
أكثر من ثلاثون عاما عاث فيها النظام السابق كل أنواع الفساد و الإجرام و التخريب الممنهج بأعلى درجات الحقد و الذكاء و هذا الأخير لو وجه نحو بناء دولة حقيقية لكنا في مصاف الدول التي يشار إليها حاليا بالبنان.
بعد ثورة ديسمبر و تهاوي ذلك الصرح النتن صار الشعب يلمح في الأفق ميلاد سودان جديد أساسه القانون و الدستور و المؤسسية و الحرية و السلام و العدالة و المواطنة و المساواة.
كانت الثورة فرصة للكثيرين بأن يحصلوا على مناصب ما كانت ترواد أحلامهم و تشابك ذلك مع تطلع الشعب في العيش الكريم و الرخاء و الرفاهية.
كنا نعتقد في معظم من تولي أمر الثورة تتفيذيا بأن يرتقوا إلى تضحيات الشهداء و تطلعات الشارع الذي كان المانح الأساسي لتلك المذايا.
لكن كل ذلك سقط داخل الرمادية و قلة الحيلة و الأفكار الباهتة التي سطرت المشهد فأذدادت المعاناة و أصبح الشعب يلهث من أجل الخبز و العيش الكريم.
كانت الصدمة في اولئك الذين تقلد بعضهم المناصب و عوضا عن اتخاذ مجرد قرارت تخلق التغير نراهم قد ارتهن بعضهم للمتلونين من بقايا النظام السابق و المتملقين الجدد و أصحاب المصالح و الفساد المشترك الذي صبغ الفترة ما بعد الثورة.
لذلك نجد المؤسسات و الشركات و حتى الوزارات تدار بنفس العقلية الخربة فإذداد الوضع تهاوي و ضبابية فتعمقت الأزمة.
لابد من تغيير جوهري يطال قوام الدولة بأن يذهب كل ضعيف و حامي للفساد و كل صاحب فكر ضعيف لا يناسب الثورة و تطلعاتها مع العلم بأن حواء السودان تمتلك الملايين من الشرفاء و الأذكياء و الأقوياء و أصحاب الروح الثورية الذين يحققون تطلعات و احلام الشارع.
يقال بأن الجنون هو أن تكرر نفس الفعل و تنتظر نتيجة مختلفة في كل مرة.
أحمد ادم حسن عبدالله
صدقت والله..عدد من الوزراء ووكلاء الوزارات لا يتمتعون بأى إمكانيات أو افكار تؤهلهم لتولى تلك المناصب وكمثال وزير الثروة الحيوانية، ووكيل وزارة التجارة وهو بالمناسبة كوز قديم كان ملحق تجارى فى مصر لعدد من السنوات فى العهد البائد وهى وظيفة كانت مخصصة للكيزان والموالين لهم أمثال وكيل التجارة الحالى محمد على عبد الله والغريبة أن الوزير مدنى عباس مدنى يعرف هذه المعلومة.