الله يلعن ابليس !

يحكى ان أحدهم فعل فعلة عجيبة ، وعندما انتهى من فعلته قال : الله يلعن ابليس ، وكان ابليس يشاهد ، فرد عليه : والله فعلتك دى ابليس ذاتو مايعملها !
كلما اسمع اخبار السودان ومايفعل باهله من اعاجيب اتذكر هذه الحكاية ، فحكامنا يفعلون مايفعلون وتعرفون ، ثم يلعنون ابليس ! آخر ماسمعته من اعاجيب انه بعد انجلاء المعارك فى جبل مرة ، ان كلابا ضالة اصبحت تهاجم القرى فى شكل جماعات ، فقلت فى نفسى ربما تكون هذه كلاب جنجويدية . ولن استغرب لو خرج أحدهم يوما ليحدثنا انه من درب هذه الكلاب باوامر عليا ! وارجو الا تستغربوا انتم ايضا ، فلعلكم سمعتم بالفيديو الذى ظهر للجنجويدى السابق ارباب ، الذى اعتقلته الحكومة السويدية ووجهت له تهمة القتل الجماعى ..الخ . هذا الفيديو المسجل فى 2008 ، الذى اعترف فيه بان مسئولا كبيرا اتفق معهم على امدادهم بالسلاح والملابس العسكرية والخيل والجمال ، لمهمة طرد السكان من قراهم . قال انهم فعلو ذلك بفعالية أدت الى مقتل عشرات الالآف من ارواح النساء والرجال والاطفال الآمنين من غير حاملى السلاح ، وانهم دفنوا فى مقابر جماعية ( مثلما حدث لشهداء رمضان ) . كذلك اعترف بان الاغتصابات كانت من ضمن المهام الموكولة لهم . وهكذا ترى ان الغاية تبرر الوسيلة . فاذا كان المطلوب اراضى فى شمال السودان لمشروع فيه مصلحة الجماعة ، تم حرق النخيل وجئ بالشتول ? المسرطنة ? لابادة الموجود . وانشأت السدود ،ليس للتوليد الكهربائى ? كما لم يحدث فى حالة سد مروى ? وانما لنفس غرض ترحيل البشر لاخلائها لاناس آخرين أو لمشروعات مصلحة تطبيق الشريعة ! وفى الجزيرة يمنع الري عن الاراضى وتغير التركيبة المحصولية وتخفض اسعار الشراء من المزارعين وتعدل القوانين لنفس الغرض : اخلاء الارض بهدف تطبيق الشريعة الصينية ! ولاتستغرب هذه ايضا ، فقد ذكر ارباب انهم كانوا يستخدمون اسلحة صينية ، بل ذهب لابعد من ذلك بان الصين كانت تدرب ايضا ، اذانها ،على حد قوله وعلى حد ما نشاهد جميعا ، حليف متين للنظام ، حيث انها تنتظر اخلاء الاراضى فى الجزيرة ودارفور وغيرها من المناطق التى تسكنها جماعات غير مفيدة لتطبيق الشريعة ! كذلك هناك اعتراف وزير الخارجية الروسى بموافقة البشير على فصل الجنوب تفاديا للمحكمة الجنائية ، وهو أمر منطقى من جانب البشير , وايضا من جانب الروس الذين وقعوا فى غرام المعادن السودانية وعلى راسها الذهب المجمر!
هذا ماكان من الامور التى اعترف بها ارباب ، والتى كانت معروفه قبل اعترافه للمجتمع الدولى والاقليمى وللمعارضة بمافيها جماعة نداء السودان . وبعد ذلك لااستغرب فى ان المجتمع الدولى والاقليمى، الذى يعرف عن اعمال ابليس هذه اكثر ممانعرف، لايزال يتعامل مع جنود ابليس اجمعين ، بل ويحس الآخرين على التفاوض معهم ، ذلك ان مصلحته تكمن فى استمرار النظام ، ولا بأس من بعض المكياج . ولكنى استغرب موقف نداء السودان بالذات ، فهم ايضا يعلمون ، ولاادرى كيف ينتظرون بعد ذلك ان يتفاوض النظام على تفكيك نفسه ليصبح عرضة للمساءلات الدولية والمحلية .. كيف يعقل هذا ؟! ولانى لااشك مطلقا فى وطنية هذه المجموعات ،الذين من بينهم من حارب ولايزال يحارب ويقدم الشهيد تلو الشهيد ، وفيهم من اغتصبت السلطة الشرعية منه بمؤامرة بينة ، وفيهم من اعتقل وعزب لمجرد انه خاطب الناس فى شان ضرورة التغيير ، فانا ارجو ان يوضحوا حقيقة هذا الموقف من النظام للشعب السودانى ، فربما يكون لديهم ما يقنع بان المجرم يمكن ان يلف الحبل حول عنقه ، وبالتفاوض ، سواء ان كان مباشر أو من خلال الوساطة الرفيعة!
خلاص صدقناك يا اخا العرب
خلاص صدقناك يا اخا العرب