مؤشرات على بدء تفكك جهاز الامن وانفراط منظومة الولاء

بدأت مؤشرات تتواتر بقوة من الخرطوم على بداية تفكك جهاز الامن الحالى ضمن تشقق يشمل كامل المنظومة الامنية وذلك كنتيجة للتعديل الوزارى الاخير والذى برغم ان جميع الاطراف بدت او على الاقل اظهرت للراى العام والاعلام الداخلى والعالمى انه ياتى نتيجة مشورة واتفاق كامل داخل الحزب الحاكم الا ان ردود الافعال التى سادت المشهد السياسى بعد ان ان حلت التغيرات موقع التنفيذ وتمت عملية خروج المتنفذين التاريخيين من حصونهم التى احتلوها طوال 24 عاما هى عمر الانقاذ ودخول التنفيذيين الجدد بدت تؤكد حالة الانكار القوية التى يعيشها الجميع بما فيهم الشارع السودانى والمعارضة
خبراء المخابرات والاجهزة الامنية يؤكدوا صعوبة تغيير الولاءات واثرها فى العملية الامنية حيث ان الامر اشبه بتغيير مكان راس الحبل مما يستدعى بعض الوقت والجهد حتى يتعدل وضع باقى الحبل بل وقد يستدعى احيانا تغيير كل الحبل حيث تشير التجربة والتاريخ الى ان العمل فى مواقع قيادية ومتوسطة فى اجهزة الامن والمخابرات اشبه بعود الثقاب يشتعل لمرة واحدة فقط فلا يمكن لجهاز وادارات هذه المنظومة البالغة الاهمية والحساسية والخطورة ان تتغير ولائاتها واجنداتها عدة مرات فى الفترة الاخيرة وتتشتت مابينا على كرتى وابو الجاز و صلاح قوش ومحمد عطا ونافع وعلى عثمان وبكرى حسن صالح ثم اسرة الرئيس وصولا للرئيس نفسه فهذه التغييرات الكثيرة انتهاء بالتغيير الاخير الاكثر دراماتيكية فتت فى عضد المنظومة الامنية الضابط المطلق لايقاع للبلاد وبدات تفقدها الاتجاهات والشهية وحاسة الشم والسيناريو الاخطر هو ان تدخلها فى حالات من التشرذم او الدخول مباشرة الى المواجهة مع الجيش حيث ليس بخفى مدى احتدام العداوة بينهما وان بقت نيرانها تحت الرماد طوال الفترة السابقة
ما بدا ينضح عن مالات هذا التفكك هو الخوف من تحالفات جديدة او عداوات نائمة والخوف الاكبر هو من بطش الشعب وثاره وبدات محاولات اتقاء شره فى ظهور بعض الحلفاء والابناء المخلصين للنظام وهم ينتقدونه بشكل مباشر وعنيف وذلك فى الاعلام المفتوح كانما يوثقون لمعارضتهم المتاخرة جدا للنظام و بعضهم ذهب ابعد من ذلك بالانسلاخ وانشاء احزاب معارضة بينما ذهب البعض الاخر فى اطلاق التصريحات بمعارضتهم للانقلاب منذ مولده او بارسال استجداءات للعفو عن ما اسموه بقليل من الدرش الذى درشوه للمعارضين او حتى البكاء من الخسارة فى جانب ونصب خيام الفرح فى الجانب اخرمنتجة مشهد هستيرى على حالة الانكار العامة والتى تظهر ايضا فى تصريحات المعارضة التى ترفض بشدة ان تصدق ان الاسماء التى حملوها طوال عمر الانفاذ معظم فشلهم ، قد غادرت وان عليهم الان ان يظهروا مؤهلاتهم و ان يعرضوا بضاعتهم للشعب لكنهم يدركون انهم مفلسين وانهم ايضا يحتاجون بشكل عاجل لتغيير يجتاح تكوينهم المتكلس والهرم بينما بقى الرئيس فى حالة المصاب بمرض لا شفاء له نتيجة لانغلاق كل الابواب امامه وهو يدرك ان من اختارهم حوله هم احسن مايمكن لكن لاعزيز له ولعله يحاول الان ان يموت وهو ساجد
ان تفكك المنظومة الامنية او تغيير افرادها يعنى بالضرورة تغيير اولوياتها وولاءاتها مما يعنى خروج الكثيرين من تحت مظلتها وبالتالى انقطاع الخدمة عنهم مما يعرضهم لاخطار داهمة وهذا نفسه مايصيب الشارع العام ايضا بحالة انكار فهو لايكاد يستوعب ان كثير من الاسماء التى كانت تملؤ حياتهم ضجيجا بالسلطة والنفوذ واحيائهم بالرعب والذعر فى طريقها الان كى تكون بلا نفوذ او حماية حتى من صفعة !!1
اللهم الطف بنا جميعا
اللهم ارحم شهدائنا وارحمنا
اكرم محمد زكى
[email][email protected][/email]
جهاز الامن تكوينه عنصرى ضم عشيرة على عثمان وعشيرة نافع والبشير ملك الانقلابات والمؤامرات لن يرضى بجهاز ولاؤه مشكوك فيه .. ورئيسه السابق كاد ان يطيح بالبشير فى انقلاب يقوم به جهاز الامن كما فعل بن على رئيس المخابرات فى تونس اذ اطاح بالرئيس بورقيبه ..ما قام به البشير انقلاب كامل .وانا شخصيا كنت اتوقع ان يتدخل جهاز الامن عسكريا لاحباط الانقلاب لان على عثمان ونافع ليسو موظفين عند البشير بل شركاء اصليين فى سرقة السودان ..سيحل البشير جهاز الامن بنفس الخبث والدهاء والمكر الذى حل به القوات المسلحه وتخلص منها ..
كــل القيادات النافذة في جهاز الامن تدين لـــ على كرتى وابو الجاز و صلاح قوش ومحمد عطا ونافع وعلى عثمان وبكرى حسن صالح واسرة الرئيس وصولا للرئيس نفسه والبقية ولائهم للوظيفة والراتب فقط ، لذلك اصلاح جهاز الامن مهمة صعبــة وفقا للمعطيات ، وإزالــة محمد عطا تكون بداية الاصلاح. وللاســف هؤلاء قطاع الطرق اسســوا عداوة بين الامن والجيش وهذا لعمري عين الغباء والجهل.