حقيبة منصور خالد.. العودة إلى الفن

أم درمان ? عندما دلف الدكتور منصور خالد عبر مدخل قاعة الصداقة في تلك الأمسية الشتوية، كانت شحنة من المشاعر المختلطة تعتمل في دواخل الرجل السياسي والأديب الذي ابتعد عن ساحات السياسة وتفرغ لكتاباته الفكرية والأدبية، ذهب ليشارك في ذلك المحفل الذي أقيم لأغنية الحقيبة التي كثيرا ما أثارت انتباهه وأعلن عن رغبته أكثر من مرة في إصدار مؤلف لأغنياتها ومحطاتها.
لاشك أن هذه الرغبة الملحة بدواخل خالد كانت الدافع الحقيقي لحضوره في تلك الأمسية التي أقيمت على شرف الشاعر والدبلوماسي والإعلامي صلاح أحمد محمد صالح في احتفال الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بستينية برنامج (حقيبة الفن) وشارك فيها حضور نوعي كثيف من الإعلاميين والفنانين والمثقفين والسياسيين.
الكتابة والمايكرفون
(صلاح) دبلوماسي قديم جمع بين الكتابة والمايكرفون في (هنا أم درمان) والـ(بي. بي. سي)، وسُمىّ سفيراً لدى عدة بلدان، وفي عالم الغناء أهدى روائع من أشعاره للفنانين سيد خليفة، أحمد المصطفى وعثمان حسين. اعتنى صلاح أحمد محمد صالح بأغنية الحقيبة بشكل خاص وتجلى اهتمامه هذا في برنامجه (حقيبة الفن) بالإذاعة السودانية, الكرسي الفارغ بجانب المحتفى به كان من نصيب الدكتور منصور خالد فهناك حديث سري حميم يدور في تلك الأثناء بين المبدعين اللذين التقيا على بوابة الحقيبة.
كتاب الحقيبة
في أحد الحوارات التي أجريت مع منصور خالد عن موضوع أغنية الحقيبة سُئل: (هل أنت من أنصار المدرسة التي تعتبرها جوهر الخبرة الغنائية السودانية؟) فأجاب: بلا شك الحقيبة جوهر الخبرة الغنائية للسودان الشمالي النيلي. وأنا هنا أستثني شرق وغرب وجنوب السودان.
إذاً، تلك الأمسية حركت عصب الفكرة الساكنة داخل منصور خالد ليسرع في إصدار مؤلفه الموعود عن أغاني الحقيبة، وهو الآن بمعية صلاح أحمد صالح يهمس له بأن “الإصدارة قاربت على الانتهاء لأفي بوعدي الذي أطلقته ذات مرة بأن أعود إلى بحثي في حقيبة الفن متى فرغت من سخف السياسة” تلك التي أخذت خالد بعيدا عن الأديب الموجود بين حناياه سعادة غامرة عمت وجهي الاثنين وابتسامات عريضة زادت ملامحهما بريقا بفرحة الإنجاز عبر فيها صلاح للدكتور عن سعادته الكبيرة بحضوره الأنيق ليؤكد أن فكرة إصدار المؤلف لازالت تخامر عقله وهنا المحتفى به حاضر متجسد في شخص صلاح، وريحة أم درمان حيث أتى الرجلان ووحدتهما الفكرة.
خدمة المركز الصحفي للإذاعة والتلفزيون
اليوم التالي