مقالات وآراء سياسية

إلى حكومة حمدوك  قحت – مشروع الموازنة

عمر عثمان

حكومة حمدوك ننظر اليهم بكثير من العاطفة و شئ من العقل فنجد لها الاعزار و التبريرات و لكن وحدة الذي يستطيع العمل الرشيد هو العقل , كنا فى حكومات النظام البائد نجتمع لنسمع و ننفعل و نتفاعل ثم ننصح و ننتقد ثم ينفض الجمع بائسين يائسين شاتمين و لو انهم طبقوا ربع ما يقولون لكان الوضع الاقتصادى افضل , تجارب تتكرر  تداعبنا الكلمات ثم نشجع بالتصفيق ثم لا عمل يتم و لا نصيحة تقبل لذلك نخاطب عقولكم قبل قلوبكم .

رحم الله الدكتور عبد الوهاب عثمان وزير الماليه فى عهد الانقاذ, الذي استطاع ان يحفر وسط شياطين الانقاذ تاريخ له ,  ضبط المصروفات و راجع شركات النافذين فالاقتصاد ليس قطة تلامس شعرها فتتثاءب و انتم الخبراء الاعلم و الادرى , الان نتوقف عن نصح وزير المالية و نتجه بالنصح الى حكومة حمدوك التى تكرر نفس التاريخ , اكبر عقبة فى الحكومة الان وزير المالية و اخرين فهى ظلت و ما زالت امل الشعب , فالطريق يدل على المسير و البعر يدل على البعير , يبدو طريق و تعامل البدوى واضح الان و مستقبلا  , استبدال الادارات الكيزانية بأخرى قريبة منهم و تشابههم و امن الاغنام للذئب و تلك الاحتجاجات من المهنيين العاملين الذين يعرفون كل صغيرة قبل الكبيرة لم تجد عنده الا اذن من حديد و ربما لا تعدوا عنده سوى نبيح , و مزيدا من التقريب .

الان و ان انخفضت المصروفات الحكومية حتما ستزيد فحتى السفريات للخارج بقي الحال كما هو عليه , فكل مسئول يريد السفر يسافر المهم و غير المهم و لا شئ يراجع او يتراجع دون فائدة ترجع للبلاد منها مؤتمرات , سمنارات , تدريب  حتى التى يمكن ان تقوم بها السفارات , و العنيد لا يستفيد من التاريخ , و نحن نمد ايدينا ننتظر اعانات الخارج اعطونا او منعونا ,  كما كان يحدث فى النظام البائد تخفض النقد الاجنبي ثم تصرف تلك الاعانات و الودائع ثم تمد الحكومة يدها مرة اخرى , اخر الامر منعها و فضحها المانحون عندما صرحوا بالمليارات التى اخذتها الحكومة التى صرفتها على نفسها , اخيرا سقطت , التاريخ اعطى الان فرصة عظيمة لكل مسئول قلم فى يده ليسجل تاريخه , وزير المالية فشل من ناحية ادارية و كنا نأمل بما انه خبير حكمنا و ظللنا نحكم عليه بعاطفتنا , بعد طول انتظار و صبر قلق كنا نتوقع ان يعطينا الوصفة الاقتصادية السحريه العلمية و الشروع فى تنفيذها  , لكن للاسف لم نجنى حتى الان سوى نظريات بلاغية فى علم الاقتصاد كلام قريب و مشابه من حديث وزراء الحكومة الساقطة لدرجة حفظه الشعب عن ظهر قلب خفض المصروفات و رفع الانتاج و الايرادات , فى نهاية الامر الموازنة الان لا تعدو سوى تجريب المجرب و تفاقم الازمات  الامر الان بيدكم قحت و حكومة حمدوك و اننى اري تحت الرماد وميض جمر و يوشك ان يكون له ضرام .

 

عمر عثمان

[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..