مقالات سياسية

حوار إذاعي قديم معي

حسن إبراهيم حسن الأفندي

 

نص الحوار الذي أجرته معي مؤسسة الجبالي الثقافية من العاشرة مساء الاثنين 17/2/2015م وحتى الواحدة صباح اليوم التالي :

1ـ من هو الاستاذ حسن الافندي الشاعر والانسان
بداية لابد من أن أشكركم على لفتتكم البارعة ومحاورتي وأعزي مصر أمنا في الشهداء الذين لقوا ربهم هذا اليوم بطريقة همجية وحشية لا يمكن أن تصدر من إنسان ضد آدمي  … أسفي وحزني عظيمان لا شك وتقف مفردات شاردة بليدة إزاء هذا الحدث المروع … وبعد :اختصر القول عن نفسي : ولدت أمضغ المفردات وأعالج البحور والتفعيلات والقوافي … لا يد لي في أن أكون شاعرا أو لا أكون وإنما هو بقدر ومقدار , ولو خيّرت لما رغبت في أن أكون شاعرا … متزوج وأب لابنين وبنتين ولي والحمد لله أحفاد يملأون دنيتي سرورا وحبورا وبهجة … هاجسي الكبير الموت وما بعد الموت من حياة برزخية في عالم الروح … رجوع إلى عالم الأمر أو الذر ورغم ذلك يرعبني أن أتخيل أنني بقبري أخرج من الدنيا إلى لحد ضيق ملتحفا مترين من قماش من أقرب متجر بالسوق .

2 ـ متى وكيف كانت بداياتكم في مجال الادب والشعر ؟ .
منذ صغري وأنا متغير المزاج وأحيانا أشعر بضيق الصدر وقد لاحظ والدي عليه رحمة الله ذلك , فكان يعاملني معاملة خاصة … وجاء استقلال السودان في الأول من يناير 1956م ثم كانت حرب السويس فوجدتني أكتب شعرا بالعامي منددا بإيدن مشيدا بابن الصعيد هرم العروبة الأكبر جمال

عبد الناصر واستقبلت المواكب شعري بترحاب وحماس بالغين وكنت ما أزال غض الإهاب تلميذا بالمرحلة الابتدائية .

3 ـ بمن تاثرت في بداياتك ؟ وكيف أستفدت منهم في تطوير مسارك الادبي ؟ .
لا أبالغ إن قلت إنني منذ أن بدأت الدراسة وتعلمت القراءة وكما يقولون فك الخط , كان رفيقي على الدوام وصديقي أبو العلاء المعري وذلك لما سمعت من أبي يرحمه الله قول أبي العلاء : هذا ما جناه أبي علي وما جنيت على أحد … أعجبت بالبيت ولاحقت أبي بالأسئلة فأجابني إنه لشاعر أعمى يقال له المعري … وحفظت للمعري كل كتبه عن ظهر قلب حتى الفصول والغايات وما تضمنته من صور كاريكاتيرية (يقدر ربنا أن يجعل الإنسان يمشي على أذنين ويشتم الروائح بمنكبيه وتكون بنانه مجرى دمعه … إلخ) منكرا بذلك العلة الغائية كما ذهب الدكتور طه حسين في كتابه مع أبي العلاء في سجنه مجاريا مذهب ابيقور الفيلسوف اليوناني (370ق.م _ 241ق.م) ولا أريد الخوض في ذلك إذ ليس لي بالفلسفة باع طويل خاصة وأنني من المؤمنين بأن معظم الفلاسفة لهم ترف ذهني لا يتوافر لي وإن كان تصوري من هذه الصورة من أبي العلاء إنما تعني أن الله فعال لما يريد وهو على كل شيء قدير … وعموما حفظت لزومياته ورسالة غفرانه لمحمد بن القارح وأعجبت بمثالياته العجيبة في مواقف كثيرة كما وحفظت شوقي ديوانا وحتى مسرحيات وحفظت عن حافظ والمعلقات وسير وأخبار الشعراء لولا أن أصابني شلل نصفي بالوجه لالتهاب العصب السادس أو السابع لا أدري وخرجت منه فاقدا خاصية الحفظ وحتى أشعاري ما عدت أحفظ منها إلا النذر اليسير .
ولعلي كنت أفوّق أبا العلاء على المتنبي الذي كتبت عنه محدثا عن كراهيتي لسيرة هذا الشاعر وأركز على سيرة الرجل وأخلاقياته وليس على شعره الذي جاء بما لا يستطعه الأوائل … فأنا أستشهد بشعر المتنبي كثيرا ولكني أوضحت في مقالي كراهيتي للمتنبي في عدة نقاط تناولتها مواقع بدول مختلفة ومنهم من فهم ما أرمي إليه ومنهم من هاجم لمجرد قراءة العنوان … مؤكدا ثانية أن لا شاعر جاء بما جاء به المتنبي شعرا رائعا وإن كنت أجزم داخل نفسي بأن زهير بن أبي سلمى أشعر من قال شعرا على الإطلاق ومثّل إزدهار العلم والمعرفة فيما يعرف بالعصر الجاهلي وبهذه المناسبة أشير إلى أن العصر الجاهلي لم يكن عصر أمية مطلقا وللجهل معنى يختلف عن معنى الأمية وقد سبق لي أن حاضرت مرة عن إزدهار العلم والمعرفة في العصر الجاهلي كما سألت مرة العالم العلامة أسامة البازعلى تليفزيون الشارقة كيف وصل لبيد في العصر الجاهلي إلى حقيقة احتراق الشهب وتحولها إلى رماد وبالمناسبة هو من يمد الأرض بعنصر الحديد (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد…) وذلك حينما قال لبيد يرثي اخاه أربد بقصيدته الشهيرة :
بلينا وما تبلى النجوم الطوالع    وتبقى الجبال بعدنا والمصانع
إلى أن يقول :
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه

يحور رمادا بعد إذ هو ساطع

4 ـ متى كتبت اناملكم اول قصيدة ؟ ولمن ؟ .
أعتقد أني أجبت على ذلك في ردي على سؤال سابق .
5ـ أي أنواع الكتابة هي الاقرب لشخصكم الكريم ؟ ولماذا ؟ .
الكتابة الجميلة جميلة سواء كانت نثرا من نقد أو مقالة أدبية أو إنثروبولوجي أو كانت شعرا لأنها تعبر عما بداخلك ويهبك متنفسا من المعاناة والشعور بالفرح أو الألم على السواء .

6ـ هل صدرت لكم اي دواوين او اعمال شعرية ؟ .
لا يجمع الله بين العلم والمال … فالطباعة مكلفة جدا … ورغم ذلك فقد أضطررت تحت ضغط معجبي قصائد مديحي للمصطفى صلى الله عليه وسلم أن أطبع أعدادا محدودة من الصفا والوفا وتوزيعها على من طلبوها مني , ولكني أضعت فرصا ذهبية كثيرة فقد كان من المقرر أن يصدر ديواني الأول من البوادر سنة 1969م إذ كان مدير مطبعة جامعة الخرطوم آنذاك أستاذي في علم النفس ويعرفني ويعرف شعري معرفة تامة , وأرسل يطلب شعري لطباعته ولكن قفز إلى سدة الحكم النميري فأوقفت جمعه وتنسيقه ونسيت الموضوع حتى لا أضطر مكرها لمديحه … ثم طلب مني سعادة الشيخ سيف الغرير أطال الله عمره وكنت أحضر مجلسه الأدبي بدبي كل خميس وكان يقربني إليه , أن يطبع كتبي وله مطابع تطبع حتى كتب المناهج والمقررات المدرسية , فاعتذرت له خجلا من أن أقبل تحميله بنفقات طباعة كتبي , مؤمنا بأن كل تأخير فيه خير , فكثيرا ما أضيف أبياتا جديدة لهذه القصيدة أو تلك ويجري التنقيح وتجري المعالجات بشكل يومي لما هو موجود من شعر ونثر علما بأن لي قصائد تنشد بالفضائيات بكليبات راقية وكاسيتات مثل خواطر صائم ويؤديها المنشد العراقي الدكتور أحمد عبد الستار علواني وهناك أربع قصائد يؤديها المنشد العماني الأستاذ داؤود العنبري وأعتقد أن أحد اللبنانيين يؤدي قصيدتي روحي هنالك لا هنا .

7 ـ أي الاوقات هي الاحب والافضل لشاعرنا لممارسة هوايته المفضلة الا وهي الشعر؟
الشعر لا وقت محدد له متى طرق بابك وأتاك الإلهام … أذكر مرة وأنا طالب بالمرحلة الثانوية وفي حصة فنون كنا نتعلم تجليد أو تغليف الكتب وكانت مدارسنا آنذاك نموذجية بمعنى الكلمة لا تتجاوز الثمان مدارس ثانوية , حضرني الإلهام ربما لاستفزاز وقع علي لا اذكر , فرميت بما في يدي وأخذت ورقة أكتب عليها ما وردني من شعر وكان أستاذي مقدرا لذلك الموقف ولم يزعجن بنهي أو أمر وقد قلت قصيدتي سماء المجد مرتجلة بسوق أم درمان لما بلغتني إساءة أحدهم لي بمجلسه وكتبت أيضا قصيدتي تحية الشاعر لما لقيني أستاذي المرحوم محمد محمد علي صاحب ديوان ألحان وأشجان وأخبرني بأنه يتابع أشعاري على الصحف السودانية وهو مقيم آنذاك بمصر لنيل الماجستير في الشعر السياسي السوداني وقال لي إنه يعرض أشعاري كنموذج للشعراء الشباب على عميد الأدب العربي وتمنى أن لو كان رآني ضمن الشعراء في الليلة التي أقيمت بالنادي الثقافي السوداني بالخرطوم تكريما للدكتورة بنت الشاطيء … وقع كل ذلك علي وقع الصاعق خاصة وأنني لم أكن زرت مصر حتى حينها وحبي لها لا حدود له … طأطأت رأسي وانصرفت عنه وفي الطريق لحجرتي أنشأت القصيدة في دقائق لا تتعدى أصابع اليد وعدت إليه ولم يغير وقفته وأسمعته القصيدة القصيدة فقال لي أنت لا تكتب بطالا أبدا على حد قوله بالحرف الواحد ونشرت بجريدة الرأي العام السودانية وحملها معه للعميد … ومن عجب مات هذا الشاعر العملاق أستاذي يوم مات

عبد الناصر وفي نفس الوقت فلم أستطع لهول الفاجعة من رثاء أي منهما وتذكرت يوم مات المنفلوطي بالتزامن مع زعيم الأمة سعد باشا , فبطاه شوقي بقوله :
اخترت يوم الهول يوم وداع
ونعاك في عصف الرياح الناعي .
ولكني أكتب معظم شعري ويلاحقني أحيانا الإلهام مضطجعا للنوم فأقلق إلى وقت متأخر من الليل , فإما أن ألوكه شفاهة وأصبح ناسيا تماما لما قلت ليلا أو أفتح هاتفي النقال لأكتب وأحفظ مسودة أنقلها صباحا للابتوب…

8 كيف يبدأ شاعرنا يومه العادي ؟ وكيف يستطيع التوافق بين عمله في الحياة والشعر والكتابة ؟ .
بعد الصلاة وتلاوة بعض القرآن الكريم وبعض الأوردة , ألجأ إلى الكمبيوتر لقراءة ما يصلني من بريد والوقوف على آخر ما نشرت من شعر او نقد أو مقال وردود فعل القراء ثم مثلي مثل الآخرين أضع جدول أعمال لتنفيذ ما يخص بيتي وأولويات التنفيذ وقضاء حاجيات المنزل من كهرباء وغاز طبخ أما شؤون البيت مما يخص البطن من مأكل ومشرب فيقوم به آخرون غيري … وقد أصبحت الآن متفرغا للمنزل والكتابة ومراجعة ما سبق لي كتابته … أما عندما كنت أعمل وقدمت استقالتي من العمل فما كنت أتيح الفرصة لأحد لينظر إلي شاعرا وإنما مسئولا فنيا كنت أم إداريا وحتى عندما كنت معلما كانت حصتي تركز على موضوع الدرس بعيدا عن عالم الشعر ولعل الكثيرين من طلابي لم يكونوا يعلموا بأني شاعر إلا من بعض زملائهم ممن حضروا لي ليلات شهرية كان يقيمها نادي الشعر بكلية التربية وكنت أتشرف برئاسته ويحضره الآلاف من الشباب وهواة الشعر ويشارك فيه فحول الشعراء يقدمون جديدهم وقديمهم .

9 ـ التجديد في كل شيء مطلوب ومرغوب .. فما رأيكم بالشعر الحديث وشعراء الجيل الحالي ؟ .
نعم التجديد مطلوب ومرغوب ولكن كيف ؟ هل بهجر الخليل بن أحمد الفراهيدي ونفي  المتدارك ؟ أم بتجديد المفردات والمعاني والإتيان بما هو مقنع للقاريء .. أقرأ قولا موزونا ومقفى ولكن لا روح فيه ولا نفس ولا مشاعر … مجرد نظم عقيم لعالم من علماء العروض رص حجارة بعضها فوق بعض ليبني جدارا لا يسترعي الانتباه ولا جمال فيه … لا أحرم شعر التفعيلة وإنما أكتبه أحيانا كما قلت مرة لأتسلى فهو سهل المعالجة … وكل هذا وذاك لا يعني أن الشعر بصيغته التي عرفها العرب قديما وحديثا وهم أهل فصاحة وبلاغة خاطبهم بها القرآن الكريم بلسانهم , قد فشل في نقل الصور والأحداث والمعاني ولعل قصيدتي (السيف والقلم) والتي تناولها عدد كبير من شعراء وأساتذة جامعات مصرية بالنشر على مختلف المواقع وعلقوا عليها تعليقات أعتز بها , قد تناولت هذه المعاني :
ويكاد يخنقني الغبار بشعره

أعمى تهاوى الليل فيه الأنجم
وقد سبقني المرحوم هاشم الرفاعي حيث قال:
أيها الناطقون بالشعر حرا ولكــــم به دعوة طنانة
اسمعونا إن استطعتم قريضا
لا حديث جالس في حانة
إنما الشعر ما تدفق عذبا

في بناء فأحكـــموا بنيانه
ليست الفكرة الجديدة تأبى  عرضها في جزالة ورصانة
لا تحيطوا تراثنا بلهــيب
في غد تكره العيون دخانه
وعموما الجماليات في الشعر وحتى في النثر أو في ومضة بسيطة تأسرني … المهم الإبداع فيما نكتب وهو يفتقر إليه كثير من شعراء اليوم سواء كانوا يكتبون ما يرونه هم شعرا أو مالوا إلى ما يعرف بالشعر الحديث . وإن كنت أومن أن هناك البعض من شعراء وشاعرات يبدعون حتى النخاع وإن كانوا قلة

10 ـ الخيال هو قمة الابداع والتميز لدى كل الشعراء والكتاب .. ف اين نجد شاعرنا من الخيال الواسع في كتاباته؟
ذهب بي الخيال إلى أن أرى للأجال متاجر تُشترى فيها سنوات لتجديد العمر … مثلا قصيدتي انفض السامر:
لو أن للآجال عمرا يُشترى
لأعيش ثانية وأنظم سكرا

11 ـ الرياضيات مادة علمية بحتة … والشعر هو عالم من الرومانسية والعواطف وقمة الروعة والجمال في الاحاسيس والمشاعر .. كيف استطعتم التوحد في هذين المجالين المختتلفين عن بعضهما ؟ .
بصدق عشت طوال حياتي أجمع بين المواد العلمية والأدبية في آن واحد :
وما الجمع بين الماء والنار في يدي .
بأصعب من أن أجمع الجد والحزما
الشعر موهبتي والأدب عشقي والرياضيات مضماري

12ـ ماذا نجد في حديقة الاستاذ الشاعر حسن الخاصة به وحده ؟؟ .
النفس اللوامة وكم تعذبني وتعذبت بها .

13 ـ ماذا اعطتك الكتابة ؟ وماذا أخذت منك بالمقابل ؟ .
أعطتني حبي للناس وحبهم لي والشهرة والصيت الواسع الذي وصل إلى كثير من بلاد الله, ولكنها أخذت وقتي وكان من الممكن أن أستمتع به بدلا من الهم والقلق وذارف من دموع , ولعل اسم ديواني البوادر يعني الدموع , ورمتني بأدواء عضال

14 ـ كتبت ألمرأة عن الرجل في كتاباتها .. ف ماذا كتب ومازال يكتب شاعرنا عن المرأة من خلال قلمه العاشق للحياة ؟؟ .
نعم عاشق للحياة والجمال في كل شيء لا شك ولعلني من أضعف الناس أمام الجمال وأعترف بذلك , ولي من الغزل الكثير المثير : لا تغضبي , حاولي , إن تمكري , سمراء وحسناء وأحبك أكثر وسلمى وهلم جرجرة .

15 ـ لو أعطيتك الان الورقة والقلم وطلبنا منكم كتابة 3 انواع من الرسائل ؟ ف الى من تودون ارسالها ؟ .
اولا … رسالة حب
إلى التي أحببتها بصدق وقاسمتني ظُلم الحياة وظلمها … زوجتي شفاها وعافاها الله وفيها كانت قصيدتي جميل الشعر وكنت في بلاد بعيدة عنها وسمعت صوتها من مسجل أنام به فقمت فزعا وكتبت على الفور:
سمعت صوتك منسابا إلى أذني
حتى أهاج بصدري كامن الشجن
ثانيا : رسالة ندم وعتاب ؟
إلى عمر مضى وانصرم خلسة وأنا أعد مفتخر الثياب
ثالثا : رسالة شكر وتقدير
إلى كل من عرفني شاعرا أو كاتبا أو آدميا وحفظ لي حقي كاملا غير منقوص فما جزاء الإحسان إلا الإحسان
ورابعا : رسالة من أختيارك الشخصي ..
إلى جريدة أضواء مصر أقول : اختياركم قصيدتي توبة شاعر للفوز بالمركز الأول كان له صداه الكبير على نفسي وعلى صعيد مجتمعي وعلى معارفي وأصدقائي فقد عبرت تعليقاتهم وتهانيهم بذلك … لا أملك إلا أن أقول للجريدة : شكرا إذ لا أملك غيرها .

16 ـ مارأيكم بما يحدث في الوطن العربي من ويلات وويلات الحروب والثورات ؟ وهل كتبتم أي قصائد وطنية ؟
اشتهرت أول ما اشتهرت بالقصائد الوطنية على الصعيدين القطري والقومي ومن هنا يتضح أن لي مئات القصائد في هذا الشأن … أما عن الويلات فكم تحز في نفسي كثيرا … تقلقني … وقد كتبت مقالتين متتاليتين عن الثورات العربية ما لها وما عليها ونشرتا بالوطن المغرد خارج السرب بأمريكا … وقد مرت الشقيقة أمنا مصر ببعض اضطرابات جعلتني أكتب أنت يا مصر مصر … وقصيدة يا مصر لا والأخيرة أذاعتها إذاعة صوت العرب بلسان الأخ الصحفي المصري الصديق محمد محمود عثمان كما نشرتها مجلة طريق المستقبل بسلطنة عمان نقلا عن الفيسبوك .

17 ـ لو وضعنا امامكم 3 وزرات مختلفة … ف اي وزارة ستختار ولماذا ؟ .
وزارة الثقافة والاعلام ..

وزارة الخارجية ..
وزراة التعليم العالي والبحث العلمي ..
هذه خطوط حمراء في حياتي لا أقربها خوفا من نفسي على نفسي وخوفا من الله ولم أسع لها ولن أقبل بأي منها مهما كان الظروف والأحوال.
18 ـ في الشعر والكتابة توجد عدة لغات ايحائية يستعلمها أغلب الشعراء والكتاب …

كلغة الورد … لغة العيون … لغة الصمت وغيرها … مارايكم بذلك ؟ واين أنتم منها في كتاباتكم ؟ .
وحين تطغى على الحران جمرته
فالصمت أفضل ما يطوى

عليه فم
أما لغة الورود فبعيدة مني فشعري كما أعرف به شيء من الجفاف لطبيعة النشأة والمعاناة التي قاسيت منها
والعيون آه منها العيون:
سهر الشوق في العيون الجميلة

حلم آثر الهوى أن يطيله
و :
إن العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين موتانا

19 ـ لو أعطيتك تذكرة سفر .. ف إلى أين ستختار السفر ؟ على أن تأخذ معك شخصين ؟ فمن ستختار ؟ مع العلم أن السفر ذهابا فقط وبدون رجوع؟؟

إلى مصر مباشرة وسأدعو صديقي وأخي العالم العلامة المفكر الإسلامي الشاعر المفوه الشيخ أحمد الكبيسي وأعلم حبه لمصر والابن الشاعر العذب محمد نجيب محمد علي .
20 ـ ما هي الجوائز والشهادات التقديرية التي حصلتم عليها خلال مسيرتكم الادبية ؟
كثيرة لا تحصى ولا تعد من دروع وسيوف وجروز وشهادات تقديرية وساعات قيمة وأحيانا بعض المال وأحيانا تكريم أدبي مثل دعوة المرحوم الملك عبدالله لي للسعودية لحضور فعاليات الجنادرية 26 وأنوه هنا إلى ان جلالة سلطان عمان رد الله غربته وشفاه وعافاه ممن كرموني ماديا وكذلك وزارة داخليته .
21ـ بعيدا عن الشعر والادب .. ماهي هواياتكم المفضلة ؟
تصوروا ميكانيكا السيارات وقد سبق لي أن عمّرت سيارتي ما بين الثانية بعد الظهر والثانية عشر ليلا يوم 31/12/1981م وكانت ماركة فلكسواجن كاب الألمانية ونجحت العمر بنسبة مائة في المائة وما زلت أحفظ العشرة لهذاالطراز ويخفق قلبي لمجرد رؤيته بشارع ما والآن أقوم بصيانات بسيطة ومتنوعة لسيارتي الألمانية خاصة وأنني أتحفظ في التعامل معها بعد أن صار الكمبيوتر متحكما متفوقا على مًركباتها , وللعلم فإني بناء من درجة فارس .

22 ـ إلى من تسمع من مطربي الزمن الجميل والزمن الحالي؟؟
ما كنت أعلم أني سوف أرثيها
بعد الذي كان من أحلى أغانيها
كما قال أحمد رامي عن سيدة الغناء العربي وكنت مولعا بها وما زلت بجانب نجاة الصغيرة وفايزة أحمد وعبد الحليم حافظ … أما الآن فما تركت السح الدح أمبو وبوس الواوا مجالا لشهية البحث عن تطريب أو طرب .
23 ـ ماذا تعني لكم هذه الكلمات والأسماء ؟؟ .
الحرية .. الخيانة … السودان … القلم والبندقية .. جريدة أضواء مصر … حسن الافندي .
الحرية خيال بعيد المنال محرم على المواطن العربي وربما الأفريقي بشكل عام .

الخيانة أسوأ ما في البشر
السودان … ليته يعرفني ثانية بعد هجرة امتدت لأكثر من ربع قرن من الزمان خلقت فجوة بيني وبين شعبي وهذه من أولى سلبيات الاغتراب
القلم والبندقية … أما القلم فصديقي ورفيق دربي وأما البندقية .
وأجزع إن رأيت دماء كبش
فكيف يكون قتلي لابن جنسي
جريدة أضواء مصر :

يد سلفت وديْن مستحق
حسن الأفندي : بدأ مناضلا ولكن صرعته الحظوظ والأقدار .
24 ـ هل من كلمة أخيرة لشاعرنا تودون إضافتها في نهاية حوارنا لليلة ؟ .
في نهاية المطاف لا أملك إلا أن أزجي لكم عاطر الشكر والتقدير والإمتنان مؤكدا أن لقاءكم سيكون محفورا في ذاكرتي حتى الموت وقلادة شرف تزين صدري ونورا يضيء جبهتي وشرفا أفاخر به وأباهي  …. مكررا الشكر والامتنان .

‫2 تعليقات

  1. صراحة لم نسمع بك شاعرا ضمن شعراء السودان اما حبك لمصر مصر فواضح اخذت من المصريين تضخيم الذات والنفخة الكتابة.. ورحم الله امرء عرف قدر نفسه

  2. صدقت والله يا سوداني طافش. يبدو أن الأخ موغل في التمصر ومتشرب بصفات الشخصية المصرية التي تبالغ في التباهي بمقدراتها وإنجازاتها مهما كانت ضئيلة وغير جديرة بأن يتحدث المرء عنها. وكما ذكرت، رغم كبر سننا واهتمامنا بالأدب السوداني، لم نسمع بشاعر باسمه ولم نقرأ له إلا هذا المقال.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..