فنان الطمبور الهضبة محمد النصري : نعم أنا فنان الطمبور الأول… لكن العين لا تعلو على الحاجب

من قالوا إنني ظاهرة فنية ستختفي… أين هم الآن؟؟؟
تجربتي اللحنية ليست خصما على مشواري وأغنياتي لا تشبه بعضها
غياب الكاسيت لم أتأثر به… لأن المسرح هو المحك
وحده من وقع على دفتر الأنين حنينا… وحده من جعل آهات الزمان اشتهاء… وحده من قرر أن يتربع على عرش الملايين محبة… وحده من استطاع أن يكون كما أراد أن يكون… وحده من خلق للكلمة وجه عشق سرمدي… وحده من تسارعت إليه الآذان قبل الخطى استماعا… وحده من جعل المحبوب ينادي على محبوبته لحنا… ووحده من جسد للمحبوبة عشيقها في هيئة أغنية….
محمد النصري.. فنان الطمبور الأول منحناه هذا اللقب قبل سنوات… عندها انتقدنا عدد من الذين يتابعون مسيرته أننا استعجلنا الحكم عليه وربما يكون مجرد ظاهرة… وفي حوار جمعني معه قبل خمس سنوات… سألته عن هذا الحديث الذي أطلقه البعض.. فأجاب كعادته ضاحكا (الزمن بينا… يا صباح) وها هو الزمن يكذب كل الأقاويل… ليتربع النصري على عرش الأغنية فنانا أولا بلا منازع ليس لقبا إعلاميا نقدمه به للمتلقي وإنما بالدليل والإثبات، فهو بجانب صوته الذي يخترق المسام ويكسر حواجز الشعور وينعش الإحساس ثمالة ووعيا في آن واحد… وبجانب الكلمة المميزة التي يختارها ويتغنى بها… النصري أصبح له جمهور عريض فهو وكما كتبت قبلا أن جمهوره يعدّ ثاني جمهور بعد الفنان الراحل محمود عبد العزيز… والتحدي أنه يتغنى بالطمبور فماذا لو كان فنانا شاملا ماذا كان سيفعل… ثانيا، إن النصري هو من جعل أغنية الطمبور حفلا في المسارح الكبيرة، يقصده الناس تزاحما وحجزا مبكرا للتذاكر.. فتغنى في أكبر مسرحين مسرح نادي الضباط، والمسرح القومي، فضاقت بالجمهور المساحات… لهذا كلّه أصبح النصري هو الفنان الهضبة.
إلى تفاصيل الحوار:
محمد النصري بعد التحية.. غير العادة دعني أبدا معك من الآخر ما هي آخر أعمالك الغنائية؟؟.
أهلا حبابك.. وكل سنة والجميع بخير، والشعب السوداني في تمام عافيته، والسودان ينعم بالرخاء والأمان، لي العديد من الأعمال الفنية الجديدة، منها عدد من الأغنيات للشاعر الراحل محمد الحسن سالم حميد، وعدد منها لمجموعة من الشعراء، من بينهم محمد أحمد الحبيب، كما أن هناك مجموعة من الأغنيات فرغت من تلحينها، منها ما قدمته إلى الجمهور، ومنها ما سيرى النور قريبا، والأغنيات عندي هي بحر متجدد لا يتوقف، فدائما ما تجدينني معتكفا لوضع اللمسات اللحنية، وأحيانا أستمع إلى الملحنين الذي يقدمون الألحان لأغنياتي، فنحن دائما في عمل ورش مستمرة خاصة بالأغنيات، أتمنى أن نكون عند حسن ظنّ المعجبين.
ذكرت أن لك مجموعة من الأغنيات لحميد، وكأنك تسعى إلى تشكيل ثنائية مع الشاعر حميد بعد رحيله؟؟؟
ثنائيتي مع حميد ليست بعد رحيله، فهي منذ أن كان حيا، تغنيت له لكنني حرصت أن أقدم أشعار حميد إلى جمهوره؛ حتى يكون التواصل ممكننا معهم، وحميد شاعر لا يموت، باقٍ بأعماله بيننا، ويشرفني أن تكون ثنائيتي مع هذا الشاعر الكبير، الذي أرى أنه تجربة إبداعية لا تتكرر، فسأقدم له مجموعة من الأغنيات، أتمنى أن أستطيع أن أضعها للمتقي بإحساس حميد؛ لأن للراحل نكهته الخاصة، وطعمه فيما يخص الكلمة والأشعار.
أغنية الطمبور بعد أن نافست في الساحة، ودخلت المسارح الكبيرة، هل يمكن أن ننافس بها عربيا؟.
نعم يمكن أن تنافس عربيا، وتحصد الجوائز شأنها شأن أية كلمة، وقد يأتي من يقول إن أغنية الطمبور تقدم باللغة العامية، وهذا يمكن أن يحول بينها وبين الانتشار عربيا، لكن كثيرا من الأشعار الخاصة بالمنطقة تكتب بالعربية الفصحى، والسحر في نغم الطمبور وخصوصيته، فيمكن أن تنافس حقيقة، كما أن كلمتنا السودانية هي من أقوى الأشعار عربيا، فنحن لنا رواد، وأفذاذ في الشعر، يتحدون أكبر المواهب الشعرية في الوطن العربي.
فنان الطمبور الأول هل هو مجرد لقب إعلامي، أم أنك قدر المسؤولية، وحجم التحدي؟؟
أولا: هو ليس مجرد لقب إعلامي، تطلقينه أنتِ، أو غيرك من الإعلاميين، هو واقع وحقيقة ملموسة، فأنا قدر المسؤولية، وحجم التحدي، وجمهوري هو الذي يحدد ذلك، فأنا صمدت واجتهدت من أجل النجاح، وهذا لم يتأتَ بالصدفة، فلي كثير من الأدلة التي تثبت أنني أستحقه، فأنا من أحييت أكثر من 12 حفلا جماهيريا، كلها كللت بالنجاح، في مسارح كبيرة ومفتوحة، منها مسرح نادي الضباط، والمسرح القومي أبو المسارح، والتحدي مع الذات قبل أن يكون مع أي شخص آخر، وباختصار لا يصح إلا الصحيح، فعندما أكون فنانا أجوف لا أمتلك ما أقدمه إلى جمهوري، أول من يحاسبني ويعاقبني هو الجمهور نفسه… لكن رغم هذا أقف انحناءة وتواضعا أمام من سبقوني، فهناك أساتذة كبار، أمثال صديق أحمد، واليمني، وغيرهم.. و(العين لا تعلو على الحاجب).
لكن رغم هذا النجاح الكبير، ألسنة معارضيك والنقاد تطولك اتهاما.. بأن تجربتك اللحنية خصمت منك الكثير وجعلت أغنياتك تتشابه؟.
لا أتفق معك أبدا.. فتجربتي اللحنية لم تخصم مني ولو القليل، ومن قال لك إنني احتكر أغنياتي لحنا؟ أنا لي جزء قليل من أغنياتي قمت بتلحينها، وما تبقى كله عبارة عن ألحان عدد من الملحنين، وتعاملت مع الكثير منهم، مثلا ود العوض لحن لي عشر أغنيات، ورامي قسم السيد، وعبد العظيم منصور، وعوض علي، ولا أرى أي تشابه في الألحان بين هذه الأغنيات، أو حتى تشابه في التي قمت بتلحينها؛ لهذا أنا أقول إن ما تقولينه مجافٍ للحقيقة تماما.
النصري تعتلي خشبة المسرح، وتخلق ضجة كبيرة ومن ثم تختفي طويلا… هل هذا طبع الأوائل.. أم سر النجاح؟!!.
لا أبدا اختفائي غير مقصود أبدا، وليس هناك وصفة سحرية لكي تصبح أولا، أو ثانيا، ولا أخطط لهذه الأشياء التي تلاحظينها، كل القصة أنني أجيء إلى الخرطوم فترة، وأحيي حفلاتي، ومن ثم أرجع إلى البلد، حيث أسرتي وأهلي ومكاني، وقد يستمر بقائي في البلد لشهور، وهنا يفتقدك الناس، ويسألون عنك، وأحيانا يعاتبونك على طول الغيبة، وهذا كان سابقا لكن حاليا وجودي في الخرطوم أصبحت تفرضه عليّ برمجة حفلاتي، فكل التحية لمن يسأل عني في غيابي، والتحية للجمهور الذي يرابط باكرا في المسارح، وينتظر ما هي أول أغنية سيقدمها النصري.. لهم كل الحب والتقدير.
لو تذكر قبل سنين قلت لك إن ثمة من قالوا إنك مجرد ظاهرة فنية ستختفي، ماذا تقول لهم الآن؟.
ضحك… وقال أذكر ذلك تماما لكن في البدء أقول لك إن بعض تصريحات البعض أصبحت مجرد ظاهرة فنية تشبه أحيانا الموضة، وأنا لا أهتم لها كثيرا ولا تشغلني لكن وباختصار شديد… من قالوا إنني ظاهرة ستختفي قريبا.. بحثت عنهم… ولم أجدهم أين هم الآن؟ والثابت أن لكل مجتهد نصيبا، والاستمرار لمن يحترم عمله وفنّه.
إذا سألت الجمهور.. أنت فنان الشباك.. (متفق عليه)، لكن إذا سألتك أنت من هو فنان الشباك؟.
قبل أن تسأليني عمّن هو فنان الشباك، أريد أن أقول لا بد من عودة الأصوات المعروفة من الإخوة الزملاء إلى معانقة جماهيرهم، وأنا أعرف أن لكل فنان جمهوره الذي يفتقده، وأغنية الطمبور تستحق الاستمرار فلا بد من العودة إلى المسارح كما كانوا سابقا عندما كانت المسارح تعج بالجماهير المتعطشة إلى سماع أغنية الطمبور… فالمسرح هو المحك عندما تعود هذه الأصوات… أجيب عليك بصراحة، وأخبرك من هو فنان الشباك.
يرى البعض أن الإنتاج الغزير يضرّ بالفنان، وأحيانا قد يحفظ الجمهور أغنياته وينساه هو.. الأمر الذي يجعله يكرر أغنيات معينة في المسارح؟.
أنا لا أنسى أغنياتي أبدا، وأحفظها عن ظهر قلب، بالرغم من أنني تغنيت بأكثر من مئة أغنية، لكن هناك أغنيات يحبها الجمهور، ويحب سماعها، ومنها أغنيات تفرضها المناسبة، مثلا آخر حلقة لي في قناة الشروق تغنيت بعدد من الأغنيات كلها لحميد؛ لأن البرنامج كان عبارة عن حلقة خاصة بحميد، فيمكن أن يصادف أن واحدة من هذه الأغاني غنيتها أمس لقناة أم درمان مثلا لكن حدث اليوم هو من جعلها تتكرر، جميع أغنياتي أحبها وأعدّها مميزة، والإنتاج الغزير لا بد منه؛ فنحن في عصر السرعة والتكنولوجيا، فالأغنية تخرج الآن يسمعها الملايين داخل وخارج السودان في دقائق، فلا بد أن نواكب هذه التقنية، وننتج لأن جديد اليوم يصبح غدا قديما، أنا أعتمد على غزارة الإنتاج كثيرا، وأرى عكس ما يراه الناس.
أخيرا هل ما زلت فنانا بلا مواعيد؟.
ضحك، وقال أنا أفضل من السابق بكثير، أتمنى أن أستطيع أن أرضي جمهوري، وأحبائي، وأصدقائي، وأعتذر عبركم لكل من انتظرني ولم أكن عند حسن ظنّه، ولكل من تأخرت عنه ولم أجيء إليه في موعدي، وأشكر كل من وجد لي العذر، وسامحني، فأنا أصبحت أحترم المواعيد وأقدرها… لكن الظروف هي التي تخذلني كثيرا، كما أشكر صحيفة المشهد الآن التي تهتم دائما بأعمالي، وأخباري، ونشاطاتي، لكم التحية، وكل عام والجميع بخير.
المشهد الآن
محمد النصري تربع على عرش اغنية الطمبور واصبح الاول حقيقة والنصري يمتلك كل مقومات الفنان الناجح شكرا للعلامية الصحفية صباح محمد الحسن التي عودتنا دائما على الجميل وشكرا الراكوبة انتي دائما المكان الذي تلتقي فيه اشواقنا
محمد النصري اصبح من الفنان الذين لهم قاعدة جماهيرية كبيره وهو حقا فنان الطمبور الاول التحية له وللاعلامية والصحفية صباح محمد الحسن التي عودتنا دائما على الجميل