ملفات السلام وأطماع الإنقاذ

تعتبر مسألة السودان من المسائل المهمة جدا في إفريقيا وتحتاج لحلول سريعة وحاسمة تنهي سنوات الصراع السياسي وتعالج الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية الراهنة، ومع تشابك ملفات السلام في السودان وتمسك نظام الخرطوم بأطماعه الرامية الي السيطرة الكاملة علي كل مفاصل الدولة وإقصاء الأطراف الآخرى وقهر المجتمعات، يزداد تفاقم الكارثة الوطنية وتتشتت المجهودات التي يبزلها دعاة السلام، وفي هذه الأيام توجه الجميع نحو العاصمة الأثيوبية أديس ابابا لمتابعة مجريات عملية التفاوض بين قوى نداء السودان وحكومة المؤتمر الوطني، وما بداية الجولة الخامسة عشر للمفاوضات شاهدنا إنسحاب وفد الحكومة رافضا الإعتراف بوثيقة الإتفاق الإطاري المعروفة باتفاقية (عقار نافع) كمرجعية للتفاوض والغريب في الأمر أن النظام الذي نقد ونقض الإتفاقية الإطارية وأعلن عدم إعترافه بها منذ توقيها في العام 2011م هو الذي وقع علي وثيقة خارطة الطريق التي حوت في صفحاتها الإعتراف بالإتفاق الإطاري كمرجعية أساسية للتفاوض، وهذه المراوغات والإنسحابات تعكس حقيقة سعي النظام لكسب الوقت كما تبرهن في جوهرها تمسك المؤتمر الوطني بنظامه الأوحادي ولا يريد أي شراكة سياسية تسحب البساط من تحت أرجل قادته وهو أيضا ترجمة لسياسة بناء الجمهورية الوراثية التي يحلم بها المؤتمر الوطني وركز عليها منذ بدايات فصول التمكين، وكل هذا يحدث بعيدا عن اشواق الجماهير السودانية التي تحلم بوطن حر ديمقراطي، لأن الجماهير بدلا عن تحويل حياتها الي السلام حولها النظام الي المحارق ومنع عنها كل مقومات الحياة الكريمة، وكل ما سعى الشعب الي إحداث التغيير وضع النظام يده علي البندقية، وكانت الإبادات الجماعية في السودان التي لم تشهد البشرية لها مثيل حتى في حروب بورندي ورواندا او إرتريا وأثيوبيا، وما رفض النظام لعملية السلام إلا سعيا لمواصلة الخط التدميري القديم والملاحظ أن المعارضة السودانية رغم ما تعانيه من ضغوط داخلية وخارجية لم تزل متماسكة وتطرح مشروعها للدولة السودانية الحديثة بقوة، وتتمسك بضرورة إيجاد سلام شامل وتحول ديمقراطي حقيقي وإصلاح الوضع الإقتصادي وإجراء المصالحة الإجتماعية وسن دستور يمثل طموح المواطنيين وغيرها من متطلبات التغيير، وكم مرة حاول النظام المركزي تشتيت هذه الجهود ولم يستطيع بلوغ ذلك الهدف، وتشكل قوى نداء السودان اربك بعض حسابات الحكومة فلم تتمكن من مواجهة المعارضة وهي الآن تلعب بأخر الكروت لتمرر سياساتها وهذا يفسر إنسحاب وفدها من جلسة التفاوض دون مبرر منطقي ثم العودة مرة آخرى ونفي الإنسحاب ثم الأحاديث والتصريحات هنا وهناك علي الصحف الحكومية كل هذا يرجع الي ما ذكرناه آنفا وفي كل الأحوال ندير مؤشرة المنظار نحو منابرةالتفاوض لنرى ما قد ينتج عنها وما سيتمخض عن سعي المعارضة للتوقيع علي إتفاقة وقف الحرب لمدة عام وإيصال المساعدات والغوث الإنساني الي مناطق النزاعات المنكوبة عبر مسارات داخلية وخارجية، وهذا ما صرح به الأمين العام للحركة الشعبية الأستاذ ياسر عرمان في المؤتمر الصحفي الذي اقيم بأديس ابابا وجاء ايضا في بيان للمتحدث باسم ملف السلام عن الحركة الشعبية الأستاذ مبارك أردول، والأيام القادمة ستكون حافلة بالمتغيرات التي يصعب في التخمين، لذلك سوف نجلس علي زوايا الإنتظار نترقب ورود الأنباء.
سعد محمد عبداللة
القاهرة
[email][email protected][/email]
انت خليك جالس في زاوية وانتظر ورود الأنباء. بعدين يا أخي الكريم صحح اسمك عبد الله وليس عبد اللة.
انت خليك جالس في زاوية وانتظر ورود الأنباء. بعدين يا أخي الكريم صحح اسمك عبد الله وليس عبد اللة.