الفساد وسوء السلطة وجهي عملة الانقاذ!..

من الاشياء التي يحكم الناس بها علي الحكم والحكام هي معيار نظافة اليد وبذل اموال الدولة في مكانها الصحيح ولمصلحة الجميع سواسية دونما محاباة او محسوبية او استغلال!.. ولعل انه قد أدرك الناس في السودان ومن خلال المعايشة لسنوات الانقاذ وحكمها مدي الفساد الذي استشري في الدولة من رئيس النظام ووزرايه وولاته وقادة الحزب الحاكم واعضائه والمتعاونين معهم!.. وظل رئيس النظام ونائبه وقادة المؤتمر الوطني كلما يسألون عن الفساد ووجوب محاسبة المفسدين يجيبون بكل برود وينكرون ذلك ويقولون هاتوا لنا الدليل! وااخرهم هو علي عثمان في لقائه مع قناة الجزيرة!.. نحن نعلم ان السارق لايعترف بالسرقة! لاكن ان تصر ان الدولة تمثل النهج الراشد للحكم وانهم يطبقون النموذج الاسلامي ومسيرة الخلفاء والرسل فهذا محض خرافة ونفاق سياسي يجب فضحه وكشفه لكل من يساوره شك في ذلك!.. هنالك حديث صحيح عن النبي الكريم يقول فيه ان من بتخوضون في المال العام بغير حق فلهم النار!.. وكذلك فانه صلي الله عليه وسلم قد تبرأ من الحكام الذين لايقيمون العدل ولا يبذلون المال وحق الدولة ويبسطونه في مواضعه ولايرحمون من يستحقون الرحمة وذا الرحم!.. هذا من الدين الاسلامي نفسه الذي يدعون انهم أقاموا دولتهم ومشروعها عليه!.. الأسئلة التي يعلم اجابتها قادة النظام ومنسوبيه هل هم فعلا كذلك! اي انهم مثال للحكم الراشد الذي يبذل ويبسط المال العام في مواضعه ولاياخذ حقا من احد الا وقد وضعه حيث يستحق وبكل عدل وشفافية!.. وهنا يحضرني عندما سال عمر بن الخطاب الامام العادل رضي الله عنه سلمان الفارسي عن هل هو اي عمر ملك ام خليفة! وكان المغذي من السؤال لان الملوك معروف عنهم الظلم والفساد والاستبداد! وكان ذلك في عصر ملوك الروم والكسروويين! بينما الخليفة رمز للقيادة الراشدة علي اساس انه يخلف الرسول الكريم! ، فكان جواب سلمان انه من اخذ او جبي درهم او اقل منه بحق وصرفه بحق فانه خليفة ومن أخذه بغير حق او بحق ولاكن صرفه بغير الحق فهو ملك! فبكى عمر خوفا!.. هذه امثلة من النموذج الذي يدعون انهم يمثلونه ويسيرون علي نهجه!.. نعلم انه بعيد كل البعد عنهم ولكنا نزكره حتي يفهم من يستمدون مفردات ومرتكزات نظامهم علي انه نهج اسلامي ان لاصحة لما يروجون!.. الكل يعلم ان العبث بالمال العام اصبح هو سياسة للدولة من اعلي قيادتها وحتي اسفل ترتيب هيكلها!.. ان إيرادات الدولة ومايدفعه المواطنين من ضرائب وزكاة وجبايات يذهب معظمها لمنفعة افراد وفئة قليلة من المنتمين للمؤتمر الوطني وأعوانه! وكل الانفاق الحكومي والذي لايدخل في الميزانية العامة وتبديد اموال الدولة هو فساد يمارسه هذا النظام منذ اليوم الاول له وحتي اليوم!.. وسوء السلطة هو انعكاس لهذا الفساد المنطم للدولة وحزبها الذي له شركات ومؤسسات اقتصادية يذهب ريعها لأفراد من النظام ولحزبهم! بينما تمويل تلك الشركات ورأس المال من حر مال الشعب والمواطن المقهور!.. اذا المحصلة الفساد وسوء السلطة هو كل هذا الخراب الذي وصل له السودان اليوم علي ايدي النظام! وطن منهار اقتصاديا ممزق 95 % من مواطنيه تحت خط الفقر يعاني الحرب الاهلية والجوع والأمراض بينما ترفل قلة قليلة منه في النعيم من عرق شعبنا وفوق دماء واشلاء أبناءنا!..

نضال عبد الوهاب
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يسلم فمك ولسانك ويدك وقلمك يانضال
    لقد اوضحت العله ودواء وعلاج العله
    اتمنى ان يطلع رئيسنا ورجاله وحاشيته على هذا المقال الحق
    (اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه)امين ياالله

  2. سلمت يمينك مقال رائع ( وظل رئيس النظام ونائبه وقادة المؤتمر الوطني كلما يسألون عن الفساد ووجوب محاسبة المفسدين يجيبون بكل برود وينكرون ذلك ويقولون هاتوا لنا الدليل! وااخرهم هو علي عثمان في لقائه مع قناة الجزيرة!.. )
    ماهو الدليل الذي يطلبونه يعني عايزين الناس تحقق معاهم وتعرف ما هو كل شيئ واضح وضوح الشمس من كان يسكن بالايجار صار يملك القصور ومن كان منهم عاطلا صار يملك الشركات والحسابات الخارجية والداخليه فهل هم مقتنعين انه لا يوجد دليل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..