أكسبوا زمنكم.!!

شمائل النور

على مر التاريخ السوداني الحديث، عدد الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق التي تم توقيعها أو التواثق حولها لا يُحصى، وجميع ما أُتفق عليه وحوله لم تلتزم الأطراف الموقعة بربعه، حتى دستور 2005م المعمول به حالياً، نحن لا نتمتع بنصوصه، فالعلة إذاً لا تكمن في عظم الاتفاقيات أو القوانين، بل في تنفيذها، وقبل ذلك في الإيمان بما نوقع عليه، وعلى سبيل المثال فقط، ألقوا نظرة واحدة للقوانين المكافحة للفساد، وما أكثر الفساد.

قبل أيام تقدمت مجموعة من الأسماء البارزة المعروفة للجميع في العمل العام بمذكرة إلى رئاسة الجمهورية، المذكرة قدمت روشتة علاجية لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه قبل الانهيار الشامل للأوضاع، شرحت المجموعة رؤيتها للأزمة مع طرح حلول رأت أنها المخرج، والمذكرة هذه، ليست الأولى ولا الثانية، كما أنها لن تكون الأخيرة، سبقتها عشرات المذكرات من داخل السلطة، وجميعها كان مصيرها سلة المهملات، بل مصير بعضها، فصل القائمين عليها من الحزب، كما حدث لمجموعة غازي صلاح الدين عقب احتجاجات سبتمبر 2013م.

العشرات من الاتفاقيات وُقعت ولا تزال سارية بينما هي في الواقع غير موجودة. الطرف الأصيل فيها ينقض عليها قبل أن يجف الحبر المكتوب بها، وماحوته مذكرة الـ 52 ليس فيه جديد، فقد تقدم غيرهم بروشتات شبيهة في أوقات سابقة، وكان رد فعل السلطة واحداً في كل الحالات، وهو الرفض، بل ربما تخوين أصحابها، لكنها تختلف عن سابقاتها في أن الموقعين عليها ليس لديهم أحزاب سياسية، صحيح أنهم ينتمون لتيارات عريضة، لكن رغم ذلك لن يسلموا من ردة الفعل البائسة التي سوف تُشكك في وطنيتهم وتختزل مساعيهم في أجندات خاصة جداً، وقد كان.

في حقائب الأحزاب السياسية والمؤسسات السيادية عشرات المذكرات، بل الاتفاقيات التي لو التزمت أطرافها بربع ما جاء فيها لكفت البلاد شرور بنيها، ولماذا المذكرات والاتفاقيات، السودان لديه دستور، السلطة الموقعة عليه نفسها لا تعترف به وتخرقه كل صباح وفق ما يشاء مزاجها، إذاً الأزمة ليست في أين يكمن الحل لإنقاذ البلاد ولا في وصفة الحل، الأزمة الحقيقية في كيف يُنزل الحل من الورق إلى الأرض، والعلة كلها في السلطة التي لا ترى إلا ما ترى.

تساءلت، من أين استمدت مجموعة الـ 52 الثقة في أن تقبل الرئاسة بضاعتهم، وهي التي رمت الحوار الذي دعت إليه تلقائياً خلف ظهرها، أم أن المجموعة رأت أن تقول “اللهم هل بلغت”. لقد بات واضحاً جداً أن السلطة لا تريد ناصحاً ولا حكيماً، بل لا ترغب أن تقرأ عبارة “الوضع مأزوم” وقالتها عشرات المرات، لن نذهب إلا بالقوة، عليه، فإن أية محاولة مناصحة مع هذه السلطة هو المزيد من تبديد الزمن.

التيار
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. (تساءلت، من أين استمدت مجموعة الـ 52 الثقة في أن تقبل الرئاسة بضاعتهم، وهي التي رمت الحوار الذي دعت إليه تلقائياً خلف ظهرها، أم أن المجموعة رأت أن تقول “اللهم هل بلغت”. لقد بات واضحاً جداً أن السلطة لا تريد ناصحاً ولا حكيماً، بل لا ترغب أن تقرأ عبارة “الوضع مأزوم” وقالتها عشرات المرات، لن نذهب إلا بالقوة، عليه، فإن أية محاولة مناصحة مع هذه السلطة هو المزيد من تبديد الزمن.)

    والله ده ياهو الكلام المن الااااااخر زااااتوو اكسبووووووو زمننننكم القوة ولا شي غيرها للتعامل مع العصابات ومش القوة في الاطراف بس لا في المكان الصاااااااااااااح

  2. الشىءلالمؤسف هو أن الزمرة الحاكمة لا ترى أن السودان يعيش أى نوع من الأزمات بل ترى عكس ذلك و تعتبر أن السودان سوف يعيش أزمة حقيقية إذا ابتعدوا هم عن الحكم باى وسيلة.

  3. ذكاء مفرط في وضع الفكرة وتلخيص الواقع …. تحاكين اسلوب الاستاذ الذي يستطيع توصيل علمه بيسر … شكرا لك استاذة شمائل .. لا نزكى على الله احد لكنك تستحقين كل الشكر كل الشكر … والحب

    موقف الحكومة الازلي : قالها نافع … العايز يقلعنا يجرب لحسة كوعو…. وقالوها هم طلابا وقادة بنحكم سبعين خريف يا لسذاجة القوم ……

    حكومة متغطرسة جدا ولسان حالها كما أوضحت سيدتي … هي لا تخضع الا لحكمة البقاء للاقوى ….

    يقيني ان الحكم بيد الله وان الله سبحانه وتعالى جل في علاه حرم الظلم على نفسه…. هكذا … سوف تنهار الحكومة وحينها لا وقت للبكاء على اللبن المسكوب ولا بكاء على الغطرسة والماضي هذه المرة مسجل ومراقب لا مجال فيه للتسامح والعفو … فالعدل اساس الحكم … كيف ناخذ ونصادر حقوق الذين ظلموا ابدا ابدا … لا مجال للعفو فالظلم والفساد فاح وفي البر والبحر … المحاكمات حينها لكل من اجرم في حق هذا الشعب حيا كان أو ميتا …

    وكل من سرق قوت هذا الشعب … لا كبير فوق القانون … فالتعلق المشانق حينها …. والامر لله من قبل ومن بعد…

    تعريجة: ما موقفك سيدتي من قضية حلايب…؟؟؟ ما موقف الصحافة السودانية واهل الراي والحق والعدل من قضية حلايب.؟ االا تستحق مؤتمرا..ومقابلات وتحريك الحكومة وتوضيح ضبابية موقفها … ام هناك دسائس وخفايا ؟؟؟!!

  4. يا اهلنا الاكارم في كل بقعه في السودان
    اطلقوا حملة واسعه للدعاء للمولي عز وجل ليزيل عننا هذا الكابوس المجرم عمر البشير واللصوص علي عثمان ونافع وكرتي وبكري وعطا والمتعافي والخضر وايلا وحميدتي وموسي هلال وموسي كاشا وغازي ومصطفي وسيخة وكمال عمر (ذيل للسلطة) واي وسخ بتعرفو ادعو ربنا اشيلو مننا ما دايرين اي عفن ووسخ دايرين سودانا ارجع قوي ونعيش في سلام وامان
    اللهم اهلك البشير واعوانة وكلاب امن اللصوص علي عثمان ونافع وكرتي وبكري وعطا والمتعافي والخضر وايلا وحميدتي وموسي هلال وموسي كاشا وغازي ومصطفي وسيخة وكمال عمر (ذيل للسلطة) واي وسخ واي واحد اتسبب في ضياع بلدنا
    اللهم اوقف كل الحروب في السودان في دارفور وجبال النوبة وكل السودان
    اللهم احفظ والرحم وانت خير الراحمين

    عنوان الحملة القومية للدعاء والابتهال الي الله لازالة هذا النظام الفاسد
    همتكم ياناس الزول في صلاتو وفي سجودو بس ادعو واكلم اي

  5. وآلله جبتي المفيد.واخوانا ديل عارفين الكلام ده .ودي رفع عتب ساي.واللهم هل بلغت هي المقصوده.مش لو رفعها 52مالبلددي رايها كلها انو الانقاذ فاتت في امرها الفوات .وماقدرت علي شيء .ديل حته الكهربه البسيطه دي بعد 20سنه ماقدرو عليها بيشحدو عشرين بابور من تركيا.!!

  6. كان من الأوجب على من قدموا المبادرة وضعها في طريقها الصحيح ,حتى لا تبدو كأداء واجب فقط ،، فالأزمة في السودان وصلت ذروتها رغم ما تبدو عليه الأمور في ظاهرها ..
    أولا بأن يتم التسليم للرقاص شخصيا وليس غيره.
    بأن يبينوا ، ماهية خطوتهم القادمة في حال تم رفض الوثيقة أو تجاهلها أو أو أو ،، بأن يضعوا سيناريوهات لخطوتهم القادمة ،، فليس كافيا أن تقدم ورقة لشخص مجنون لا يدري ما يدور حوله .. بل كان يجب أن تتبعها خطوات بتوسيع دائرة الموقعين أو أو إشراك أطراف أخرى سواء كانت محلية أو دولية ،ن ولا أقول إقليمية ،، فالوضع في الدول العربية هو أتعس من تعيس..

    الله يكون في عون الشعب السوداني
    إن شاء الله الخلاص قادم ،، عاجلا أو آجلا .. ونصلي صبح الخلاص حاضر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..