طالبة: اضطررت للعمل في بوتيك بالمساء حتى لا أترك الدراسة .. ترزي: نقبض على الجمر ونعمل في وقت تتراجع فيه المهنة

كهربجي: لا وجيع لنا ويحكمنا قانون السوق
عامل بناء: الوضع الاقتصادي أصاب المواطنين في مقتل
أرملة: (والله غلبنا البنسوي)!!

الخرطوم: إنتصار ? مي ــ سناء ــ مدينة

في مساحة تتوسط القنصلية المصرية وصيدلية كمبال يتمدد عدد كبير من العمال في منطقة خصصت لهم عرفت بـ(قهوة الحدادين)، هذا المكان ظل ومنذ سنوات يجمع عمال (الحدادة والسباكة والسمكرجية) وغيرهم، ممن امتهنوا العمل الحرفي الذي يعتبر من أضخم وأكبر القطاعات الإنتاجية بالبلاد، على الطرف يجلس الكهربجي (محمد أبكر) قابضاً بيده ماكينة صغيرة، ورغم تركيزه في العمل الذي يقوم به المتعلق بنظافة وصيانة مولد كهربائي كان بجانبه.. منحنا خمس دقائق من وقته متحدثاً عن بيئة العمل التي تحيط بمجاله والقوانين المنظمة للقطاع، بالإضافة إلى وضعه المادي في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
شح في العمل:
مضت ثلاثون عاماً عليه، وهو ما زال يجلس في ذات المكان متحملاً تراجع العمل وانعدامه في كثير من الأوقات، فمجال صيانة الأجهزة الإلكترونية الذي تخصص فيه (أبكر) من المجالات التي تتأثر بالوضع الاقتصادي وحجم السيولة التي في أيدي الزبائن، وقال لـ(الصيحة ) إنه يعمل، ولكن الأرزاق بيد الله، ففي اليوم الواحد قد يكسب (300) جنيه، وبقية الأيام قد تشهد شحاً في المعدات المعطلة التي تحتاج لصيانة، بالتالي فإن وضعه المادي يزداد سوءاً ولا يتمكن من مجابهة الاحتياجات اليومية للأسرة، لكنه يستمر في الحضور إلى الموقع بشكل دائم، فالتشاور والتفاكر في الأوضاع مع الزملاء يريح النفس ويخفف المشاكل والهموم التي ترافقه منذ خروجه وحتى عودته إلى المنزل.
أحلام بسيطة:
ربما المطالب والأحلام التي يتمناها بسيطة جداً، ويتفق معه فيها كل المتزاحمين في تلك المنطقة، وهي تضميد “الشلخ” الذي أصاب الاقتصاد الوطني، وكتب نهاية الجنيه أمام العملات الأجنبية وأدى إلى هروب المواطن من الأسواق للارتفاع الذي أصابها، مع الاهتمام بالقطاع الذي يحكمه قانون السوق، ولا وجيع له..
ومن نفس المكان عكس (الأمين أحمد) يعمل في مجال (الحدادة) كيفية تأثره بالوضع الاقتصادي الراهن، حيث أنه يواجه اليوم مديونية لا تقل عن الـ(500) ألف جنيه، خاصة بأقساط أدوات ومعدات الحدادة الكهربائية التي ارتفعت أسعارها بوتيرة متسارعة، انعكست على ميزانيته لدرجة أنه فكر في هجر المهنة في ظل تراجع الطلب أو الانتقال إلى العمل بالحي الذي يقيم فيه، ولكن هذا يتطلب سيولة مالية، لإن إيجارات المحلات أصبحت (نار) يصعب إطفاؤها.
موجة غلاء:
من المعروف أن قطاع المهن الحرفية والتي تتعدد مسمياتها.. من القطاعات التي لا تقوم بتنفيذ اعتصامات أو احتجاجات تعبر عن تأثرهم بالوضع، أو رفضهم لأي سياسة من شأنها أن تنعكس عليهم بأضرار بالغة، وكما يقول الترزي (بشرى عوض) إنهم يقبضون على الجمر ويعيشون في وقت تتراجع فيه المهنة رويداً رويداً، واشتكى من ضعف الإقبال وارتفاع أسعار (الخيوط) والزيت المستخدم في نظافة ماكينات الخياطة، وأضاف قائلاً: (السياسات الحكومية وضعتنا بين أمرين كلاهما صعب، إما أن نغلق المحلات ونهجر المهنة أو أن نزيد أسعار الخياطة ونفقد الزبائن)، فموجة الغلاء التي ضربت كل شيء في السوق غير محتملة وتعتبر مصيبة من مصائب الدهر التي لا تأتي فرادى.
ترقيع الملابس:
ويشير إلى أن أغلب زبائنه طلاب مدارس وسكان الحي الذي يوجد به محله إلى جانب عدد من الأحياء المجاورة الذين يقصدونه لتفصيل (الفساتين والبناطلين والقمصان)، وأنه الآن يقوم بعملية (ترقيع الملابس) بأسعار متفاوتة تتراوح بين (5 ـ 20) جنيهاً مراعاة لظروف الزبائن، واتفق مع المطلب السابق الذي أوصى به (الأمين وأبكر) المتعلق بإجراء عمليات سريعة لتضميد الشرخ الاقتصادي، مع الاهتمام بالقطاع الحر وتذليل الصعوبات التي تعوق العمل خاصة وأنه لا يتقاضى حوافز أو رواتب من الدولة، وإنما يعتمد على رزق اليوم باليوم، ولا يمد يده إلى الغير فقط ينتظر الاستقرار المعيشي ليظل صامداً يعمل لخدمة المواطن.
فوضى الزيادات:
تركت الخياط (بشرى) راسماً على وجهه حيرة كبيرة.. وأمامه مجموعة من الملابس الممزقة التي يريد البدء في إصلاحها، وتوجهت إلى العم (محمد طاهر) صانع المراتب والذي كشف عن ارتفاع أسعار أقمشة أكياس المراتب بنسبة (100%)، حيث أنها ارتفعت من (200 ـ 400) جنيه، هذا غير القطن الذي ارتفع سعره، قال في حديثه لـ(الصيحة): الوضع الاقتصادي الحالي سيئ للغاية، ولقد بدأ فيه التراجع بشكل واضح، وكشف عن مشاكل تواجه المجال، تمثلت في العوائد والجبايات الكبيرة التي تطلبها منهم المحليات، بالإضافة إلى ارتفاع إيجار المحلات التي تزيد بشكل سنوي، وأضاف أنها شهدت زيادة بنسبة (50%) هذا العام، تماشياً مع الزيادات الواقعة الآن. والتقطت خيط الحديث زوجته (آمنة داؤود) التي تشاركه في المكان تطالب بأهمية رفع العناء عن المواطن وضبط الأسوق، مشيرة لارتفاع أسعار الخيوط من (15 ـ 35) جنيهاً خلال يومين فقط، مما جعلهم يصابون بحالة استياء من العمل.
إعادة التنجيد:
لافتاً إلى تراجع القوة الشرائية، وأن المواطنين يفضلون اقتناء مراتب الاسفنج التي اكتسحت السوق بالرغم من أن أسعارها في (السماء) وفاقت الـ(1700) جنيه، الأمر الذي جعل عدداً منهم يهتم بإعادة تنجيد (المراتب) بواقع (250) جنيهاً للمرتبة الواحدة حتى يضمن قوت يومه، ووجه رسالة إلى المسؤولين بالدولة بمراعاة ظروف العاملين في مجال صناعة (المراتب القطنية)، وذلك من خلال توفير القطن والمعدات بتكاليف منخفضة، حتى يحصلوا عليها بأسعار مناسبة، إلى جانب ضبط السوق ليتمكن من شراء طلب الفول لإفطار أبنائه الستة، الذين تزداد مطالبهم واحتياجاتهم كلما زادت الأسعار وضاقت دائرة الاقتصاد .
حالة طارئة:
تتنوع المشاكل والأزمات المالية، وحتى يتمكن من العيش وتظل دقات قلبه تنبض اضطر أن يعمل في مجال البناء كعامل (طلمبة)، يقوم بتجهيز المونة ورفعها وحمل أكياس الاسمنت وتفريغها، وفي بعض الأحيان يعمل في صناعة الطوب (الأخضر)، هكذا بدأ العامل (يعقوب داؤود ) حديثه معنا، بعد أن وقف وقام بإزالة (العرق) المتقاطر من رأسه على وجهه بيده، ليقول إن الظروف صعبة جداً، والوضع مخيف وكل الناس تلهث وراء لقمة العيش التي تأتي ضمن أولويات الأسرة، فمنذ تخرجه في كلية التربية جامعة السودان في العام السابق، اتجه نحو العمل الحر، وكان البناء أول وجهة له كعامل باليومية، حيث كان يتقاضى (100) جنيه في اليوم تذهب إلى صاحب الدكان الذي يأخذون منه السلع بالدين.

ضربة قاضية:
وبالرغم من ذلك كان يشعر بالاطمئنان، واليوم يصيبه التوجس والخوف من الوضع الاقتصادي، حيث إن المائة جنيه يذهب نصفها إلى شراء العيش صغير الحجم، نظراً لأنه يعول أسرة يبلغ عدد أفرادها (11) فرداً، جميعهم في المراحل الدراسية بخلاف والديه وهم يحتاجون إلى الطعام، ولا يرى أملاً في إصلاح الوضع الاقتصادي الذي ضرب المواطنين أصحاب الدخل المحدود في مقتل، ويطالب بفتح فرص توظيف وإنزال مشاريع إنتاجية بتمويل حقيقي لكل من يريد ولا يُعطى لأحد ويُحرم البقية، بالإضافة إلى تخصيص مبالغ مالية مناسبة تمنح للأسرة الفقيرة ومتوسطة الدخل في الأحياء كمساعدة من الحكومة على أن يتم العمل عبر اللجان الشعبية مع الالتزام بالأمانة والتوزيع العادل.
ظروف غريبة:
ربما اتجاه المواطنين إلى شراء الأثاث الخشبي الجاهز جعل النجار (حامد محمود) يفكر في هجر المهنة، واستبدالها بمطعم لـ (البوش)، ولكنه تراجع حتى يكمل تصميم (الدولاب) الذي بدأ فيه وأخذ (عربونه) القسط الأول منه والبالغ (1000) جنيه، فالأزمة الاقتصادية التي اجتاحت البلاد تسببت في مشكلة كبيرة وعدم تركيز في العمل، وأدت إلى الشجار الدائم بينه وبين زوجته نتيجة عدم مقدرته على توفير الاحتياجات، وأصابتهم بالضيق والكدر المستمر، ويقول: الظروف التي مرت عليه هذا العام لا مثيل لها طوال الأعوام الماضية، ولا يظن بأنها سوف تتكرر، فقد انعكس الوضع الاقتصادي على تماسك النسيج الاجتماعي في محيط الأسرة، ووصف الزيادات التي يعاني منها السوق بـ(الشر) الذي يجب محاربته حتى ينعم الإنسان باستقرار نفسي ومعنوي، وتوقع زيادة أعداد المجانين في الشارع العام نتيجة الجوع وغلاء المعيشة، ونادى بتدارك الأزمة.
قطاعات أخرى:
وغير بعيد عن قطاع الحرفين فإن قطاعات أخرى تأثرت بدورها بالراهن الاقتصادي حيث تقول الطالبة بجامعة القرآن الكريم، أم هانئ التي تقطن بداخلية علي عبد الفتاح وتدرس في السنة الثالثة بكلية اللغة العربية إن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد دفعت الكثير من الطالبات إلى العمل مساء حتى يتمكن من توفير احتياجاتهن، وكشفت عن أن الكثير من الطالبات تركن مقاعد الدراسة بعد أن وصلن إلى قناعة صعوبة مواصلة مشوارهن الأكاديمي نسبة لظروفهن الاقتصادية الحرجة، والطالبة أم هانئ مجرد نموذج لطالبات جامعيات وأرامل ومطلقات يواجهن ظروفًا بالغة التعقيد جراء الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت البلاد منذ بداية هذا العام .
طالبات في وجه المدفع:
تقول الطالبة أم هانئ إنها لم تجد غير العمل في الفترة المسائية في بوتيك لبيع الملابس النسائية حتى لا تترك الدراسة بسبب ظروفها المادية، مؤكدة معاناة الطالبات مع ارتفاع الأسعار، أما زميلتها نجاة موسى فلم تجد غير المضي على طريق أم هانئ بالعمل أيضاً في بوتيك للملبوسات عقب عودتها من كلية الدراسات الإسلامية بجامعة القرآن الكريم التي تدرس بها، وتكشف أن الأوضاع الاقتصادية التي تصفها بالمتردية تسببت في انحراف بعض الطالبات وخروجهن عن جادة الطريق بحثا عن المال، ومن ناحيتها فإن الطالبة بكلية الإعلام فهي اختارت أن تعمل في الفترة المسائية بإحدى الكافتريات حتى تتمكن من توفير مصروفات تعينها على مجابهة ارتفاع الأسعار، وعلى ذات الصعيد، فإن الطالبة بجامعة أم درمان الإسلامية فاطمة آدم، فقد أكدت معاناة الطالبات ودفعهن لفاتورة الغلاء باهظة، وهذا ما تؤكده نعمات إسماعيل الطالبة بقسم الأحياء التي تؤكد أن الأوضاع الحالية تتسبب بشكل مباشر في ارتفاع معدلات الانحراف وسط الطالبات، وتؤيدها في الرأي الطالبة بجامعة السودان إيناس أحمد.

الأرامل والمطلقات وصرخات استغاثة:
ذات المعاناة التي تتجرع الطالبات كأسها، فإن المطلقات والأرامل يجأرن منها بالشكوى وفي الإطار تجيب الأرملة فطومة الشريف التي تعمل بإحدى المرافق الحكومية، وحول سؤالنا عن أثر الأسعار على دخل الأسرة المحدود قالت: أنا الوحيدة التي أقوم بالصرف على أفراد أسرتي وهم بمراحل تعليمية متأخرة والزيادة الأخيرة في أسعار السلع أثرت وأصبحت أشعر بعجز في الميزانية والصرف اليومي للمدارس وشراء السكر والدقيق أصبح حلمي في هذه الأيام ارتفع بصورة رهيبة وأصبحت أشتري ما يكفي ليوم واحد فقط، ولا أستطيع التوفير بالإضافة إلى أنني أقوم بإعالة أبناء أخي المتوفى ومتطلبات كثيرة في انتظاري من توفير إيجار المنزل إلى دفع رسوم الأبناء والراتب لا يكاد يكفي لتغطية العجز الذي تركته هذه الأسعار، وأتمنى زيادة المرتبات للعاملين ومراقبة دقيقة للأسواق لمنع جشع التجار والتلاعب بمعيشة المواطنين وأن ينزل المسوؤلون إلى الأسواق ليحاربوا هذا الغلاء الذي أصبح غولاً يفترس معيشة المواطن المسكين.
السوق وتقلباته:
من ناحيتها، فإن سميرة القراي تؤكد قائلة”والله غلبنا البنسوي… السوق بقى ناااار .. المعيشة بقت صعبة”، وتمضي في توضيح معاناتها مع ارتفاع الأسعار وتضيف: توفي زوجي وترك لي أبناء صغار في مراحل دراسية مختلفة، وأنا أقوم وحدي بالصرف عليهم من مرتبي الذي لا يكاد يكفي لسد احتياجاتنا من غذاء وكساء وعلاج، وقد زادت الأسعار بصورة رهيبة ما دفعني لأن أعمل في أيام راحتي لسد الاحتياجات الضرورية لأفراد أسرتي، وأصبح حلمي أن أوفر لأبنائي الغذاء لإسكات البطون الجائعة ولاأستطيع فعل ذلك إذ أصبح سعر الرغيفة جنيهاً واحداً كيف لي أن أجعلهم ينامون وشبح الجو ع يلاحق أفواههم الجائعة، وأتمنى استقرار الأسعار وزيادة أجور العاملين وأن يلتفت الحاكم إلى معيشة المواطن لأنه مسؤؤل أمام رب العالمين عن أفراد شعبه وتوفير العيشة الكريمة لهم والالتفات إلى معاش الناس وأن شعبه أصبح على شفا حفرة من الموت جوعاً .
أرملة تعاني:
وفي ذات السياق تحدثت إلينا سعدية محمد قائلة: توفي زوجي بعد عناء مع المرض وترك لي أبناء في مراحل دراسية مختلفة وخرجت أبحث عن عمل لسد رمق أبنائي وحمايتهم من التشرد والجوع ورمت بي الأقدار في إحدى المصالح الحكومية وأصبحت أخرج في الصباح الباكر وأعواد عند الخامسة وأتحمل المشقة والتعب من أجل توفير لقمة عيش هنية لأبنائي ولكن زيادة رهيبة في أسعار السلع الضرورية جعلتني أخاف من المجهول وشبح الجوع يطارد أبنائي أصبح همي أن ينام أبنائي وبطونهم ممتلئة، زادت متطلباتهم وأصبحت لا أستطيع توفيرها لهم بالكامل، حالنا أصبح لا يوصف كل ما أتمناه أن أجعلهم لا يجوعون ويحلمون بواقع أجمل وأن يصبروا من أجل أن يتعلموا ويصبحوا غداً في أحسن حال.
مرض وفقر:
زينب محمد حامد (بائعة ملابس) تعمل منذ عشر سنوات تحدثت للصيحة عن الأزمة الاقتصادية وتقول: الزيادات الأخيرة أثرت علينا بشكل كبير، أنا أم لأربعة أبناء أحدهم مريض نفسياً يحتاج كل عام إلى أكثر من 4 ملايين جنيه لتوفير الأدوية ومع هذه الظروف الصعبة لا أستطيع توفير العلاج له لأن صرفي يفوق دخلي، وأحتاج إلى أكثر من 250 جنيه في اليوم لأضعها كمصاريف للمنزل، وقد تركنا شراء الملابس وأصبح كل جهدي منصباً في كيفية توفير الطعام وحتى أتمكن من فعل ذلك فإنني أخرج إلى السوق عند السادسة صباحاً لأعود والشمس قد توارت عن الأنظار، وحتى عملي في السوق تحيط به الكثير من العقبات التي تؤثر سلباً على إيرادنا اليومي لجهة أن ارتفاع الأسعار أسهم سلباً في القوة الشرائية بالأسواق التي تراجعت إلى أدنى مستوياتها، وأصدقكم القول إنني أتمنى دوماً أن يأتي يوم وأضع فيه عصا الترحال وأرفع عن كاهلي المعاناة لتقدمي في السن، ولكن لا أستطيع أن أفعل ذلك للمسؤولية التي تقع على عاتقي.
ظروف قاسية:
أما العشرينية رميساء محمد الحسن فقصتها غارقة في الأسى وجالبة للحسرة لأن والدها غادر إلى المملكة العربية السعودية قبل ثمانية أعوام بحثاً عن فرصة عمل تعينه في تحسين واقع أسرته، بيد أن أخباره انقطعت منذ سنوات ولم يعد يتصل بأسرته، وليت الأقدار توقفت عند هذا الحد، فإن هذه الأسرة الصابرة كان عليها مجدداً أن تشرب من كأس الابتعاد القسري لأحد أفرادها، وهذه المرة فقد يمم أحد أبنائها ناحية مصر بحثاً عن فرصة هجرة إلى أوربا، ولكن ومنذ ستة أعوام لا تعرف الأسرة على وجه التحديد هل هو مع الأحياء أم ابتلعته أمواج البحر الأبيض المتوسط مع المئات من الذين يلقون حتفهم غرقاً، الشابة العشرينية لم تجد لمجابهة هذه الظروف غير مبارحة قاعات الدراسة لإعانة أسرتها التي تقطن منزلاً يبلغ سعر إيجاره الشهري اثنين ألف جنيه بالحاج يوسف بشرق النيل، ودخلها اليومي لا يتعدى المائتي جنيه يدرها عليها عملها في مهنة بيع الشاي.
الحصول على الطعام:
فاطمة عبد الله التي تعمل في بيع الحلويات في السوق العربي منذ6 سنوات تقول: زوجي مسجون منذ عشر سنوات أعمل لأصرف على أطفالي الخمسة، إضافة لأمي وأبي، وكذلك علي توفير مبلغ 800 جنيه لإيجار المنزل، أما المدرسة فالحمدلله متعاونة معنا فهي تعرف ظروفي جيداً، الظروف الاقتصادية صعبة، ولا نفكر في شراء الملابس حتى في الأعياد، نريد فقط الحصول على الطعام وتوفير الإيجار، وكذلك التعليم لأطفالي، وفوق كل هذا نتعرض للكشة التي تصادر بضائعي وعند مصادرتها لا أستطيع استعادتها فقط أستدين مبلغاً حتى أبدأ من جديد، والمبلغ الذي أتحصل عليه 300 جنيه أقسمها بين شراء البضاعة والخضار للمنزل وعلاج والدتي هي لا تكفي حاجاتي أكثر من دخلي مما يجعلني أقترض مبلغاً لسداد احتياجتي الضرورية.

الصيحة.

تعليق واحد

  1. ” ﻧﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻜﺸﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺎﺩﺭ ﺑﻀﺎﺋﻌﻲ ﻭﻋﻨﺪ ﻣﺼﺎﺩﺭﺗﻬﺎ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺃﺳﺘﺪﻳﻦ ﻣﺒﻠﻐﺎً ﺣﺘﻰ ﺃﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ”
    البشير شخصيا هو المسئول عنك امام الله ورسوله الذى بلغ الرسالة ونصح الامه . البشير عليه لعنة الله ورسوله مش فاضى ليك لانو مشغول بانتخابه للمرة الالف عشان يجى يرأسنا تانى عليه اللعنة ايضا .

  2. بالله هؤلاء مسلمين الاسلام الذي دعا الى الرحمة بالضعيف ومساعدة المحتاج .. وينك من عمر بن الخطاب الذي كان ينام تحت شجرة يا عمر البشير اللهم ورينا فيهم يوم

  3. ” ﻧﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻜﺸﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺎﺩﺭ ﺑﻀﺎﺋﻌﻲ ﻭﻋﻨﺪ ﻣﺼﺎﺩﺭﺗﻬﺎ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺃﺳﺘﺪﻳﻦ ﻣﺒﻠﻐﺎً ﺣﺘﻰ ﺃﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ”
    البشير شخصيا هو المسئول عنك امام الله ورسوله الذى بلغ الرسالة ونصح الامه . البشير عليه لعنة الله ورسوله مش فاضى ليك لانو مشغول بانتخابه للمرة الالف عشان يجى يرأسنا تانى عليه اللعنة ايضا .

  4. بالله هؤلاء مسلمين الاسلام الذي دعا الى الرحمة بالضعيف ومساعدة المحتاج .. وينك من عمر بن الخطاب الذي كان ينام تحت شجرة يا عمر البشير اللهم ورينا فيهم يوم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..