فنانون يعرضون مواهبهم في سوق على ضفة النيل بالخرطوم

الخرطوم (رويترز) – عازفون وراقصون سودانيون في ملابس أفريقية تقليدية يقدمون فنهم للمارة في شارع على ضفة النيل في الخرطوم.
هنا يلاقي فنانون من كل أنحاء السودان ليعرضوا مواهبهم وابداعهم لسكان المدينة وزوارها الذين يحضرون الى هذا المكان ليحظوا بلمحة عن الفن التقليدي.
أشرف فتح الرحمن واحد من الرسامين العديدين الذين يجلسون لرسم صور للراغبين من المارة في هذا الشارع مقابل أجر بسيط.
وقال أشرف "أنا باعشق الرسم الافريقي. باعشق الملامح الافريقية جدا. حتى لو ركزت في البورتريه ستجد في واحدة من اللوحات وجه جنوبي تمام. بأعشق القبائل الافريقية بالذات الجنوبية. لان العالم كله القبائل الافريقية انتهت. السودان الوحيد اللي فيه لحد الان قبائل أفريقية محتفظة بالتراث بتاعها."
كثير من الفنانين الذين يقدمون عروضهم وموسيقاهم في هذا الشارع من أهالي الجنوب الذي أجرى استفتاء في الاونة الاخيرة على البقاء في السودان أو الانفصال عنه.
لكن الفنان الجنوبي جوزيف أنتوني أكد أنه سيبقى يعزف موسيقاه في الخرطوم حتى لو قرر الجنوب الانفصال.
وقال "الموسيقى أساسا ما لها جعرافيا معينة.. ما لها حدود. طالما هذه الالة تشتغل في الشمال كام سنة فهي أصلا الة سودانية. الة لكل السودانيين. يعني اذا كان جنوب السودان ينفصل سياسيا.. الثقافة لا تنفصل."
معظم هؤلاء الفنانين يشغلهم أحوال الاقتصاد أكثر من الوضع السياسي في السودان الذي يكافح لمواجهة التضخم وارتفاع أسعار السلع.
وأعرب الفنان عبد المنعم حمزة عن أمله أن تساعد الحكومة في تخفيض أسعار الخامات التي تستخدم في الفن التشكيلي.
وقال حمزة "نتمنى أن الدولة تساهم برفع الجمارك والضرائب وكل ما يعيق.. حتى الترحيل.. ترحيل المواد من بره.. بحيث توصل الى الفنان بسعر معقول أقرب الى السعر الموجود في مناطق انتاج المواد الفنية. معروف أن المواد الفنية غالية. فأناشد الدولة رفع الضرائب والجمارك عن مدخلات الانتاج الفني."
وساهمت مخاوف من أي يؤدي انفصال الجنوب الى أن يفقد الشمال حقول النفط المربحة في ارتفاع الاسعار. لكن رغم حالة عدم اليقين بخصوص المستقبل سيظل التاريخ والتراث المشترك يربطان بين شمال السودان وجنوبه
انضموا معنا في مجموعة " الإنتفاضة السودانية ضد الكيزان