحقوق والواجبات أو(الطوفان)، هكذا لسان حال العامة ولن تُخدعها خُطب ( البلد مستهدفة)..لقد دفع الشعب إنفصال الجنوب ثمناً للسلام، ولم يتحقق السلام، لماذا؟.. وتحمل ويلات الغلاء عاماً تلو الآخر أملاً في عام الرخاء، ولم يهل هذا العام إلى عام الغلاء الأكبر هذا، لماذا؟..وصبر على فساد المفسدين – وهو يتلوى جوعاً وحرماناً ونزوحاً – بأمل الإصلاح، ولم يجد من الاصلاح غير تطوير فساد الأشخاص إلى (فساد نهج)، لماذا؟..وكذلك صبر على وعود التحول الديمقراطي و التغيير السلمي، ولم يحدث التحول المنشود ولا التغيير المرتجى و لم يمض الحال السياسي إلا نحو الأسوأ، لماذا؟..تلك هي أسئلة الشوارع، وقد سألت كثيراً، ولم تجد الإجابة..وها هي تتحرك بحثاً عن الإجابة، وستجدها باذن الله، فالشوارع لاتخون عهودها ولا تُخطئ أهدافها..!!

تعليق واحد

  1. مقال جيد ولي تعليق علي بعض النقاط اولا اسوا مافي الحكومه الفساد وغتغته والفساد بالاشكال المختلفه واخطر من الفساد سوء الاداره وهذه كارثه بحد ذاتها تعيق البلد اعاقه كامله ذي موضوع شركه الاقطان دا واخشي ان يكون امتد لاجهذه حساسه كالاجهزه السياديه وثانيا العلاقات الخارجيه وفقا لايدولوجيه الحكومه المتعارضه مع مصلحه الشعب وكيان الدوله والمعارضه كارثيه نحن شفنا تمكين الحركه الشعبيه وتمكين حركات دارفور مقارنه بالكيزان ديل بجيبوا بتاع زراعه بعملوا بتاع امن وديل بجيبوا زول امي بعملوا لوا في الجيش بعدين دي مليشيات قبليه وهذه هي الحقيقه من غير لف ودوران وتعتمد علي التعبيه العنصريه ذي استخدام الحكومه للدين بل يعتبر اسوا واحزاب المعارضه همها السلطه فقط ولايعنيها شي واخشي ان يفككوا البلد حربا وعندها سيصبح بعضهم لوردات حرب قبيله وبعضهم سيعيش في الخارج ولن يتاثر كثيرا ونواصل

  2. القسمة جاهزة ودا الخيار الوحيد عشان الناس ماتكبر اللفة وتقسموا بعد حروب وقتل ، دولة شمال السودان ، ودولة شرق السودان ، ودولة غرب السودان، الوسط والخرطوم منطقة حرة ذي هونكونغ منطقة تجارية ما عندها اي سياسة ، بس سوق ، صدقوني البلدان دي حتطور ويرجعوا يعملوا اتحاد في شكل جديد، نحن عارفين ناس الشمال مسيطرين على كل شي والكلمة عندهم، واحسن بالتراضي. لانو التاريخ في السودان عندوا دورة كل 100 سنة واسع المية سنة من الاستقلال مرت منها 57 سنة يعني النظام دا طلع بين راس الهرم واسع نازلين بسرعة شديدة نحو اسفل ، وكلامي عن التاريخ بعيد عن العنصرية المتاصلة في الشعب السوداني ، جنوب السودان حارب 50 سنة وكان السودان كلوا متوحد في حربوا ضدوا وبرضوا في النهاية نال استقلالوا، يعني عاوزين تقنعونا يا دولو شمال السودان انو دولة غرب السودان ولا دولة شرق السودان بياخذوا 50 سنة فرضا للحرب عشان ينالوا استقلالهم من دولة الشمال ما اظن و 50 سنة ماكثيرة مرة منها سبعة سنوات ودولة الشمال اضعف ماتكون ، تعرف انوا دولة غرب السودان لو اتحدت مكوناتهاوالعملت دولة شمال الشودان في تشظيه، خلال عامين بالكثير يكتسحوا دولة شمال السودان ويوصلوهم حلايب ، وبالشكل الحالي دا لو توحدت بعض مكونات دولة شرق السودان ودولة غرب السودان خلال 7 سنة بيمحوا دولة الشمال من الوجود، وهذا ليس تحاملا” على دولة الشمال ، بس الواقع بقول الحل في يد دولة الشمال ولتكسب علاقات جيدة مع جيرانها الجدد وما ترتكب نفس الخطا الوقعت فيهوا مع دولة جنوب السودان ، لا نوا اعتقد ان دولة غرب السودان ودولة شرق السودان اكثر تقاربا” وتفاهما” مع دولة جنوب السودان، لازم ترضوا بالواقع وتخلوا الناس في حالة ، وانسوا حكاية سودان موحد تتحكموا انتوا فيهوا، واتلهوا بحكم دولتكم وخلوا الناس تعيش بيسلام، ونحن لا عرب ولانحن زنوج نحن سودانيين وبس وعاوزين نعيش على كيفنا، ومافي شي بيعجبنا غير نكون سودانيين ، يا جماعة الامثلة حية دولة جنوب السودان لفت فتشت اسم ملقت غير انها تكون جنوب (السودان) وكذلك دولة الغرب ودولة الشرق ولا ادري دولة الشمال سترتبط بالاسم ولا تختار لنفسها اسم اخر، والستة سنوات الانتقالية المرت مع جنوب السودان كانت الامور احسن بكثير ، عندكم سنتين بالكثير فخلوا التعاون جازب ، وكلنا متاكدين ان دولة شرق السودان ودولة غرب السودان ودولة جنوب السودان ما ترحب بالتعاون معكم، عشان كدا احسن تتعاونوا معاهم اليوم وتكسبوا ، نحن عايشين عمرنا كلوا في السودان دا يوم واحد ماشفنا شرق السودان ولا غرب السودان ولا شمال السودان نسمع بيهم سمع زي باقي العالم في الاخبار ، ولا حينقصنا انفصالهم ولا حيزيدنا وحدتهم ، اهو الجنوب انفصل حصل شنو ، كنا مفتكرين نهاية العالم ، اسع جنوب السودان بقي مركز في مشاكلوا الداخلية وحيقدر يحلها لانها جغرافية واحدة، وما تقولو كيف ودستور والبديل الرواية الغلوطية اقسموه وكل ناس تدبر حالها، الجنوب كانت حركة اسع بقت دولة ، كل واحد يتلهوا بتتطوير منطقتوا ، والوحدة حتمية لكن بشكل جديد ..

    فهل ياشمال السودان راضي ان تكون من احد مؤسسي رابطة هذه الدول شرق وغرب وجنوب السودان فنحن قد تجاوزنا نموذج جنوب افريقيا لاننا بدانا بتقسيم الوطن فالنكمل حتى تكتمل الصورة …

  3. شكرا ياطاهر والاخ بهرام هز عرش الجبابرةواصابهم بالدهشة ووصل رسالة بأن الشعب لايخافهم مهما مارسوا من بطش وأعترف الخضر بأنهم اتعبوهم ولسة الموعد المشانق

  4. هل العصيان المدني والإضراب السياسي هما الخطوة التالية أم الوهم الذي سيبدد ما أنجزته 23 سبتمبر؟
    تنادى الكثيرون، سياسيون متحزبون وناشطون غير منظمين، وحركات وتجمعات حديثة تنشد التغيير، تنادى كل هؤلاء وغيرهم إلى التقدم خطوة إلي الأمام وانجار عصيان مدني او إضراب سياسي لإسقاط الحكومة الساقطة، التي لا تقيمها سوي بعض البنادق المأجورة والأبواق والحلاقيم المبيوعة. فهل العصيان المدني خطوة للإمام أم الخلف؟
    كيف ومتى يكون العصيان المدني أداة لاسقاط حكومة؟
    1. عندما ينجح السواد الأعظم من العاملون في الدولة والقطاع الخاص في التوقف عن مباشرة اعمالهم وخدماتهم العامة فتتوقف عجلة الدولة، ويجمد دولاب العمل العام والخدمات، فتصبح الحكومة ? بما فيها الطغمة الحاكمة ? عاجزة عن مباشرة شئون الحكم، فتتنحى، أو ترضخ لمطالب الجماهير.
    2. عندما يوجد اجماع شعبي واسع ? حول مطالب او برنامج سياسي – يشمل على الأقل معظم العاملون في الدولة والقطاع الخاص يضمن نجاح العصيان المدني.
    3. أن تكون الدولة نفسها دولة خدمات تقوم على جهاز مدني يوفر الخدمات ويبتدر التنمية، مكون من عنصر بشري مشكل بصورة محايدة سياسياً وعرقياً وجهوياً، الخ. فمثل هذه الدولة القومية هي التي ستتأثر بالعصيان المدني.
    هذه هي العناصر الثلاثة التي يمكن ان تنجح مشروع عصيان، فهل هي متوفرة في الحالة السودانية تحت حكم الكيزان؟
    1. حالة الشرط الأول: من الذي بتوقفه عن العمل يمكن أن يؤثر في الطغمة الحاكمة؟
    أولاً: جهاز الخدمة المدنية في دولة الكيزان جهاز غير قومي (بعد فصل آلاف العمال والموظفين الغير موالين للنظام واستبدالهم بعضوية التنظيم والموالون والانتهازية والمحاسيب والأهل) وبهكذا دولاب عمل لا يرجي إحكام عصيان مدني أو حتى قيامه.
    ثانيا: دعونا نتناول بعض الشرائح المهمة في دولاب العمل والخدمة المدنية ونرى احتمال مشاركتها في العصيان المدني:
    أ‌. القضاء وكل مكونات وزارة العدل والجهاز العدلي/التشريعي (برلمانات وما شابه) خارج الحسبة، ويمكننا توقع مشاركة قسم كبير من المحامين في الممارسة الخاصة وهؤلاء لا يضيرون النظام بشيء في توقفهم عن العمل، وكل صغار المحامين وهم الأغلبية يعيشون علي رزق اليوم باليوم وتوقفهم عن العمل تجويع لهم ولاسرهم. هذه الفئة إذا يمكن أن تشارك بأقل من النصف بكثير.
    ب‌. الخارجية والدبلوماسيين ، فئة قليلة وكيزانية ولا مصلحة لها في التغيير في معظمها.
    ت‌. المالية والاقتصاد والبنوك، كل قياداتها العليا والوسيطة كيزانية، وقواعدها مرتاحة (نسبياً) وإن لم تكن من الكيزان فالتعويل على مشاركتها ضعيف.
    ث‌. التعليم: التعليم العالي الحكومي قياداته كيزانية، ومعظم كوادره (الأساتذة) من الموالين والمنتفعين ? بعض تشريد معظم الكادر الوطني في التعليم بالفصل أو الإجبار على الهجرة- ومؤسسات التعليم العالي الخاصة هي عبارة عن مؤسسات تجارية همها الربح وتعمل بكادر محدود ? معظمه يعمل بالساعة وفي اكثر من جهة تعليمية ? ولو نجح معظمهم في الانضمام لمسيرة العصيان لن يضيروا نظام يأتي التعليم في مؤخرة اهتمامته، مع العلم أن النظام بادر بادخال التعليم العالي وحتى الأوسط والإبتدائي في عصيان مدني إجباري خوفا من تجمعات الطلاب، إذا هذه الفئة اما انها موالية أو لاتضير النظام، أو متوقفة بالفعل.
    ج‌. الصحة: وهو قطاع له اهمية خاصة في مسألة العصيان المدني ولعب دورا محوريا في السابق في حركة التغيير السياسي، وذلك عندما كان يوجد نظام ? رغم عدم ديمقراطيته كعبود والنميري ? تهمه صحة الشعب، قطاع الصحة في معظمه اليوم قطاع خاص، وقياداته الإدارية والطبية كيزانية أو موالية، وقواعده من الأطباء والممرطين والصيادلة والفنيين ? من غير الكيزان ? رغم كثرتهم ضعيفي التنظيم ووضح هذا من تفاعلهم المضطرب مع ثورة 23 سبتمبر، والنظام، وهذه هو الأهم إن أضربوا وبقوا في منازلهم فلن يرمش له جفن ولن تسيل له دمعة على مريض لم يجد المعالج وعليل فقد الدواء، وسيكتفي بمشافي كوادره والمستشقيات العسكرية لعلاج اعضائه ومن يواليه، وليذهب بقية الشعب لأحمد شرفي. قطاع اصبح غيابه لا يهز شعرة في النظام.
    ح‌. بقية مؤسسات ومصالح الخدمة المدنية (الوزارات الصغيرة:التجارة، الاستثمار، شئون الخدمة، الزراعة، الثروة الحيوانية والغابات، الثقافة، الرياضة، الخ، والبقية، مقاييس وموازين، المجالس القومية والولائية المختلفة، الخ) قياداتها العليا والوسيطة كيزانية، وهي أصلاً غائبة خدمياً، ولا تهم النظام وتأثيرها مجتمعة لن يبلغ حداً يدفع النظام لتقديم أي قدر من التنازل.
    خ‌. الإعلام، أما كيزاني رسمي قيادةً وقواعد، أما خاص موالي، أو خاص معارض وهذا يريح الكيزان توقفه عن العمل.
    د‌. المواصلات والنقل: مواصلات ترحيل الركاب كلها تقريبا قطاع خاص، والعاملة داخل المدن والقرى ملكيات فردية (حافلات، تكاسي، أمجاد، رقشات) بتشكل لمالكيها مصدر الدخل اليومي الوحيد وتوقفها تجويع لمالكيها الفقراء أصلاً، ورغم هذا يتوقع مشاركة نصفها على الأقل في العصيان المدني، شركات النقل والترحيل الكبيرة إما كيزانية، أو تجارية رأسمالية، وعملها وسائقيها محدودي العدد، فهذا القطاع يمكن ان يشارك بنصفه تقربياً، لكن هل يهم الكيزان لو توقف سائقي الرقشة والأمجاد عن العمل، وهل ينوعجون أن لم المواطنين وسيلة مواصلات؟؟؟
    ذ‌. الشرطة (خدمات الأمن، الجوازات والهجرة، السجل القومي، الشرطة، الدفاع المدني، الجمارك الخ) وهذه قوة مأمورة كيزانية في معظمها، ولا يرجي مشاركتها في عصيان مدني ما عدا حالات فردية.
    ر‌. الجيش، كل قياداته العليا والوسيطة تتبع للنظام وقواعده اما بسيطة التكوين السياسي او مشحونة، والجيش لا ينظر إلى تحرك كالعصيان المدني كشأن يعنيه (شغل بتاع ملكية) فلا ترجى إذا مشاركته.
    ز‌. الأمن والمليشيات الخاصة: لا رجاء منه إلا في حالات فردية وعندما يتقدم الشارع ويثبت صموده.
    2. حالة الشرط الثاني: الاجماع السياسي (مطالب شعبية او برنامج سياسي) الوحيد الذي يمكن ان نتحدث عنه هو تغيير النظام القائم ? وفي حالات مثل حزب الأمة القومي والسائحون ومولانا الأصل هو إصلاحه وليس تغييره، بمعني أخر توسيع المشاركة فيه ? فلا يوجد اجماع حول كيفية التغيير ولا ما بعد التغيير ولا ما هو المطلوب تغييره. لكن في الجانب الآخر هنالك القوى التي لا تخشى التغيير ولا ترغب في المشاركة في، او إصلاح النظام القائم، وهذه القوى عمادها الشباب والطلاب والمرأة وفقراء المدن والأرياف والمثقفين الثوريين ومعظم حملة السلاح. إذا الاجماع الذي تحدثنا عنه يشمل هذه الفئات الأخيرة فقط (الشباب والطلاب والمرأة وفقراء المدن والأرياف والمثقفين الثوريين ومعظم حملة السلاح). وهي قوى في معظمها خارج دولاب العمل الحكومي ولا يضير النظام شيئاً من توقفها عن العمل، لكن قوتها تكمن في وجودها منتفضة في الشارع وفي كل ساحات المنازلة الفعلية للنظام سلميا وعسكرياً.
    3. حالة الشرط الثالث: حكومة الكيزان ليست حكومة خدمات تتأثر بتوقفها، ولا حكومة حقوق تتضرر من غيابها، ولا حكومة قومية يمكن أن يسهم الجميع في تعطيلها، هذه دولة/عصابة جباية منحازة سياسياً وعرقياً، حومة مطلوبون للعدالة الدولية والسواتر التي تقيهم إلقاء القبض عليهم هي الكراسي التي تحكروا عليها والسلطة التي اغتصبوها.
    ? إذا العصيان المدني ضعيف الأثر في كل الحالات، ليس لأنه أداة ضعيفة ? فقد نجح في اكتوبر وأبريل ? بل لغياب الدولة نفسها التي يمكن أن يهزها توقف دولابها عن العمل.
    ? إذا لماذا الدعوة للعصيان المدني؟
    – أولاً دعت له فئة وعن صدق وهي فئة حريصة على إيقاف سفك الدماء وراغبة في إحكام التنظيم من أجل إسقاط النظام، وهذه يعرفها الجميع ويحترمها، لكن فاتهم أن حكومة الكيزان ليست حكومة بالمعنى المفترض للمصطلح، كما أوضحنا أعلاه.
    – فئة أرادت دس العصي في دولاب التغيير وإبطاؤه ? وهي الفئة الأنشط في الدعوة للعصيان المدني ? خوفا من التغيير الذي قد يبعدها أكثر من الكراسي التي هي الآن تغشاها لماماً نسبة لتحكر الكيزان عليها، والبعض من هذه الفئة يظن أن العصيان المدني لو نجح فهو فتح لباب السمسرة السياسية والبيع والشراء تحت الطاولة وباسم الشعب، وهو السوق الذي يعرفون دروبه وشروطه، وهذه فئة، أيضاُ، معلومة للجميع ولا داعي لأن نقول في قيادتها بعض القيادات الطائفية، لكن وجب التحذير من دعواها المضللة.
    فيا أيها الشعب المنتفض هيا، باسم مئات ألاف من القتلي والجرحى والمشردين والجوعي من أخوانكم وأخواتكم في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، باسم ألاف السجناء الذين يعذبون في سجون النظام الآن، وباسم الفقراء والجوعي والمهانين في كل ربوع السودان.
    ومن قبل ومن بعد … باسم عشرات الشهداء الأبطال ومئات الجرحى في ثورة 23 سبتمبر، قوموا إلي شوارعكم وهبتكم فهي أملكم الوحيد في الحياة ولا تركنوا للدعوات الخائرة والمخذلة والمضللة.
    مجدي سيدأحمد ميرغني (الدنقلاوي)
    [email protected]

  5. اجمل مقال قراته منذ بداية الاحداث ونشكرك كثيرا عليه ونرجوا منك المزيد وعلى نفس المنوال وبارك الله فيك

  6. هم كذلك مجموعة من القتلة الأغبياء. يظنون ان العزاء ينتهي بإنتهاء مراسم الدفن كما ظنوامن قبل ان مأسآة السيول و الأمطار تنتهي بإنتهاء الأمطار. الغضب في الصدور الي ان ينتهي الكابوس. هم اغبياء لظنهم انهم باظهور اليومي بأجهزة الإعلام ينسينا إجرامهم. و لو تذكرون في أيام السيول و الأمطار . سنظل نلعنهم آناء الليل و آناء النهار الي ان ينجلي هذا الظلام.و لو نسيت فلن انسي منظر التلميذ بالزي المدرسي و هو مضرج بدمائه. ابحثوا عن اسمه ليكون لنا محمد الدرة السودني.

  7. المقال رائع جدا و لكن فيهو نوع من الدبلوماسية آنت عارف إن الحكومة أصبحت ما بتعرف دبلوماسيه ولا تلميح عشان تغيير من سياسته اتجه المواطن لذلك الرجاء منك ياساتى آن تغيير في أسلوب الكتابة لكي يتمشى مع المرحلة كما صدح بها الفتى الجري و الشجاع بهرام وتكون زى ناس . الهندي عزالدين ,ضياء ,احمد البلال و الباز. القائم تطول ……….!
    كفابه … كفابه …. لا أقول جبن لكن أقول متى تحرروا من “دي خارج عن أردتنا”

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..