سكة السلامة..!ا

هنــاك فرق.

سكة السلامة..!!

منى أبو زيد

* ما حدث في شارع الستين يوم أمس الأول (أغلق سكان المنطقة الشارع، احتجاجاً على تقاعس السلطات عن وضع حد لحوادث السير المتكررة فيه)، قد يبدو سابقة نادرة الوقوع (أن تقوم مظاهرة بسبب عيوب شارع زلط!) لكنها منطقية جداً بحسابات التأصيل التاريخي لمعضلات الطرق وحوادث المرور في هذا البلد..! * فلئن كان البعض قد دخلوا موسوعة “جينيس” للأرقام القياسية بأطول شارب أو أكبر مقاس حذاء، فالسودان سيدخلها من باب حوادث وسائل النقل، وعدد من السياسيين الذين ماتوا في حوادث مشابهة، في عهد حكومة واحدة/ رئيس واحد، والعشوائية هي القاتل المتسلسل الذي ما يزال طليقاً..! * عشوائية شعبية على مستوى شروط سلامة وسائل النقل، وعشوائية رسمية على مستوى شروط سلامة الطرق، شرائط الإسفلت الممزقة/ المتهالكة/ الضيقة/ والعربات التي يتحايل راكبوها على قوانين المرور والسلامة، وكأن أرواحهم الغالية تسكن أجسادهم بالإيجار..! * وزارة الطرق والجسور تحدثت عن سرعة العمل على تنفيذ توسعة طريق التحدي، وبشرت بطرح مشروع توسعة طريق مدني- الخرطوم، لشركات الطرق المتنافسة قبل نهاية هذا العام، وليت ما تم الإعلان عنه يتنزل واقعاً ملموساً..! * فالطرق الجيدة ذات التخطيط الهندسي السليم، والممتدة بين مدن البلاد الرئيسية هي ? بعد مشيئة الله ? سبباً رئيساً في حفظ الأرواح، وجودها يعني انحساراً كبيراً في نسبة حوادث السير، وبالتالي انحساراً في نسبة حوادث الموت بسبب حوادث التصادم، أو بسبب تأخر إسعاف المرضى إلى أقرب المستشفيات، وهذه ما تزال تحدث كثيراً في سودان القرن الواحد والعشرين..! * كما وأن ازدهار وتطور الطرق يعني بالضرورة انخفاضاً كبيراً في أسعار المحاصيل الزراعية والسلع والمنتجات المحلية، ولو كنا نملك الحد الأدنى من الطرق بين ولايات السودان لساهم ذلك إلى حد كبير في ترقيع ثقوب نسيجنا الإثني، وذوبان جبال الجليد بين مجتمعاتنا المحلية المتنافرة، جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً..! * في ماليزيا التي تملك شبكة طرق مذهلة، يلقي المواطن/السائق، بالعملة الحديدية في حصالة التبرعات لتطوير الطرق والجسور، في صمت وقناعة، لأنه يعلم تماماً كيف تستثمر حكومته تلك الدراهم في ترقيع أثواب المدن وخياطة شبكات تواصلها العنكبوتية بمهارة واقتدار..! * المقابل هو مربط فرس الرضا، فـكيف تتحدث حكومتنا عن وحدة السودان، وهي ما تزال غير عابئة بوسائل وصول كل مواطن إلى بيته، وغير آبهة بطرق وصوله إلى كل أطرافه وشعوبه النائية المتباعدة؟!.. لماذا يدفع محمد أحمد فواتير الضرائب بلا مماحكة أو تهرب، وهو لا يستطيع أن يضمن لنفسه خريفاً رائقاً/ جافاً من مياه الأمطار الآسنة، أو حتى موتاً لائقاً بعيداً عن (البشتنة) على قارعة الطريق..؟!.

التيار

تعليق واحد

  1. الراكوبه وناسا شوق شديد
    بت ابوزيد دى اسرع اشارة فى التاريخ والحق يؤخذ هكذا والحمد لله صوت الناس بقا مسموع اها دايرنك تشحذى لينا الهمم فى الموضوع ده وماتنسي زي بتاع قدو قدو معليش مطول من الراكوبه لكن ماظنيتك كتبتي فيو
    تصبحوا على وطن

    http://www.alrakoba.net/videos.php?action=show&id=582

  2. فى موضوع الطرق الاهمال كبير والشاهد عى دلك طريق القدافى بشرق النيل والضرر الدي نتج عنه فى عيوب فى التصميم فى حصد الارواح وكدلك الضرر الجسيم الدي الم بأهل ام ضوبان جراء السيول التى اجتاحت المدينة من عيوب فى تصريف السيول ومياه الامطار .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..