تفاؤل بشان الجنوب

بلاغ

قبل انفصال الجنوب وبعده وحتى تاريخنا هذا يعيش عدد كبير من ابناء جنوب السودان ومن مختلف القبائل فى الشمال وبالرغم من الخلافات السياسية بين القيادات الجنوبية فى تلك الفترة والحرب التى تدور هذه الايام بين القوات الحكومية التى يقودها رئيس البلاد سلفاكير ميارديت وقوات رياك مشار نائب الرئيس المقال ، الا ان شمال السودان لم يشهد اشتباكات اوصراعات قبلية جنوبية او عراكا بين سياسيين من جنوبيين والذى يسيطر على المشهد فى مناطق سكنهم فى اطراف العاصمة الخرطوم وداخلها فقط الهدوء والتعاون والاندماج المجتمعى الامر الذى يجعل الكثيرين يتساءلون عن دواعى العنف المفرط فى الدولة الوليدة بينما مواطنيها فى الجارة الشمالية يعيشون فى وئام
الاجابة ببساطة هى طموحات السياسيين واطماعهم الشخصية لان شعب الجنوب الذى حرص على السلام وفرح بمقدمه وغنى له لانه عرف ويلات الحرب طيلة الفترة قبل اتفاقية السلام الشامل لم تكن له الرغبة فى الولوج الى حرب جيدة يفقد بها مكتسبات السلم الذى تحقق ، ومن ينظر الى ماوراء العنف يجد غالبية الدوافع تتمثل فى القبلية المسخرة لاغراض سياسية ،وحب النفس الذى هو رغبة القيادات فى التشبس بالمواقع مهما كلف الامر ، لتصبح شعارات الحرية والعدالة والمساواة التى رفعها قادة الحركة الشعبية خلال مسيرتها وقبل سيطرتها على السلطة والثروة مجرد مقولات اوعبارات من التاريخ والماضى لاوجود لها فى ساحة اليوم
سجل قيادات جنوب السودان خلال الفترة الماضية وتاريخيهم يشير ان الفرصة مازالت مواتية لتضميد الجارح واحداث الوفاق مهما حدث من خراب ودمار وتهتك فى النسيج الاجتماعى اذا وضع الجميع مصلحة وطنهم والمواطن فى مقدمة الاولويات ، بدليل ان هؤلاء القادة كانت بينهم خلافات كثيرة ابان الحرب بين الحكومة السودانية ومتمردى الحركة الشعبية ودخلت قبائلهم فى حروبات وقتال ولكن عندما اتفقوا على جلب السلام والاستقلال عن الدولة الام تلاشت الصراعات لدرجة صفح فيها الجنرالات عن ابناء الجنوب الذى كانوا فى صفوف المؤتمر الوطنى ويناصبونهم العداء قبل السلام وحققوا نصرا كبيرا بنجاحهم فى الحصول على الانفصال وصنع الدولة الجديدة
ان الدماء التى سالت بجنوب السودان والارواح المزهقة هى فعلا مسببة للاحباط خاصة وان كل طرف متمسك بموقفه ولايثق فى الاخر ، ولكن الامل لابد ان يكن حاضرا بماذكرته من حيثيات تؤكد ان العزائم ان صدقت فستقود الى السلام والاستقرار فقط المطلوب الاتفاق على لوائح ومواثيق بالتراضى تحكم اى عملية سلام مستقبلية تشرف عليها جهات محايدة من داخل جنوب السودان مع ضمان عدم حدوث اى تفلتات من الجيش او وقوفه الى جانب اى جهة وقبل هذا وذاك اخذ تعهدات من قيادات الطرفين بالالتزام بالتنفيذ والقبول بنتائجه ايا كانت مع البعد الكامل عن القبلية والجهوية والمصلحة الشخصية
قد يستغرب البعض الاهتمام بالمواطنين فى جنوب السودان ولكن لمن يستغربون ذلك وهم قلة نقل ان اهل الجنوب هم اهلنا وعاشوا بيننا وعشنا بينهم وان ابتعدوا عنا سياسيا وجغرافيا فهم جيراننا ولايسرنا ابدا ان نراهم فى موضع سوء مسلمين وغيرهم لان ديننا لم يقم على التفرقة كما ان قيمنا لاتؤيد اى تمييز …شكرا لكم اهلنا من جنوب السودان الذين قدمتم الينا فى الشمال خلال هذه الظروف الحرجة لانكم احسنتم الظن بنا ولولا ذلك لذهبتم لدول اخرى مرحبا بكم و” ابناء السودان وي يي ” عبارة “وي يي ” من اللغة السواحلية وتعنى يعيش .

لؤى عبدالرحمن
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لدي قناعة تامة بان الجزء الجنوبي العزيز من وطننا سوف يعود يوما ما الي حظيرة الوطن وكم سررت كثيرا بعودة الجنوبيين حين بداوا بالعودة الي الجزء الشمالي من وطنهم مؤكدين خطأالقرار بالانفصال الذي جاء نتيجة لاتفاقية لم يؤخذ فيها راي الشعب بكل مكوناته
    مرحبا بجنوبنا العزيز بالعودة قريبا ان شاء الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..