سنار التي في خاطري..

سنار التي في خاطري..
بقلم: الدكتور نائل اليعقوبابي
*( الشوق حامل الذوات المدركة إلى
نور الأنوار، فالأتمّ شوقاً أتم انجذباً وارتفاعاً
إلى النور الأعلى..).
– السهروردي –
.. سأقول لها هذا الصباح: لك ما تشائين من الياسمين والقصائد والأغنيات… لك ما تشائين من الوضوح والشفافية والنقاء… لك ما تشائين من الغيوم والخصب والمطر… لك ما تشائين من الحب والشوق والانتظار.
سنار التي في خاطري..
سأحزم أحلامها حلماً حلماً… وحدائقها حديقة حديقة.. وشرفات عينيها المكتظة بالضوء والعصافير والتوق في حقائب سفري، وقبل أن أغادر سأقول لها: ليتك تعلمين كم أُحبك أيتها الصبية الفاتنة!
سنار التي أُحبها..
سأنهض معها هذا الصباح لنقوم معاً بزيارة البساتين والحقول والسهول والتلال والجبال والينابيع والنيل والخزان، وقبل أن نفترق… سأدس في يدها ورقة صغيرة كتبت فيها قصيدة عشق غير قابلة للتأويلات الجارحة.
سنار التي في خاطري..
سأنتظرها عند حافة الهذيان لأحدثها عن انكساراتنا وهزائمنا وخسائرنا المتلاحقة، وأنا أعلم أنها ستستشيط غضباً آن تعلم أن (حماة الديار) قد أتقنوا القفز فوق حبال الخديعة والتزوير والإثم والفجور، وتركوا البلاد والعباد يتضورون جوعاً وقهراً وخوفاً، وهم يعتقدون أن ما يقومون به من قتل وتدمير وخراب سيجعل التاريخ يهيئ لهم أحضانه ليستقبلهم عند ذرا المجد وقمم البطولات الخارقة.
سنار التي أحبها..
سألملم شوارعها شارعاً شارعاً، وأزقتها زقاقاً زقاقاً، وبيوتها القديمة بيتاً بيتاً، وأسواقها ومآذنها وأضرحة أوليائها ونساءها الجميلات وزنابقها وأقحوانها، وأقول للتاريخ: هيت لك حبيبتي سنار احفظها من الجور والظلم والفساد. وأنا أعلم أن التاريخ سيأخذها بين ذراعيه، ويجعل منها سيدة على مدائن الأرض.
سنار التي في خاطري..
سأقول لها ذات صباح مليء بالأمل: عيناكِ يا حبيبتي لم تخلقا لذرف الدموع والبكاء، بل خلقتا من أجل أن يكتب الشعراء فوقهما قصائدهم والعشاق أحلامهم. وشفتاك لم تخلقا من أجل العويل والصراخ، بل من أجل زغاريد الفرح والضحك والصهيل في البراري الفسيحة.
سنار التي أُحبها..
سأطرز لها فوق قلبي بخيوط من نور حباً لم يعهده مجانين العشق ومجاذيب الوله الصوفي، وفوق روحي سأرسم لها مسارات تعينها على العروج إلى مدارج التوحد مع عشاقها الذين أنهكهم البعد، وأقضت مضاجعهم آلام الحنين.
سنار التي في خاطري..
سأقول لها: سلاماً لك يوم ولدت… سلاماً لك يوم تبعثين شاهدة على قسوة الزمن وظلم من مارسوا معك الخطيئة في وضح النهار.
[email][email protected][/email]
جزيل الشكر يا دكتور على هذا المزج اللغوى الجميل( LINGUISTIC MIXTURE) – لكن اظن ان سنار معشوقتك ما عادت كما هى بعد خربها المغول الجدد. ولا الوطن عاد الوطن الذى نعرفه بعد ان جثم هذا الكابوس على صدرنا سنينا عددا. كن بخير ومشكور لأنك اشعلت الحريق في اللغة.
سلمت يداك دكتور اليعقوبابى
فنحن ابناء تلك المدينة التاريخ والحضارة
انا التاريخ انا سنار
قاتل الله من فعل بها الافاعيل
كأن هذا الوالى الفاسد المفسد طالبها غبينة
تدمير فى كل نواحى الحياة بالمدينة الوادعة بل بكل مدن وارياف الولاية
أحييك الأخ والزميل الدكتور نائل … وقد أثرت في قلوبنا شجون … شئ من حتى … سنار يا جرح الأم …..
فقد مرت علينا سنينا عجاف .. يبس فيها الخضار … وجفت فيها الضروع .. وتحكمنا عصابة تشيل فينا وتودي !!!! ولا زلنا في انتظار هطول المطر الهتون ولمعان براق السنون … وصياح الديك عشان يعلن بزوغ الفجر الرصين …
أن حكومة الولاية في سنار يهدمون ما عمَّرته الأجيال السابقة من الأجداد والأعمام من رجال أحبوا بلدهم وأخلصوا لها ونجحوا ، ولكن يأتي من يدمر ويبيع حتى أدوات الترفيه من أندية ودور سينما ? بل يتعدى على (حيشان) المدارس !!! سبحان ما بين بشر وبشر !!
ثم ننظر للمشاريع الزراعية والتي أصبح ذكراها فقط مدعاة للشجن الأليم بعد أن هجرها أهلوها نتيجة للمضايقات وعدم الرؤية الواضحة من قبل المسئولين ، بل (تشليعها من بنيتها التحتية كما حدث في مشاريع البساطة وأخريات غيرها كُثر في ولاية سنار) رغم أن البلاد قد حباها المولى عز وجل بخيرات وفيرة وثروات مهولة ، ولكن تجد الأتاوات والجبايات بمسمياتها المختلفة تقصم ظهر المنتج.
سنار يا جرح الألم … وسودانا المغترب !!!!
يا من أحببت لتنساني
ولقد أعطيتك عنواني
سنار مفاتنها عجب تغفو في حضن الخزان..
تسلم د.نائل دمت بخير