التغيرات الهرمونية والنفسية للنساء تخل بوظائف القولون

تتسبب التغيرات الهرمونية للنساء في الكثير من الأعراض يظل أكثرها شيوعا اضطراب حالتهن النفسية، بشكل دوري. هذه الاضطرابات تتعدى كونها تقلبات نفسية عابرة وقد تؤثر في الكثير من الأحيان على المعدة، لا سيما إذا تعلق الأمر بمجموعة من الضغوط المتراكمة. ويعد القولون العصبي من أكثر الأمراض التي تلازم الشخصيات العصبية التي تشكو من التوتر والضغط الشديدين.

العرب
القاهرة – يعتبر القولون العصبي من أكثر الأمراض شيوعا بين الناس خاصة الأشخاص العصبيين، فهو من أشهر أمراض الجهاز الهضمي انتشارا. ويحصل القولون العصبي نتيجة الإفراط في البعض من أنواع الأكل التي تؤدي إلى الآلام والانتفاخات والشعور بألم الأمعاء والبطن، لذلك ينصح المختصون بضبط عملية الأكل وعدم الإفراط في البقوليات التي من شأنها أن تؤدي إلى تهيج القولون.

ويعد القولون العصبي من أكثر الأمراض انتشارا حيث يمثل 50 بالمئة من نسبة الأمراض التي تصيب القولون، وقد أثبتت الأبحاث أن التغيرات الهرمونية التي تحدث للنساء تجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالقولون، فكل إصابة للرجل تقابلها ثلاث بين النساء.

وتؤكد تقارير مركز كلينك الطبي أن مرض القولون العصبي لا يسبب تغيرات في الالتهاب أو تغيرات في أنسجة المعدة، ولا يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون. وفي الكثير من الأحيان، يمكن التحكم في أعراض القولون العصبي عن طريق تعديل النظام الغذائي وتغيير نمط الحياة. ويشار إلى أن أعراض الإصابة بالمرض تختلف من شخص إلى آخر، وغالبا ما تتشابه أعراض القولون العصبي مع العديد من الأمراض الأخرى.

وتشير الأبحاث إلى أنه عندما يصل الغذاء إلى الأمعاء يمر بالعديد من التفاعلات والحركات المنظمة غير العشوائية، حيث أن فضلات الطعام التي تصل القولون تكون أقرب إلى السائل. وفي حال حدث أي خلل في أعصاب الأمعاء تحدث عندها المشاكل وتصبح حركة عضلات القولون غير طبيعية وأقرب إلى العشوائية السريعة جدا، فيصبح فيها البراز مائي القوام ويعاني المريض من الإسهال، لأن الطعام لم يأخذ وقتا كافيا في عملية امتصاص الماء منه. أما إذا كانت حركة العضلات بطيئة جدا ويكون عندها البراز صلبا يعاني المريض من الإمساك، لأن الطعام بقي وقتا طويلا في القولون فيمتص الماء فوق المعدل الطبيعي.

وعن أسباب الإصابة بالقولون العصبي، يقول د. محمد المنيسي، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بقصر العيني بمصر ?إنه لا يمكن تحديد سبب معين لحدوث المرض، حيث أن الأبحاث لم تصل إلى تحديد السبب الرئيسي في الإصابة به، إلا أن هناك بعض المؤشرات التي تكون وراء زيادة نسب الإصابة به، والتي تأتي على رأسها الضغوط العصبية والنفسية التي يتعرض لها الفرد على مدار حياته?.

ويؤكد المنيسي أن العصبية التي يتعرض لها الفرد تحدث اضطرابا في القولون، مما يفقده القدرة على أداء وظيفته بشكل طبيعي، فبعض التغييرات والتفاعلات التي تحدث بالقولون تسبب خللا في وظائفه، وتؤدي إلى الإصابة بالقولون العصبي. كما أن هناك بعض الأنواع من الطعام التي تؤدي إلى الإصابة أيضا، وهي الأطعمة الحارة والمليئة بالتوابل، والأطعمة الدسمة والمليئة بالدهون.

وعن علاج القولون العصبي، يوضح المنيسي أنه لا يمكن الاعتماد على العلاج الدوائي للتخلص من أعراض القولون العصبي، ولكن على المدى البعيد يجب أن يعرف مريض القولون العصبي أنه أمام خيارات صعبة وأعراض مزعجة، كلها يمكن تخفيفها وإزالتها باتباع أنظمة غذائية صحية والاعتياد على تجنب تناول كل الأطعمة التي تثير القولون العصبي، مع الحرص على تجنب المواقف التي تؤدي إلى التعصب والتوتر والتعامل مع الضغوط بشيء من الهدوء.

وتؤكد د. صفاء عمر، استشارية أمراض السمنة والنحافة، أنه لا بد من التركيز على بعض الأطعمة مثل الغنية بالألياف التي تساعد على التخلص من الإمساك، وبعض الأطعمة المفيدة الأخرى، والتي يمكن من خلالها علاج القولون العصبي بالطعام، ومنها تناول العسل الأبيض الذي يساعد على تخفيف حدة مشكلات القولون العصبي خاصة بين الوجبة والأخرى، وتناول التفاح لأنه معروف بتهدئته للأمعاء وعلاجه للإمساك المزمن، كذلك تناول الخضروات الورقية التي لا تسبب الغازات والانتفاخات المزمنة بالبطن، بحيث تساهم في تحسين حالة الإمساك المصاحبة للقولون العصبي. ويساعد تناول الشوفان الصحي كثيرا في علاج المعدة وتهدئة القولون.

وتوضح عمر أنه إلى جانب المأكولات التي تقلل من الإصابة بالقولون واستثارته، هناك أيضا بعض المشروبات المهدئة مثل اليانسون الطبيعي ومشروب الشمر الدافئ الذي يخلص من عسر الهضم، ومشروب الكراوية، الذي يساعد على التخلص من الانتفاخ المزمن الذي يصيب مرضى القولون العصبي. ويعد الزنجبيل أيضا من أفضل المشروبات لعلاج المعدة والأمعاء، والتخلص من الانتفاخ.

وهناك بعض النصائح التي يجب أن يتبعها مريض القولون العصبي، ومن ضمنها تناول كميات كبيرة من المياه على مدار اليوم، والابتعاد عن الكسل والخمول، والتقليل من كميات الطعام في الوجبة الواحدة. وتجدر الإشارة إلى أن ممارسة الرياضة تعد عاملا مهما وفعالا للمصاب بالقولون العصبي، حيث أنها تعمل على تحريك المعدة وتسهيل عمل وظائف الجهاز الهضمي.