ليس السؤال هل، بل متى سيصطدم الجيش بالدعم السريع؟

الإجابة التي يدخل بها مؤيدو النظام لمثل هذه الرؤية جاهزة لديهم ( ستنتظر طويلاً ).
وربما كانت إجابتهم صحيحة في حالة واحدة فقط. وهي لو كان تكوين قوات الدعم السريع وتدرج أهميتها وتبعيتها بغير الطريقة التي تمت.أما وأننا نتحدث عن واقع قد أخذ مجراه من الزمن ،فلا مناص . وما علينا إلا إيراد الخطوط العريضة للتيقن من ذلك.
لن نورد هنا حديثاً من عندنا . ولا حتى اتهامات حركات دارفور للجنجويد الذي اكتوى منه أهلنا في دارفور.ولا ما تلقفته المنظمات العالمية.بل سنستند على قول قائدها في إفاداته المختلفة لقناة سودانية 24 على مدار لقاءين . اولها بعد صدور قرار بضم القوات إلى القوات المسلحة بعد أن كانت ذراعاً مقاتلاً لجهاز الأمن عند مأسستها بتحويلها من ميليشيا غير نظامية.أما الثاني فقد كان عقب مقتل صهره واعتقال مؤسس الميليشيا الأول ، والذي كان تحت إمرته قائدها الحالي . والمعني بالطبع هنا موسى هلال.
فقد توقع المحللون في المرة الأولى تمرداً لهذه القوات عند بداية الحديث عن قوانين يدفع بها إلى منضدة البرلمان بضمها إلى القوات المسلحة.وفوجئ القوم بترحيب كبير لقائدها بالخطوة.ما فات على المحللين وقتها ، أن هذه الخطوة كانت من مطلوبات تبييض صفحة النظام أمام أمريكا كونها ميليشيا اتهمت بارتكاب فظائع جعلتها توصم بالإرهاب .ولكونها قد لعبت دوراً مهماً في ملف آخر من مطلوبات أمريكا في الحد من الهجرة غير الشرعية وارتباطها بالإرهاب وتجارة البشر المقلقة للغرب عبر ليبيا، كان مفهوماً أن يتجاوز الأمريكان أمر وجودها كقوة. لكن المطلوب كان فقط تقنينها بتبعيتها إلى القوات المسلحة.
لذلك كان ظهوره في القناة تقديماً جديداً بعد أن فشلت حملة العلاقات العامة الأولى عبر زغرودة إشراقة !! .في ذلك اللقاء ، قال حميدتي بوضوح ، أن الوصول إلى الرئيس شخصياً كان هو السبيل الذي فتح أبواب السماء لها لتفتح خزائن الدولة لملء جرابها .حتى بدا وزير الدفاع وقتها في البرلمان في صورة من يحسدها على الإمكانات المهولة.ولم يتوقف الأمر لدى الأموال المبذولة ،بل أن زيارة أخرى للرئيس كانت مناسبة مهمة لينبهل ( خشم التِلِّيس )الذي يحوي الرتب العسكرية . فيصبح قائدها برتبة الفريق وهو يخطئ على الهواء في حساب سني خدمته ما بين الأمن والجيش تعليلاً لذلك .
أما في اللقاء الآخر .فقد أكد على ذات الإتجاه في إفاداته.وذلك عندما أقام حفل شتائم على الهواء مباشرة لابن عمه في سلوك مستهجن. وصوره كناكر جميل ،لا لشئ إلا لأنه لم يحفظ للرئيس حسن صنيعه عندما بدل حاله من سجين (لابسلو وزنه) كما عنونا قصيدة لم تجد حظها من النشر في كل المواقع.والكل قد رأى كيف أزورَّ عندما ذُكّر بقبيلته حتى سبه بعض أفرادها في تسجيلات بذلت في مواقع التواصل الإجتماعي.
إذاً نحن هنا بلا أدنى جهد ، ووفق إفادات قائدها ، أمام قائد للقوات صُعِّد ومُول ومولت قواته عبر الرئيس مباشرة إلى درجة نعته لابن عمه بناكر جميل الرئيس. فأصبح عند الرئيس حمايتي بدلاً عن حميدتي كما راج في ذاك التسجيل.وهو وقواته يتبعون للرئاسة مباشرة. وزادت مشروعيتها لدى النظام بإضافة مهمة أخرى، ذلك بإضافة ملف جمع السلاح كشرط أمريكي جديد لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وهو الصك الذي يلهث وراءه النظام ،بعد أن خاب الرجاء في اللهاث خلف رفع العقوبات عند تحققه . وهو الملف الذي هانت أواصر القرابة والقبيلة أمام سواد عيونه ،في مهرجان تأكيد الانتماء القومي في اللقاء التلفزيوني المذكور.
ما سبق يطرح سؤالاً لن نتوقف عنده كثيراً وهو: إذا كان ضم هذه القوات لأداء مهام في صالح ملف العلاقات مع أمريكا ،وتتبع للرئيس ، فما هو موقفها وتصريحات الرئيس تجاه أمريكا قد ملأت الآفاق !!؟ لا أعول على التصريحات حالياً ، ولكن لها مفعولها إذا قضت أمريكا وطرها من النظام ورئيسها لا حدود له.لكن الأسئلة المهمة هي : أي جيش يقبل في جسمه مثل هذا الورم السرطاني ؟ وإن كان ولاء القوات لمن تتبع له وهو الرئيس ، فلمن يكون ولاؤها إن تنحى أو لم يترشح ؟ وما علاقة ذلك بتهيئة الناس لتغيير الدستور لإعادة ترشيحه حتى ولو رُوج ذلك عبر الحفل الختامي للدورة المدرسية واستغلال طالبات المدارس القصر في سبيل ذلك.
يخطئ الناس بسوء الظن المطلق في القوات المسلحة كمؤسسة كونها قد أدلجت. دون السؤال البديهي ، أين أصحاب الأيدولوجيا أنفسهم من النظام وما هو موقعهم من الإعراب فيما يجري ؟. ستظل المؤسسة مؤسسة تدعوها عراقتها إلى التصرف وفق أعرافها.وسيتم ذلك في كل الحالات .حاولت هذه القوات قمع حراك شعبي أو مناهضة انقلاب عسكري أو أي تصرف آخر. وهي أعجز عن مواجهة القوات المسلحة حينها.وما حصاد أرواح منسوبيهم بالطيران مع قوات العدل والمساواة إلا مثال لذلك. لكن العاصم الأساسي للوطن من مثل هذا المصير.هو العصيان المدني الشامل. وللمفارقة . فهو في صالح حتى مؤيدي النظام في ظل المصير المتوجس منه.

معمر حسن محمد نور
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. “…يخطئ الناس بسوء الظن المطلق في القوات المسلحة كمؤسسة كونها قد أدلجت. دون السؤال البديهي ..”

    يا أستاذ معمر أنا ممن يسيء الظن بما يسمى “القوات المسلحة”، فعصابة الدعم السريع، تمارس هوايتها في ترويع الناس مثلها مثل الجيش تماماً، و هي لا تحترم المؤسسة العسكرية (تذكر حديث حميدتي لما قال “الحكومة لما تعمل ليها جيش بعدين تجي تتكلم معانا” و لم يستفز هذا الكلام أي واحد ممن يفترض فيهم “حراسة مالنا و دمنا، و مر كلامه مرور الكرام. بل وصل بعصابة الدعم السريع أن “جلدت بالسوط” ضابط جيش برتبة عقيد، و لم تفعل القوات المسلحة شيئاً و لو من باب “تسجيل موقف”، هل تعلم لماذا؟ لأان هذا العقد و رفاقه قرروا أن “يسردبوا” لحد ما يصلوا رتبة اللواء أو الفريق حيث تصبح بعدها استحقاقات خدمة الواحد منهم “مليارات” عند إنهاء خدمته أو إحالته للمعاش. فما ممكن قاعد “يزح” من ملازم لحد عقيد و بفوم يديها الطير بعدما “لبنَت”.

  2. “…يخطئ الناس بسوء الظن المطلق في القوات المسلحة كمؤسسة كونها قد أدلجت. دون السؤال البديهي ..”

    يا أستاذ معمر أنا ممن يسيء الظن بما يسمى “القوات المسلحة”، فعصابة الدعم السريع، تمارس هوايتها في ترويع الناس مثلها مثل الجيش تماماً، و هي لا تحترم المؤسسة العسكرية (تذكر حديث حميدتي لما قال “الحكومة لما تعمل ليها جيش بعدين تجي تتكلم معانا” و لم يستفز هذا الكلام أي واحد ممن يفترض فيهم “حراسة مالنا و دمنا، و مر كلامه مرور الكرام. بل وصل بعصابة الدعم السريع أن “جلدت بالسوط” ضابط جيش برتبة عقيد، و لم تفعل القوات المسلحة شيئاً و لو من باب “تسجيل موقف”، هل تعلم لماذا؟ لأان هذا العقد و رفاقه قرروا أن “يسردبوا” لحد ما يصلوا رتبة اللواء أو الفريق حيث تصبح بعدها استحقاقات خدمة الواحد منهم “مليارات” عند إنهاء خدمته أو إحالته للمعاش. فما ممكن قاعد “يزح” من ملازم لحد عقيد و بفوم يديها الطير بعدما “لبنَت”.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..