النظام والهلع يوم العصيان (الشعب السوداني عنيد وصعب المراس)

د.معتصم الزاكي دونتاي

لأول مرة في تاريخها توزع اجهزة امن النظام الفاسد البسمات للمواطن السوداني ،كان هذا حالهم يوم 19ديسمبر وهم ينتشرون بالذي المدني في المركبات العامة والطرقات ،نفس الوجوة التي قتلت ابناء الشعب في سبتمبر 2013 بدم بارد ، وتتبجح بفعل المزيد اذا خرج الشعب للتعبير عن حقه ، يوم الاثنين ووجوهها حاسرة تناشد الشعب للخروج ورفض العصيان ،وتتحدث عن الفوضي في حالة سقوط النظام !! وراء هذه البسمات الخبيثة الحقد علي الشعب ووطنه ومستقبله .
تعتبر خطوة العصيان المدني اليوم 19ديسمبر خطوة ناجحه بكل المقاييس وبنسبة عالية جدا ،واحدثت نقلة نوعية في النضال السلمي السوداني في اطار مواجهة الشعب مع النظام ،الاشتراك الشعبي الشبابي الواسع في التحشيد وتوعية الناس بأهمية التعبير والدفاع عن الحقوق كان هو الأهم حيث برزت قدرات شبابية وطاقات جبارة تؤكد ان هذا الشعب ينتمي الي تاريخ وطني عريق يتوارثه جيل بعد جيل ، الحملة الواسعة التي انتظمت كل السودان بشكل غير مسبوق وسط الاحياء والقري والشوارع والاسواق ،كلها كانت تدور حول العصيان واهميته وكيف يتم وماذا يعني؟ ،هذا الوعي بالحقوق والتعبير عنها سلميا اهم المكاسب والتي سوف تؤكل ثمارها لا حقا .
النظام وفي اطار خوفه وهلعه المتواصل من الشعب وثورة العصيان المدني ساعد وبشكل كبير في الترويج والدعاية الاعلامية المجانية للعصيان المدني ، شرائح متعددة انتظمت في العصيان بمختلف شرائحهم ،التجار ،العمال ،الزراع ،الموظفين ،المهنيبن …الخ، جميع هذه الشرائح انتبهت الي اهمية التغيير عبر النضال السلمي ، المرتزقة من عناصر النظام الذين اصطفوا في الفضاءات الاسفيرية بشكل خجول لم يفلحوا في الدفاع عن النظام والتعبير عنه إلا بشكل بائس وهو الحديث عن فشل العصيان .
اعلام النظام الرسمي المشاهد والمسموع والمكتوب ،كان كعادته في كل ما يمر للشعب من عسف وكبت منحاز للسلطة الفاسدة ويسعي لتزوير الحقائق التي اصبحت مشاهدة علي ارض الواقع يشاهدها الناس عيانا بيانا ،لم يفلح كل هذا الاعلام المفبرك الا ان يكون وفق غباءه رافدا للتعبير عن نجاح ثورة العصيان المدني .
ما عاد الكذب والخداع وإحتكار الحقيقة صاحب جدوى ،لان الفضاء المعلوماتي اصبح واسعا جدا ،قيادات النظام تظهر اليوم بشكل مهزوز ومرعوب عبر بث احتفالهم الذي خصصوا له اكثر من ستة قنوات، وجوههم الكالحه كان يقرأ فيها الهزيمة والاحباط ، اذ ضجت كل القاعة عندما تقدم ميثاق رفض العصيان !!!انه الخوف من الشعب يدخل عظم الفاسدين الطغاه ،الاجهزة الامنية مرعوبة وهي تتجول في الشوارع وتوزع البسمات لأول مرة في تاريخها ، و رئيس النظام اصيب بفوبيا الواتساب. اخرج عناصر النظام عرباتهم التي سرقوها من مال الشعب ،تتجول بوقود الشعب الفقير الذي يبحث عن الدواء ولقمة العيش .
من الولايات العربات تنقل مرتزقة النظام الي العاصمة لاظهار الزحمة وسط الشوارع ،لا يدري النظام ان المجتمع السوداني متداخل والكل تلقي اتصال من قريبه الذي أتي من الولايات في حملة كسر العصيان ،
إنتصر الشعب وإنتصرت ارادته ووعيه الذي ادخل الخوف في قلوب اجلاف النظام ، وجعلهم يتنفسوا الصعدا ء في انتظار نهاية اليوم ، القنوات الفضائية العالمية تتحدث عن ثورة الشعب السوداني (هذه المدرسة الفريدة ) ونجاحها وانتظار المرحلة القادمة .
كلمة اخيرة :
الشعب اقوى وسوء العاقبه لمن يقف أمامه

[email][email protected][/email]