مقالات وآراء

الى سيادة رئيس الوزراء الانتقالي (1)

ب/ نبيل حامد حسن بشير

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم وشعبنا ووطننا باتم عافية.

نقول أن الحمل ثقيل، والمصائب جسام،والدمار خيالي وغير مسبوق في اي بقعة من بقاع البسيطة، والخسائر المادية والمعنوية التي المت بالوطن ككل، وبكل فرد من أفراد الأمة، لا يمكن حصرها أو تحديد مداها وتبعاتها ، والي متي ستستمر، ومتي ستزول ويتم الشفاء منها. قد يمتد ذلك الي عقود أو أجيال قادمات، وقد نتعاقي منها برحمته بعد أن نكون قد تعلمنا الدرس القاسي الذي قد نكون (نستحقه) في رأي البعض ، أو (لا نستحقه) في رأي البعض الأخر، لكنه قدر الله، وما شاء فعل، والحمد لله علي كل شيء.

السيد الدكتور رئيس الوزراء الانتقالي، هذا قدرك وعليك أن تتقبله وهو اختبار، يحمل معني ابتلاء، وعليك أن تقبل التحدي مهما كانت الظروف والعوائق طالما أنك قبلت التكليف، ونحن كشعب ليس أمامنا الا أن نتقبل مافرضه خالقنا سبحانه وتعالي علينا بعد العسر الذي واجهناه لآكثر من عامين قاسيين، مؤمنين بأن بعد العسر يسرا.
نحن الشعب السوداني نؤمن بأننا نستحق عيشا كريما يليق بما منحنا الله من نعم، ان شكرناه سلزادنا سبحانه من هذه النعم كما وعدنا. طالما قبلت سيادنكم قيادتنا، فعليك تحقيق ذلك دون تردد أو تأخر أو تكاسل أو تغاض عن أخطاء أو فساد أو مجاملات أو ارضاء جهات علي حساب جهات أخري، أو علي حساب الوطن والمواطن، مع التعامل (بشدة القانون) مع كل متأمر أو فاسد أو مقصر أومتحاذل أو خائن..الخ. هذه مسؤوليتكم المباشرة أمامنا وأمام الخالق الذي يمهل ولا يهمل.

طالبنا أثناء ثورتنا العظيمة بالحرية والسلام والعدالة. لكني أقول لك أن (أقصر الطرق) الي تحقيق هذه الشعارات أن نبدأ (بالعدالة) أولا وستكون النتيجة بالضروة تحقيق السلام والحرية. أن حكمت وعدلت فستأمن وتنام كما فعل عمر بن الخطاب(رضي الله عنه وأرضاه) عندما وجد نائما تحت شجرة دون حراسة. عليه فالمطلوب منك (التركيز علي مبدأ العدالة). العدالة مفهوم واسع جدا لا يتوقف عند النظام القضائي فقط، بل يبدأ من وضع القوانين والالتزم بتطبيقها، وتوفير الامكانيات لتطبيقها، مهما كانت التكاليف المادية واللوجستية، حتي وأن كانت علي نفسك أو علي أقرب الأقربين اليك، أو أعلي السلطات السياسية والمجتمعية والتفيذية، ولصالح الوطن والمواطن والاجيال القادمة. لا تكل امور المواطنين والوطن للاخرين و ثم تأني الينا بلوم الأخرين وتحميلهم مسؤليات في في المقام الأول والأخر هي مسؤوليتك المباشرة أمامنا وأمام الله، يعني ببساطة لا نريد شماعات، النتيجة ستكون (شكرا كامل أو تسقط بس)!!!

النقطة الثانية، طالما أنك قد قبلت التكليف، ولا يهمنا الأن من عرض عليك هذا الأمر، وعلي أي أساس تم ذلك، ولماذا قبلت بالامساك بالمرفعين من (أضانه)، فنحن كشعب ،نامل أن يكون لديك (برنامجا) علميا وعمليا لاخراجنا من عنق الزجاجة والدمار الشامل الذي رأيته بام عينيك، مصحوبا باستعادة حقوق المواطن المادية التي نهبت، والمعنوية التي تحتاج لمجهودات ضخمة ولسنوات ممتدة ، خاصة فئة الأطفال والنساء وكبار السن، اي الاستشفاء. عليه، فان (اختيارك لوزرائك) الذين يتفقون معك علي برنامجك هو المحك حتي نتفادى المعوقات، وما أكثرها)، ونسير الأمور بسلاسة. لا تقبل أن تفرض عليك شخصيات تحت أي مسمي حزبي أو مناطقي أو جهوي أو بضغوط خارجية أو نتيجة اتفاقيات قادتنا الي ما نحن عليه الأن من دمار. كل هؤلاء نقول لهم (أختشوا واتقوا الله في الوطن وفينا وكفاكم ما نلتموه بغير حق، وحسبنا الله فيكم جميعا دون فرز).

السيد رئيس الوزراء تعلم، كما نعلم جميعا، باننا كدولة، وعبر كل الحكومات، ومنذ الاستقلال حتي انطلاق الحرب الحالية ، (لم نقصر كشعب) في توفير الموارد المالية من الميزانيات السنوية للجيش والشرطة والأجهزة الأمنية عامة، وقد وصل الدعم لها في عهد الظلم والقهر الذي سمي (بالانقاذ) الي ما يقارب 80% من ميزانية الدولة، علي حساب الصحة والتعليم والتنمية وقيمة الجنيه السوداني مما أوصلنا الي مرتبة أحدي 4 افقر دول في العالم، وفي الطريق الي تصنيف الدولة الفاشلة!!! كل هذا الصرف لم يوفر لنا أهم قيمة بعد الاطعام من جوع وهي (التأمين/ الأمن من خوف).

المطلوب: عليك أن تقوم بدراسة هذا الأمر وتشريحه وتحليله، وأن( تكتشف السبب) وراء عدم توفير الأمن رغما عن توفير كل احتياجاته ومطلوباته في رأي من حكمونا طوال 30 عاما، و(محاسبة) المتسببين في ذلك حتي ولو بمحاكمات صورية لمن توفي منهم( للتاريخ)، وارجاع حقوق الوطن والمواطن منذ 1956 حتي تاريخه، مع الالتزام بعدم تكرار ذلك في عهدك ومن ياتي بعدك.

(الأمن) بالنسبة للمواطن يعني الاستقرار والانتاج والابداع والتنمية والتطور والنظرة المستقبلية المتفائلة بالنسبة لابنائنا واحفادنا، والا فالكل سيقول نفسي وما بعدها خراب، والكل سيفكر في الهجرة. نصبح نهبا لبيقة الدول، ولا ننسي عرب الشتات والدويلات اياها! هل تريد أن يحدث ذلك في عهدك؟ فالتاريخ لا ىرحم، والجيل الجديد من الشباب (الراكب راسه) لن يرحم، فقد تعلم الدرس ووعاه ولن يفرط قي وطنه مهما كانت شدة المواجهات او الارهاب أو الترهيب أوحتي الترغيب والوعود. هذا جيل من الشباب والشابات عاصرناه واحتكينا به ودرسناه وعلمناه نحن داخل الجامعات عن قرب منذ 1977م حتي تاريخه. لعلمك أنهم لا يشبهون الأجيال السابقة ، خاصة جيلنا نحن وانت!!!

باذنه تعالي نكمل لك في الرسالة القادمة رأينا في العديد من المواضيع ونسالة اللطف بنا وبوطننا (أمين).

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. بروف نبيل حامد ، لك كل التحية ، نصحيتك جميلة لكنك وضعت العجلة امام الحصان ، كيف تنصح رئيس الوزراء العمل على استقرار البلد دون الالتزام بالعهود والاتفاقيات ( اتفاقية جوبا ) ، نعم الظروف صعبة والمهام جسام والطموح كبير لكن الحنكة ان تقود كل المتناقضات في هذا المجتمع إلي بر الامان وان تجعل من هذه التبايانات تنزاح بلكل يسر وسهولة ، انك تطلب العوم في البحار دون بلل . لن يتسطيع رئيس الوزراء الحالي او غيره النجاح ما لم يستصحب الاتفاقيات والمتناقضات والعمل على جعلها تدور في بوتقة واحدة تحت ظل هيبة الدولة والقانون .

    1. بروف نبيل حامد لك التحية، دة كلام حبيبات!!

      يوم انقلاب البرهان تم وأد حلم السودانيين في ان يكون لهم وطن زي بقية العالم و ينتمي للعصر الحديث.
      ما تم سرده في المقال نفخ في قربة مقدودة ،كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه و ما هو ببالغه.

  2. المقال جيد و بحمل فهما المشكلة السودانية و لكن با برف انت نزلت فى المحطة الخطأ المجطة الاولى هى ايقاف هذه الحرب و المحطة الثانية هى التوافق السياسى الذى بجىء بالحكومة المدنية حق و حقيقة ثم بعد ذلك محطة مقالك الرائع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..