“عتاريس” الصحافة

كاتب صحافي مخضرم يتعرض هذه الأيام إلى انتقادات ومحاولات اغتيال معنوي عن طريق الهمز واللمز الذي يكون في الغالب على شاكلة ” فاطنة بت عبد القا..”، أو على شاكلة “حاجه بتقول باع وبضبحوها يوم عيد الضحية… البعرفها لي منو..!!!” ـ أي بطريقة واضحة جداً…الانتقادات والمحاولات ذاتها تأتي من بعض زملائه الصحافيين ومن بعض السياسيين ولأسباب معلومة جداً…

والسؤال لماذا محاولات الاغتيال المعنوي لهذا الهرم الذي شقَّ طريقه بقوة فأصبح علماً من أعلام الكتابة الصحافية، ومن القلة الذين يُشار إليهم بالبنان، بل في تقديري أصبح الآن هو الكاتب الصحافي رقم “واحد” في السودان… والإجابة عندي أن الأمر يعود لسببين أحدهما صرحوا به في مجالسهم الخاصة والعامة وهو لكونه يقف على النقيض من مواقف يتبنونها بشأن انتخابات 2020، والثاني لكونه أصبح الآن هو الكاتب الصحافي رقم “واحد”.

إذا كان الأمر يتعلق بالسبب الأول، فما الذي يمنع هذا الكاتب أو غيره أن يبدي رأياً مغايراً خاصةً إذا كان هذا الرأي مدعوماً بالأسانيد القانونية والدستور، والرأي الآخر تعوزه كل هذه، فمثلما تعطي نفسك الحق في أن تدعم مرشحاً إذا كان الرئيس أو غيره ، فللآخر نفس الحق في أن يرى ما لا تراه… فهل إبداء رأيه في عدم دستورية إعادة ترشيح الرئيس جريمة أو فعل منكر يستحق الاستهجان ومحاولات إشانة سمعته بتلفيق القصص وفبركة الحكايات الفطيرة ؟،خاصة والرئيس نفسه قال أكثر من مرة إن الأمر دستورياً غير ممكن، وإن الدستورلا يسمح بذلك… طيب يا أخوانّا إنتو بتعرفو أكتر من الرئيس ؟!..فإذا فاجأ الرئيس كل الناس ورفض إعادة ترشيحه احتراماً للدستور، فأين تذهبون..

أريد أن أخلص إلى القول بأن التضييق على الآخر، ومصادرة حقهم في إبداء حتى الرأي يناقض عملية الانتخابات نفسها، فإذا كان الأمر بفهم هؤلاء الزملاء الصحافيين الذين يحملون على صاحبهم فما داعي لقيام الانتخابات أصلاً…!!!! وإذا كان الأمر بهذه المفاهيم الشمولية التي تحتكر كل شيء فليصدر قرار يحل كل الأحزاب ويمنع ترشيح أي شخص للرئاسة، ويعطل الدستور وسيكون ذلك أفضل مما يدعون إليه… فعندما نقول انتخابات يعني أن هناك تداولاً سلمياً للسلطة، بطريقة ديمقراطية سلسة، عن طريق الانتخابات النزيهة الخالية من تزويرالبطاقات والإرادة الشعبية، وهذا كله لن يكون إلا إذا كانت هناك حرية، وإذا لم يجد المرء الحرية التي تجعله في مأمن وهو يقول هذا صواب وهذا خطأ فما الذي يبغيه من انتخابات غابت عنها الحرية… اللهم هذا قسمي فيما أملك…

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
الصيحة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..