السدود في حوض النيل وتداعيات سد النهضة الاثيوبي (2-2)

د.صديق الامام محمد
باحث في العمران الحضري والجغرافية السياسية
السدود في دول حوض النيل وتداعيات سد النهضة (2-2)
الآثار الجانبية المتوقعة لسد النهضة ومخاوف مصر والسودان
سد النهضة المثير للجدل يقع في الجزء الغربي من اثيوبيا على الحدود السودانية الاثيوبية ( يبعد من الحدود السودانية حوالي ( 20-40 كلم) وهو حسب تصميمه يعتبر أكبر سد كهربائي في القارة الافريقية، وهو احد ثلاث سدود في اثيوبيا تستخدم في الكهرباء يبلغ ارتفاعه 145 م وطوله 1800م ، سعته التخزينية 74 مليار متر مكعب يحتوي على 5 وحدات لا نتاج الكهرباء قدرة كل منها 350 ميغاوات تكلفته الحقيقية تقترب من ال 5 مليار دولار ، اسندت عملية الانشاء لشركة سالني الإيطالية تستغرق عملية البناء من 3- 4 سنوات تقريبا ينتج السد حوالي 5-6 الالف ميجاوات من الكهرباء.
1/ الاهمية الاقتصادية للسد
تمتلك اثيوبيا 9 أنهار صغيرة وأكثر من 40 بحيرة بينها بحيرة تانا حيث تصل كمية المياه بهما الى 936 مليار متر مكعب ، يتبخر منها 80% بسبب ارتفاع درجة الحرارة والتسرب ليتبقى منها 122 مليار متر مكعب ، يذهب منها 97 مليار خارج اثيوبيا و8 مليار الى كينيا و2 مليار الى الصومال، ويبقى لها 25 مليون متر مكعب فقط ، وهي الدولة الوحيدة في الحوض التي لا تستقبل أي مياه من خارج اراضيها لذلك نرى اهمية هذه السدود بالنسبة لها وحاجتها لقيام هذا السد خاصة ، فهي تنوي استخدامه في توليد الطاقة الكهربائية حيث يحقق لها ارباح طائلة بالعملة الصعبة تصل الى قرابة ال10 مليار دولار ، هي في امس الحاجة اليها ، ولكن لا تتم لها هذه المنفعة الا بالتفاهم مع مصر والسودان .
2/ الاثار السالبة المتوقعة لقيام السد والمخاوف السودانية المصرية
أ / بخصوص تغيير المجرى:
الذي جرى لمجرى النهر فهو أمر عادي يحدث عند بناء اي سد وهو أمر موقت يعود بعده النهر لمجراه الطبيعي(bypass) ، وان كان تحويل مجرى النهر غاية في حد ذاته لما أُقيم السد وما الفائدة المرجوة منه ؟ للأسف أخذ هذا الامر أكثر من حجمة من جهات أردات تصعيد الحملات الاعلامية الاخيرة ربما يكون ذلك عن جهل أو قصد غير معلومين.
ب / من المخاوف الاخرى السالبة المتوقعة لقيام السد ، السعة التخزينية الكبيرة للسد التي ستكون خصما من مخزون المياه امام السد العالي ، حيث تستخدم المياه لسد العجز المائي لايراد النهر في السنوات التي يقل فيها الايراد( بالنسبة للسد العالي) ، وبالتالي ستظهر بعد انشاء هذا السد ظاهرة الجفاف ، وان المياه المخزونة ستكون خصما مباشرا من حصتي السودان ومصر السنوية .
اظهرت بعض الدراسات المصرية الحديثة للسدود الاثيوبية ان قيام هذه السدود سيودي الى عجز مائي لدولتي المصب قد يصل الى 8 مليار متر مكعب في السنه ، وسوف تقل الكهرباء المولدة من السد العالي وخزان اسوان بحوالي 20% سنويا (600 ميجا وات سنويا) هذه المخاوف قد تكون مشتركة بين السودان ومصر وهي مخاوف مشروعة للطرفين تستحق التأني والدراسة .
من مخاوف السودان ايضا ان انهيار هذا السد قد يؤدي الى كارثة حقيقية حيث يؤدي الى غمر جزء كبير من الاراضي السودانية المجاورة للحدود الاثيوبية وقد يصل الامر اكثر من ذلك لاسيما ان الشركة الي أُ سند لها انشاء هذا السد لا تعتبر من الشركات المؤهلة لعمل مثل هذه المشاريع الضخمة .
قد تكون هنالك فوائد متوقعة للسودان ومصر تتمثل في حجز المياه التي تتسبب في الفيضانات في موسم الخريف ( موسم تساقط الامطار) ليتم الاستفادة منها في فترة التحاريق (الجفاف) في فصل الشتاء خاصة لري بعض المشاريع المروية في السودان ومصر وذلك بضخ كمية من هذه المياه لخزان سنار ومن ثم الى السد العالي لتكون مخزون احتياطي للاستفادة منه بعد موسم الامطار، ومن الفوائد ايضا يمكن تزويد البلدين ( مصر والسودان بالتيار الكهربي الرخيص)
3/ نتائج اللجنة الفية المشتركة
بعد البدء بتحويل مجرى النهر بدأت المخاوف المصرية والسودانية تظهر في وسائل الاعلام المختلفة بعدها بيومين في 31/5/2013 ، خلصت اللجنة الفنية المشتركة المكونة من خبراء دوليين ومصريين وسودانيين الى مقترحات لتسوية الخلافات والاخطاء في تصميمات السد ، حيث قضت بإجراء تعديلات في التصميم وبعض الامور الفنية التي ناقشتها ووافقت الحكومة الاثيوبية على التعديلات التي صاغتها اللجنة الفنية المشتركة في اليومين السابقين تمهيدا لرفعها لرؤساء البلدان الثلاثة للبت بشأنها ، مع التركيز على تحقيق المصالح المشتركة بينهما ، وحق الانتفاع المشترك بالمياه ( لاضرر ولاضرار ) في الختام فإن التعاون المشترك هو السبيل الوحيد لدول حوض النيل لحل مشاكلهما المائية مما يترتب عليه مصلحة الجميع ، وقد اكدت مصادر مطلعة باللجنة ان ممثلي الدول الثلاثة قد توصلوا لتسوية ورؤية مشتركة وان اثيوبيا قد بدأت فعلا في تنفيذ التعديلات في التصاميم الفنية للسد .
بهذا الخيار التوافقي والتعاون المشترك بين هذه البلدان يكون هذا الصراع قد اوشكت ان تُسدل ستائره وتبدأ هذه الدول في فتح صفحة جديدة بالاتفاق والتعاون لحل مشاكلهما المائية بعمل اتفاقيات مشتركة يتم الاتفاق عليها ليعم الخير على الجميع .
[email][email protected][/email]
لقد ذكرت :(من مخاوف السودان ايضا ان انهيار هذا السد قد يؤدي الى كارثة حقيقية حيث يؤدي الى غمر جزء كبير من الاراضي السودانية المجاورة للحدود الاثيوبية وقد يصل الامر اكثر من ذلك لاسيما ان الشركة الي أُ سند لها انشاء هذا السد لا تعتبر من الشركات المؤهلة لعمل مثل هذه المشاريع الضخمة)
هذه الجزئية مردود عليها فالشركة المنفذة يجب أن تلتزم بالتصميم حيث ستكون مراقبة من الشركة المصممة والمهندسين الإثيوبيين ؟؟؟ فإذا كان هنالك تقصير فسيكون بسبب خلل في التصميم الذي تم عمله ومراجعته من قبل شركة مؤهلة ولها خبرة كبيرة في هذا المجال وليس لها مصلحة في عمل تصميم فاشل وكما ذكرت تم مراجعته مرة أخري بواسطة خبراء بطلب من الحكومة المصرية ؟؟؟ وعليه فلا خوف من التصميميم وبالتالي التنفيذ ؟؟؟ فهنيئاً للجارة إثيوبيا التي تنعم بحكومة وطنية وسوف يغيير هذا السيد إقتصادها بصورة فعالة ويخرجها من العالم الثالث حيث يحقق نموها السريع والذي يقدر ب12.5% والسودان يتراجع بنسبة 3.5% ؟؟؟ تأملوا هذه الحقيقة :- طيران إثيوبيا يصل الي جميع قارات العالم بإسطول مكون من 50 طائرة تجارية هذا غير الطائرات المحلية والآن لها طلبية 30 طائر بوينج حديثة سوف تستلمها حتي نهاية 2015 والخطوط الجوية الإثيوبية تعد ثاني شركة طيران بعد جنوب أفريقيا الأوربية المستوي ولها الفخر في الحصول علي أحدث طيارة في العالم بعد اليابان (بوينج – دريملاينر )؟؟؟ والسودان شركة طيرانه يرأسها مؤذن ولها طائرتين قديمتين وباعت خط هيثروا الذي لا يقدر بثمن ليغتني أحد تجار الدين ويملأ كرشه ؟؟؟ علماً بأن الشركتين تأسسوا في نفس السنوات تقريباً ؟؟؟ وعير عير يا البشير ؟؟؟ بالمناسبة المبروك جوجو مستشار الرئيس فين ؟؟؟
مداخلتك جميلةتنمي عن وعي صاحبها ونقاشك هادف يحمد لك كثيرا حيث ان هذه الموضوع قد طرحه الكاتب ولم يجد التجاوب المطلوب في النقاش خاصة في الجزء الاول منه مما يدل عن ان اغلب المعلقين ينتابهم الحقد وأغلبهم من الفاقد التربوي الذي ليس له هدف الا الاساءة وتجريح الاخرين الذين يبعدون منهم باكثر من الف سنة ضوئية بكلام رخيص وهم لايفقهون قولا
تمنيت لورد عليهم كاتب المقال صاحيب الشان ويبدو انه آثر ذلك لانهم لايستحقون وسيأتي يوما يتم فضحهم وفأغلبهم نعرفهم فهم كلاب الامن الاعلامي والفاقد التربوي الحاقد