نداء السودان..زراعة الموز لإخفاء التبلدية !

بسم الله الرحمن الرحيم
الكاتب الجنوب أفريقي ألان باتون..قال في روايته الشهيرة (Cry the beloved country ) عبارة تكاد تلخص موقف معظم الشعب السوداني من مآل الحال في المعارضة بشقيها المدني والمسلح والمنتمية إلى نداء السودان..وبعضاً من خارجها..حيث قال (sorrow is better than fear ..for fear is a long horrible journey..but sorrow is at least an arrival) إن أسعفتني الذاكرة.. وترجمة العبارة الفارهة أن الأسف أفضل من الخوف..لأن الخوف رحلة طويلة ورهيبة..أما الأسف ..فعلى الأقل هو وصول.. وقد كان الخوف يسيطر على السودانيين ليس من زمن رشح فيه أن هذه القوى ستوقع على خارطة الطريق للمبعوث الأفريقي امبيكي مع النظام..بل منذ مواقف الصادق المهدي من هبة سبتمبر المجيدة..والذي لم يخيب توقعاته وانخرط في حوار الوثبة قبل أن يغادر لحساباته الخاصة..بعد أن قطع ذيل الضب ..أو قل مسمار جحا داخل النظام ..نجلين في الرئاسة والأمن.. يفرخان ويبيضان ( ركوضة) ..ولمثل هذا اليوم كانوا يعملون..
أما بقية القوى خاصة قطاع الشمال ..وبدرجة أخرى الحركات المسلحة الأخرى.. فتوازن الضعف مع النظام ..جعلها مرغمة على الاستجابة للضغوط الدولية..وما أصعب الفواتير..
ودون الدخول في تصنيفات وتوقع القوى الأخرى التي ستوقع..فإن خوف الشعب السوداني على الأقل في شأن التوقيع قد انتهى إلى محطة الأسف..حيث تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود..وانجلت المواقف.. بعد الانتظار الطويل..وفي البيان الأخير ..لم يكن للشعب السوداني متابعة للهياكل والرئاسة وطرق التمثيل وغيرها مما جاء في البيان..لأن السؤال الأساسي الذي كان يؤرقه هو سؤال وجودي ..هل ستصمد هذه القوى أمام الضغوط الدولية أم ستنهار وتستعد للتوقيع ؟ وعرف الآن أن ابراز هذه الأمور ..إنا يشبه زراعة أشجار الموز حول التبلدية لإخفائها..لكن هيهات..فقد تأكدت المخاوف في القضية الأساسية..
لا يستطيع أحد المزاودة على كثير من تضحيا الحركات المسلحة ونضالاتها..حتى من اختلف معها..فدماء الشهداء والقمع التشريد والاستهداف المستمر ..كان نصيب الكثيرين منهم ..لكن تظل الحقيقة الساطعة..وهي أنما كانوا بنضالاتهم هذه يطمحون في أن يكونوا عند ثقة الانسان السوداني ..الذي هو صاحب التقييم الأخير..وظني أن أي تصالح جديد مع النظام بعد ما خبروه سابقاً ..هو أبعد ما يكون الشعب في معظمه ما تمناه..
انقسمت المواقف إلى فسطاطين ..لكل أن يثبت للشعب السوداني صحة موقفه..ولو أني أرى أن عدم التوقيع هو الأكثر تعبيراً عن الشعب السوداني الذي كره الوجوه الدائمة في المعارضة ..ومن باب أولى الحكومة بكل وجوهها..فهل ستثبت القوى الممانعة مقدرتها على التوافق مع مزاج الشارع السوداني أم تعجز؟ هذا هو القفاز المرمي في وجهها..أما مهاترة القوى الأخرى..فلن تفيد في شئ..دعوا كلاً لخياراته..واثبتوا صحة مواقفكم ..لتتسقوا مع أشواق الشعب السوداني في تغيير النظام ومحوه من الوجود.
[email][email protected][/email]
كلامي مكرر نحن في وضع وصاية, وانت وفقت اكثر للتعبير المناسب عنه, قولك:
( فتوازن الضعف مع النظام ..جعلها مرغمة على الاستجابة للضغوط الدولية..وما أصعب الفواتير..)
وافسر قولك بان ضعف البلاد يبرر الوصاية عليها وقبولها, فما من حيلة تستنكف عنها..
توازن الضعف بليغة للأسف في تصوير هذا المنعطف.
الى اين الامر : هو في يد المجتمع الدولي.
كلامي مكرر نحن في وضع وصاية, وانت وفقت اكثر للتعبير المناسب عنه, قولك:
( فتوازن الضعف مع النظام ..جعلها مرغمة على الاستجابة للضغوط الدولية..وما أصعب الفواتير..)
وافسر قولك بان ضعف البلاد يبرر الوصاية عليها وقبولها, فما من حيلة تستنكف عنها..
توازن الضعف بليغة للأسف في تصوير هذا المنعطف.
الى اين الامر : هو في يد المجتمع الدولي.